في ذكرى استشهاد كنفاني، عبدالعال: بقرار موجز ننتمي إلى غسان كنفاني

حجم الخط

 

احتشدوا رجالاً تحت الشمس على موعد مع نداء الكلمة وصوت الثقافة ومجد الشهداء، أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في مستديرة شاتيلا – بيروت، الذكرى الثالثة والأربعون على اغتيال الأديب والقائد الشهيد غسان كنفاني بمشاركة قيادة الجبهة ممثلاً بالدكتور ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، ومروان عبد العال مسؤول الجبهة في لبنان، وأبوجابر مسؤول العلاقات السياسية للجبهة في لبنان، بالإضافة إلى عدد من كوادر وأعضاء الجبهة في بيروت.

وقد شارك في إحياء هذه المناسبة إدارة مؤسسة غسان كنفاني وأطفاله الذين غنوا وأنشدوا لـ "غسان" وقيادة من المقاومة الفلسطينية يتقدمهم أبوعماد رامز مسؤول الجبهة الشعبية "القيادة العامة"، سمير أبوعفش ممثل حركة فتح، وممثل حركة حماس مشهور، وعلي فيصل مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، والمناضل صلاح صلاح، والأسير المحرر أنور ياسين، وحسن زيدان مسؤول فتح الإنتفاضة في لبنان، صلاح اليوسف وأبو وائل ممثلين عن جبهة التحرير الفلسطينية، ووفداً من سفارة دولة فلسطين في لبنان ممثلاً بالمستشار الثقافي ماهر مشيعل وخالد عبادي، والسيدتان آني كنفاني وليلى كنفاني.

كما شارك الحاج عطا الله حمود نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله، والقومي معن بشور، والعميد مصطفى حمدان الذي قدّم بدوره اكليلاً من الزهر على ضريح الشهيد كنفاني .

وقد ألقى الرفيق مروان عبد العال كلمة في هذه المناسبة، أكد خلالها عن عمق حاجتنا لغسان كنفاني، وقال: في كل تموز وفي اليوم الثامن منه يدعونا غسان إليه، أحبة ورفاق وأصدقاء وأطفال غسان ومؤسسة غسان وأبناء رياضه ورفيقة العمر والذكرى السيدة آني والساهرة على جيل غسان وريشته المبدعة ليلى، تلتئم الذكرى بأزهار تنمو حوله وحول لميس في هذا المكان الذي يحتضن شهدائنا العظام، لنضع زهرة حلمٍ باسمك وهو من اصطفاك ناطقاً باسمه ومن غيرك الجدير به، وأنت أسطورة فلسطينية تستمد قوتها من الغاية النبيلة التي تسكن روحنا والحلم الجميل في أعماقنا، ورغم الغياب فأنت تؤكد لنا كما في كل سنة أنهم قتلوك وما قتلوك، ولكن شبّه لهم لأنهم أرادوا بغيابك أن يقتلوا نموذج هذا الحلم والفكرة التي أشهد أن الحلم حي لا يموت، وزهرة باسم الحقيقة لأنهم أرادوا باغتيالك اطفاء شعلة الكلمة البندقية، واغتيال الحقيقة لأنها رسالة القضية والرواية الحقيقة العابرة للخديعة وللضياع وحدود الغياب، فأبدعت فكراً وموقفاً وسياسة وكلمة وريشة وكتاب ورواية ومسرحية وقصه وسؤال ومقال، وزهرة باسم الحق الذي تجسده فيك واسمه فلسطين غير القابلة للاختزال أو القسمة، بكامل أحرفها وأقانيمها وروحها وناسها، اعتقدوا أنهم يجردوننا من غسان ليغتالوا فلسطين، لأنهم وجدوا فيك مواصفات الإنسان يعني فلسطين والذي رفعها إلى مرتبة الشرف، بمعايير طهرها وعدالتها وانسانيتها، فلسطين المجردة من الرموز هي ليست فلسطين الحقيقية، أتذكر كيف كان أبوخيزران بطلك السلبي فاختاروه البطل المناسب ليغتال فلسطين الحقيقة وليهربنا بصهريج الفضيحة وعلى مسمع العالم كبضاعة معروضة للبيع، وكم حذرت مبكراً أن يصبح المخيم حالة زعامتية أو سياحية أو "حالة تجارية"، يضعون الفاشل بالمكان المناسب ليحمل القضية إلى المكان الخطأ، إنهم أرادوا تغيير القضية يا غسان وتحويلها إلى نثرات على موائد الأنظمة، منذ كان العقل هدف لجرائمهم كان المستهدف فلسطين القضية.

 زهرة باسم رفاق غسان في كل ساحات النضال من السجون والمعتقلات وفي مقلاة القهر بالمخيمات إلى الضفة وغزة والجليل والنقب وتحت الحصار وصليب الآلام في المنافي التي لا تطاق قريبة وبعيدة وفي شتات وتيه ورحلة الشتاء والصيف، نحن بقرار موجز ننتمي إلى غسان كنفاني، لأن من يريد أن يتعلم الفيزياء عليه أن يعرف قانون الجاذبية وأن يقرأ نيوتن، ومن يريد أن ينتمي إلى فلسطين عليه أن يقرأ غسان كنفاني، جاهل بقضيتها من لم يتعرف على أم سعد ورجال قي الشمس وعائد إلى حيفا، والنبي والبرتقال الحزين، ومنهم زهرة أطلقت عليه الفكرة النبيلة التي قضى على دربها الرجال والبنادق، الفكرة التي توقد فينا روح المقاومة تكتب زمن الاشتباك الحقيقي، وإلى ما تبقى لنا من الحكاية المستمرة التي ما زالت تتولى فصولاً وقهراً وظلماً، والتغريبة نعيشها شتات على شتات والقضية ترنو إلى البراعم التي زرعتها وسنظل على موعد قريب مع جيل غسان القادر على حمل القنديل الصغير وجلب الشمس إلى البلاد.



kanafani (13)

kanafani (12)

kanafani (11)

kanafani (10)

kanafani (8)

kanafani (9)

kanafani (7)

kanafani (6)

kanafani (4)

kanafani (5)

kanafani (2)

kanafani (3)

kanafani (1)