الجبهة الشعبية تؤبن رفيقها الصحفي "شهيد الحقيقة" أحمد أبو حسين

حجم الخط

نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حفل تأبين للشهيد المناضل "شهيد الحقيقة" الرفيق الصحفي "أحمد أبو حسين" الذي استشهد إثر إصابته أثناء تغطيته لأحداث مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية للقطاع.

حضر الحفل عدد كبير من أهالي الحي والوجهاء والمخاتير وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وذوي الشهيد، بالإضافة لأعضاء الجبهة الشعبية وكوادرها في القطاع وفي مقدمهم عضو المكتب السياسي الرفيق جميل مزهر.

افتتح الحفل الرفيق رمزي المغاري مرحباً بالحضور داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهدائنا الأبطال ومن ثم السلام الوطني الفلسطيني.

وفي كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رحب عضو اللجنة المركزية العامة الرفيق حسين منصور بكافة الحضور الذين لبوا دعوة الحفل التأبيني وفاءً وعهداً لروح الشهيد أحمد أبو حسين.

وقال "نؤبن اليوم فارساً مقداماً ورفيقاً ثورياً جسوراً، شكّل في حياته القصيرة نموذجاً شبابياً طليعياً، وشاباً وطنياً مفعماً بالأمل والحماسة وروح الإبداع والنشاط."

وأضاف "كان أحمد شاباً لم تفارقه الابتسامة يوماً، متعلقاً ومنشغلاً بهموم الوطن، متحمساً للنضال من أجل قضية شعبه منذ نعومة أظافره، عندما كان بالكشافة وقائداً كشفياً ومروراً بانخراطه في جبهة العمل الطلابي، فوجدنا أمامنا شاباً يعرف طريقه جيداً وله حضوره المميز في كل الفعاليات الوطنية والشبابية والطلابية". 

وأشار منصور إلى أن الشهيد منذ صغره تعلق بالعمل الصحفي وحقق ما يتمناه بأن أصبح صحافياً ومراسلاً متميزاً بالشجاعة في تغطية الأحداث، وعمل مراسلاً لإذاعة صوت الشعب وعدة وكالات، إضافةً إلى انضمامه للتجمع الصحفي الديمقراطي، كما غطى أحداثاً كثيرة بشجاعة منقطعة النظير كانت على درجة من الخطورة تتطلب قلباً قوياً، فنقل الصورة بأمانة من مكان الحدث خاصة مسيرات العودة التي كانت  آخر أحداث تلتقطها كاميرته.

ولفت منصور إلى أن الشهيد كان يحلم أن يغطي وينقل الأحداث يوماً من داخل أراضينا المحتلة بعد أن تتهاوى الحدود الزائلة أمام الطوفان الجماهيري الحاشد ولكن رصاصة غادرة استهدفته بشكل متعمد أراد فيها هذا الاحتلال المجرم أن يقتل الحقيقة وأن ينهي أحلام شاب تقاطعت فيه أحلامه الشخصية مع أهدافه الوطنية العامة.

 كما أكد منصور على أن الجبهة تفتخر وتعتز بروح الشهيد الصحفي التقدمي أحمد وكل الشهداء وأن دماءه الطاهرة التي روت ثرى الوطن لن تذهب هدراً وستظل لعنة تطارد القتلة المجرمين.

كما أشار منصور إلى أن الحفاظ على إرث الشهيد الصحفي وكل الشهداء يكون باستكمال المسيرة وبالمضي على دربهم، مطالباً الجميع وخاصة رفاق الشهيد وزملائه بالجسم الصحفي أن يستكملوا طريق أحمد بأن يستمروا في نقل الصورة والحقيقة من الميدان، فصورة الحقيقة المخضبة بدماء فرسان الحقيقة هي أقوى من هذا الاحتلال المجرم.

 وأوضح منصور على أن استمرار المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرات العودة والوحدة الوطنية التي تجسدت في ميدان المواجهة هي رد شعبنا الحاسم على هذا الاحتلال المجرم وكل جرائمه داعياً لتصعيد تلك المسيرات حتى تطال كل الساحات خصوصاً في الضفة والمناطق المحتلة عام 1948، مشيراً إلى أن هذه الصورة الوطنية الوحدوية التي تتحقق الآن في أبهى صورها هي الصورة التي كان أحمد يسعى إليها قبل أن يرتقي شهيداً.

