الذكرى السنويه الرابعه والأربعين لأستشهاد المناضل باسل الكبيسي

حجم الخط

 يصادف اليوم الأربعاء، السادس من نيسان ذكرى استشهاد القائد القومي باسل الكبيسي، والذي اغتالته رصاصات الحقد الصهيونية في باريس، معلنًا بدمائه التي سالت وجسديه المسجى على طريق تحرير فلسطين عمق وأصالة الإنتماء لهذه الأرض ولتاريخها وهويتها الكفاحية.

العراق مسقط الرأس وفلسطين الوجهة

ولد الشهيد المفكر باسل الكبيسي في عام 1934 لعائلة عراقية في بغداد، 1934، وهو أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية في بيروت وأحد مؤسسي حركة القوميين العرب وأحد كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ينتمي الراحل لعائلة معروفة بمواقفها الوطنية والقومية، إذ مثلت عائلته القاعدة الاجتماعية لمدينة كبيسة العراقية وضواحيها، والقاعدة الاقتصادية التي كونت خطوط التجارة ما بين العراق وسوريا والأردن والسعودية وتركيا.

واستشهد القائد الكبيسي بعد ثلاثة أيام من تعرضه للاغتيال على يد عملاء الموساد في باريس، بعد أنّ وجهوا له عددة طلقات من مسدس بريتا كاتم للصوت.

ناشط سياسي وقائد طليعي

تلقى باسل رؤوف الكبيسي دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951م، وعلي إثر مظاهرات الطلبة التي شهدتها بيروت استنكاراً لإعلان قيام الحلف "التركي- الباكستاني" في شباط عام 1954 م، أصدرت إدارة الجامعة قراراً بفصله مع مجموعة من زملائه.

وخلال دراسته في الجامعة الأمريكية، لمع باسل الكبيسي كناشط سياسي وقائد طلابي، مكنته قدراته الثقافية والقيادية من القيام بدور سياسي مهم ليس في الجامعة فحسب، بل في كامل لبنان، وتعرّف في تلك الفترة على حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش، وكان من أوائل من التحقوا بحركة القوميين العرب.

وبعد طرده من الجامعة، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أتم دراسته الجامعية ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1955م ، ثم عاد إلى العراق وساهم في تأسيس فرع حركة القوميين العرب هناك.

وفي عام 1956م عُين باسل الكبيسي مديراً لمكتب وزير الخارجية العراقية، فاستطاع التعرف عن كثب علي تحركات النظام العراقي السياسية وتمكن من وضع عبوة ناسفة في إحدى السيارات المرافقة للوفد الأردني الى مفاوضات إعلان الاتحاد الهاشمي في آذار عام 1958م، وقد انفجرت في قصر الزهور ببغداد، واعتقل باسل على إثرها للتحقيق معه.

وأفرج عن الكبيسي أثر ثورة تموز عام 1958م، ثم أعيد اعتقاله في عهد الرئيس الأسبق عبد الكريم قاسم عام 1959م رفقة عدد من أعضاء حركة القوميين العرب لمدة تزيد على العام.

وتزوج باسل الكبيسي من السيدة نادرة الخضيري، التي تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الانجليزي وتنتمي الى أرقى العائلات البغدادية.

منظّر قومي وعضو في الجبهة الشعبية

وعندما تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خريف عام 1967م، كان الدكتور الكبيسي من أبرز العناصر في أوساط المثقفين والطلاب العرب والأجانب في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لدعم الثورة الفلسطينية.

الدكتور الكبيسي عُين أستاذاً في جامعة كالغاري بكندا عام 1969م، وبقي في منصبه حتى 1972م، حين عاد إلى أرض الوطن، وتولى عدة مسؤوليات هامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وتولى الدكتور الكبيسي رئاسة تحرير مجلة الوحدة الناطقة بلسان حركة القوميون العرب في العراق، ومن ثم غادر العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته، حصل على شهادة الماجستير من جامعة "هوارد واشنطن" ومن ثم شهادة الدكتوراه الموسومة عن حركة القوميين العرب وتطورها ونشأتها.

رصاصات غادرة وخسارة وطنية كبيرة

اغتاله عملاء الموساد وهو في مهمة خاصة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم (6) نيسان سنة 1973.

أرّخ الدكتور الكبيسي لحركة ثورية هامة في تاريخ التحرر العالمي من قوى الشر الإمبريالية في المنطقة العربية، وهو مؤلف كتاب "حركة القوميون العرب" الصادر عن مؤسسة الأبحاث العربية عام 1985، والذي نال على إثره درجة الدكتوراه في العلوم السياسية.