محمود جدوع أبو حمدة "موهوب"

ولد الرفيق البطل محمود أبو حمدة في قرية ـ هربياـ فلسطين عام 1943. عشا رفيقنا محمود قبيل تشرده من قريته وسط عائلة فقيرة تعمل بزراعة أرض التي عانت كثيراً من اضطهاد الإقطاعيين، ولم يكد رفيقنا يداعب تراب الولادة حتى كانت هزيمة 1948، حيث قامت العصابات الإرهابية الصهيونية، بذبح جماهيرنا الفقيرة، فشردت أهلنا من مدنهم وقارهم وكانت هذه الصورة البشعة التي تجري أمام عين الشهيد البطل، وحمله أهله واستقروا به وسط مخيمات الشقاء والبرد وحر الصيف، كبر الشهيد الرفيق، وكبرت معه المأساة، ولم ينس كل ما جرى لجماهير شعبنا أثناء وبعد الاحتلال. حصل الرفيق الشهيد على التعليم الابتدائي، وبدأ يعمل من أجل إعالة أهله وزوجته وأولاده الأربعة، وكان يريد بنفس الوقت أن يتابع دراسته، فحصل على الشهادة الإعدادية، وهو يكدح، وكلما كان يكبر كانت تكبر معه نقمته على العدو الإسرائيلي الفاشي وعلى الإقطاعيين والبرجوازيين فجاءت هزيمة حزيران 1967، وعاد الإرهابيون من جديد يدنسون أجزاء أخرى من تراب الوطن، ينهبون ويضربون ويقتلون جماهير شعبنا، تذكر رفيقنا الماضي المؤلم والرحيل، البطش وكل أحداث الأمس المؤلم ـ الرحيل ـ البطش وكل أنواع العسف والقمع الصهيوني، فأراد أن ينتقم لنفسه ولجماهير شعبنا من هذا العدو الإرهابي فكان يساهم في البداية بمساعدة الفدائيين المطاردين، بتوفير المنام والملبس لهم والغذاء كذلك، في أواخر 1969، أراد أن ينتقل من نضاله هذا (المساعدات) إلى مستوى أعلى من النضال، وهو الاشتراك والانخراط في صفوف التنظيم الثوري، فرأى ضالته في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الملتزم بفكر الجماهير المسحوقة، والمعذبة، والملتزم بكل أشكال النضال، بما فيها أرقى أشكالها، وهو الكفاح المسلح. شارك الرفيق الشهيد محمود ـ موهوب ـ في مجموعة من العمليات الجريئة ضد جنود الاحتلال الفاشي، وضد الخونة العملاء المتعاملين مع العدو من حثالات شعبنا. وتديراً لنضاله الثورة هذا سلمت له مسؤولية التسليح والتعبئة في المنطقة. والمعرف عن الشهيد البطل محمود (موهوب) الاتزان، الجرأة والحركة السريعة، والصبر، ولقد كان محبوباً من قبل الجماهير الفقيرة التي أعطاها الشهيد أعز ما يملك وهو حياته، فكانت نبضات قلبه تخفق بحب الجماهير والعمل على سعداتها، لأنه كان يعلم أن ثورته هي من أجل هذه الجماهير المضطهدة، لتحقيق أهدافها في التحرر القومي والطبقي، وكانت مآثرته الكبرى هي معركته الأخيرة التي خاضها قبل استشهاده حيث اشترك في معركة مواجهة مع العدو الصهيوني، وبإشراف وزير حربه السابق ـ موشي دايان ـ حيث كان الرفيق محمود مع الرفاق محمد صالح ـ حازم ـ وعبد الحميد الجمل ـ مرعب ـ في هذه المعركة التي كانت معركة غير متكافئة مع العدو، فإلى جان بآليات العدو ومشاته، كانت طائرات الهيلوكبتر، تقوم بإطلاق رشاشاتها، على المنزل، الذي كان موجوداً به مع الرفاق في حي الرجال، بغزة، لقد استطاع رفيقنا مع الرفيقين البطلين ـ حازم ومترب ـ إنزال أفدح الخسائر في جنود العدو وفي آلياته قبل أن يستشهدوا، ولقد اعترف العدو نفسه في حينه المعركة لكنه كعادته أخفى عدد خسائره. جاء استشهاد الرفيق محمود ليترجم صدق الالتزام الثوري لديه وإخلاصه لوطنه ولجماهير شعبه المضطهدة كذلك برهن الرفيق من خلال عطاءاته أن الجماهير التي طلع من بينها، هي صاحبة المصلحة الحقيقية في النضال وهي جيب أن تكون من بينها قيادة الثورة، وبرنامج الجماهير الكادحة، هو الذي يجب أن يقود الثورة لأنه البرنامج الأكثر ثورية وجذرية. استشهد بتاريخ 9/1/1971 على أثر المعركة البطولية التي خاضها الشهيد مع رفاقه "حازم" و"مرعب" في منطقة الرمال بقطاع غزة البطل.