الشعبية برفح تنظم لقاءً سياسياً حول آخر التطورات السياسية الراهنة

حجم الخط

نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – منطقة علم الدين شاهين برفح لقاءً سياسياً للكادر استعرضت فيه آخر التطورات السياسية الراهنة، بحضور عدد كبير من قيادات وكوادر الجبهة بالمنطقة.

وافتتح مسئول المنطقة الرفيق خالد نصر اللقاء باسم فلسطين، مرحباً بالحضور، مشيراً أن الهدف من هذا اللقاء هو استعراض آخر التطورات السياسية الراهنة، خصوصاً التطورات الإيجابية المتسارعة على موضوع المصالحة، وموقف الجبهة منها وآليات الوصول لوحدة وطنية حقيقة تصون الثوابت والحقوق بعيداً عن المشاريع والمخططات المشبوهة التي تستهدف تصفية قضيتنا الفلسطينية.

وأكد نصر عل ضرورة استثمار هذا اللقاء في تحشيد موقف الجبهة لدعم إنجاز المصالحة وتشكيل قوة ضغط حقيقية على الأرض للوصول إلى الأهداف المنشودة.

واستحضر نصر في مداخلته كوكبة من شهداء محافظة رفح والذين ارتقوا شهداء في شهري سبتمبر وأكتوبر، خص بالذكر منهم الشهداء أنور نصر، علم الدين شاهين، سمير شعت، علي أبو طه وكوكبة من شهداء الجبهة برفح وشعبنا والمناضل الأسطوري تشي جيفارا، معاهداً إياهم بأن تبقى الجبهة تحافظ على  وصيتهم وتسير على دربهم حتى العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة  على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس.

واستحضر ذكرى  عملية 17 أكتوبر المجيدة، مشيراً أن قوات الجبهة الشعبية ومقاتليها أسقطوا في هذه العملية نظرية الأمن الصهيونية وضربت في العمق الصهيوني، وقتلت أحد أبرز الإرهابيين العنصريين صاحب مشروع الترانسفير المجرم رحبعام زئيفي لتؤكد للقاصي والداني أن الجبهة لا تنسى دماء قادتها وشهداءها .. وقائدها الرفيق أبوعلي مصطفى... وأنه مهما تعرضت لضربات فإنها ستنهض كطائر الفينيق من بين الرماد لتواصل النضال والمسيرة، موجهاً التحية إلى صناع هذه الملحمة البطولية وعلى رأسهم رفيقنا وقائدنا الملهم أحمد سعدات، والرفاق القادة عاهد أبوغلمى، محمد ومجدي الريماوي، حمدي قرعان، باسل الأسمر.

من جهته، استهل عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق إياد عوض الله مداخلته باستعراض المشهد الإقليمي والدولي، خاصة تراجع المشروع الأمريكي الصهيوني الذي استهدف محور المقاومة وتحديداً الدولة السورية ووحدتها وجيشها وذلك في أعقاب انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه على هذه المخططات.

وأضاف عوض الله أن هذه التطورات جعلت من الإدارة الأمريكية وحلفائها إعادة صياغة مخططاتها لاستهداف المنطقة من جديد، وذلك من خلال تمرير مخطط يستهدف محور المقاومة والممانعة من أجل الحفاظ على مشروعها الاستعماري الامبريالي الصهيوني ومصالحها في المنطقة، وصولاً لسيطرتها الكاملة عليها، مشيراً أن هجوم الرئيس الأمريكي ترامب غير المسبوق على إيران وتهديده بإلغاء الاتفاق النووي هو تأكيد على نية أمريكية وصهيونية ومن خلفها بعض الرجعيات العربية في استهداف محور المقاومة والممانعة، وربما التمهيد لخطوة ضرب إيران.

وبيّن عوض الله أنه في ظل هذه الأجواء والتغيرات في المشهد الإقليمي والدولي لصالح المقاومة، تجري محاولات على قدمٍ وساق من أجل تبريد الساحة الفلسطينية من خلال الدخول على خط المصالحة للوصول في نهاية الطريق إلى مشروع سياسي يصب في خدمة عودة التسوية وما يُسمى بالمشروع الإقليمي أو صفقة القرن والتي تقايض القضية الفلسطينية وتبريد جبهتها والتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات معه مقابل استهداف إيران ومحور المقاومة.

