فارس زياد ناصر أبو زكار

شيعت جماهير الشعب الفلسطيني ومجموعات النسر الأحمر التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة شهيد النسر الأحمر البطل فارس زياد ناصر أبو زكار إلى مثواه الأخير وسط تظاهرات صاخبة ومصادمات عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني، الذي توج نضاله العنيد بالشهادة ليلتحق بركب الشهداء دفاعاً عن الوطن والكرامة، فكان امتداداً لرفاقه الشهداء الأبطال: جيفارا غزة وأيمن الرزة، وأبو عرب، وعماد عقل وعلم الدين شاهين وابو الريش ورفيق دربه سمير شعث. وكان الشهيد البطل قد استشهد في المستشفى يوم 14/2/1994 إثر إصابته بعيارات نارية في الصدر والرأس قبل ثلاثة أيام، أثناء حملة مداهمات قامت بها قوات الاحتلال في حي الشبورة في مدينة رفح، بهدف اعتقاله واعتقال مسؤول مجموعات النسر الأحمر في قطاع غزة. وكان الشهيد البطل قد ولد في حي الشبورة بتاريخ 1/3/1977 وهو ينتمي إلى أسرة فقيرة مكونة من 13 فرداً، وقد ترعرع الشهيد فارس ابن الـ(17) عاماً في معترك النضال في ساحة الشبورة، التي تمثل واحدة من أسخن ساحات الانتفاضة، وقد شارك في العديد من الهجمات العسكرية ضد الاحتلال، تارة بالقنابل اليدوية وتارة أخرى بالأسلحة الرشاشة (الكلاشنكوف)، وكان آخرها إطلاق النار على أفراد الوحدات الخاصة التي اغتالت شهيد فتح سليم موافي يوم الخميس 3/2/1994 فأصاب اثنين منهم بجراح خطيرة حسب اعترافات العدو. وقد كان الشهيد مطارداً من قوات الاحتلال، أما حادثة استشهاده فكانت على أثر إصابات خطيرة أصيب بها في الرأس والصدر بتاريخ 11/2/1994 عندما حاصرت قوة عسكرية كبيرة حي الشبورة بعد أن فرضت عليه حظر التجول، وأثناء محاولته كسر الحصار حول زميله عبد الرحمن الشيخ، أصيب، وتم نقله بواسطة طائرة مروحية إلى مستشفى سوروكا، إلى أن استشهد في المستشفى وقد تمكن زميله من الفرار، وتسلمت عائلته جثمانه في ساعة متأخرة، وتم تشييع جثمانه في الثانية والنصف من الليلة نفسها بأمر من قوات الاحتلال. وفي الصباح التالي، وفور انتشار الخبر في مدينة رفح ومخيماتها وأنحاء القطاع، خرجت الجماهير إلى الشوارع وأعلن الاضراب العام، وتصاعدت حدة المواجهات ضد الاحتلال، استشهد خلالها رفيقه وصديقه البطل توفيق بركات.