الآلاف يشيعون جثمان الشهيد باسل الأعرج في الولجة

حجم الخط

شيّع الآلاف من المواطنين، مساء الجمعة، جثمان الشهيد الثائر باسل الأعرج، في قريته الأم "الولجة" قضاء مدينة بيت لحم، وسط تواجدٍ مكثف لقوات الاحتلال ودورياتها في المكان.

هذا وسلمت سلطات الاحتلال الجثمان قرب المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وقد تم نقل الجثمان من خلال سيارات الاسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. ونقل الجثمان إلى مستشفى بيت جالا في بيت لحم.

وقال المحامي فريد الأطرش إنّ 21 رصاصة اخترقت جثمان الشهيد الباسل، بعد فحص الطب الشرعي له في مستشفى بيت جالا بالمدينة.

وبحسب وزارة الصحة فإنّ الكشف الظاهري لجسد الشهيد باسل الأعرج أظهر وجود أكثر من 10 رصاصات، وعشرات الشظايا. وأنّ السبب الرئيس للاستشهاد هو نزيف في القلب بسبب رصاصة اخترقته.

وتعرّض رأس الشهيد لعدة رصاصات، إضافة إلى رصاصتين في أعلى الظهر، رصاصة في القلب، ورصاصة في الجانب الأيمن للصدر، وتهتك في عظام القفص الصدري، ورصاصة في البطن، وتهتك للكبد والطحال، رصاصات وشظايا كثيرة في الحوض.

وشارك الآلاف في تشييع الجثمان، بينهم الأسرى المحررين خضر عدنان، وبلال ذياب، وثائر حلاحلة، ومحمد علان، وغيرهم.

كما شارك الآلاف من الفلسطينيين الذين حضروا من مناطق الأراضي المحتلة، إضافةً للذين توافدوا من مختلف مناطق الضفة المحتلة، والذين بدأوا بالوصول للقرية منذ ساعات الصباح عبر وفود وباصات لوداع الشهيد.

وفور خروجه من مستشفى بيت جالا، وصل جثمان الشهيد باسل الأعرج إلى منزل عائلته، حيث ألقت عليه العائلة النظرة الأخيرة.

ونقل الجثمان إلى خارج المنزل، حيث أدى الآلاف صلاة الجنازة على الباسل، في شوارع قرية الولجة، نظرًا للازدحام وكثرة الأعداد التي لم تستطع التحرّك لأيّ مكان.

وحاول المئات الوصول للنظر إلى الشهيد، فيما ازدادت الهتافات المتفرقة، التي تحيي الشهيد وتدعو لوقف التنسيق الأمني، وتؤكد على مقارعة الاحتلال واستمرار الاشتباك، تطبيقًا لوصية الشهيد الباسل.

وانطلقت الجنازة فور انتهاء الصلاة إلى مقبرة عائلة الشهيد الأعرج، من أجل دفنه في ثرى الأرض التي بقي فيها خلال أعوامٍ طويلة.

وفور انتهاء صلاة الجنازة، أدى والد الشهيد باسل الأعرج، محمد الأعرج، التحية العسكرية لجثمان ابنه.

وكانت سلطات الاحتلال قررت تسليم جثمان الشهيد باسل الأعرج، عصر الجمعة، بعد أن رضخت لمطالب عائلته، حيث رفضت الأخيرة أية شروط للتسليم كانت قد وُضعت.

ومنعت العائلة رفع أيّ علم غير العلم الفلسطيني خلال جنازة ابنها الشهيد الباسل، كما ستستقبل التعازي بالشهيد الثائر بدءًا من عصر اليوم الجمعة، حتى مساء يوم السبت، في منزله بقرية الولجه.

وكان الاحتلال اشترط على عائلة الأعرج دفن الشهيد على الفور، وعدم دخول الجنازة إلى منزل العائلة لوداعه.

وكان المطارد والناشط الفلسطيني باسل الأعرج، استشهد خلال اشتباك مسلح، مع قوات خاصة صهيونية، في السادس من مارس الحالي، في منزل بمدينة رام الله، ومنذ ارتقائه، يحتجز الاحتلال جثمانه لليوم الرابع على التوالي.

وبرز الصيدلاني الأعرج من قرية "الولجة" (قضاء بيت لحم)، كناشط في المقاومة الشعبية وحملات مقاطعة الاحتلال منذ سنوات، وعمل على مشروع لتوثيق مراحل الثورة الفلسطينية بجولات ميدانية للمجموعات الشبابية.

وكان الأعرج قد تعرض للاعتقال لدى جهاز "المخابرات العامة" الفلسطيني، لعدة شهور بتهمة التخطيط مع خمسة شبان آخرين لتنفيذ عمليات للمقاومة، أعاد الاحتلال اعتقالهم، باستثناء الأعرج الذي بقي مطاردًا حتى استشهد.