عقد ملتقى الفكر التقدمي في محافظة رفح جلسته العاشرة تحت اسم الشهيد " عماد عقل" في ذكرى استشهاده الرابعة والعشرين، ناقش خلالها موضوع" المقاومة في بعديها الاستراتيجي والتكتيكي ".
وقد قدّم الرفيق محمود جروانة نبذة ملخصة عن سيرة ومسيرة الشهيد عقل الكفاحية حتى لحظة استشهاده.
وقد افتتح الجلسة الرفيق محمد مكاوي مسئول الجبهة الشعبية برفح مرحباً بالحضور من الشخصيات الوطنية والأكاديمية، وبضيف الجلسة القيادي في الجهاد الاسلامي أحمد المدلل "أبو طارق " الذي قدمّ ورقة تحت هذا العنوان، مقدماً الشكر لملتقى الفكر التقدمي الذي أتاح له هذه الفرصة وللدور الوطني الذي يلعبه وخصوصاً أنه يضم كل أطياف اللون السياسي الفلسطيني.
وأشار المدلل إلى أن كفاح شعبنا الذي امتد لقرابة 100 عام منذ وعد بلفور ضد مشاريع الاستعمار والاستيطان في فلسطين، وضد قيام كيان "صهيوني" على أرضها و ما زال نضالنا ممتداً ومتواصلاً حتى هذه اللحظة رغم كل المؤامرات المحدقة بقضيتنا الوطنية وتعدد أقطابها، والهرولة وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية.
كما تحدث عن خطة "ترامب وصفقة القرن التي وضعت لها الآليات للتطبيق متجاوزة القضية الفلسطينية، معتبراً أن أعواماً من المفاوضات وباعتراف رجال اوسلو أوصلت قضيتنا إلى مزيد من التمزق والضياع والتشرذم والتوغل في دمنا نتج عنها الانقسام وتبديد المنجزات التي تحققت بفعل التضحيات الجسام لشعبنا، والسعي الحثيث لإنهاء مقاومته وتصفيتها، إلا أن خيار شعبنا هو اعتبار المقاومة خياراً استراتيجياً في مواجهة كل ذلك وصولاً لإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وأوضح المدلل أن نضال شعبنا وقواه تجسد في أشكال متنوعة من النضال، كان أبرزها في الانتفاضات المتواصلة، والعمليات العسكرية، ولا يمكن أن ننسى رواد الكفاح المسلح الشهداء جيفارا غزة وابوجهاد وفتحي الشقاقي وأبوعلي والذين كانوا أعلاماً في تاريخ شعبنا.
وأشار المدلل أن عمليات المقاومة أكدت أن العلاقة الطبيعية مع العدو الصهيوني هي علاقة "التضاد" الذي لا يمكن التعايش معه إطلاقاً، وهي الركيزة الأساسية لخوض النضال المتواصل ضده ، خاصة وأن طبيعة هذا العدو الكولونيالي الاحلالي العدواني لا يمكن أن يقبل بقيام أي كيان فلسطيني، وانه حسب التقارير العالمية فإن وجود هذا الكيان الصهيوني هو سبب عدم الاستقرار العالمي ، وأنه بات واضحاً أن خيار إقامة الدولة على اراضي 1967 أصبح خياراً عقيماً في ضل هذه الطبيعة للكيان الصهيوني .
وقد تنوعت المداخلات من وجهات نظر الحضور حيث أشارت بعضها إلى أن ممارسة المقاومة له طبيعة تكتيكية يجب أن تصب في خدمة استراتيجيتها بعيدة المدى ، وذلك حسب الظروف المتاحة وطبيعة المكان والزمان ، وارتباط ذلك بالقرار الجماعي (السلم والحرب) ، وإعادة بناء (م.ت.ف) كممثل شرعي ووحيد لشعبنا معبراً عن تطلعاته والتي يؤكد ميثاقها في المواد على اعتبار الكفاح المسلح خط استراتيجي للشعب الفلسطيني لا يمكن التراجع عنه في استعادة فلسطين.
واعتبرت بعض المداخلات أنه يجب تصويب أداء تشكيلات المقاومة ولا تخرج عن إطار حماية شعبنا والدفاع عنه وتوحيد بنيتها عبر جبهة وطنية موحدة، وترتيب بيتنا الفلسطيني حتى يخدم السياسي على العسكري .
وقد لُخصت الجلسة بالتأكيد على أن المقاومة في بعدها الاستراتيجي هي رفض وجود الكيان الصهيوني على أرضنا، وقد تطورت أشكالها وأدائها وأساليبها بحيث لم يتم استثناء أي شكل من أشكالها، والمطلوب بالمعنى التكتيكي تقييمها وتقييم هذه التجربة الكفاحية الطويلة والتي تقرها المواثيق الدولية ولا أحد يستطيع احتكارها أو وقفها أو تصفيتها فهي مرتبطة بهوية شعب محتل ويعاني اضطهاد عنصري من عدو كولونيالي إحلالي لا يشبه أي احتلال في العالم، ويعتبر آخر الاحتلالات في العالم، وضرورة الانتباه جيداً إلى ما يدور في الاقليم من تشكيل المحاور التي يهدف مروجوها إلى إحياء صراعات دينية وطائفية وإلحاق مقاومتنا بالإرهاب خدمة للمشروع الصهيوني، ويجب بناء التحالفات على أساس مقاومة المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة العربية .
التعليقات