الوفدي الكندي يختتم زيارته لغزة،والشعبية تنظم حفل وداعي له


وسط حضور لافت، وعلى وقع الأغاني الوطنية والجبهاوية نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس الجمعة حف
حجم الخط
وسط حضور لافت، وعلى وقع الأغاني الوطنية والجبهاوية نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس الجمعة حفلاً تكريمياً وداعياً للوفد الكندي، بحضور عدد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء والجبهة وأصدقاءها غطت بهم قاعة جمعية بادر بمدينة غزة. وافتتح كل من الرفيق باسل الطناني، والرفيقة ميناس عبد الباري الحفل بالترحيب بالوفد الضيف، داعين الحضور للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني. وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية الرفيق جميل مزهر كلمة الجبهة، توجه فيها باسمه وباسم الرفيقات والرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الوطني أحمد سعدات بالشكر للوفد التضامني على زيارتهم ومناصرتهم لشعبنا ولقضيتنا الفلسطينية، مشيراً أن فلسطين لا تنسى محبيها والمتضامنين معها ومن وقفوا إلى جانبها، وأن إصرار الوفد على الزيارة والوصول إلى القطاع رغم المخاطر الكبيرة يعبر عن عمق تضامنهم وتأييدهم لقضيتنا الفلسطينية، وانتماءهم الأصيل والصادق لإنسانيتهم التي يحملونها بداخلهم. وقال مزهر: " فلسطين لن تنسى الرفيق المناضل والمثقف والصديق العزيز خالد بركات الذي وهب حياته من أجل قيم الحرية والعدالة، والرائعة شارلوت رئيسة حملة التضامن مع الأسرى والقائد أحمد سعدات، والمناضل الأممي إيانس، وزوجته الطبيبة مارثا، والناشط المتقاعد براين الذي رغم كبر سنه يعتبر صوت حقيقي ونبيل في الدفاع عن حقوق شعبنا، والمعلمة المناضلة ماري التي تناضل من أجل إدراج النكبة في منهاج التعليم بكندا، وابنها الشاب ناتانيل، والمخرج السينمائي والناشط في الدفاع عن حقوق شعبنا جيس... لن تنسى الطفل الجميل جيمي أصغر طفل متضامن مع شعبنا الفلسطيني اجتاز الأنفاق من أجل فلسطين". وشدد مزهر على أن هذه الزيارة والتضامن مع شعبنا تبعث روح النهوض والإصرار في شعبنا على مقاومة الاحتلال، وهي فرصة لإعادة الحقيقة الفلسطينية إلى ذاكرة العالم بعد أن غيبتها الصهيونية والسياسات العالمية المتواطئة مع الاحتلال، لافتاً أن إرادة الصمود والمقاومة والتشبث بالأرض التي دشنها شعبنا الفلسطيني على أرضنا تتعزز بروح التضامن الموجودة لدى القوى وحركات التحرر العالمي، والتي تتقاطع أهدافها مع أهداف شعبنا الفلسطيني في التصدي لمشاريع الهيمنة الامبريالية والصهيونية، ونشر مفاهيم وقيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وأعرب مزهر عن أمله أن تكون زيارتهم القصيرة لقطاع غزة مفيدة، ينقلوا من خلالها إلى الشعب الكندي وأحرار العالم رسالة الشعب المحب للحياة التي رأوها في عيون أمهات الشهداء والأسرى والأطفال، وأن يبذلوا الجهود من أجل العمل على أن تصبح قضية شعبنا الفلسطيني على رأس قضايا النضال، مشدداً أن دعم شعبنا للحركات الشعبية المتصاعدة في العالم لرفض الظلم والاستغلال والنهب والعنصرية والامبريالية يتقاطع مع دعم المتضامنين لقضيتنا الفلسطينية. وفي الشأن الفلسطيني شدد مزهر على أن الوطن والجرح والهدف واحد وأن الوحدة الوطنية هي السياج الحامي لقضيتنا، وهي القادرة على مواجهة العدوان والجرائم الصهيونية المستمرة حتى اللحظة، مشيراً أنه لا يمكن لشعبنا أن ينهض ويستمر في مقاومته للاحتلال في ظل الانقسام. موجهاً كلمته إلى كل من فتح وحماس قائلاً: " أن الوقت من دم والتاريخ لن يرحم أبداً. فأمامنا فرصة لا تعوض من أجل إنهاء الانقسام الكارثي واستعادة الوحدة الوطنية حتى نستطيع أن نواجه موحدين الإرهاب الصهيوني الذي يستمر في قتله وإجرامه ومجازره بحق أبناء شعبنا الفلسطيني". وفي الشأن الجبهاوي الداخلي دعا مزهر كادرات الجبهة إلى استنهاض الهمم وطاقات حزبنا، وتعزيز الحياة الديمقراطية داخل الحزب، وتجديد أدواتنا وأساليبنا وتحركنا لحمل هموم الناس والدفاع عنها في مواجهة الاستقطاب والمحاصصة والصراع المقيت على السلطة، من أجل مستقبل أفضل لشعبنا ومن أجل أن ينعم شعبنا بالحرية والاستقلال، مخاطباً إياهم بأنهم البديل الوطني الديمقراطي لمن يلهث خلف سراب التسوية عبر المفاوضات وللقوى الظلامية التي تحاول فرض قيم غريبة على مجتمعنا. وفي ختام كلمته توجه بالشكر والفخر للأصدقاء المتضامنين وحملهم أمانة بأن ينقلوها للعالم أجمع...