نحو جبهة مقاومة واسعة ضد الاحتلال ومشاريع الغرب الاستعمارية

حجم الخط

ونحن نعبّر عن اعتزازنا بالمؤتمر السادس لدعم الانتفاضة والمقاومة في فلسطين، ومشاركة فصائل المقاومة العربية والفلسطينية، والذي أكد على الدور اللافت للجمهورية الإيرانية في دعم مقاومة وانتفاضة شعبنا والتصدي للعنجهية الأمريكية، وتغولها على حقوق ومقدرات الشعوب بالمنطقة، فإن هذا المؤتمر يعتبر رافعة هامة لتطوير مفاعيل المقاومة والانتفاضة، بما يساعدنا في إعادة الاعتبار لطابع الصراع بين شعوب المنطقة مع الحركة الصهيونية، وحليفها الرئيسي بالعالم الولايات المتحدة الامريكية وإداراتها المتعاقبة، فقد أعاد هذا المؤتمر بوصلة الصراع لوجهتها الحقيقية وجاء ليذكر دعاة الحروب المذهبية، ورعاة الحروب العدمية بواجباتهم القومية.

هذا المؤتمر يستمد أهميته وقيمته الأساسية من شقين أساسيين: الأول هو العنوان الذي ينعقد المؤتمر تحته ألا وهو دعم الانتفاضة الفلسطينية التي تمثل الصوت الحقيقي، للجماهير الفلسطينية  الثائرة والرافضة للاحتلال، والمصممة على خوض طريق المقاومة والكفاح المسلح لتحرير فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، بعيداً عن كل أوهام تجزئة شعبنا الفلسطيني عبر الحلول الاستسلامية، وهذا ما يؤكده شبابنا الفلسطيني عبر تنفيذه عمليات المقاومة مستخدماً كل الوسائل المتاحة بدءاً من السكين والدهس وصولاً للصاروخ، مما يؤكد أن ثقافة المقاومة هي جزء أصيل من تكوين وعي الإنسان الفلسطيني، أما الشق الثاني فهو انعقاد المؤتمر على أرض الجمهورية الإيرانية التي تمثل ركناً هاماً في محور المقاومة والممانعة.

مرة أخرى، ونحن نفتخر ونعتز بالمؤتمر والمشاركين فيه وما جاء في بيانه الختامي ندعو القوى الوطنية والإسلامية للعمل الجاد والموحد لتطوير الانتفاضة والمقاومة باعتبارها الطريق للوحدة والعودة والتحرير.

كما ندعو الشركاء في محور المقاومة إلى مقاومة كل أشكال التطبيع وفضح مموليه ورعاته، وتعزيز المقاطعة الشعبية والرسمية سياسياً واقتصادياً وثقافياً للكيان الصهيوني ومؤسساته.

نأمل أن يتم البدء سريعاً في تنفيذ توصيات المؤتمر بما يساهم في تشكيل جبهة المقاومة الواسعة التي ترفع شعار فلسطين وتحريرها كأولوية وايصال كل الدعم الممكن مادياً ومعنوياً وتسليحياً للمقاومة في فلسطين خاصة في الضفة ، وفي الوقت ذاته مواجهة كل محاولات التغلغل الصهيوني والامبريالي في المنطقة للسيطرة على ثروات الشعوب العربية، وبما يمكننا جميعاً من التصدي لسياسات الأنظمة العربية الرجعية وأدواتها التكفيرية في المنطقة.