العدوان على غزة احتمال قائم

<p dir="RTL"><strong>أشار رئيس كتلة البيت اليهودي المتطرفة " بينيت" في سياق لقاء صحفي بالقناة الثانية الصهيونية في شهر شباط المنصرم ( 21 شباط &ndash; برنامج التقي الصحافة بالقناة الثانية)، إلى أهمية أن يتعامل الكيان الصهيوني مع التحديات المطروحة أمامه بشكل مختلف، وجوهر الاختلاف يكمن بالمبادرة وعدم الانتظار، وهي المبادرة بالعدوان على اعتبار أن الحروب والاعتداءات التي شُنت بشكل خاص على قطاع غزة منذ عام 2008 كانت تكرار ونسخ لبعضها البعض، وأن المدد الزمنية باتت تطول ويؤكد على " أننا لا نستطيع أن نحتمل حرب 51 يوماً، لذا يجب أن نبادر وننه الأمر بأسرع وقت ممكن".</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;&nbsp;أما "يوئاف جالانت" والذي كان قائد للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، ووزير الإسكان الحالي في حكومة "نتنياهو" أكد أن هذا الصيف سيكون ساخنا ً على حدود القطاع، وفي المقابل كانت تصريحات أخرى بالاتجاه المعاكس تؤكد على عدم توفر مصلحة لهذه المواجهة على لسان " عاموس جلعاد" ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وبذات الوقت يؤكد أطراف مثل وزير النقل والمواصلات " يسرائيل كاتس" على أن هناك مشروع يدفع باتجاه إنجازه يتمثل بتمرير قرار يسمح بإنشاء وميناء عائم أمام شواطئ قطاع غزة، وأمام هذه التطورات والتصريحات المتضاربة راهناً كان اكتشاف النفق مؤخراً والحديث عن الانفاق، وتطوير قدرات المقاومة، وتسليط الضوء من قبل الاعلام عليه، وهذا ما يجعل التساؤل حول ممكنات حكومة الاحتلال على شن عدون على القطاع خلال هذا الصيف مطروح ويحتاج إلى إجابة.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;"</strong><strong>&nbsp;</strong><strong>نتنياهو رجل الأمن وزعيم اليمين في مأزق":</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;إن الصورة التي عمل " نتنياهو" جاهداً على تكريسها تمثلت بأنه القادر على التعامل مع التحديات الأمنية التي يواجهها الكيان، حيث أن الخوف والذعر والتهديد بعدم الاستقرار عوامل مهمة من ناحية استمرار وجوده على رأس الهرم السياسي، واستبعاد كل خيار آخر يمثل تهديد له، لكن من يسعى للمس بهذه الصورة هم قادة معسكر اليمين من شريكه الحكومي " بينيت" والذي يسعى إلى تقديم نفسه كخيار أمني في مواجهة التحديات، وأكثر صرامة من "نتنياهو"، إلى "ليبرمان" والذي يوجه النقد القاسي إلى الحكومة، ويشكك بقدرة " نتنياهو" وبالأخص فيما يتعلق بملف غزة، ولعل أبرز ما أقلق " نتنياهو" في الآونة الأخيرة هو تدني شعبيته أمام "ليبرمان وبينيت" فيما يتعلق بالتعامل مع " الانتفاضة" الأخيرة، ومن يتتبع تجربة " نتنياهو" يمكن أن يستنتج مدى تأثير استقرار حكمه وبقائه على قراراته، ومدى تأثير التفاعلات بالسياسة الداخلية على قراراته، إضافة إلى استغلاله للتصعيد الأمني دوماً من أجل تمرير قضايا اجتماعية واقتصادية محددة، وراهناً ربما يكون خيار التصعيد على قطاع غزة هو المخرج الأكثر ملائمة له، لكن بالمقابل فإن هذا الخيار له تكلفته وتداعياته، لكن تبقى القاعدة أنه كلما شعر بالانحسار والاستهداف يمكن أن يدفعه الأمر إلى التصعيد والعدوان بالأخص في ظل ظروف يمكن تقييمها بأنها مواتية.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;التطويع أو الحصار أو العدوان:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;يبقى خيار العدوان قائم في ظل عدم قدرة حكومة اليمين على فرض شروطها فيما يتعلق بالمقاومة، والتي باتت واضحة في إطار خيارين، إما التطويع والقبول بإملاءات حكومة الاحتلال، أو التجويع، وبهذا الإطار يمكن قراءة تصريحات وزير النقل " يسرائيل غات" وخيار الميناء والحوار حوله، بمعنى أن البدائل قائمة حال الموافقة على الاشتراطات هذا من جهة، ولهدف آخر يتعلق بمحاولة بناء أمل من أن هنالك تفاعل إسرائيلي فيما يتعلق بالميناء والمطار وذلك إدارة أزمة لا اكثر، يمكن أن تطيل أمد الهدوء، و"نتنياهو" معروف بأنه سياسي يحترف إدارة الأزمات، ويرتعب من حلها، وفي الوقت ذاته، يتحضر للمواجهة وبالأخص أيضاً في ظل الهجوم المتزايد من اليمين على قادة جيش الاحتلال، وعدم توسيع إطار قمعه الوحشي أكثر.