عامر عبد الله

عامر عبد اللهلم يكن هناك متسع من الوقت، فإما أن تتوقف عند حدود الزمن وإما أن تكبر يوماً بحجم الزمن وتكتب تاريخك بالدماء، فتصبح عظيماً من العظماء، لم يكن ذلك اليوم عادياً في حياة عامر خرج كما خرج الآخرون ليسير في شوارع وأزقة البلدة القديمة ليودع قادة الكتائب أسطورة العصر والمقاومة يامن فرج .. وأمجد امليطات كان يسير خلف الجثامين يحاول أن يقترب منهم .. يحملهم على كتفيه .. يستمد من شهادتهم عنفواناً ثورياً .. بل أسطوريا .. كانت الجموع كثيرة .. تتقاذف الجثامين كموج البحر .. كان عمره ستة عشر عاماً لكنه عاش المأساة وشهد البطولة .. عاد سريعاً تربع عند عامود الخيمة أخذ يحدق في السماء .. وبآفاق النسور لأنها تحلق في السماء، أخذ ينظر إلى عيني أمه التي كانت تحدثه على حيفا .. ويافا .. والد .. والرملة .. والمجدل .. وأحيانا كانت تقرأ عليه قصص غسان كنفاني .. عائد إلى حيفا .. وأم سعد .. كان يردد اطرقوا جدران الخزان .. لا تموتوا إلا بين زغات الرصاص .. كان والده يتذمر أحيانا، وكثيراً ما يقول ربما سنعود .. ولكن متى .. لا أحد يعلم يا عامر .. لم يكن والده يعلم سّر حب عامر للنسور .. لأنها لا تعشق سوى التحليق والانقضاض كلمح البصر .. فهي لا تعرف لغة الحواجز أو كروت ال VIP .. وأخيرا قرر عامر أن ينفض غبار الخيمة ويحلق في السماء .. سماء يافا وحيفا .. وفوق سماء الكرمل حلق عامر بعد أن ارتسمت أمامه صورة أبو علي ويامن وأمجد وغسان وأسامة ونزال وسلامة وأبو لبدة والراعي والقصاص والقافلة الطويلة .. فقرر أن ينقض كلمح البصر فكان ما كان وكان عظيماً من العظماء. في الفاتح من تشرين الثاني أصر رفيقنا عامر إلا أن يتحزم بحزام أعده المغاوير في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى رفاق يامن وأمجد وفادي وجبريل الذين لم يخونوا عهد الأوفياء للدماء الزكية الطاهرة، أسرى رفيقنا والشوق يسبقه للقاء الأحبة كان شوقا عظيما يحمل في طياته ثأرا يطول ويطول .. ثائرا لن ينتهي إلا بزوال الاحتلال ثأر الأطفال الذين ذبحوا بغير سبب إلا أنهم فلسطينيون ثأر الأرض التي اغتصبت وجبالها الشامخة التي زرعوا على قممها مستوطنات الذل والعار في جبين الصمت والخنوع العربي .. وجزء من ثأر لأبطال المقاومة يامن فرج القائد العام الكتائب الشهيد أبو على مصطفى ونائبه المقدام أمجد امليطات أبو وطن ورفيق دربهم هاني العقاد وكل الشهداء. هبط نسرنا العظيم عامر عبد الله بسوق الكرمل في مغتصبة تل الربيع برغم كل الحواجز والتحصينات حيث اجتاز الزمان والمكان ليضربهم بالقلب فكان كالبركان الذي يطلق حممه من كل الاتجاهات قتلهم بحزامه الناسف وبجسده الملتهب قاتلهم بشظايا عظامه التي تطايرت لتنغرس في مقتلهم .. زرعهم رعبا وخوفا سرى فيهم حتى قمة حكومتهم العنصرية الإرهابية الصهيونية. الرفيق الحي في ضمائر كل الشرفاء عامر عبد الرحيم احمد علي عبد الله مواليد السادس من حزيران عام 1988 ولد في مخيم عسكر للاجئين .. أنهى دراسته للصف العاشر بنجاح. انتمى الرفيق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ نعومة أظافره فالتحق في صفوف منظمة الشهيد عماد المهر وكان من الرفاق النشيطين والمبدعين وكذالك عمل الرفيق في لجان العمل الجماهيري للجبهة فكان عضوا بجبهة العمل التطوعي في منطقة عسكر و جبهة العمل الطلابي في المدرسة .. والتحق بصفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى فكان القائد والمقدام في انتمائه للجبهة وكتائبها. فالمجد والخلود لرفيقنا المقاتل العظيم عامر عبد الله ولرفاق دربه في منظمة الشهيد عماد المهر الرفيق الشهيد أسامه بشكار ومحمود التك ومحمود السمور وعماد المهر ومحمد الغندور والشهيد سمير الدبة ولكل شهداء الجبهة والمقاومة .. أننا على دربكم لسائرون.