الرفيق مظفر

لم تكن "إيران" التي ولد وترعرع فيها رفيقنا البطل ـمظفر ـ سوى نقطة انطلاقة لوعيه الثورية الذي ارتبط منذ نعومة أظافره بحسه المبدئي بترابط الثورة الشعبية، والنضال التحرري لكل الشعوب المضطهدة والفقيرة والمعدمة بوجه أعدائها القوميين والطبقيين، فلقد عاش رفيقنا البطل ومنذ حداثة سنه أسير الممارسات الشاهنشاهية البشعة ورضع حليب الثورة من خلال أكواخ البؤس والشقاء التي تضم بداخلها أعداد هائلة من الأسر الفقيرة والمعدمة، وشاهد العشرات والمئات من الأطفال يقضون جوعاً وسط بذخ وترف العائلة الإمبراطورية وحاشيتها. لقد آمن رفيقنا البطل ـ مظفر ـ من خلال إيمانه بوحدة الأداة النضالية للشعوب المضطهدة أن قضية فلسطين هي قضية كل الثوريين والشرفاء في العالم، وعبر عن إيمانه هذا بانخراطه في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لتنمية قدراته العسكرية، وتعميق وعيه السياسي المعادي لكافة أشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد. ولم يمنحه ارتماء الشاه العميل بأحضان الإمبريالية والصهيونية العالمية وخدمته لمصالحهم إلا إصراراً على مواصلة الطريق الذي اخطته لنفسه عن قناعة ودراية، ومواصلة النضال بكافة الأساليب الثورية وأرقاها. لقد تلقى الرفيق مظفر عدة دورات عسكرية وشارك في العديد من العمليات البطولية ضد العدو الصهيوني الرجعي، وكان طوال فترة نضاله في صفوف الجبهة مثالاً المناضل الواعي الملتزم المؤمن بنظرية الطبقة الكادحة وبحتمية تحقيق الانتصار للشعوب المكافحة عن طريق خوض غمار حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد والمستندة إلى حشد طاقات الجماهير المناضلة. استشهد بعد تنفيذ عمليته الانتحارية البطولية في سينما حسين، بتاريخ 12/12/1974 والتي هزت الكيان الصهيوني العنصري، وأثبت جدارة وقدرة مقاتلي الثورة على اختراق كل حواجز الإرهاب والبطش والاضطهاد، ومؤكداً باستشهاده التلاحم البطولي لقوى الثورة على الصعيد العالمي وشعوبها المضطهدة والفقيرة، وعن وحدة الدم الفلسطيني والإيراني في مواجهة قوى الإمبريالية والصهيونية والرجعية.