فصول من حرب إسرائيل على السلاح الإيراني إلى غزّة... في السودان

هل هاجمت إسرائيل قوافل «تهريب» السلاح الإيراني في السودان قبل وصولها إلى غزة؟ سؤال أجابت عنه تل أبيب
حجم الخط
هل هاجمت إسرائيل قوافل «تهريب» السلاح الإيراني في السودان قبل وصولها إلى غزة؟ سؤال أجابت عنه تل أبيب أمس، بنعم ولا، مشيرة إلى أن الفعل، إن حصل، فقد أتى في سياق الحرب ضد ايران، وصد تهريب سلاحها إلى قطاع غزة. ولم تنف دولة الاحتلال من دون أن تؤكد، أنباء نُشرت في السودان عن هجوم شنه سلاح الجو الإسرائيلي أخيراً، ضد «قافلتي سلاح» بالقرب من الحدود مع مصر. مع ذلك، تعاملت وسائل الاعلام العبرية على نحو لافت مع النبأ، ووصفته بـ «الحرب المستعرة بين ايران وإسرائيل» لمواجهة تهريب السلاح الإيراني إلى قطاع غزة. وكانت صحيفة «الانتباهة» السودانية، قد أشارت أول من امس، الى ان طائرات حربية اسرائيلية أغارت مرتين في الاسبوع الماضي على «قوافل تهريب السلاح في شرقي السودان»، ما أدى الى مقتل اربعة اشخاص، وتدمير عربتين. والخبر، مثلما ورد في الصحيفة السودانية، تلقفته وسائل الاعلام في دولة الاحتلال، وكان موضوع تغطية اعلامية وتحليلية لافتة، مع جهد بذله المراسلون العسكريون لإظهار «مساعي ونجاح» تل أبيب، في محاربة وصدّ عمليات تهريب السلاح الى فصائل المقاومة في قطاع غزة. وبحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، فإن إيران تشن منذ ثلاث سنوات حرباً خفية تدور رحاها على خلفية تهريب السلاح الى القطاع عبر السودان، وأكدت أن «الدور الايراني محوري في تهريب السلاح ايضاً إلى سوريا وحزب الله في لبنان، اضافة الى منظمة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة». وأشارت الصحيفة الى أن «إسرائيل تواجه الحرب الإيرانية بعمليات اغتيال ضد المسؤولين عن صفقات التهريب». وتلفت الصحيفة في السياق إلى «ما جرى إعلانه في الصحافة الأجنبية عن عمليات قام بها سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، استهدفت قوافل تهريب سلاح في السودان الى قطاع غزة»، موضحةً أن «التطور الأخير في علاقات الدولة العبرية مع دولة جنوب السودان، الأكثر وداً لإسرائيل في أفريقيا، تمكّن من زيادة الاهتمام الإسرائيلي بالبحر الأحمر، ومواجهة مسارات التهريب البرية» إلى غزة. وتابعت أن «ما وصف في الصحافة السودانية بهجوم إسرائيلي على القافلتين، أتى في موعد قريب جداً مع زيارة رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، إلى تل أبيب، علماً أن الأمر قد يكون صدفة، وقد لا يكون كذلك». مع ذلك، أكدت الصحيفة نفسها أن «المسافات الطويلة بين إسرائيل والسودان تجعل من إمكان الحصول على معلومات دقيقة أمراً صعباً»، لكنها شددت على أن عام 2010، مثلاً، شهد على تنفيذ سلاح البحرية الإسرائيلي ثمانين عملية عسكرية من كل الأنواع «ويمكن الافتراض أن قسماً لا بأس به من هذه العمليات جرى على مسافات تبلغ ألف كيلومتر بعيداً عن حدود إسرائيل، أي إن الحرب ضد التهريب لم تتوقف». مع ذلك، أكدت الصحيفة «على وجود مساع أميركية أمنية وعسكرية، ضد القوافل التي تشق طريقها في السودان»، مع العلم أن «الإدارة الأميركية قررت أنه حان الوقت كي تتصدى للتدخل الإيراني في الدول الاسلامية في غرب افريقيا، وهي (ايران) التي تتآمر على الأنظمة وتخلق الفوضى والحروب الأهلية في هذه الدول، بما في ذلك المساعدة الإيرانية لتنظيم (جبهة تحرير الصحراء الغربية) البوليساريو». وأشارت إلى أن «المساعي الأميركية تتركز ايضاً على مطاردة عناصر من تنظيم القاعدة في القارة الأفريقية، وتحديداً في صحاري التشاد». وأضافت إن «الأميركيين أقاموا منظومة كاملة من القواعد والمطارات لطائرات حربية من دون طيار في إثيوبيا واليمن والسعودية وجيبوتي، لاصطياد قوافل (القاعدة) في هذه المناطق، ومن غير المستبعد أن تكون الصحافة السودانية قد قدّرت بأن إسرائيل هي التي هاجمت اخيراً، في إطار تشخيص غير دقيق من قبلها، لهوية الطائرات التي نفذت الهجوم». إلا أن الصحيفة أكدت في المقابل أن «العمل الأميركي في أفريقيا على نحو عام، وفي السودان على نحو خاص، هو ذخر لإسرائيل، بل يمكن أن يكون نموذجاً يُتحذى به في ساحات أخرى، كايران مثلاً، عندما تلتقي مصالح الطرفين». وفي إطار التغطية الإخبارية اللافتة للقناة العاشرة الإسرائيلية لهذه الأنباء، فقد ربط التلفزيون ما بين «الخبر السوداني»، ومنح رئيس أركان الجيش، بني غانتس، وساماً لوحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية، «الشييطت 13» ورئيسها العقيد (ش)، في اشارة من القناة الى مسؤولية هذه الوحدة عن الغارة الإسرائيلية في السودان. ورأت القناة أن «هذه الوحدة استحقت التنويه لقيامها بعمليات سرية ومجهولة وبعيدة» خارج إسرائيل. حتى إن مراسل القناة للشؤون العسكرية، اور هيلر، جزم بأن «مسار تهريب السلاح من ايران يمر عبر السودان انطلاقاً من مرفأ بندر عباس على الساحل الايراني، ومن ثم يوزع في الأراضي السودانية على شاحنات وسيارات تصل لاحقاً الى الحدود المصرية، وشبه جزيرة سيناء، وعبرها الى قطاع غزة». ورأى المراسل أن «المحطة الأخيرة لهذه الصواريخ هي الرؤوس الإسرائيلية في بئر السبع وعسقلان» في جنوب فلسطين المحتلة. كذلك أشار المراسل إلى أنه «إذا كانت إسرائيل تقود معركة ضد التهريب من إيران، فهي معركة تنطوي على تورط لجهاز الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح البحرية ووحدة النخبة الشييطت 13، وايضاً فرقاطات وغواصات وطائرات حربية مأهولة وغير مأهولة تابعة لسلاح الجو» الإسرائيلي. ووفق المراسل نفسه، فإن «حرب التهريب مستمرة، والأولوية لدى اسرائيل هي ايقاف الصواريخ والأسلحة في السودان قبل أن تصل الى هدفها». إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أنّ الحدود المصرية باتت تمثل تهديداً كبيراً على الأمن الإسرائيلي، الأمر الذي دفع المؤسسة العسكرية إلى إنشاء هياكل من الصلب والفولاذ على طول الحدود مع مصر، شبيهة بالتي أقامتها على الحدود مع قطاع غزة. وبحسب الصحيفة، «سيقيم الجيش الإسرائيلي حواجز فولاذية مضادة للرصاص على شكل قواعد صغيرة منتشرة على الحدود مع مصر». وكشفت أن «الحواجز ستُبنى جنباً إلى جنب مع الجدار الفاصل الذي من المتوقع الانتهاء من بنائه على نحو كامل حتى نهاية عام 2012». وأشارت الصحيفة الى أن «الجدران الفولاذية تصلح لتكون درعاً دفاعية للحدود الإسرائيلية، تضاف الى الجدار الحدودي الفاصل». هذا وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» قد ذكرت أن قوات الأمن المصرية اكتشفت أخيراً مخبأ كبيراً للأسلحة بالقرب من مدينة الإسماعيلية، الواقعة إلى شمال سيناء، بعد تلقيها معلومات من جهات استخبارية غربية. ووفق هذا النبأ، فإن طبيعة الأسلحة المكتشفة تلمّح إلى أن حركة «حماس» تستعد لجولة أخرى من القتال مع إسرائيل، بدليل أن الذخيرة التي عثرت عليها السلطات المصرية تتضمن «صناديق لأسلحة من طراز SA-24 المضادة للطائرات، وألغاماً بحرية روسية الصنع، من طراز MDM-3». وجاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية أنه «رغم تمكن الأجهزة الامنية المصرية من الوصول بالفعل إلى أماكن تخزين هذه الأسلحة، إلا أن وصولها هذا جاء متأخراً جداً، إذ عُثر على معظم الحاويات فارغة من محتوياتها من الصواريخ»، مقدرة أن تكون «في طريقها من سيناء الى قطاع غزة».