الشعبية تدعو للتحلل من "أوسلو" وإخراج ملف الإعمار من التجاذبات

كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

 المجلس المركزي الفلسطيني

4-5 آذار/2015

الأخ رئيس اللجنة التنفيذية ..

الأخ رئيس المجلس الوطني وهيئة رئاسته

الأخوة والأخوات أعضاء المجلس المركزي الفلسطيني

ها قد مضى ما يقارب العام على دورة المجلس المركزي السابقة واجه خلاله شعبنا أحداث جسام.. لعل أبرزها العدوان الصهيوني المبيت على قطاع غزة... في تموز 2014... والذي شكل طوراً نوعياً في سلوك وعدوان الكيان الصهيوني... وكان من نتائجه  آلاف الشهداء والجرحى... ومئات آلاف المشردين... وعشرات آلاف البيوت المدمرة ومحو مناطق بكاملها.

بيد أن صمود ومقاومة أهلنا في القطاع... وصمود قواه الوطنية وفصائله المسلحة كان أيضاً تطوراً نوعياً وأسطورياً ما يفرض علينا أن نرتقي إلى مستوى هذا الصمود والعطاء... وهذه الدماء والتضحيات... بل يفرض علينا ومن مواقعنا ومسؤولياتنا الوطنية أن نطرح السؤال المركزي... هل كنا كقيادة فلسطينية بمستوى هذا الحدث الكبير..؟ 

أما وقد توقف العدوان وترك بصماته القاسية وآثاره الكارثية على شعبنا... هل قامت القيادة الفلسطينية بدورها القيادي الوطني وبمسؤولياتها لأجل رفع المعاناة عن كاهل شعبنا..؟ هل قدمت هذه القيادة جردة حساب لما نجحت ولما فشلت في تحقيقه.. ليكون شعبنا على دراية بما تقوم به قيادته...؟

إن عنوان "إعادة الإعمار" هو شاهد على ضعف الدور القيادي الفلسطيني في الظرف الاستثنائي الذي يعيشه قطاع غزة...  ونشير إلى أن تقصيراً واضحاً في إدارة هذا الملف وإخضاعه للتجاذبات السياسية الوطنية والإقليمية والدولية.

إننا نرى أن ثمة جهداً ميدانياً وسياسياً وإعلامياً ومالياً وشعبياً وعلى المستوى الإقليمي والدولي مطلوباً لتذليل الصعوبات السياسية والعملية والفصائلية من أمام إعادة الإعمار والعمل على تحفيز المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته الإنسانية..

الأخوات والأخوة الرفيقات والرفاق

إن التمسك بخيار المفاوضات العقيمة إضاعة للوقت والجهد الفلسطيني... وإبقاء لقضيتنا الوطنية في دائرة مفرغة لا طائل منها، إن تجربة عشرين عاما ويزيد من المفاوضات هي السبب الأساس للأزمة الفلسطينية والمراوحة في المكان ، بل هي السبب الأساس في ما وصل إليه مشروعنا الوطني من مأزق متعدد الأبعاد والأوجه .

وعلى ضوء هذا الواقع المتردي والمأزوم... فإننا في الجبهة الشعبية نطالب المركزي  باتخاذ قرارات بما يلي ...

1-   وقف المفاوضات الثنائية مع حكومات الاحتلال برعاية أمريكية ، والتحلل من اتفاق اوسلو والتزاماته السياسية والأمنية والاقتصادية

2-  إعادة ملف القضية الفلسطينية الى هيئة الأمم المتحدة والمطالبة بعقد مؤتمر دولي مفتوح وكامل الصلاحيات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع وليس التفاوض عليها.وفي مقدمتها حق العودة .

3-  وقف التنسيق الأمني بكل عناوينه... فسياسة العدوان والاستيطان والتهويد مستمرة ومتصاعدة ، ما يجعله  غطاء لممارسات الاحتلال واستباحته الشاملة لشعبنا ، كما ندعو لإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي .

4-   سحب مشروع القرار الفلسطيني الذي قدم إلى مجلس الأمن في 17/12/2014 كقرار هبط عن سقف الإجماع الوطني وشكل صدمة لفصائل العمل الوطني داخل م.ت.ف... وخارجها ولم يعبر عن مواقف الفصائل في اللجنة التنفيذية بما يضرب الجانب الديمقراطي لاتخاذ القرار الفلسطيني ويشكل تكريساً لسياسة التفرد.

