القرضاوي رمز المذهبية والطائفية والإقصائية

حجم الخط
في الوضع الطبيعي والعادي،مؤسسات الإفتاء والمؤسسات الدينيةومشايخها،يجب ان تكون قدوة ومثالاً،وان تعمل على تدعيم وتمتين وتصليب وحدة الأمةوالتقريب بين كل مذاهبها وطوائفها المختلفة،وان يكونوا رجالاتها الطليعة في بث قيم العدل والمحبة والتسامح بين أبناء الشعب والأمة الواحدة،وان يكونوا حجة على الدينلا عليه،ولكن ما نجده نحن اليوم بكل أسف ان معظم شيوخ المؤسسات الدينية ودورالإفتاء،هم يفتون ويشرعون بما يأمرهم به السلطان،وبما يخدم مصالحهم واهدافهم الخاصةوالفئوية،وبمعنى آخر خدم للسلاطين وما يغدقونه عليهم من اموال ومناصب،يستغلونمواقعهم ومناصبهم من أجل التحريض على الطائفية والمذهبية والتكفير والتخوين،وحتى الإستعانة بالأعداء من أجل إحتلال الأوطان وتدميرها،والمثال الساطع والحي لهؤلاءالشيوخ،هو الشيخ القرضاوي،فهو رأس الفتنة في مؤسسة الإفتاء،وهو من يفتي ويحرض علىالفتن الطائفية والمذهبية،وهو من يتحمل المسؤولية مباشرة عن شلالات الدم التي نزفتعربياً وما زالت تنزف وبالذات في سوريا،فيما يسمى ب"ثورات "الربيعالعربي"،والتي لم تخرج عن كونها مشروعاً امريكياً بعباءة إسلامية أخونجية،حيثان المخطط الأمريكي قائم على تسليم الأخوان السلطة في العالم العربي،شريطة ان يكونالحق لأمريكا في تعين الخليفة،والقرضاوي لم يكتفي بذلك تحت ظل بريق الدولار والحقد والكراهية على كل ما له علاقة بالقومية العربيةفكراً ورموزاً ونهجاً وثقافة وخياراً،بل ذهب في حقده إلى ما هو أبعد من ذلك،لكي يصبح شريكاً مباشراً في التآمر والخيانة لكل مصالح الأمة واهدافها،فهو من دعى الى الإستعانة بالقوى الأطلسية من اجل إحتلال ليبيا والسيطرة على غازها ونفطها،تحتذريعة "تحرير" ليبيا من ديكتاتورية القذافي،وإقامة الديمقراطية وإشاعةالحريات ومحاربة الفساد والجهل والتخلف،والقضاء على الفقر والبطالة،وتعزيز سلطةالدولة لا سلطة العشائر والقبائل،وتحقيق العدل الإجتماعي،ولكن مع رحيل القذافي،نجدان كل تلك الوعود قد تبخرت،والحجج والذرائع حول الديمقراطية والحرية،لم تكن سوى الذرائع لإحتلال ليبيا وتقسيمها وإدخالها في اتون الحروب القبلية والعشائرية،ومايحدث الان خير شاهد ودليل على ذلك،حيث تتجه ليبيا نحو الصوملة،عصابات وقبائل تقتتل على الموارد والسلطة والنفوذ والمصالح والإمتيازات،وفقدان للأمن والأمان،وزيادة في الجوع والفقر،وغياب للسلطة المركزية،وهو لم يقف عند هذا الحد،فقد حاول بالتعاون مع مشيخات الغاز تسيس مناسبة الحج،حيث دعاالحجاج للدعاء على سوريا وايران وحزب الله على جبل عرفة،على إعتبار انها،هي من “تنتهك” و”تحتل” أرض العروبة والإسلام،وكذلك فهو رائد في إصدار فتاو التخوينوالتكفير والعمل على نقل الخلافات المذهبية والطائفية من المستوى الرسمي الى الشعبي،من اجل خلق الفتن وحرف الصراع عن قواعده من صراع عربي- إسرائيلي الى صراع عربي- فارسي،فهو من يحرض ليل نهار على إيران وحزب الله وكل دعاة نهج وخيارالمقاومة في المنطقة،ومارس نفس الدور مع الشعب الفلسطيني حيث حرض على الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية لصالح من يحملون وجهة نظره ومشروعه،وهو من مارس معقيادة حركة الإخوان المسلمين الضغوط على قيادة حماس،لكي تتنكر لدمشق التي حضنتهاورعتها ولكي تخرج الى قطر حتى "تحرر"فلسطين من بلد يحتضن أكبر القواعدالأمريكية ويشكل رأس الحربة في مشروعها التآمري على الأمة العربية،واليوم يدعوامريكا الى نصرة "الله" و"الخير" وإحتلال سوريا،وهذا ليس بالغريب على من يعلون فئويتهم ومذهبيتهم فوق قوميتهم ومصالح الأمة والوطن،فاجنداتهم واهدافهم،ليس لها علاقة لا بنصرة الإسلام ولا المسلمين،بل نصرة جماعة لا تعترف إلابذاتها،ومستعدة في سبيل مصالحها وفكرها الإنغلاقي والإقصائي،وحقدها ونفيها لوجود كل من يخالفها الرأي او الفكر أو الموقف،أن تستنجد حتى بالشياطين والطواغيت لتحقيقاهدافها وغاياتها،فهي من يعلم ويدرس بان الغاية تبرر الوسيلة،وهي لا ترى فيالمبادىء سوى محطة وجسر وعبور لتحقيق الهدف،وكما هو حال الفكر الرأسمالي المعولم لا أصدقاءدائمين لديه،بل مصالح دائمة،ونحن نشهد ذلك بشكل صارخ في مصر،حيث جماعة الإخوانالمسلمين تعلن الحرب،على المجتمع المصري،من قوى واحزاب معارضة ومؤسسات مجتمع مدني وقضاةوإعلاميين وصحافيين وفنانيين،وحتى القوى الدينية المتحالفة معها من السلفيين،والذين ضاقوا ذرعاً بممارسات الإخوان وفئويتهم المفرطة في اخونة الدولةوالسلطة،دفعهم ذلك لكي يفكوا تحالفهم معها،وليصبح الوضع في مصر أسوء بكثير عن ماكان عليه في عهد نظام الديكتاتور مبارك البائد،وعلى كل الصعد داخلياًوخارجياً،ولتدخل مصر في حالة من الفوضى،والتي تتجه نحو صدامات طائفيةومذهبية،هدفها إبقاء مصر اسيرة مشاكلها الداخلية،وعدم إستعادتها لدورها العربي والإقليمي،ومصادرة هذا الدور لصالح مشيخات الجهل والتخلف مالكة الغاز والنفط في الخليج العربي . وهذا الموقف ليس بالغريب على شيخ مثلا لقرضاوي،فهو من اعمى الدولار بصره وبصيرته،فلم يصدر عنه أي فتاوى بشان التشويهوالإساءة الى معنى الجهاد في الإسلام،عندما حوله بعض المشايخ المأفونين من امثاله من جهاد بالنفس والمال فيسبيل الله والوطن الى جهاد مناكحة في الشام،وكذلك لم ينتصر او يدن اغتصاب واسترقاقحرائر الشام من قبل قوادي النفط والغاز في الخليج العربي،ولم نسمع منه أي إدانة لقتل واحد من اكبر علماء المسلمين العلامة البوطي في بيت الله الحرام،او عملياتالذبح بالسواطير والسكاكين التي تمارسها العصابات والجماعات الإرهابية والتكفيرية بحق المواطنين العزل في الشام،او حتى الأسرى من الموالين للنظام جيشاًوأفراد،وكذلك التفجيرات داخل دور العلم والعبادة وغيرها. إن هذا الشيخ المصاب بعمى البصروالبصيرة،لا يمت الى الدين الإسلامي بصلة،فهو يعمل وفق اجندة وأهداف تطبخ في غرف مظلمة للسي آي آيه والمخابرات الغربية والموساد،ويطلب منه هو وحكام المشيخات القطرية والسعودية ترويجها وتسويقها في العالم العربي والإسلامي،فمن يدعو أمريكاالى إحتلال الشام وتدميرها لا أظن أنه مؤهل عقلياً،وعار علينا كعرب ومسلمين أننهتدي او نسترشد او نقتدي به!!.