محمد محمود صالح "حازم"

ولد الرفيق الشهيد البطل محمد صالح وسط ظروف المعاناة، والتشرد والاضطهاد معسكر الشاطئ ـ غزة ـ فلسطين. استقرت أسرة الرفيق في معسكر الشاطئ بعد أن أجبرت على الرحيل عن قريتها، عاش رفيقنا وسط هذه المأساة التي تعيشها عائلته التي عانت اضطهاد القوى الإقطاعية والبرجوازية ـ والباشوات ـ إلى جانب الاضطهاد القومي من قبل المنظمات الإرهابية الصهيونية. عاش الشهيد وسط هذه العائلة، جواً وطنياً ناقماً على أعدائه القوميين والطبقيين قرب العائلة كان منخرطاً في أولويات العمل الفدائي منذ العام 1956، ومن الذين وهبوا أنفسهم للقتال ضد العدو الإسرائيلي الهمجي، في إطار الفصائل التي شكلها الشهيد مصطفى حافظ إلى جانب المعاناة التي كان يعيشها الرفيق يومياً شكلت لديه قناعة راسخة في الالتزام بقضية شعبه الوطنية والقومية. حصل الرفيق محمد (حازم) على التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وكان يشارك وأثناء الدراسة في الاضرابات والمظاهرات، في المناسبات الوطنية، واشترك قبل هزيمة حزيران 67 في المقاومة الشعبية ودافع عن المدينة التي احتضنه، ودافع عن مدينته ومعسكره وأرضه الفلسطينية، ورغم الهزيمة ثم ييأس مل بقي يحرص الجماهير المضطهدة على القتال، وفي داخل المدرسة كان يشارك في التحريض والتحضير للمظاهرات، ضد سلطات الاحتلال الغازي، إضافة إلى توزيعه للمناشير. لم يترك الشهيد مجالاً إلا وناضل فيه، من أجل الدفاع عن قضيته، قضية الجماهير المعذبة، التي عانت الأمرين من قبل الغزاة، الفاشيين والبرجوازيين الكبار الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تلطيف وجه العدو القومي القبيح من خلال الترويج لبضاعته وبيعها لجماهيرنا، فكان التزام الشهيد قوياً صلباً بفكر هذه الجماهير وبرنامجها الثوري من خلال انضوائه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في أواخر 1969، حيث شارك ومن خلال الجبهة الشعبية بمجموعة من العمليات العسكرية ضد جنود العدو الإسرائيلي، وضد عملائه الذين اشتراهم العدو بأبخس الأثمان. كان رفيقنا البطل مثال الشجاعة، والتضحية، لما كان يتمتع به من نفس بروليتاري، ثوري، لذا كان محبوباً من قبل الجماهير الكادحة، التي دافع عن قضيتها، تسلم الرفاق تقديراً لعمله الثوري مسؤوليات كبرى، فكان في البداية مسؤولاً عن معسكر الشاطئ، ومن ثم تسلم مسؤولية مدينة غزة والشاطئ. وكان بمثابة "دينامو" الحركة في العمل والنضال، لا يكل ولا يتعب وكان همه الوحيد يتمثل بخدمة الجماهير وتحقيق أهدافها في التحرر الوطني والطبقي من مضطهديها. أرهق شهيدنا جنود العدو الذين كانوا يطاردونه باستمرار مع رفاقه ولقد دفع العدو جواسيسه في المنطقة كلها لمعرفة كان الرفيق حتى يستطيعوا القضاء عليه بسهولة، لما كان يتحلى به الرفيق من مرونة وذكاء. كانت آخر المعارك التي خاضها الشهيد البطل محمد ـ حازم ـ بتاريخ 9/1/1971 في منطقة الرمال بمدينة غزة. خاض المعركة مع رفاقه عبد الحميد ـ مرعب ـ ومحمود أبو حمدة ـ موهوب ـ ضد جنود العدو، ولقد أِرف وزير دفاع العدو دايان على المعركة بنفسه، وكانت المعركة غير متكافئة، استخدم فيها العدو آلياته ودباباته وفرق المشاة، وطائرات الهيلكوبتر، إضافة للحرب النفسية التي ابتعها ضد رفاقنا أثناء القتال بفرض أن يسلموا أنفسهم ولكن رفاقنا واصلوا المعركة، رغم معرفتهم بأنها لصالح العدو، ولقد استطاع الرفاق أن يوقعوا بهذا العدو خسائر فادحة في المعدات والأرواح. بذلك يكون الشهيد البطل محمد ـ محمود صالح ـ قد سقط مدافعاً عن أرض الوطن وكرامة شعبنا البطل، رافضاً الانصياع لأذناب الإمبريالية العالمية، متمرداً على الواقع القائم، واقع الذل والهوان والاستغلال القومي والطبقي، مقدماً مثالاً على أن الكفاح المسلح، هو الأسلوب الوحيد والأساسي، الذي من خلاله تتصدى الشعوب الفقيرة، لقوى البغي والطغيان إلى جانب مجموع النضالات الأخرى السياسة والاقتصادية والجماهيرية، ومؤكداً أن البرنامج السياسي الثوري المستند إلى برنامج عسكري، ثوري هو العامل الأساس والمهم لتحقيق الانتصار على معسكر الأعداء. إن استشهاد الرفيق محمد ـ حازم ـ سيبقى مثلاً حياً لكل الرفاق وسيظل هؤلاء الرفاق مواصلين المسيرة التي كان بين صفوفها الشهيد البطل.