في امتناع الكيان عن الذهاب إلى حرب في لبنان: نقاش صهيوني

حجم الخط

 

يناقش هذا التحليل الذي كتبه تل ليف رام في جريدة معاريف الصهيونية، النقاش الصهيوني العسكري تجاه عملية "درع الشمال" التي أطلقها جيش العدو على الحدود اللبنانية بهدف تحييد ما زعم أنه أنفاق حفرها حزب الله وتخترق الحدود مع فلسطين الكحتلة.

يوزعم التحليل أن هذه العملية ترتبط بعد الرغبة في الانجرار إلى حرب ويتلخص هذا الاتجاه بالامتناع عن تنفيذ هجمات في لبنان حتى لو كانت هذه الهجمات مرتبطة بتعزيز قدرة حزب الله وهذه السياسية تحد من قدرة وحدات الهندسة في الجبش الصهيوني وتضعها فقط على الجانب "الإسرائيلي" من الحدود.

وفقا لهذا التوجيه، تقرر عدم مهاجمة أهداف حزب الله ردا على انتهاكات السيادة المزعومة، أو هجوم مضاد عبر النفق نفسه أو صب الإسمنت فيه، وكذلك عدم مهاجمة مقاتلي حزب الله في الأنفاق، ويزعم المقال أن هذا القرار اتخذ على مستوى الضباط الميدتانيين ولم يكن هناك حاجة لموافقة إضافية من قائد الفرقة وهذا وفقا لتعليمات محددة سلفا لأنه لم يكن هناك أي خطر على الجيش على حد الزعم.

وقال ضابط كبير في القيادة الشمالية "قتل الإرهابيين في النفق لم يكن ليخدمنا لغرض العملية التي تم تعريفها لنا". وكان الموقف الذي قدمه الجيش هو أن العمل على الجانب اللبناني قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية لم تكن لتؤدي إلى تحقيق الأهداف المحددة، حيث يتم تعريف عملية تدمير الأنفاق بأنها "حرب بين الحروب" وهي إلى إلحاق ضرر كبير بحزب الله دون أن يؤدي إلى الحرب.

ويقدر الجيش الصهيوني حسب المقال أنه لا يوجد سوى بضع عشرات من القذائف ذات القدرات الدقيقة التي لا يزيد خطؤها عن بضعة أمتار في لبنان، وهو ما زعمه بنيامنين نتنياهو يوم أمس، وتزعم التقديرات أن قدرة حزب الله الحقيقية منخفضة، وأنه ينبغي أن يستمر في التركيز على الإجراءات الفعالة.

وبالتالي فإن عملية الجيش الصهيوني الآن لاتتضمن إجراءات تعتبر خطيرة على الجانب الآخر مثل توغل بلدوزر عسكري في عمق لبنان ولو لبضعة أمتار أو أن يخرج الطيران لقصف أهداف لحزب الله.

وحتى سقوط الطائرة الروسية في أيلول (سبتمبر) ، كانت سوريا الملعب الرئيسي للطيران الصهيوني ، لكن في الوقت الحالي، فإن رسائل المنع القادمة من موسكو مفهومة بشكل واضح لجميع الأطراف لذلك انخفضت بشكل كبير النمشاطات "الإسرائيلية" في سوريا، في وقت تهتم فيه "إسرائيل" بالحفاظ على المرونة في مجال وعدم الشروع في خطوات قد تؤدي إلى نشوب حرب.

سياسيا يحتدم النقاش في مجال مواز، بالقول أن "إسرائيل" تفقد تدريجيا قدرتها على الردع في مواجهة أعدائها، ووفقاً لهذا المنطق، فإن رد الفعل العسكري الضعيف ضد "انتهاك صارم للسيادة" يجعل الحرب أقرب بدلا من إبعادها، ولكن هذا النقاش يضعف باستمرار لأن قدرة الردع ليست شيئا يمكن وزنه بالكيلوغرام.

أيضا كان هناك نقاش مواز يتعلق بتوقيت العملية والإعلان عنها على اعتبار أنها تتعلق أساسا بالملاحقة القانونية لرئيس الوزراء وزير الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو.

ويزعم المقال أنه رغم فشل عملية الجرف الصامد (عدوان 2014) فإن الجيش يستحق الثناء في أدائه في مجال الأنفاق لاحقا وكذلك أداء المخابرات، الذي حقق نتائج عالية بحسب المقال. ورغم ذلك فإن عملية التصدجي للأنفاق –يرى التحليل- لايجب أن تكون على حساب التصدي للصواريخ ومعالجتها وهي السلاح الرئيسي لحزب الله وحماس.

ويرى المقال إن ادعاءات رئيس الوزراء ووزير الحرب بنيامين نتنياهو بأنه تصرف لأسباب سياسية عندما اتخذ قرارًا بالشروع في العملية ليس له أساس واقعي. ويكفي أن نأخذ في الاعتبار شهادات كبار الضباط فيما يتعلق بإجراءات المعركة الطويلة التي سبقت العملية والمناقشات في الجيش التي عرضت فيها مواقف مختلفة بشأن الموعد المستهدف، كان رئيس الأركان مهتمًا بتنفيذ الخطوة قبل أكثر من شهرين، وقبل في النهاية موقف كبار مسؤولي القيادة الشمالية الذين طالبوا بمزيد من الوقت للتحضير للعملية.

ومع ذلك ، من السذاجة السياسية عدم الاعتراف بأن رئيس الوزراء استفاد من من التوقيت من أجل تقوية حكومته والضغط على شركائه حتى لا يستقيلوا من الحكومة، هذا الخط شرعي في حد ذاته، حسب التحليل وليست هناك حاجة لتضخيم العملية كما لو كانت "إسرائيل" على حافة الحرب، وصف نتنياهو للمعلومات الحساسة التي لا يستطيع أن يشاركها مع الجمهور الآن، وبيانه بأن الجميع سيضطر إلى التضحية، لا يفي بأي طريقة لتقييم الوضع الأمني.