عبد الحافظ العامودي أبو خالد

ولد الرفيق الشهيد عبد الحافظ العامودي في ـ بلدة برقة ـ فلسطين عام 1951 وعاش في كنف أسرة فقيرة حيث كان والده يناضل مع الفدائيين، وضمن الفصائل التي شكلها الشهيد مصطفى حافظ، الضابط المصري في قطاع غزة ـ عام 1955. لم يكن عمره خمس سنوات، عندما هاجم الصهاينة المجرمون قطاعنا الحبيب في عدوان 1956، العدوان الثلاثي، على مصر الذي اشتركت فيه بريطانيا وفرنسا الإمبرياليتين، والعصابات الصهيونية المتمثلة بدولة إسرائيل، التي قامت على حساب تشريد شعبنا عن أرضه. لقد مارست قوات الاحتلال الإسرائيلية أبشع وأقذر الجرائم حيث كانوا يأخذون الناس من بيوتهم ويطلقون الرصاص عليهم، لقد كرروا مذابح دير ياسين أكثر من مرة، شقوا بطون النساء، سرقوا المنازل، لقد عانت أسرة الرفيق معاناة خاصة أثناء ذلك الاحتلال، وكون والد الرفيق منخرطاً في صفوف العمل الفدائي، كان جنود العدو يطرقون باب منزلهم في الليل والنهار، وذلك من أجل اعتقال والده، هذا ما كان يثير رعب الأسرة خاصة والدته، حث يهددونها بالقتل هي وأطفالها، من أجل الاعتراف عن مكان وجود زوجها... كل هذه المشاهد عاشها وعانى منها الرفيق البطل ـ أبو خالد ـ رغم سنيه الخمس. حصل الرفيق البطل على التعليم الابتدائي فالإعدادي، بعد ذلك التحق بالمعهد الفني "مدرسة الصناعة" وبعد أن تخرج أراد أن يكمل تعليمه الثانوي فانهى دراسة الصف الثاني ثانوي. لم تغب صورة الاحتلال البشع لأرضنا عن ذهن الرفيق البطل، في سنة 1956، بل بقيت عالقة في ذهنه، وكان يريد التعلم كي يتخرج ويصبح مقاتلاً متفهماً من أجل قضية تطهير أرضه من دنس المحتلين، ولم يكمل تعليمه لأن جحافل الغزاة المحتلين كانت قد عادت وبعد هزيمة 67، عادت لممارسة الإرهاب ضد شعبنا وعن الحافظ يكتنز الحقد الوطني، ضد هؤلاء الغزاة الصهاينة، فشارك في المظاهرات والاضطرابات، لكنه شعر بأن ذلك وحده لا يكفي لصد الغزاة المعتدي ولإشباع طموحه الثوري فالتحق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أواخر العام 1969، كي يقوم بجميع أشكال النضال بما فيها أعلى أشكاله النضال المسلح.. فكان الرفيق الشهيد البطل مغواراً لا يهدأ له بال، إذ لم يشركه الرفاق في العمليات التي يقومون بها. شارك في عدة عمليات جريئة، تذكر منها على سبيل المثال، إحدى العمليات: قام الرفيق مع مجموعة من رفاقه، بعمل كمين لدورية لجنود العدو، وعند وصول الدورية هذه، باغتها رفاقنا وقضوا على كل الجنود المشتركين بالدورية، وغنم رفاقنا ـ رشاش ناتو ـ كذلك قام الرفيق بتنفيذ حكم الثورة على مجموعة من الخونة المتعاملين مع العدو الإسرائيلي. عندما أصبح الرفيق مطارداً من قبل جنود الاحتلال وفي نيسان سنة 1970، وفي هذه المرحلة واجه رفاقنا، في قطاع غزة، ضغطاً شديداً من قبل سلطات الاحتلال، التي سحبت جنودها من قناة السويس، ووضعتهم في القطاع للقضاء على الثورة، قاد هذه الحملة "شارون" وجاءت هذه الحملة، نتيجة لمساومات أنظمة البرجوازية الصغيرة التي وافقت على اقتراح روجرز، في آذار عام 1970، وبعد ذلك، أتت الهجمة الرجعية التي قادها النظام العميل في عمان لتصفية الثورة، في نفس الوقت كانت المناطق الفلسطينية الأخرى شبه هادئة، مما ساعد قوات الاحتلال بالبدء بعملية الحصار والتمشيط الدقيق لأرض غزة، من الجنوب حتى الشمال، ومن الشرق حتى الغرب، ومع ذلك بقي ثوارنا صامدين، وكان من بينهم شهيدنا البطل. استشهد الرفيق البطل عبد الحافظ، في أثناء معركة بطولية، خاضها مع الرفاق روحي أبو عون، وعبد الله في قرية بيت حانون، في تشرين أول ـ أكتوبر 1971 وأوقعوا بين جنوةد العدو خسائر فادحة.