جرار وسعافين وبقية المعتقلين : "منكم السيف ومنا دمنا"

حجم الخط

بهذه الكلمات جسد درويش بعمق فكره وقوة حسه، حال شعبنا الأعزل الذي يدافع عن وجوده وحقوقه المشروعة الثابتة غير القابلة للتصرف ممثلا بالمجلس الوطني الفلسطيني الحقيقي الأسير في باستيلات أبارتهايد اسرائيل الاحتلالي والذي تألقت فيه بالأمس خالدة جرار وختام سعافين  إلى جانب الرفاق والأخوة احمد سعدات ومروان البرغوثي وكريم يونس وعباس السيد ومحمد القيق وبقية المعتقلين عنوان شعبنا وروحه. ما سطره درويش يعبر عن المعادلة الشعبية  لشعبنا في المقاومة، فالغزو الصهيوني منذ مائة عام وحتى هذه اللحظة يعمل بعنصرية لا مثل لها في التاريخ الحديث ضد شعبنا الأعزل الا من عزيمته الوطنية، من خلال نهبه للأرواح و الأراضي الفلسطينية، وتشريد الشعب الفلسطيني في الشتات وحتى داخل وطنه، وزج مئات الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين في زنازينه تحت فنون التعذيب الجسدية والنفسية والمهينة للكرامة الانسانية. ولعل اعتقال الاحتلال مؤخرا للنائبة خالدة جرار وختام سعافين رئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بلا سبب إلا إيمانهما بحق شعبنا المشروع وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ومبادي القانون الدولي والانصاف الطبيعي،  في الدفاع عن وجوده وحقوقه،  يقدم الدليل القاطع الألف بعد المليون على المعادلة الشعبية الفلسطينية التي جسدها درويش في شعره. فالاحتلال أي احتلال لا يمكن له أن يستمر دون التنكيل بالشعب الخاضع للاحتلال، هذه حقيقة موضوعية يكرسها المنطق وتاريخ الشعوب المحتلة.

لكن السؤال الذي يعبر عن جوهر الحالة الفلسطينية اليوم،إذا كانت هذه هي المعادلة الشعبية  لشعبنا فما هي المعادلة الرسمية للسلطة الفلسطينية ورئيسها السيد محمد عباس !!!! السيف الاسرائيلي يزداد حدة وقوة وطولا كل ثانية، والسلطة الفلسطينية تتعاظم في قمعها وفسادها وفي تصارعها على الكراسي والانقسام والفتات، وهي تتباهى بأبهة الحراسات الفارغة وتتسابق على المؤتمرات ونعم الفنادق وتوزيع العطايا والمنافع، وتزداد السلطة تفردا وتسلطا وصل حد المساس بالسلطة القضائية بعد ان دفنت بغير رحمة السلطة التشريعية.

لم تفعل السلطة حتى الان سوى ثرثرة الإدانات والجمل البليغة والتنسيق الأمني الفعال، بخصوص حتى شعاراتها الرنانة حول تبنيها للنضال  السياسي والدبلوماسي والقانوني . فقد التجم لسانها في قضايا الأسرى وتقرير غولدستون وقرار محكمة لاهاي والاستيطان، حرق الدوابشة وابو خضير، وهي حتى لم تكلف نفسها عناء المتابعة الدبلوماسية والقانونية لحقنا في اللجوء  لمحكمة الجنايات الدولية والجمعية العامة للأمم المتجدة ومجلس الأمن الدولي لتنفيذ جميع القرارات الدولية الخاصة بحقوق شعبنا، بل وحتى للأمور التي وردت في سرطان اوسلو حول عدم العمل على تغيير الواقع في القضايا النهائية. فقد بات الاستيطان ضم للأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرايلية، وأسرلة القدس باتت واقعا ،والمياه تحولت الى حق اسرائيلي، واللاجئون باتوا أرقاما للتاريخ. وأكثر من ذلك لم يتجرأ الرئيس أبو مازن أن ينبس ببنت شفه جدية حول اعتقال سعدات الذي تم بالتواطؤ بين الولايات المتحدة وبريطانيا وابارتايد اسرائيل الاحتلالي وصمت مطبق من السلطة حتى تاريخه. واليوم سمعنا ادانات كثيرة فلسطينية وعربية وعالمية لاعتقال جرار سعافين  ولكن الرئيس عباس إرتئى أن الصمت أبلغ !!! أخيرأ همسة موضوعية من التريخ تقول للرئيس عباس، تذكر ابو عمار، فالاحتلال لا يرحم فادخر لك بعضا من رحمة شعبك.