وهي أنه آن الأوان للشعوب وأحرار العالم وكافة مناصري قضيتنا الفلسطينية لأن يعي حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا.. مشدداً على أن شعبنا الفلسطيني من جانبه يعد الجميع وبعد أكثر من أربعة وستين عاماً من المؤامرة والعدوان والقتل والإرهاب وازدواجية المعايير والانحياز الفاضح لدولة الإرهاب.. والفيتو الذي داس على صدور أطفالنا في مجلس الأمن.. بأنه باقِ في أرضه وله هدف واحد أن يكون وحتماً سيكون. من جانبه، ألقى الناشط الفلسطيني ومسئول الوفد خالد بركات كلمة ألهبت مشاعر الحاضرين، أشاد فيها بكادرات الجبهة في القطاع، مشيراً أن الجبهة ممثلة بفرعها في قطاع غزة قيادة وكوادر وقواعد احتضنت هذا الوفد وقدّمت له كل الرعاية والحماية، مشيراً أن الوفد لم يطلب أو يسأل عن شيئ إلا وجده في القطاع، وهذا يدل على الكرم الأصيل وحسن الضيافة من ابناء القطاع. وقال بركات " أهدي ما تتضمنه كلمتي من مواقف ومن كلمات إلى روح الشهيد القائد الرفيق محمود الغرباوي، أقف الآن بينكم والكلمات تعجز عن التعبير عن مشاعري امام هذا العطاء النبيل، لقد تعلمت خلال هذا الاسبوع الكثير من رفيقاتي ورفاقي وأطفال غزة، تعلمت من الطفلة رغد كيف يمكن للحياة أن تستمر وتكون أقوى من هذا الحصار الظالم، رأيت في عيون أبناء وبنات الشهيد القائد محمود الغرباوي الأمل والحب والوفاء وأن غزة لا تطلب شيئاً بل تعطي وهذه هي مهنتها الوحيدة التي تحترفها العطاء والعطاء والعطاء". وأضاف: " تعلمت الكثير من هذه الزيارة من رفاقي في المخيمات وفي القرى، مع الفلاحين المزارعين على الحدود، تعلمت من الصيادين أن العدوان والحصار البحري يستطيع ربما أن يقلص من كميات السمك التي يحصل عليها الصياد بعرقه وبجهده، ولكن إرادة الحياة والتحدي والصمود قادرة دائماً أن تصنع المعجزات، ولذلك قررنا بالوفد أن نخصص يوماً في كندا من الشرق للغرب يوماً لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة". وتابع: " تعلمت من رفاقي في مؤسسات الجبهة الزراعية أنه في الجهد الجماعي العمل مع الناس والتواجد بين الجماهير نستطيع أن نحقق الكثير، وأنه مهما حاولنا أن نستبدل العلاقة مع الجماهير في وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، فهذا لا يخفي أبداً أن تجلس مع الناس وتستمع إلى مشاكلهم وهمومهم وتحدياتهم وتفاصيل حياتهم حتى تكون المؤسسة الجماهيرية لا تتصل عن الشارع والناس بل تعبر عن قضايا". وقال " هذا ينطبق على كل الرفاق والرفيقات في المؤسسات الصحية والطلابية والشبابية، ومن نقاشنا وحواراتنا المستمرة كوفد وعلى المستوى الشخصي، تعلمنا أنه بالإرادة نستطيع أن نتجاوز كل العقبات وكل التضحيات ونستنهض اوضاعنا من جديد، وبعض الدروس التي تعلمتها من أطفال ونساء ورجال غزة". وأكد بركات أن الكثير من القناعات لديه تأكدت عندما زار القطاع للمرة الأولى، مشيراً أنه عندما عاين الواقع واحتك بالناس ورأى بالعين واستمع إلى الناس في الشارع، والصيادين، والمزارعين، وسائق التاكسي، والعامل في المطعم...إلخ تعززت لديه هذه القناعات. وقال بركات: " مرت مياه كثيرة تحت جسر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أزمات كثيرة تحت جسرها، وهذا الحزب الثوري أسس تجربة طويلة امتدت على مدار 45 سنة، ربما بعض شككوا ويشككوا في قدرة الجبهة على الاستمرار والنهوض، ولكن ما رأيته هنا في قطاع غزة في عيون رفاقي في مخيم البريج والمغازي وبيت حانون ورفح وكل مواقع القطاع الباسل هو أن هذه الجبهة التي انطلقت في الحادي عشر من ديسمبر عام 1967، هي نفسها نفسها وهذا الحزب هو نفسه بشجاعته وقدرته على مواصلة الطريق" ولفت بركات أن كل الأحزاب الثورية تواجه التحديات والأزمات، والحزب الذي لا يواجه الازمات هو حزب