نحو جبهة وطنية لمجابهة نهج التصفية/ التسوية

حجم الخط

من الذي يتصدى اليوم لبرنامج ترامب -نتنياهو؟

من يوقف اليوم محمود عباس وفريقه العرّبي الرسميّ؟

ومن هي القوى والشخصيات الفلسطينيّة والعربيّة التي يمكنك أن تؤشر عليها الآن وتقول: هذه هي جبهة المقاومة الوطنية المُوحدة التي تقف في مواجهة برنامج التسوية وتتصدى لسلطة التنسيق الأمني ومشاريع التطبيع وما يُسمى " لجان التواصل مع المجتمع الاسرائيلي" وتتصدى لتصفية حق العودة وعلى عينك يا تاجر؟

نحن نسأل مثلاً، هل تريد -أو حتى تستطيع -حركة حماس مثلاً، أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمفردها أن تتصدى لمثل هذه المهمة الوطنية والقومية الكبرى؟ الجواب: لا.

والسؤال أيضاً برسم الأخوة في حركة الجهاد الاسلامي والرفاق في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب وحزب التجمع الوطني (48) وحركة أبناء البلد وقوى التحالف الفلسطيني وكل تجمع وحزب ومجموعة تقول: نحن ضد نهج أوسلو!

لا تستطيع -أي من هذه القوى -أن تقف بمفردها في مواجهة برنامج محمود عباس، أرادت ذلك حقاً - أم ادعته بالكلام واللغو - لا فرق . لكن بإمكانها أن تقف معاً في جبهة وطنية واحدة وتقلب الطاولة على برنامج أوسلو.

إن مثل هذه الجبهة الوطنية غير موجودة حتى الآن ولكن هذا لا يعني أنها لا تتشّكل تحت رماد الأحداث وحقائق الواقع والاكتشاف المتكرر لفشل برنامج أوسلو ورموزه. الجميع أصبح اليوم أمام حالة فرز، الدول والأحزاب و" النخبة " السياسية والثقافية. وهذه مرحلة حسم أصبحت على الأبواب، المسالة وقت وليس إلا.

من الذي يعيق تشكيل وولادة مثل هذه الجبهة التي تضم كل القوى الرافضة - فعلاً- أو قولاً- لمشروع اوسلو ؟

هل قواعد وكوادر هذه القوى هي السبب في عدم وجود مثل هذه الجبهة؟ اشك في ذلك. ولو تركوا الأمر لقواعد الحركات الوطنية والفصائل الفلسطينية لتغيرت أشياء كثيرة. أن من يعيق تأسيس هذه الجبهة الوطنية هي خيارات القيادات والإدارة السياسية وليس مواقف ولا مزاج قواعدها وأنصارها وأسراها وعوائل شهدائها.

شعبنا يريد الوحدة الآن، لكنه يريد حماية قضيته الوطنية من خطر التصفية / التسوية ويريد أن يرى مثل هذه الجبهة الوطنية التي تضم الكل الوطني وتعيد الحياة لنهج الانتفاضة والمقاومة بديلاً حقيقياً واقعياً وحيداً لتحقيق العودة والتحرير والمساواة وإقامة فلسطين الواحدة الديمقراطية على كامل التراب الوطني.

لا نملك إلا دعوة كل قوى شعبنا، المتحررة من قيود التبعية، والحرة في خياراتها وفكرها، أن تلتقي على قاعدة تأسيس البديل الوطني لخيار أوسلو وما يُسمى " الدولة " الوهمي والذي سقط ألف مرة.

اليوم، مثل الأمس، ومثل الغد، إما أن تكون مع مشروع روابط البلديات والحكم الإداري الذاتي المحدود ( الذي قد يلبسوه طربوش دولة ) كما يقول الرفيق الأمين العام أحمد سعدات أو عليك أن تقف في معسكر آخر، وتدعو إلى ولادة المعسكر الوطنيّ والقومي العربي، الخط النقيض والبديل الثوري الوحيد ، والذي يرى كل الشعب وليس جزء منه ويرى كل الوطن وليس منطقة واحدة وهو المعسكر الذي نريده ، لأنه المعسكر المنتصر حتما ولو طال الزمن .