عن الاعتصام الجماهيري - في غزة والضفة - ضد الانقسام

حجم الخط

 

على الرغم من ان عدد المعتصمين في ساحة الجندي المجهول/ غزة اليوم 22/10/2016 لم يتجاوز الألف مشارك أو اكثر قليلا( علما بأن أجهزة حماس الامنية حالت دون وصول الباصات المحملة بحوالي 400 مشاركا من محافظات الجنوب والشمال للمشاركة في الاعتصام ،كما وقامت بطرد الاذاعة المتنقلة الخاصة بالاعتصام )، الا ان هذا الاعتصام خطوة أولى تمهيديه في ظل أوضاع القلق والاحباط والخوف واليأس المنتشرة بدرجات متفاوته بين أبناء شعبنا، لذلك لا بد من تواصل هذه الاعتصامات بمشاركة واسعة وجدية من كافة الفصائل والقوى والمنظمات الاهلية والمجتمعية ، ومن المتضررين العاطلين عن العمل من فئة الشباب الجامعيين الذين يزيد عددهم عن مائة ألف عاطل الى جانب اكثر من مائة الف من العمال والمهنيين، علاوة على المتضررين من استكمال عملية الإعمار ويعيشون حالة من البؤس في الكارافانات بسب تدمير بيوتهم من العدو الصهيوني ، ذلك ان عدم التواصل مع هؤلاء وعدم مشاركتهم دليل قاطع على حجم احباطهم ويأسهم وعدم ثقتهم بفتح وحماس وبقية الفصائل علاوة على خوفهم من قمع اجهزة امن حماس ...لذلك كله يجب العمل على تصعيد هذه الخطوة الاعتصامية فيما بعد الى اشكال نضالية ديمقراطية أرقى من التظاهر والاضرابات وصولا الى العصيان المدني في الضفة والقطاع.

فمنذ اوسلو وصولا الى الانقسام الكارثي الراهن ، انتقلت مسيرةِ النضال الفلسطيني- بعد 9 سنوات من الصراع الفئوي بين فتج وحماس على المصالح - من حالة الأزمة التي واكبت هذه المسيرة في اكثر من محطةٍ فيها، إلى حالة المأزق التي يصيبُ اليومَ بُنيانَها وقيادتَها وفكرَها السياسي، وهو مأزقٌ حاد يحملُ في طياته مَخاطرَ أكبر من كل المحطات المأزومةِ السابقة، خاصةً في ظل استمرار هذا الانقسام البشع، الذي أدى إلى تفكيكِ أوصال شعبنا الفلسطيني، الذي يبدو أنه ينقسم ويتشظى اليوم إلى عدة مجتمعات متناثرة مجزأة ، الضفة في واد وغزة في واد آخر ومخيمات الشتات في وديان العرب و اراضي 1948 في واد، لا يجمعها موقف او برنامج سياسي موحد ، بحيثُ يمكن الاستنتاج ، أن ممارسات كل من فتح وحماس ، ستعززُ عوامل الانفضاض الجماهيري عنهما وصولاً إلى حالةٍ غير مسبوقةٍ من الإحباط واليأس ، كما هو حال قطاعات واسعة من شعبنا اليوم في قطاع غزة على وجه الخصوص، حيث باتت قضيتنا اليوم محكومةً لقياداتٍ سياسيةٍ استبدلت–في معظمها- المصلحة الوطنية العليا برؤاها وبمصالحها الفئوية الخاصة ، وهذا يستدعي ويفرض على كل وطني فلسطيني في الضفة وغزة والشتات مواصلة النضال بلا تردد لاسقاط الانقسام خاصة وأن طرفيه - فتح وحماس - لا يملك أي منهما شرعية او مشروعية بالمعنى الوطني الديمقراطي والقانوني والدستوري ، وآن لشعبنا وقواه الحية مغادرة مربع الاحباط والصمت واللامبالاة صوب التغيير الديمقراطي والمطالبة باجراء الانتخابات - باشراف دولي ومحلي -لانتخاب قيادة وطنية شرعية لشعبنا في المجلس التشريعي والمجلس الوطني والسلطة والبلديات في اطارحوار وطني شامل على قاعدة تنفيد اتفاق القاهرة ايار /مايو 2011 وبناء نظام سياسي وطني وديمقراطي يضمن توفير مقومات النضال والمقاومة بكل اشكالها من احل حرية شعبنا واستقلاله .