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;الإعلام وصناعة الرأي العام والاستخدام:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;بات من المعروف دور الاعلام الإسرائيلي فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني، ودوره على مستوى صناعة الرأي العام داخلياً، وإرسال رسائل خارجية كما حصل إبان عدوان 2012 وتصريحات الوزير حينها " بيني بيجن" حول قرارات المجلس الوزاري المصغر والتي قدّمها بشكل مضلل، حيث أكد مؤخراً على تطور قدرات المقاومة وعلى الأنفاق، وهذا التركيز يمكن قراءته بأنه تحضير لعدوان حال اكتملت عناصره، حيث أن الاعلام يمكن أن يشّكل مؤشر لما هو قادم.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;توسيع حكومة اليمين:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;إن الحوارات ما بين " هيرتسل" زعيم المعسكر الصهيوني و"نتنياهو" لم تتوقف كما أشارت وسائل الإعلام، ومؤخراً تعطلت بحكم التحقيق المفتوح ضد "هيرتسل" ويمكن في هذا السياق ان يكون التصعيد على قطاع غزة ومحاولة إطلاق شكل من المفاوضات مع السلطة بالمقابل أو ترتيبات أمنية جديدة تتعلق بالمناطق المصنفة " أ" مبرر لتوسيع حكومة اليمين، وتخلص " نتنياهو" من الابتزاز الذي يتعرض له من شركائه في الحكومة، على الرغم أن هذا التوقع يبقى بعيد بحكم التجربة لكن قائم.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;المخاوف الإسرائيلية من العدوان:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;هناك أيضاً عدة مخاوف إسرائيلية من العدوان، المتمثلة بقدرة المقاومة على المفاجئة، خاصة وأن العدوان الأخير 2014 قد شهد مؤشرات اختلاف تتعلق بنمط عمل المقاومة وتطورها من البعد الدفاعي إلى البعد الهجومي، والتخوف من اعتماد الضربات الصاروخية للمستوطنات في محيط غزة بشكل قوي، بحيث تترك نتائج وآثار دمار واسعة قد تؤثر على معنويات الجمهور الإسرائيلي، وعامل الوقت هو الحاسم، حيث لا يسعون إلى مواجهة طويلة الأمد ويشكّل حالة استنزاف على كافة المستويات، وتمثل حالة خسارة، ويتم تقديمها كفاشلة لناحية تحقيق الأهداف وما يتبع ذلك من لجان تحقيق، ويضاف لذلك إمكانية تفجر الأوضاع في الضفة ومناطق الداخل 48 الفلسطيني خسارة لنتنياهو.&nbsp;</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;المطلوب فلسطينياً:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>إن القاعدة الأساسية التي يمكن أن ننطلق منها فلسطينياً، هو أن العدوان على غزة خيار مطروح، وبقوة على أجندة حكومة الاحتلال واجندتها الأمنية، والاستعداد لمواجهتها بالضرورة أن يتم على قدم وساق، وفي هذا الإطار فإن الحذر من الإعلام الإسرائيلي، وما يقدمه بالأخص، حيث أن متابعة المقاومة لهذا الإعلام باتت معروفة، إضافة إلى ضرورة العمل على تشكيل إطار وطني قيادي مقاوم للتصدي للعدوان، بمشاركة جماعية، وصياغة خطاب سياسي واضح.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;خلاصة القول، أن عدوان جديد على قطاع غزة، احتماله قائم، وهو مرهون بعدد من العوامل الجدية، المتعلقة بالحكومة الإسرائيلية، ومن يقف على رأسها، والظرف الموضوعي، وشكل تطور الحوارات حول غزة بالأخص، ومستوى الفعل النضالي على الأرض في الضفة والقدس، والذي في حال تصاعده يمكن أن يكون عامل كابح أو معطل للعدوان، المطلوب أن يبقى الاستعداد وطنياً، والعمل على تجاوز المأزق السياسي الفلسطيني الراهن.</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;إعداد منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL"><strong>&nbsp;انتهى</strong><strong></strong></p> <p>&nbsp;</p>