الأحزاب والقوى والفعاليات القومية واليسارية في الاردن لا لإستمرار سياسة تكميم الأفواه

حجم الخط

عقدت الأحزاب والقوى والفعاليات القومية واليسارية اجتماعاً لها تناولت فيه العديد من القضايا التي تهم جماهير شعبنا الأردني.

فقد تدارس الاجتماع الظروف العربية، وخاصة في أجواء انعقاد مؤتمر القمة العربي في الظهران، وجاءت نتيجته انعكاساً لهزالة وهشاشة النظام الرسمي العربي حتى أن القضية المركزية للشعوب العربية لم تأخذ مكانها سوى التأكيد على عروبة القدس. ولم تكن تتطلع الجماهير العربية الى أكثر من ذلك نتيجة انحدار دور هذه المؤسسة العربية الرسمية التي طالما اتخذت قرارات إيجابية في عقود سابقة.

وتزامن هذا الاجتماع بأجواء محمومة ومؤلمة نتيجة العدوان الثلاثي الأمريكي – البريطاني –الفرنسي على سوريا الشقيقة بهدف تدمير بنيته الأساسية، والحيلولة دون الوصول الى تسوية سياسية تحفظ سوريا أرضاً وشعباً موحدة جغرافياً وسكانياً.

وأكدت الأحزاب والقوى المجتمعة على ضرورة دعم الشعب السوري بكل الوسائل لمواجهة العدوان الخارجي وعدوانية القوى الظلامية التكفيرية المدعومة امبريالياً وصهيونياً.

واستعرض الاجتماع الأوضاع المحلية في البلاد، واستمرار حالة التأزم الداخلي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً واستمرار حالة التضييق للحراكات السلمية الشعبية والتهديد بالقبضة الأمنية لكل أشكال النضال السلمي، واستمرار سياسة تكميم الأفواه وعدم السماع للرأي الآخر.

يأتي ذلك في أجواء مقلقة من نهج الحكومة الأردنية في التسابق مع التطبيع مع العدو الصهيوني الذي يضيق الخناق على جماهير شعبنا الفلسطيني يوماً إثر يوم. وتسمح الحكومة بذرائع واهية وضعيفة بعودة سفير الكيان الصهيوني الى عمان ويداه ملطخة بدماء أبناء الأردن على الاراضي الأردنية.

وعلى صعيد آخر تتفاقم الأزمة الاقتصادية وتتعمق وتستمر سياسة الحكومة في اتخاذ إجراءات افقار الشعب الأردني وارتفاع أسعار العشرات من السلع الأساسية والخدمية، وخاصة السلع الارتكازية (المحروقات) التي أقدمت الحكومة على رفع أسعارها رغم أن المعادلة العالمية أكدت انخفاضها.

وها هي حوادث السلب والنهب والقتل والانتحار تتوالى يومياً في العديد من المدن والقرى الأردنية، التي تعبر عن حالة الأزمة الاقتصادية في البلاد، وحتى صندوق النقد الدولي يؤكد من جديد أن حالة الفقر في البلاد سوف تتفاقم في السنوات القادمة.

وبدل أن تقوم الحكومة بدراسة جادة وجدية لمعالجة هذه الأوضاع في ظل تفاقم أزمة المديونية الخارجية، فان الحكومة تقوم بمحاولات جادة من أجل السطو على أموال الضمان الاجتماعي بهدف توظيفها واستغلالها وبحجة استخدامها في مجالات الاستثمار!!! وتجربة هذه المؤسسة مريرة في شراء مشاريع استثمارية فاشلة وخاسرة.

وعلى صعيد الأوضاع الإقليمية وفي ظل الفشل الذي تعرضت له وأصيبت به السياسية الامريكية، وخاصة في العراق وسوريا، فإنها تسعى جاهدة بالتعاون مع حلفائها لوقف عجلة النجاحات، والحيلولة دون الوصول الى تسويات سياسية لمجمل الحالة السياسية الملتهبة، وتسعى الولايات المتحدة استثمار وجودها لنهب المزيد من أموال الشعوب العربية، وخاصة الخليجية، وخلق تحالفات معادية لتطلعات جماهير شعبنا، ووصل الأمر الى حد أن تطرح بعض الأطراف العربية مشاريع تحالف تستبدل فيها وجود القوات الامريكية بقوات عربية مما يزيد من تعقيد الأوضاع في ظل رفض جماهيري عربي واسع لهذا التوجه الخطير الذي يستهدف )تعريب العدوان على الشعوب العربية)واعفاء الامبريالية والصهيونية من نزعتها العدوانية.

إن أحزابنا وقوانا القومية واليسارية تدين بأشد العبارات، العدوان المجرم الذي تعرضت له سوريا الشقيقة ويندد بتواطؤ الأنظمة العربية الى جانب الكيان الصهيوني العنصري مع أطرافه المباشرة، وتحّذر الحكومة الأردنية من السماح أو غض النظر عن أي استخدام للأراضي الأردنية في أعمال عدوانية تستهدف الشقيقة سوريا، وتعرب عن الثقة في قدرة الشعب السوري محاطاً بدعم أشقائه وأصدقائه في الوطن العربي والعالم اجمع على التصدي للمعتدين الامبرياليين والصهاينة والرجعيين الاقليميين والعرب وافشال مخططاتهم.