وأوضح عوض الله إلى أنه ورغم هذه المخاطر والمحاذير التي يمكن استنتاجها  وتوقعها من محاولات استثمار هذه المصالحة، إلا أن موقف الجبهة من هذه التطورات الإيجابية المتسارعة هو الترحيب بأي جهد يبذل من أجل تحقيق المصالحة، وتوجيه الشكر للدور المصري في هذا الموضوع، إلا أن الأهم هو في كيفية تحويل هذه المصالحة إلى رافعة للمشروع الوطني تقطع مع مرحلة أوسلو وتتحلل من التزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية حتى تكون ذات عقيدة وطنية تدافع عن أبناء شعبنا ومصالحهم وليست ذات عقيدة مرتبطة بهذا الاتفاق الكارثي، مضيفاً أن شعبنا يريد من المصالحة أن تكون عامل قوة لمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها مواجهة الاحتلال.

وشدد عوض الله على أن موقف الجبهة من الحوارات في القاهرة والتي بدأت بلقاء ثنائي ومن ثم ستوجه دعوة لحوار وطني شامل أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الحوار من جديد على ما تم الاتفاق عليه، خاصة وأن هناك أرضية خصبة باتجاه إنجاز المصالحة، ومعالجة جميع الإشكاليات العالقة، والتي جاء في اتفاق القاهرة عام 2011 والذي توصل إلى القواسم المشتركة والذي بموجبه يجري تنفيذ الاتفاق.

وقال عوض الله: " إن وحدتنا هي مصدر قوتنا وإن تحقيق المصالحة يجب أن يكون على أساس التمسك بالثوابت وبالمقاومة وبالقواسم المشتركة بعيداً عن المحاصصة واقتسام السلطة".

وحول سلاح المقاومة أكد عوض الله على أن الجبهة وجماهير شعبنا لن يسمحوا ببحث هذا العنوان على أي طاولة، فالمقاومة حق مشروع لشعبنا كفلتها القوانين والشرائع الدولية.

وأشار عوض الله إلى أنه في حال الفشل بالوصول إلى اتفاق لإنجاز المصالحة، أو في ظل محاولات من أي طرف لتعطيلها فالجبهة ومن خلفها جماهير شعبنا ستواجه ذلك بالميدان من خلال الضغط المتواصل، وهي جاهزة لدفع فاتورة ذلك، مؤكداً أن هذا بحاجة إلى استثمار كل طاقات وجهود كادرات وقواعد الجبهة وتحصين الأوضاع الحزبية وتعزيز العلاقة مع الجماهير من أجل التحشيد لهذا الموقف في الميدان ومواجهة كل ما من شأنه تعطيل المصالحة أو أي مشاريع تصفوية خطيرة.

وأوضح عوض الله بأن مشاركة الجبهة الشعبية من عدمها في حكومة الوحدة الوطنية القادمة، مرهونة بالبرنامج السياسي، لافتاً أنه إن كان برنامج الحكومة قائم على اتفاقية أوسلو والتزاماتها فإن الجبهة لن تشارك فيها.

من جهته، لفت عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة ومسئول المحافظة الرفيق محمد مكاوي إلى أن الجبهة الشعبية وهي تدخل هذا العام يوبيلها الذهبي قدّمت خلالها التضحيات والمحطات الهامة لا يمكن استثنائها أو تجاهلها، فهي المدرسة الثورية التي ما زالت تحافظ على الثوابت وتدافع عن مصالح الجماهير ورأس حربة التصدي لكل حالة الهبوط بالموقف السياسي.

وأشار مكاوي بأن شعبنا منذ مائة عام وهو يقاوم الهجمة الشرسة التي استهدفت أرضه ووجوده، مشيراً أن هزيمة الأنظمة العربية على كل المستويات كانت سبباً رئيسياً في وقوع شعبنا في هذه الكارثة.

