الذكرى الخامسة لرحيل صديق فلسطين "هوجو تشافيز"

حجم الخط

يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة لرحيل زعيم فنزويلا القائد “هوجو تشافيز” الذي لايزال بطلأ وقائدً في أذهان العديد من المواطنين في فنزويلا، فلم تتراجع شعبيته المرتفعة وخصوصًا لدى الطبقات الفقيرة، فقد ترك ورائه ألقاب وبطولات وأعمال شكلت إرث من حب شعبه له.

تشافيز

رئيس فنزويلا الواحد بعد الستين. صار رئيساً للبلاد في 2 فبراير عام 1999. عرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

يعد شخصية مهمة جداً في أميركا اللاتينية، حيث قاد فنزويلا متحدياً السياسات الأميركية، وعمل على انشاء مرحلة سياسية فريدة من عمر أمريكا اللاتينية، أعادت إلى القارة مدها اليساري وتعاطفها مع قضايا المستضعفين في العالم أجمع.

وتشهد الشخصيات المتربعة على رئاسة العديد من الدول في القارة على أن الحالة التشافيزية، التي حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها احتواءها، باتت ظاهرة عصيّة على التدجين.

ويقول متابعون إنه كتب وقرأ كثيراً إلا أنه أحب أكثر أن يتحدث، وقد كان تشافيز يحب مخاطبة شعبه على الدوام، ويخاطبهم بمعدل 40 ساعة أسبوعياً، ولم يعقد الرئيس الراحل أي اجتماعات روتينية، إلا أنه كان يدعوهم إلى اجتماعات أسبوعية تذاع إما على التلفاز أو الإذاعة.

وكان صاحب القميص الأحمر الشهير، الذي وُلِد في 28 يوليو عام 1954 في الكوخ الطيني لجدته روزا إنيز تشافيز في قرية سابانيتا الفقيرة المعدَمة، وفيّاً للفقراء الذين عايشهم في أفقر أحياء بلد يعوم على النفط.

فمنذ تسلّمه السلطة بعد انتخابات ديمقراطية في عام 1998، عكف تشافيز على تشكيل دستور جديد للبلاد يستوحي أفكار سيمون بوليفار (1783 – 1830)، محرر معظم دول أمريكا اللاتينية من الاحتلال الإسباني.

كان لتشافيز سجلاً عسكرياً متميزاً مع الجيش الفنزويلي. قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز وتوجهاتها الليبرالية الحديثة وأودع إثرها السجن.

بعدما أطلق سراحه عام 1994، أسس حركة الجمهورية الخامسة التي تعرف اختصاراً بـ MVR Movimiento Quinta República وهي حركة يسارية تعلن أنها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا.

اختير تشافيز كرئيس للبلاد في انتخابات عام 1998 بسبب برنامجه الانتخابي الداعم للفقراء في البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان، كما أعيد انتخابه عام 2006، شن تشافيز حملات عدة في فنزويلا ضد الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض اجتماعية أخرى.

وعلى الصعيد الخارجي، كان معروفاً بعدائه للولايات المتحدة على طول الطريق، حيث اتهمها بدعم محاولة انقلاب عسكري أبعده عن السلطة لمدة يومين في العام 2002. في العام 2004، نجح في نزع فتيل الأزمة التي حاولت واشنطن تغذيتها بين فنزويلا وكولومبيا على الحدود بين البلدين.

كما عُرف بمعاداته الشديدة لـ"إسرائيل"، وكان مُقرباً جداً من الزعماء العرب، وعُرف بوقوفه بجانب القضية الفلسطينية دائماً؛ حيث لقّبه الكثيرون بـ "صديق العرب، أو صديق فلسطين، أو تشافيز العربي".

حين قامت "إسرائيل" بالعدوان على قطاع غزة عام 2009؛ أعلن تشافيز أن فلسطين هي دولة مستقلة حرة، وأن السفير الصهيوني؛ شخصٌ غير مرغوب به على الأراضي الفنزويلية. فأعاده لـ"إسرائيل"، وسحب سفيره من تل أبيب، وقلّص التعامل معها لأدنى مستوى، حيث قال: ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي، لو كان لهذا العالم ضميرٌ حي. يقولون أن الرئيس الإسرائيلي شخصٌ نبيل يدافع عن شعبه، أيّ عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه ؟

فى فبراير 2012 أجريت له عملية جراحية في كوبا، وفى أكتوبر 2012 أعيد انتخابه لولاية جديدة لـ 6 سنوات وفى ديسمبر 2012 خضع لجراحة في هافانا لإزالة ورم سرطاني ولم يهدر أي فرصة للحديث مع الشعب، ووصف في إحدى المرات مديري شركات النفط بأنهم يعيشون في شاليهات فاخرة لإقامة حفلات، وفى 5 مارس 2013 توفى تشافيز.