خلال ندوة في بيروت/ عبد العال: ستبقى فلسطين قنطرة العروبة

حجم الخط


بدعوة من الاتحاد البيروتي، أقيمت ندوة خاصة في قاعة توفيق طبارة في بيروت، تحت عنوان "ستبقى فلسطين عنوانًا للقضية والكرامة"، بحضور حشد من المهتمين. بعد تقديم من قبل عريف الحفل المروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، الذي استهل محاضرته بتوجيه التحية للحضور، التحية المعطرة بنسيم العروبة للحضور البيروتي ، وبتقديم الشكر للاتحاد البيروتي على الدعوة التي أتاحت اللقاء بينهما .


وقال عبد العال: " لابد من مقدمة تتعلق بنظرية الصراع، وحقيقة الاشتباك الدائر في المنطقة وعليها، حيث إن الصراع لا يكرر نفسه بقدر ما هو مستمر يتوقف لكن بشكل مؤقت، يخبو، ويشتعل، يتقدم، ويتراجع لكنه مستمر، لذلك حتى لو استخدمنا ترقيم وعد الثورات والهبات والانتفاضات، والحروب لكنها واحدة في هذا السياق".

وأضاف: " ففي فلسطين قلب الصراع، كان ولم يزل أصل هذا الصراع، وليس ذلك بالصدفة التي جعلت التواريخ تتقارب بين تأسيس الحركة الصهيونية، ومن جهة يقابلها تأسيس الحركات القومية العربية، أو إحياء مملكة "إسرائيل" القديمة ترافق مع إعادة الحديث عن اليقظة العربية، واشتعال الثورة العربية الكبرى، مع وعد بلفور، أو سايكس بيكو، هذا من بداية القرن. وبعد ذلك أعلن البعد القومي للمعركة، حيث كانت حرب العام 1967 لا شيء خارج سياق هذا الصراع،والإمبريالة، وأعوانها، وأدوات الثورة المضادة، والرجعيات العربية، تقوم وعبر مساحة الصراع بتفكيك الفكرة العربية، وتدميرها عبر خلع فلسطين من العرب، ونحن ندرك أن فلسطين هي قنطرة العروبة، هذه القنطرة إن سقطت تسقط معها المنطقة، و كل شيء حولها والعكس صحيح. هذا السياق العام الذي يحكم كل هذا العنوان".


وفي تقييم لكل ما يجري في المنطقة العربية تابع عبد العال قائلاً: "  يدور ذلك حول مسألتين، الأولى: أن لا تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية، والثاني: أن نستبعد "إسرائيل" خطراً أساسياً، وعدواً حقيقياً للأمة ، لذلك تم تصنيع العداوات، واختراع أعداء وهميين محليين، وإقليميين في سبيل تغييب العدو الحقيقي مهما استخدمت أدوات حديثة ومفبركة للتمويه على موضوع الحروب، إلا إن ما يجري اليوم هو طبيعة الصراع، وعنوانه فلسطين، وما الانتفاضة إلا نموذجاً، وبعد مائة وعشرين يومًا، ومائة وخمسين شهيدًا، وعشرات الآلاف من الجرحى، وفي الوقت نفسه هناك خسائر وقعت في صفوف العدو أكثر من تسعة وعشرين قتيلًا وعدد كبير من الجرحى ".


وقال عبد العال: " ونحن هنا لسنا بصدد المديح والتصفيق والهجاء، فالأهم أن نرتقِ إلى مستوى الدم، ونفهم الدروس التي تحصل الآن على الأرض، والوقائع الجديدة، والتفكير بتفعيل الانتفاضة التي تحصل الآن على الأرض، وهي انتفاضة نعم، ونشدد على هذا التعبير، لأن هذا التعبير صار تعبيراً أمميًّا، يعني ماركة فلسطينية مسجلة، وانتفاضة من طراز جديد، فهناك أمور أضيفت لها، وهناك أمور لا تستطيع تكرارها، وهناك شيء لم ينتشر بالمعنى الأفقي، وفي الوقت نفسه ليست كل الأماكن أماكن اشتباك مع العدو، وهي ليست بالزخم المطلوب، وبمعنى أنها ليست بالمعنى الشعبي للكلمة".