وأشار مكاوي بأن الجبهة على الدوام ومنذ انطلاقتها وحتى الآن تميزت عن غيرها بأن لها نظرة عميقة وصائبة من جميع الموضوعات بما فيها طبيعة الصراع وأشكال مواجهة التحديات وسبل تعزيز الوحدة، لافتاً أن الثابت لديها والذي جسدته دائماً أنها لم ولن توجه سلاحها إلى أبناء شعبنا وأن هذا السلاح موجه فقط للاحتلال، وأن الدم الفلسطيني والاقتتال محرم.

وفي موضوع المصالحة، أكد مكاوي على ضرورة تحويلها إلى رافعة وطنية لتخفيف معاناة شعبنا ووسيلة لمواجهة المشاريع التصفوية وما يجري التخطيط له من صفقة القرن مثالاً، داعياً لضرورة إرساء الشراكة الوطنية بعيداً عن المصالح والمحاصصة.

واعتبر أن الحوار الوطني الشامل والذي يتمخض عنه صوغ استراتيجية وطنية موحدة هو السبيل لحل جميع القضايا العالقة ومواجهة كل النهج السياسي الهابط.

وحول المقاومة، أكد مكاوي بأن المقاومة وسلاحها خط أحمر وواهم من يحاول تدمير هذا السلاح، مشيراً أن الجبهة دعت دائماً لتشكيل جبهة وطنية موحدة تكون بمثابة هيئة أركان واحدة هي من تقرر تكتيكات وتوقيت ونوعية المقاومة ضد الاحتلال بشكل موحد.

وأشار مكاوي إلى أن الجبهة كانت أول فصيل انتقد علانية عدم قيام السلطة برفع الإجراءات الظالمة التي فرضتها على القطاع في أعقاب الأجواء الإيجابية بعد حل حركة حماس اللجنة الإدارية وقدوم الحكومة إلى القطاع، مشيراً أنها ترفض ربط التراجع عن هذه العقوبات بنتيجة الحوارات في القاهرة، فهي دعت دائماً لتجنيب الأمور الحياتية أي شروط سياسية.

وطالب مكاوي بضرورة حماية المصالحة، من خلال تحشيد الجماهير وممارسة الضغط من أجل إنجازها، مشدداً على أن قطاع غزة سيبقى الرقم الصعب وأنه على الدوام سيفشل كل المشاريع الاستسلامية وأي محاولات لفصله عن باقي الوطن.

وأجمعت جميع  المداخلات والأسئلة المطروحة من قبل الرفاق والإجابات عليها على ضرورة تحشيد دور الجبهة على كافة المستويات الوطنية والسياسية والشعبية من خلال الحراك الميداني واللقاءات الجماهيرية والحراك السياسي مع مختلف فصائل العمل الوطني من أجل تحصين اتفاق المصالحة ومنع أي محاولات من جماعات المصالح لعرقلته أو محاولة تمرير أي مشاريع خطيرة، وضرورة التحشيد لفعاليات الجبهة والتي تدخل هذا العام يوبيلها الذهبي.

 
22450466_10155750775653050_178665923_o
22396682_10155750773438050_832363215_o
22396852_10155750775448050_634164598_o
22396814_10155750773198050_648450286_o
22396814_10155750773198050_648450286_o
22403875_10155750775618050_876154087_o
22403929_10155750774053050_1429287849_o
22403911_10155750775278050_1814338237_o
22403979_10155750774733050_1816183818_o
22404072_10155750774223050_853837260_o
22404051_10155750775843050_465976717_o
22404174_10155750775493050_2076518888_o
22404246_10155750775553050_105599590_o
22404269_10155750773998050_475264790_o
22404257_10155750774843050_1987900947_o
22404294_10155750774858050_1206786_o
22425665_10155750775213050_997839570_o
22449443_10155750774948050_807342220_o
22449366_10155750773013050_1592136768_o
22450416_10155750775093050_724196743_o
22450477_10155750772933050_129986667_o
22450466_10155750775653050_178665923_o