سفير فلسطين بالبرازيل سبق قطر

حجم الخط
لن اكون مطلقا مدافعا عن حكومة قطر ومواقفها السلبية او السيئة اتجاه القضايا العربية والتي تمثلت اخرها بالعدوان على ليبيا الى جانب قوات الناتو، ولن ادافع عنها وهي تتجرأ برسم حدود دولة فلسطين على الضفة الغربية وقطاع غزة، وقطر لم تأتي بهذا الموقف من الخيال وانما جاءت كانعكاس للموقف الرسمي الفلسطيني. منتصف هذا العام وزعت الجمعية الفلسطينية لمدينة الفوز دي اغوا سو البرازيلية على الحدود الارجنتينية البرغواية ايضا نشرة عن السياحة في فلسطين وهي تحمل هذه النشرة خارطة فلسطين بحدود الضفة الغربية وقطاع غزة، بمساعدة السفارة الفلسطينية والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية ومعهد القدس، وقام السفير الفلسطيني باجتماعات حملة التضامن مع توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة بتوزع النشرة على القوى اليسارية البرازيلية فرحا بدولته المقزمة، مما ادى الى اشمئزاز بعض القوى البرازيلية من الخارطة، والادهى كما قال بعضهم كيف يجروء السفير على توزيع نشرة تحتوي على خارطة تنتقص من فلسطين؟ الجمعية الفلسطينية بمدينة الفوز – البرازيل ليس لديها الامكانيات المادية والاعلامية او اي قدرات تسمح لها بالحصول على هذه المعلومات التي بالنشرة وبالطريقة المكتوبة وتوزيعها سواء من خلال الانترنت او من خلال الطباعة، فكان المطلوب من هذه الجمعية ورئاستها هو فقط درج اسم الجمعية على النشرة كصاحبة المبادرة لطباعة النشرة بخارطة فلسطين على الضفة والقطاع وتوزيعها اولا من خلال النت ليقال لاحقا انها مبادرة من هذه الجمعية، ولا تتحمل السفارة او الاتحاد اي مسؤولية بحال حصلت ضجة على هذا. فسفرائنا بالبرازيل لهم تاريخ حافل بمواقف تمس الثوابت والحقوق الفلسطينية، وتسيء الى النضال الفلسطيني والجالية الفلسطينية وشرفها واخلاقها الوطنية، للسفراء الفلسطينين بالبرازيل اداء غير لائق بالعمل الوطني والنضالي الفلسطيني بهذه الساحة التي يصر بها المناصرين البرازيليين للقضية الفلسطينية بان فلسطين هي قضيتهم وان الشعب الفلسطيني يجب ان يحصل على حقه بالعودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة. بالبرازيل لم يكن سفرائنا يوما بمستوى المسؤولية الوطنية، وهذا ما جعل القوى البرازيلية والمحسوبة على اليسار البرازيلي يشعر بالاشمئزاز من السياسة الضارة بالقضية الفلسطينية التي يمارسها افرادا مرتبطين بالسفارة، فرات هذه القوى بان تدعو الى لقاءا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتاكيد على دعوة فصائل اليسار الفلسطيني اساسا، وكانت ليلى خالد رمز النضال الفلسطيني، اول من لبى الدعوة وحضرت والقت كلمتها ببرلمان ولاية ساوبولو، كلمة اغضبت بها سفير فلسطين الذي لم ينام تلك الليلة، حينها هاتفني السفير الساعة الثالثة والنصف صباحا يريد من ليلى خالد ان تتراجع عن مضمون كلمتها ببرلمان ولاية ساوبولو. ان لا نستهجن اطلاقا ما قامت به قطر، ولكن علينا ان نعرف ماذا يروج له السلك الدبلوماسي الفلسطيني بشكل عام، والرامي الى بلورة رأي عام عالمي ليكون مستقبلا عاملا ضاغطا على الاغلبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني للقبول بالامر الواقع، ولم يكن تراجع احد احزاب اليسار البرازيلي والذي له علاقات قوية مع سفارة فلسطين بالبرازيل عن حدود الدولة الفلسطينية برؤية السفير ورؤية سكرتير اتحاد المؤسسات الفلسطينية الا انتصارا للقوى البرازيلية اليسارية الاخرى والجالية الفلسطينية باعتبار فلسطين كلها ارضا فلسطينيا، وان حدود الدولة الفلسطينية ليست شانا برازيليا ولا حزبيا برازيليا. ان تجمعاتنا الفلسطينية وقواها السياسية والنشطاء واصحاب الرأي بكل تجمعات شعبنا بدول العالم يجب ان تكون على مستوى عالي من اليقظة والحذر والوعي للتصدي لكل المحاولات التي تحاول المساس والاقتصاص من الحقوق والثوابت الفلسطينية، فالسلك الدبلوماسي الفلسطيني وبالاخص السفراء مرجعيتهم هي من يتمسك باتفاق اوسلو، والتي ترمي بالمحصلة الى حالة احباط بوسط التجمعات الفلسطينية داخل او خارج فلسطين، من خلال استخدام اساليب لا تصب بالنهاية الا بخانة التنازل عن الحقوق الفلسطينية. مطلوب من كافة القوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية بتجمعات الشتات العمل من اجل اعادة ترتيب صفوفها والخروج من الواقع الرديء الذي تمر به، وان تبادر الى اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية واعادة تنظيم ابناء الجاليات بعيدة عن هذا النهج الذي لا يخدم الوحدة الوطنية اطلاقا، لان هذا النهج اصلا مرتاح لحالة التمزق الفلسطيني وبالاخص لضعف اليسار الغير قادر على اعادة دوره الريادي والطليعي. البرازيل