كما دعا منصور زملاء الشهيد من الوسط الإعلامي من صحافيين وإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المختلفة وعلى رأسها نقابة الصحافيين، والاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمات المجتمع المدني، بضرورة تحمّل مسئولياتهم في توثيق جرائم الاحتلال المرتكبة بحق الصحافيين، وتحويلها إلى المحاكم الجنائية الدولية لإدانة ومحاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم التي يندى لها الجبين، مؤكداً على أن استهداف الاحتلال للصحافيين يوضح حجم إرباك وعجز وفشل المحتل في مواجهة مسيرات العودة، وتثبت نجاح الصورة التي نقلها فرسان الحقيقة.

على صعيد آخر شدد منصور على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة واعتبارها هدفاً ثابتاً رئيسياً، حتى يواصل شعبنا اجتراح البطولات والاستمرار في التضحيات، داعياً لضرورة تغليب المصالح الوطنية واستثمار تضحيات الشهداء من أجل المضي قدماً في جهود إنجاز المصالحة والتوقف عن التراشق الإعلامي والمناكفات.

 ودعا منصور إلى ترتيب البيت الفلسطيني وفقاً لما تم الاتفاق عليه وطنياً في القاهرة وبيروت مشيراً إلى أن هذا يتطلب تأجيل المجلس الوطني المقرر عقده في رام الله بهذا الشكل المتفرد والصيغة الحالية، وضرورة الالتزام بمقررات الإجماع الوطني بما يمهد الطريق لعقد مجلس وطني توحيدي جديد بمشاركة الكل الوطني وبعيداً عن حراب الاحتلال لافتاً إلى إن انعقاد هذا المجلس الوطني في رام الله سيعزز الانقسام، ويعمق الأزمة في الساحة الفلسطينية، كما أنه سيعزز نهج الهيمنة والتفرد بالقرار".

وفي ختام كلمته رثى منصور الشهيد قائلاً "رحل الشهيد أحمد مكللاً بأكاليل الغار ورائحة التراب المخضبة بدماءه الطاهرة تعطّر كاميراته التي كانت شاهدة على هذه الجريمة وكل الجرائم المرتكبة بحق شعبن، رحل أحمد ليصبح نجمة دائمة محلقة تضئ لنا سماء الوطن وسماء الحقيقة، هنيئاً لك رفيقنا أحمد بالشهادة، لتنضم إلى قافلة الشهداء الأبطال، ونعاهدك بأن نبقى على دربك وأن تظل في ذاكراتنا وقلوبنا، وأن نستكمل مسيرتك وأن نكتب بالدم لفلسطين ونجسد شعار الحقيقة كل الحقيقة للجماهير.

بدوره ألقى الرفيق علاء أبو حسين "خال الشهيد" كلمة العائلة قال فيها"أيها الأكرم منا جميعاً، هل يحق لي أن أرثيك، كيف وأنت الشهيد  وسيد الكبرياء في الزمن المأسور بالصمت، أي دم رائع هذا الذي سال منك، أي عبق هذا الذي منك قد فاح.

وأوصى أبو حسين رفاق الشهيد بالتمسك  بوصايا الشهداء حتى يتحرر الآلاف من الأسرى الذين يقبعون خلف قضبان الاحتلال ليتحرر أحمد سعدات و مروان البرغوثي و عبدالله البرغوثي و حسن سلامة وكل الأسرى الأبطال القابعين خلف زنازين الاحتلال ، وحتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.

وفي كلمة باسم التجمع الصحفي الديمقراطي أكد رامي الشرافي على أن جريمة اغتيال الصحفي أحمد تمثل إصراراً من جيش الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب الجرائم المتعمدة بحق الصحفيين الفلسطينيين، بتغطية وتحريض من المستوى السياسي الاسرائيلي على قتل الصحفيين وابعادهم عن مسرح الجريمة بشتى الوسائل

وثمن الشرافي تلاحم الصحفيين مع الشهيد الراحل ودعمه بدءاً من الوقفة التضامنية أمام المستشفى الأندونيسي الذي كان يرقد فيه الصحفي الجريح، ومن ثم وداعه ليلاً عند مغادرته غزة، واستقباله أثناء وصوله فجراً أمام مجمع فلسطين الطبي في رام الله.

تخلل الحفل عرض فيلم يوثق السيرة الذاتية للشهيد الراحل ، كما قدم عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق جميل مزهر درع الوفاء لوالدة الشهيد وأخيه.

 

 

967A9992

967A9884

967A9805

967A9657

967A9795

967A9778

967A9762

967A9757

967A9755

967A9746

967A9741

967A9711

967A9678

967A9659

967A9653

967A9632

967A9621

967A9617

967A9605

967A0318

967A0292

967A0240

967A0181

967A0087

967A0009