وعلى هذا الأساس تجدد الجبهة الشعبية رفضها لإعادة تقديم هذا المشروع إلى مجلس الأمن بسقفه الحالي الذي يضرب الحد الأدنى من قرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوقنا الوطنية.

5-  تفعيل المقاومة بكافة أشكالها مع الاحتلال والعمل على محاصرة "إسرائيل" دبلوماسياً وقضائياً وبالذات داخل محكمة الجنايات الدولية.

الأخوة والأخوات ... الرفيقات والرفاق

إن الجبهة الشعبية إذ تدعو إلى تفعيل م.ت.ف ومؤسساتها وتجديد بنيتها وعضويّتها وبثّ روح العمل والحماس في أوصالها بما يمكّنها من القيام بمسؤولياتها الوطنية على أكمل وجه وأفضل أداء سياسي وكفاحي... فإنها في ذات الوقت ترى ضرورة احترام الهيئات ودورها وقراراتها وعدم تبهيت اجتماعاتها لاسيما اللجنة التنفيذية عبر إغراقها بشخصيات وطنية نحترمها ... لكنها ليست من قوام اللجنة التنفيذية ، مما يستدعي التقيد بالنظام الأساسي ل م.ت.ف بما يضمن عقدها بقوامها المحدد وجول أعمال محدد.

وارتباطاً بذلك تدعو الجبهة الشعبية إلى تنفيذ  اتفاق القاهرة بين الفصائل الفلسطينية بدءاً بالعقد الفوري للإطار القيادي المؤقت المناط به إعادة بناء وتوحيد وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لتقوم بدورها الوطني والقومي للدفاع عن القضية الفلسطينية في مواجهة الأخطار التي تتهددهم .

الأخوات و الأخوة

بعد ثماني سنوات عجاف من الانقسام الفلسطيني المدمر فإننا نطالب الأخوة في فتح وحماس بأن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية وإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية والتخلص من كل الحسابات الفئوية والإقليمية ونبذ المحاصصات الثنائية لمصلحة وحدة الشعب والأرض والأهداف الوطنية.

وفي هذا السياق ندعو اللجنة التنفيذية إلى العمل الدؤوب والمستمر والمسؤول على حل معضلة معبر رفح البري... مع القيادة المصرية على قاعدة تسلّم السلطة لهذا المعبر وإدارته... والعمل على فتحه أمام المواطنين والبضائع والإسهام في التخفيف من معاناة شعبنا... ولا يجب أن نتوقف أمام هذه الثغرة أو الشرط كي يفتح المعبر... كونه المتنفس الوحيد لقطاع غزة ما يقتضي عدم إقفاله تحت أية مبررات.

الأخوة والأخوات ... الرفيقات والرفاق

ما تتعرض له القدس عاصمة فلسطين من هجمة تهويد غير مسبوقة يستدعي توحيد المؤسسات العاملة فيها تحت مسؤولية  دائرة القدس التابعة لـ م.ت.ف... تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن القدس وعروبتها ، وحمايتها بوصفها عاصمة فلسطين الأبدية  والتصدي للاحتلال ومشاريعه فيها .

الأخوة والأخوات

يعاني شعبنا جميعه في مناطق اللجوء من ويلات التشرد ، والبؤس والحرمان . ومضى على أزمة المخيمات الفلسطينية في سوريا أكثر من ثلاث سنوات... وهي أزمة طاحنة ومتدحرجة ومقلقة فشعبنا يعاني ويكابد التشرد والفقر والقتل وفقدان المأوى والهجرة القسرية المتزايدة إلى البلدان الأوروبية .إننا أمام خطر استراتيجي يهدد فبما يهدد حق شعبنا في العودة ما يستدعي تشكيل خليه قيادية ذات صلاحيات وموازنات من فصائل م.ت.ف تقوم بدورها في متابعة أوضاع شعبنا بالتنسيق مع الدولة السورية بصورة أفضل من اللجنة القائمة.

الأخوات والأخوة ... الرفيقات والرفاق

يواجه أسرانا البواسل حملة تنكيل غير مسبوقة ومن حقهم علينا الاصطفاف صفاً واحداً خلف نضالاتهم والدفاع عنهم بشتى الوسائل ... وأمام المحافل الدولية من أجل إبراز قضيتهم وحقهم في الحرية وصولاً إلى تحريرهم.

 

المجد والخلود للشهداء .. الشفاء العاجل للجرحى

الحرية لأسرى الحرية

وإننا حتماً لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين