راجح غرز الدين الاسم الحركي: "سليم أبو الحسن"

ولد الشهيد البطل "أبو الحسن" في ضيعته رأس المتن ـ في جبل لبنان عام 1941. أنهى دراسته الثانوية في الجامعة الوطنية في عاليه ثم ما لبث أن التحق بجامعة القاهرة/ كلية الآداب. آمن بمبدأ كل سياسي مقاتل وكل مقاتل سياسي فترك دراسته الجامعية حيث كان ينهي العام الرابع في كليته ليلتحق بمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبر إيمانه بفكر وأيديولوجية الطبقة الكادحة. ينتمي إلى عائلة فلاحية أصيلة وعريقة في جبل لبنان، ولكنه ترك الجبل ـ ترك لبنان السياحة، ونزل إلى الأغوار ليعيش بين الأحراش، والناموس، والطقس الخانق. قاتل من أجل الإنسان العربي والمشرد، والفقير، من أجل مجتمع أفضل، تنمو قواه في ظل الاشتراكية العلمية، وكان مثال الثائر، كانت الثورة تنبع من كل حواسه، فلم يسيء في يوم من الأيام لأحد، ولم يتوان يوماً عن مساعدة غيره. قام بالعديد من العمليات العسكرية، وخاض العديد من المعارك البطولية، كان آخرها معركة الأغوار العنيفة ضد العدو الصهيوني حيث كان على رأس المجموعة القتالية، وكان إلى جانبه على بعد أمتار رفيق دربه الذي حياه في ذكرى استشهاده، والذي استشهد بعده بأسبوعين على رأس مجموعة المساندة، الشهيد البطل عبد الغني السامرائي، وخاض الشهيد راجح ورفاقه معركة عنيفة ضد العدو الصهيوني وبقي صلباً يقاتل بشجاعة إلى أن وقع على أرض المعركة شهيداً بتاريخ 10/8/1969. سأله أحد أعضاء القيادة في الجبهة الشعبية عندما قام بزيارة قاعدته عن مشاريعه المسقبلية، فقال "الثورة هي حياتي ومشروعي الدائم" كان الشهيد "سليم" شاباً مثقفاً واعياً، يؤمن إيماناً مطلقاً بأن قضية فلسطين هي قضية العرب جميعاً، قضية كل الثوريين في العالم، ثار على كل التقاليد الاجتماعية البائدة، أقيم له مهرجان حاشد في مسقط رأسه رأس المتن كان على رأس الخطباء القائد كمال جنبلاط، كما أقيم للشهيد في بلدته "نصب تذكاري" وفاء من رفاقه وأهله وجماهيره لبطولته وتضحيته، ورمزاً لوحدة النضال بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.