"الشيوعي اللبناني" يحتفل بانطلاقة "جمول" وتحرير بيروت في لبايا

حجم الخط

بمناسبة العيد الـ35 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) وتحرير العاصمة بيروت، أقامت منظمة لبايا بالحزب الشيوعي اللبناني احتفالاً سياسياً وفنياً في بلدة لبايا، بحضور أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية بالحزب ولفيف من الشيوعيين وأهالي البلدة، سبقه زيارة لأضرحة شهداء الحزب و(جمول) حيث قدم الرفاق تحية بإضاءة للشموع.

بدأ الحفل بالنشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني. ثم ألقى سكرتير منظمة لبايا أحمد عقل كلمة المنظمة موجهاً التحية لأبطال "جمول" من شهداء ومناضلين وأسرى محررين، معاهداً اياهم استمرار متابعة درب النضال حتى تحرير الإنسان الذي حرر هذه الأرض أيضاً.

كما نوه بدور عمليات "جمول ونضالها والتي كبدت العدو خسائر عديدة أجبرته على الانسحاب من بيروت والبقاع والجبل وصيدا والنبطية". وعن عيد "جمول" قال "مناسبة تكبر وتتعاظم مع الزمن وحسب الحاجة بحسب الحاجة لحركة ثورية وطنية تستجيب لضرورات الشعب والواقع السياسي".

وتابع "نحن في فرع لبايا ملتزمون مع حزبنا وبه وعاملون بجد وجهد على تنفيذ برنامجه المرحلي، وجعل البيان الوزاري عنواناً نضالياً للمرحلة القادمة. وسنعمل على فرض تطوير وتحسين قانون الانتخابات الاعرج، وجعله نسبي على مستوى لبنان دائرة واحدة. خارج القيد الطائفي".

سمراني

وللمناسبة ألقت عضو المكتب السياسي، يانا السمراني كلمة الحزب الشيوعي توجهت خلالها بالتحية إلى الحضور وقالت "نحتفل اليوم، ونحن على أعتاب السادس عشر من سبتمبر/أيلول، بالذكرى الخامسةِ والثلاثين على إنطلاقةِ جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، تلك الذكرى العظيمة المحفورة عميقاً، في تاريخ النضالات الوطنية التي خاضها شعبُنا وحزبُنا الشيوعي اللبناني، بالنار والدم والعرق، والفرح، والتضحيات، والعِزّة"، مُشيرةً إلى أن "لجمول في تاريخ هذا الوطن ميزتان: أولهما، أنها شكلت إمتداداً للصراع الوطني في تاريخ لبنان الحديث، واستمراراً للمعارك الشعبية في وجه مختلف أشكال الإحتلال والتدخلات الأجنبية، كمثل، العاميات الفلاحية وثورة طانيوس شاهين، والنضال ضد الانتداب الفرنسي، والتصدي للإنزال الأميركي سنة 1958، وصولاً إلى تجربة الحرس الشعبي والأنصار في وجه التهديدات الصهيونية. أما الميزة الثانية، فتمثلت في جديد القوى السياسية – الاجتماعية التي أطلقتها، إذ بادر حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين في لبنان إلى إعلانها جبهة وطنية عريضة، على إختلاف القوى السياسية والأيديولوجية التي ساهمت في محاربة الجيش الإسرائيلي الذي كان يُعتبر – حتى ذلك الحين – "الجيش الذي لا يُقهر".

وأردفت "كيف لا؟ وقد أينع، هذا التراث والتراكم النضالي الطويل، مقاومة متميّزة، وإرادة شعبية لحمل السلاح، واحتضان للمقاومين، والدفاع عن الوطن، ومواجهة الاحتلال الغاشم. هكذا، وما أن دخل الصهاينة إلى بيروت، تجلت الرصاصات الأولى في إعلان جورج حاوي ومحسن إبراهيم بأسم حزبيهما، فكانت جمول التي وجدت لتنتصر  وانتصرت".

وأضافت "وبعد عشرة أيام فقط من عمليات المقاومة المتتالية على مواقع العدو ودورياته العسكرية في بيروت (صيدلية بسترس، محطة أيوب، مقر منظمة التحرير، الكونكورد، الويمبي، وسواها)؛ كان أول التحرير بيروت، حيث نادى العدو عبر مكبرات الصوت: "يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار فنحن منسحبون". وتوسعت بعدها العمليات في سائر المناطق، وتحولت المقاومة إلى مقاومة شعب، وانضم إلى صفوفها آلاف الكادحين والمقاومين نساءً ورجالاً. ولاحقت المقاومة جيش العدو، وكالت ضرباتها حتى أقاصي الجنوب مرورا بالجبل والأقليم والبقاع الغربي".

وتابعت سمراني "قاد الشيوعيون نوعاً مميزاً من الكفاح المسلح الحقيقي، بعيداً عن أي طابع استعراضي أو إعلامي، حيث ثابر الشيوعيون بصمت، فخططوا وجهزوا ونفذوا مئات العمليات البطولية والنوعية في داخل المناطق المحتلة. فلهذه الوجوه السرية المنتشرة على كامل خريطة الوطن، التي أضاءها القمر في مسيرها الليلي، ألف تحية".

