القوى الشبابية اليسارية في الاردن تنظم حفل وداع لكاسترو

حجم الخط

أقامت القوى الشبابية اليسارية بالتعاون مع سفارة الجمهورية الفنزويلية البوليفارية. فعالية (فيديل في قلب الحياة) وذلك لتكريم المناضل الأممي فيديل كاسترو مساء يوم الأحد الموافق 4/12/2016 في مسرح الرينبو_جبل عمان في تمام الساعة السادسة والنصف. هذا وتضمن التكريم عرضا لفيلم فكري عن حياة المناضل فيديل كاسترو.

وألقى كل من الدكتور موفق محادين، والأستاذ محمد البشير، والرفيق محمد فرج والرفيقة شذى السيد والسفير الفنزويلي والدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية كلمات في الفعالية أكدت على محورية الدور الذي لعبه الشهيد ودوره كقائد أممي حقيقي وفذ.

وتالياً كلمة الدكتور سعيد في حفل التأبين:

نجحت الثورة الكوبية وقائدها فيدل كاسترو بما تميزت به من مواقف في خلق أجواء واسعة من التعاطف والتأييد، وسط حركات التحرر وفي أوساط الشباب، ممن يناضلون ويحلمون بالعدل والحرية وهزيمة الإمبريالية، لذلك كان هؤلاء الشباب ولا يزالون يستحضرون المثال الكوبي وقائدها كمصدر إلهام لهم ونموذج في التحدي والصمود.

يقول فيدل كاسترو في مقابلة أجراها في تسعينات القرن الماضي: “أعتقد أن كوبا اليوم أكثر ثورية من أي وقت مضى، لأن التجربة والمعرفة التي نمتلك أكثر، وهي مكنتنا من أن نعرف مشاكل العالم معرفة جيدة، وكلما تعمقنا في معرفة هذه المشاكل ازداد وعينا في الظلم في العالم”.

أيها الرفاق:

كل الظروف الموضوعية كانت جاهزة لانطلاق الثورة، حكومة استبدادية بقيادة باتيستا، والشركات الأمريكية تسيطر على الاقتصاد الكوبي، ونوادي القمار المسيطر عليها من عصابات المافيا كانت صاحبة الكلمة، مقابل تلك الصورة، كانت هناك مجموعة من الشباب الديمقراطيين الثوريين الذين أدركوا عمق الأزمة الكوبية، لذلك أعلنوا انطلاقة الثورة.

انطلقت الثورة في عام 1953 واستمرت حتى عام 1959، وإن كان ذلك بشكل متقطع، دخلت القوات الثورية إلى هافانا في الأول من يناير عام 1959، لتضع حداً للتبعية والارتهان الأجنبي، ولتسجل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الجزيرة الكوبية.

أيها الرفاق:

لقد دللت سيرة الثورة وقائدها كاسترو أنها اختارت طريقها بعناية ووعي كاملين، لذلك قامت بتأميم المرافق العامة، واستهدفت نظاماً تعليمياً من أرقى المستويات العالمية بحيث أصبحت كوبا تمتلك نسبة المدرسين والأساتذة الجامعيين من أعلى النسب في العالم، ودخلت مرحلة التصنيع.

أيها الرفاق:

إن الإحاطة بفيدل كاسترو والثورة الكوبية ليس يسيراً، لكنني سأضع بعض السمات للثورة الكوبية التي اتسمت بها:

في القرن العشرين أستطيع القول وبكل ثقة، أن ثلاثة رجال من تميزوا على امتداد ذلك القرن، وأعطوا لتجاربهم الثورية خصائص مميزة، لينين وماوتسونغ وفيدل كاسترو، فالثورة الكوبية بقدر ما نجحت في التأسيس لإحداث التحولات الوطنية الداخلية، أدركت وبعمق أنها جزء من الثورة العالمية المناضلة ضد الإمبريالية، فأدركت دورها وواجبها فوقفت بقوة مع شعوب أمريكا اللاتينية ومع افريقيا موفرة كل الدعم والإسناد لتلك الشعوب، سواء لحركة تحرير أنغولا ودعم اثيوبيا ونيكاراغوا دون أن نغفل ولو للحظة واحدة الموقف المبدئي والصلب الداعم للشعب الفلسطيني وثورته.

تعرضت كوبا لحصار ظالم دبلوماسي وتجاري لأكثر من نصف قرن، ومحاولات التخريب الداخلية وأكثر من 600 محاولة اغتيال للزعيم الكوبي، ولكن كل هذه المحاولات فشلت. كانت محاولة غزو خليج الخنازير عام 1961، والفشل الذريع الذي مُنيت به الولايات المتحدة أكبر دليل على إرادة وصمود الثورة الكوبية ورفض المساومة التي أبدتها. كذلك لم تنحني أمام تلك الصعوبات وبقي قلعة صامدة في وجه السياسات العدوانية الأمريكية وتحولت كوبا وبقيادة فيدل إلى منارة ثورة للشعوب المناضلة من أجل الحرية.

إن ما يميز الثورة الكوبية عن غيرها، أنها نجحت في إنجاز استقلال حقيقي من خلال تحطيم بنى التبعية والارتهان للأجنبي، وفتحت المجال لبناء اقتصاد وطني مستقل، أي أنها قطعت الطريق على محاولات الردة والعودة للارتباط مع الرأسمال الأجنبي وهو ما ميزها عن غيرها من التجارب الاشتراكية التي قادتها أحزاب ديمقراطية ثورية.

لقد جسد فيدل نموذجاً في الصلابة والصمود والأكثر من كل ذلك الالتحام مع جماهير الشعب الكوبي، إن من شاهد الجماهير الكوبية التي خرجت بمئات الآلاف لتودع قائدها سيدرك جيداً البون الواسع بين مفهوم الديمقراطية البرجوازية ومفهوم الديمقراطية الشعبية.

وبقدر ما صمدت كوبا في وجه الحصار والتهديد، فإنها جسدت الروح الأممية في دعم الشعوب والحركات المناضلة ففتحت جامعاتها ووفرت فرص التعليم لعشرات الآلاف من الطلاب من مختلف أنحاء العالم. هذه هي الصورة التي جسدتها ولا تزال كوبا بقيادة فيدل.

ستبقى خالداً في ضمير وعقل كل الشعوب المناضلة من أجل الحرية والعدالة

المجد لك ولروحك السلام