ميت، مشدداً على ضرورة عدم الخوف بأن المشهد السياسي الفلسطيني ينقسم بين قوى ظلامية وأخرى ترتهن إلى الموقف الأمريكي الاسرائيلي ومراهنتهم على الرباعية، فليراهنوا على أمريكا وعلى هذا النظام الرسمي البائد، ليراهنوا على كل هؤلاء، نحن سنراهن على هذه المخيمات وسننتصر. وعبّرت الناشطة الأمريكية في حملة التضامن مع القائد أحمد سعدات شارلوت كييتس عن شكرها للجبهة الشعبية، وللرفاق الذين استضافوا الوفد، مؤكدة أن جهدها سينصب في نقل معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والمزارعين والصيادين. وعبّر المناضل الأممي إيانس، عن فخره بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبجميع المؤسسات والمنظمات التي شاركتهم الأفكار والطروحات التي وجهوها لهم خلال الزيارة، مشيراً أنه ارتبط بفلسطين وهو صغير، عندما كان والده يعمل في جمع الحديد الصلب، وفي ذلك الوقت كانوا العمال الطبقة العاملة من المناصرين والمساندين للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه من اجل ذلك حاول المرور لقطاع غزة، وقابل فئات مختلفة من عمال مزارعين على أطراف قطاع غزة، وعائلات الشهداء والأسرى المحررين. واختتم كلمته قائلاً: " أنا أحببت فلسطين وعرفتها أكثر فأكثر.. وسأبقى أناضل من أجلها ".. من جهتها، توجهت زوجته الطبيبة مارثا بالشكر للعائلات التي استضافت الوفد، وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على اشرفت على الزيارة، مشددة على أن لديها التزام أيديلوجي في الدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني، والعدالة، مشيرة أنها ومن خلال جولتها تعزز لديها هذا الالتزام والعهد، وذلك من خلال التفاصيل رأتها في غزة في أصغر فرد واكبرهم سناً والذين يواجهون تحديات خطيرة لا يمكن تخيلها. وقالت: " لدىّ أيضاً التزام سياسي وأخلاقي لأنني أعمل في مجال الصحة، وأعلم أن هناك أمراض تلتصق بجسم الانسان، وكذلك وباء يسمى الاحتلال، ووباء يسمى الحرب، ووباء اقتصادي، وهناك وباء يسمى العولمة، عندما نذهب لكندا لن نكافح من أجل الأمراض التي تلتصق بالجسم بل من اجل الأمراض التي كرستها الامبريالية والصهيونية، فهذا التزام شخصي مني سأناضل أكثر من أجل تحقيقه ". من جهته، قال المتضامن براين كامبل، أن الأمور في غزة لم تكن أقل مما تخيله، وأنه وجد إضافات تجعله يعيش الكرم الذي احتضنه به الشعب الفلسطيني في مدن وأزقة المخيمات، الذي رأى فيها تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم، هذه المشاعر أكد أنها تعيش به بداخله للأبد. من جانبه، أكد مخرج الأفلام الوثائقية العالمي السينمائي جيس أنه محظوظ بأنه سيبقى في غزة اثنا عشر يوماً اضافية، لكن الذي يتألم بسببه أنه يتخيل أن هذه الأيام التي سيقضيها في القطاع ستنتهي وسيعود إلى بلده، لذلك هو يشعر بحزنه الشديد لفراق قطاع غزة . من جانبها، عبرّت المناضلة الكندية كاتي عن تأثرها من الأوضاع التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في القطاع، مشيرة إلى أن أكثر ما آلامها خلال الزيارة ثلاث أمور شكلواّ صدمة لها، أولها عند زيارتها لمدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة، والتي أخبرها مديرها بأن عدد من الطلاب استشهدوا في هذه المدرسة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والثاني هو تلقيها خبر استشهاد شاب التقت به قبل استشهاده بساعات وهو الشهيد محمد شبات، أما الثالث فهي لقاءها مع أمهات الشهداء والأسرى، حيث وجدت فيهم إرادة وصمود لا يمكن أن توصف. من جهته، أكد ابنها ناتانيل الناشط في مجال البيئة بكندا على أنه كونّ في زيارته لغزة عائلة ممتدة يعيش فيها، وتعيش فيه، وأنه جاء لغزة ليس لالتقاط الصور وإنما جاء لتكوين هذه العلاقات التي يتمنى أن تدوم إلى الأبد. وفي نهاية الحفل كرمت الجبهة الوفد التضامني حيث قدمت لرئيس الوفد الناشط الفلسطيني خالد بركات درع شكر وتقدير على زيارتهم، وأهدت الوفد جوائز رمزية فلسطينية عبارة عن لوحة تضم خريطة فلسطين. وتخلل الحفل عروض من الدبكة الشعبية وفقرات غنائية، لمركز العصرية نالت استحسان الجمهور.