وأضافت "تمكنت المقاومة من دحر قوات الإحتلال وتحرير لبنان في العام 2000، بفضل الدور الرئيسي الذي قامت به المقاومة الإسلامية. وبرغم الظروف الاستثنائية والصعبة، بقيت عروق جمول تنبض بالمقاومة، وتقدم الشهداء والأسرى والجرحى حتى آخر لحظات اندحار الجيش الإسرائيلي عن الشريط الحدودي المحتل. وتشهد لبايا وسائر قرى البقاع الغربي الأمامية وجبل الشيخ، بالإضافة إلى مناطق الجنوب المتقدمة على صلابة وعناد المقاومين الذين حملوا قضية تحرير الأرض والإنسان. كما بقيت جمول تتصدى للمشاريع العدوانية والتوسعية الصهيونية، وقدمت المزيد من الشهداء على مذبح الحرية، في صريفا والجمالية، إبّان حرب يوليو/تموز 2006".

وقالت "أما اليوم، فلا يسعنا إلاّ أن ننحني إجلالاً أمام تضحيات الجيش اللبناني وشهدائه، في سبيل مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة وإخراجها من جرود الوطن الشرقية، واستعادة رفاة جنوده المختطفين. وقد أبدى رفاقنا عن استعدادهم في الذود عن القرى المتاخمة للجرود في منطقة بعلبك-الهرمل".

وشدّدت على أن "هذا التحرير يبقى منقوصاً، ليس فقط دون استرجاع آخر شبر من تراب لبنان يقع تحت براثن الإحتلال الإسرائيلي، إنما أيضاً وأيضاً، دون أن يتكامل مع حركة التغيير على الصعيد الداخلي. فمعركة التغيير تخاض ضد الرأسمالية التبعية ونظامها السياسي الطائفي الممعن بالفساد. وهي تبدأ، أولاً، بتحقيق مشروع تنموي يستنهض المناطق المحررة، ويؤمن فرص العمل لفئة الشباب التي تعاني من البطالة والأجور المتدنية والهجرة"، مُؤكدةً "مرفوضة هي السياسات الفاسدة والمفقرة للشعب، القائمة على أساس مصالح الطبقة السياسة الحاكمة".

وأشارت إلى أن سنوات النضال التي خاضتها هيئة التنسيق النقابية "أثمرت عبر التظاهرات والإضرابات ورفضها المساومة على الحقوق، فكان أن تحولت السلسلة من مطلب إلى حق مُكتسب أجبرت الدولة على إقرارها".

وأضافت "اليوم سنتابع المعركة إلى جانب شعبنا ونطالب بصرف السلسلة وعدم التهديد بالتراجع عنها، ونؤكد على رفضنا لمحاولات تنفيذ بعض مقررات باريس 3 تحت حجة إقرار السلسلة، وهي محاولات ترمي إلى تعميم التعاقد الوظيفي وتقليص التقديمات الصحية لموظفي القطاع العام من أساتذة وعسكريين ومدنيين"، مؤكدة وقوف الحزب الشيوعي "إلى جانب العمال والموظفين وأصحاب الدخل المحدود، في رفضهم لزيادة الضرائب غير المباشرة عليهم، بدءاً من ضريبة القيمة المضافة إلى سائر الرسوم التي وضعت بذريعة تمويل السلسلة. ونؤكد على أن سلة الضرائب التي أُقرت على أرباح المصارف والشركات المالية والفوائد، وعلى الربح العقاري يجب أن تبقى، بل أن يتم رفع معدلاتها".

واختتمت كلمتها بالقول "إن الحزب الشيوعي اللبناني، اذ يؤكد على أهمية تلاقي القوى السياسية الديمقراطية والنقابات والمجتمع المدني، من أجل التحرك ورفع الصوت عالياً والضغط لتصحيح السياسات الاقتصادية الاجتماعية، ومكافحة سياسة الفساد والافقار والبطالة والهجرة وهدر المال العام، ومن أجل تأمين نوعية التعليم الرسمي، وعدم رفع الأقساط المدرسية في المدارس الخاصة، وتأمين التغطية الصحية الشاملة، والحق بالتقاعد وضمان الشيخوخة وصندوق البطالة وتصحيح الأجور في القطاع الخاص، بالإضافة إلى سائر الخدمات العامة من كهرباء ومياه وبيئة مستدامة، وحل أزمة السكن. بالإضافة إلى كل هذه المطالب المحقة والأساسية، يصر حزبنا على استمرار المواجهة السياسية وتظهير حالة الاعتراض في الانتخابات النيابية القادمة، وسيسعى الحزب إلى تشكيل إطار وطني للمعارضة، سعياً لخوض الانتخابات على مستوى الوطن كله، داعياً جميع القوى العلمانية والمدنية والوطنية للالتقاء وخلق معارضة سياسية تغييرية".

وإلى أبطال جمول قالت "يقول الشاعر: "إن كنت تريد أن يكون الجبل وطناً فيجب أن تكون نسراً"، وها أنتم بسواعدكم السمراء، قد حولتم هذا الجبل وطناً حراً".
واختتم الحفل بتحية فنية وطنية لفرقة "عشاق الأقصى".