في ذكرى رحيل رائد القومية العربية الرئيس عبد الناصر

حجم الخط
 

ما احوج النضال العربي في هذه المرحلة التي تتزايد بها المخططات الامبريالية والصهيونية وتكشف الولايات المتحدة الأمريكية عن وجهها القبيح في معاداة الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا مسايرة للسياسة الإسرائيلية العنصرية في تعنتها الدائم لعملية ما يسمى بالسلام الذي لا يؤمن به اصلا الكيان الصهيوني باعتباره كيانا عدوانيا قائما على الاغتصاب والتطهير العرقي بارتكاب جرائم القتل الجماعية للابرياء المدنيين وفي وقت تكاد تخلو فيه الساحة السياسية العربية من قيادة قومية عربية تاريخية ..

ما احوج النضال العربي المعاصر الآن إلى قيادة وطنية وقومية في حجم قيادة عبد الناصر الذي حقق لمصر بقيادته لثورة 23 يوليو المجيدة استقلالها الوطني الحقيقي بالخلاص من علاقات التبعية بوضع المجتمع على طريق التطور ألارأسمالي بإصدار القوانين الاشتراكية التي قضت على تحالف الاقطاع السياسي والرأسمالية وفتحت الطريق لالغاء الفوارق بين الطبقات عن طريق تحديد الملكية وإصدار قانون الإصلاح الزراعي ..

وفي المجال القومي حارب الاستعمار وأعوانه واحلافه وأقام اول وحدة عربية في العصر الحديث بين مصر وسوريا التي واجهتها الرجعية العربية بمؤامرة الانفصال و أعاد لمصر دورها التاريخي الحضاري التي مارسته في المنطقة عبر العصور وخاصة منذ الفتح الإسلامي. .

ان غياب عبد الناصر كان خسارة كبرى للأمة العربية ولحركة التحرر العربية التي أعطتها مصر في عهده وجودها وتراثها الحضاري الإنساني وأعطاها عبد الناصر شبابه فغياب عبد الناصر من ساحة النضال العربي أثر ولاشك تأثيرا سلبيا كثيرا على قضية التحرر الوطني العربية وخاصة على قضية شعبنا الفلسطيني التي حافظ عبد الناصر على مركزيتها كقضية الأمة العربية الأولى في مواجهة المصالح الإقليمية التي افرزتها حالة التجزئة السياسية.

ان أعظم تكريم لروح عبد الناصر هو السير على دربه النضالي لإعادة مصر إلى مكانها الطبيعي القيادي لتطلع بمسؤولية التحدي للمخططات الامبريالية والصهيونية والمشاريع التصفوية الأستسلامية التي تحاك الآن ضد القضية الفلسطينية والتي تجد للأسف القبول من بعض الدول العربية ولولا تراجع المد القومي بسبب هزيمة يونيو حزيران 67 ورحيله المفجع عن قيادة الساحة السياسية العربية بعد ذلك لما كان يحدث هذا الانحدار السياسي في الموقف العربي الرسمي ..