وأضاف: " ونحن أيضًا أمام جغرافيا فلسطينية صنعتها اتفاقات أوسلو، وقسمتها عبر عملية فرز أمني تم توزيعه عبر منطقة (أ)، ومنطقة(ب)، ومنطقة( ج)".


كما تحدث في سياق محاضرته حول" احتواء الصراع، وكل ما يحصل الآن من جولات كيري، والتصريحات التي تُسمع، وكل الضغوطات التي تجري لإنعاش وضع الضفة الغربية، وكل شيء يجري تحت عنوان احتواء الصراع وإعادته، إلى وهم وخديعة النزاع، أي أن الحل للنزاع، وهذا شيء مزور بين طبيعة الاحتلال والعلاقة بين المحتل الإسرائيلي والفلسطينيين. هذه الخديعة التي كانت تجري، ومضت عليها سنوات، اليوم هذا الجيل أفشل هذه الفكرة وأعاد الأمر إلى حقيقة إن هذا الصراع الحقيقي، والتناقض الرئيسي هو بيننا والمحتل ."


وأضاف: " استطاعت الانتفاضة فرض حالة منع التجول للمستوطنين، وهي إحدى إنجازاتها، وهذا الكلام لمن يقول إن الانتفاضة لم تحقق شيئًا، واستطاعت الانتفاضة أن تعمل قوّة ردع بالحد الأدنى التي تمتلكها الدهس، السكين، الطلقة، وإن طلب الاتحاد الأوروبي بوقف تصدير منتجات المستوطنين، وهي إحدى إنجازات الانتفاضة ".
والنقطة المهمة الثانية التي حددها هي " تحويل الصراع وهي نقطة يعرفها الاستراتيجيون، ورابين قد نجح في الانتفاضة الأولى في البحث عن إنهاء الانتفاضة عبر أوسلو، وخلق سلطة محدودة، وعلى الرغم من الحديث المتواصل حول" دع الجيش ينتصر، لكنه لا ولن ينتصر على شعب".

كما حذر من الرهان على الانقسامات السياسية، والفصائلية، والجغرافية، وهناك رهان على "فلسطنة" الحرب من جديد عبر تحويل الصراع إلى صراع فلسطيني – فلسطيني.فهذه الانتفاضة تبقى مفتوحة .


والنقطة الأخرى أشار عبد العال إلى أنها  محاولة اختزال الإرادة : حيث اعتبر أن الإرادة هي جيل ومستقبل، فالآن نحن أمام فلسطين حقيقية، وأحياناً وضوح الغاية هو عامل مهم جداً بإعادة إنتاج الروح الوطنية بعد العمل على تمزيق الهوية الوطنية، وخلق لعداء بكل قطر، حتى في الساحة الفلسطينية، ففكرة الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست أن يجتمع الفلسطينيون مع بعضهم، بل بوجود استراتيجية وطنية فلسطينية التي ساهم العدو بتدميرها، وإعادة إنتاجها، وإبعاد الشباب من ساحة النضال، والمقولة التي قالت "إن الكبار يموتون والصغار ينسون" تحولت إلى أن الصغار يناضلون، ومستعدون للاستشهاد من أجل فلسطين، وهناك إرادة شعبية موجودة في الميدان .
فالحماية السياسية والتنظيمية، والوطنية، وكلنا ندرك أن هناك خطرًا جديًّا، والمسألة الأخيرة هي موضوع الحماية الوطنية .


وقد اعتبر أن إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني يكمن في رفع مستوى التجديد الفكري، والثقافي، والسياسي، والكفاحي، ونحتاج لاستعادة القدرة والكفاءة القيادية الفلسطينية التي ترتقي إلى مستوى العطاء الشعبي، ويكون أساس هذا المشروع هو فلسطين بكل أقانيمها، ومرتكزاته في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.
وفي نهاية الندوة افتتح باب النقاش.


marwan al (10)
marwan al (9)
marwan al (8)
marwan al (7)
marwan al (6)
marwan al (5)
marwan al (4)
marwan al (3)
marwan al (2)