ذياب صراعنا مع العدو صراع وجود وليس صراع حدود

حجم الخط

قال الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني "إن هذه المرحلة الصعبة وبقدر ما فيها من تحديات، فإننا نعتقد بأن الرد العملي على هذه التحديات والاستجابة لها يتمثل بإعادة تعريف الصراع إلى جذوره، كصراع بين حركة تحرر وطني ومشروع استعماري استيطاني وإحلالي وعنصري. وأن الاشتباك مع هذا العدو اشتباك تاريخي ومفتوح، باعتباره صراع وجود وليس صراع حدود.

جاءت كلمته خلال مهرجان جماهيري أقامته جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، يوم أمس الاثنين 3 نيسان 2017، بمناسبة ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض، وتحدث في المهرجان كل من الدكتور أحمد العرموطي رئيس المنتدى الناصري، والأستاذ جواد يونس والدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.

وأضاف ذياب "تأتي هذه المناسبة في وقت تتزايد فيه المخاطر على القضية الفلسطينية، حيث تتصاعد وتيرة الاستيطان وتهويد الأرض، وتتكشف صور التطبيع الرسمي العربي والتهافت على العدو، سواء بالزيارات لهذا الكيان بل وحتى بالدعوات الصريحة بأن لليهود حق إلهي في فلسطين، وتتنامى المشاريع التسووية التي يشكل الانتقاص من الحقوق الوطنية القاسم الأعظم لها، معتبراً عملية التدجين للأنظمة العربية وقبولهم بفكرة التعايش مع هذا الكيان، لا يمكن أن تنطلي على جماهيرنا العربية، أو تقبل بها، لأنها تدرك ومن خلال وعيها ما يمثله هذا العدو من خطر على حاضر الأمة ومستقبلها".

وأكد على أن الوضع العربي ليس بأفضل من الوضع الفلسطيني، فالدول العربية تعيش حالة من التشتت والإنهاك بفعل صراعات داخلية وبينية، تحت دعاوي طائفية ومذهبية، وبات القرار الرسمي العربي أسيراً للقوى الإقليمية والدولية، بل تحولت تلك الأنظمة العربية إلى أدوات لتنفيذ المخطط الاستعماري الذي يستهدف الدولة الوطنية والهوية العربية. وفقدت الدول العربية بوصلتها وفي سياق ترجمة فقدان البوصلة، شهدنا موجة من التطبيع الرسمي واندفاعةً محمومة نحو الكيان الصهيوني للتحالف معه تحت ذريعة مواجهة عدوٍ مُتخيل.

وتابع "في ظل هذا الانهيار الرسمي العربي، يأتي انعقاد القمة العربية، حيث باتت فيه واشنطن المرجعية المطلقة لعموم الأنظمة العربية، وتنامى الإحباط الشعبي العربي من القمم العربية التي سجلت منحنى هابط ينحدر دورها في كل عام عما سبقها من قمم".

واكد أن تقييم القمة العربية الأخيرة لا يجوز أن يحدث ذلك بمعزل عن موازين القوى داخل هذه القمة، حيث تسيطر الأنظمة الرجعية العربية ودول النفط على مقدرات الأمة الذي يجعل من مخرجات هذه القمة بالتأكيد، مخرجات لا تنسجم من قريب أو بعيد والمصلحة القومية والأمن القومي العربي.

وأضاف "هذه القمة التي تغيب عنها سورية، وبقي مقعدها شاغراً، ولأن الدول التي سعت لتعليق عضوية سورية، تريد أن يبقى المسرح فارغاً، حتى يبقى الطريق مفتوحاً أمامهم للتآمر على سورية ودورها ووحدتها".

وتابع "يبدو واضحاً وبالرغم من عمومية البيان الصادر عن القمة، فإنني أعتقد أنها ستكون قمة التنازل تحت شعار التحالف العربي الإسرائيلي في مواجهة إيران، معتبراً أن كل هذا يأتي من أجل تسهيل مهمتها في مصادرة الأرض وتهويدها، سنّت دولة العدو أولاً قانون العودة لتسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وثانياً قانون أملاك الغائب هذا القانون الذي استخدم لمصادرة أراضي اللاجئين الذين طردوا من أرضهم ومصادرة أراضي من تغييبهم عن أرضهم في دولة العدو.

وأشار إلى أن الإنسان الأردني يعيش مرحلة صعبة جراء السياسات الاقتصادية والقرارات التي اتخذتها الحكومة انصياعاً لإملاءات وشروط صندوق النقد الدولي، تلك القرارات المتمثلة بفرض مزيد من الضرائب على السلع الأساسية، الأمر الذي فاقم من مسألة الغلاء وعمّق الحرمان والفقر، وكل هذا في ظل بطالة تزداد يوماً بعد يوم.

واكد إن الحكومة لا تقف عند هذه الحدود الاقتصادية، بل إنها وإمعاناً في فرض سياساتها المتناقضة مع المصلحة الشعبية الأردنية، فإنها اندفعت نحو التطبيع مع العدو الصهيوني ومن خلال مشاريع ذات طابع استراتيجي، من شأن تلك المشاريع تكريس التبعية الكاملة للاقتصاد الأردني للكيان الصهيوني.

وشدد على ان الحكومة الأردنية تعمل على ممارسة التضييق على الحريات العامة وحرية التعبير، بحيث بات الأردن يتصدر الدول في التراجع في مستوى الحريات العامة، هذا الأمر هو الذي دفعنا كحزب إلى تبني شعار "رحيل الحكومة"، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني قادرة على مواجهة هذه التحديات والنهوض بها.

وتوجه بالتحية إلى شهداء الكرامة صناع الكرامة، ولشهداء الأرض سدنة الأرض، لشهداء المقاومة في لبنان وفلسطين، لشهداء حماة الديار، لهم في يوم الأرض تحية الإكبار والاعتزاز والخلود، للأسرى الذين يشكلون الكتيبة المتقدمة في مواجهة العدو، كل التحية لشعبنا الفلسطيني ولكل شعوبنا العربية المدافعة عن عروبة الأرض كل التحية.

مشيراً إلى ان الثلاثين من آذار من كل عام، يحتفل الفلسطينيون والقوى الوطنية والتقدمية العربية وأحرار العالم بيوم الأرض، مؤكدين على رفضهم لسياسة التهويد ومصادرة الأرض، ومتمسكين بعروبتها. يوم الأرض ليس يوماً عادياً، بل هو حدث محوري في الصراع، فالأرض كانت جوهر الصراع وأساسه وعنواناً للانتماء.