بيان وطني صادر عن فرع السجون في ذكرى رحيل المؤسس

بيان وطني في ذكرى رحيل الرمز جورج حبش جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، أيها المرابطين في موقع المواجهة الأول في مقارعة الأمريكان والصهاينة، يا من تقدمون الشهيد تلو الشهيد، والأسير خلف الأسير، والجرح بعد الجريح دون أن تفقدوا الأمل في غدٍ مشرق لابد آت رغم قتامة الواقع الراهن الذي تعيشه قضيتنا الوطنية. نحتفل وإياكم بذكرى رحيل أحد الرموز القومية والوطنية النادرة التي عبرت التاريخ العربي والفلسطيني في أحلك وأشح لحظاته السوداوية تاركاً خلفه ارثاً ثورياً إيجابياً سيتناقله مناضلي شعبنا جيلاً بعد جيل ليصنعوا منه حاضرنا ومستقبلنا المنغرز في جذور التاريخ الفلسطيني في مواجهة طرقات الاحتلال وإغراءاته التي انحنت أمامها هامات الكثير من القيادات الوطنية باحثة لها عن مكان ضيق تحت مبرر " الواقعية الثورية"، هذه الواقعية التي قادت المشروع الوطني الفلسطيني إلى دهاليز السياسة الامبريالية التي رسمها الأمريكان والصهاينة بحكم ميزان القوى المختل لصالحهم، سياسة واجهها الحكيم بكل حكمة وصلابة، فكان واضحاً ومبدئياً كحد السيف في مواقفه وآراءه السياسية والفكرية على الساحة العربية والفلسطينية، وحتى على المستوى الحزبي الداخلي كان حازماً ولم يسمح لمشاعره الإنسانية المرهفة أن تحول دون مشاركته في اتخاذ أصعب القرارات التنظيمية، ليجسد حقيقة القائد الحزبي الذي يقدم الانضباط الحزبي على ما عداه. مناضلي شعبنا الأحرار.. إن الارث الذي تركه حكيم الثورة وضميرها الحي لا يمكن حصره في هذا الجانب دون سواه، فقد شكلّ نموذجاً للقائد الكبير الذي يحمل وعياً كبيراً في الفكر والسياسة والتنظيم والأخلاق، هذا الوعي الذي تجاوز البعد النظري نحو الممارسة والسلوك اليومي، الذي جسدّه عبر احترافه ثورة التغيير الشامل ممارساً ما يقوله قبل أن ينطق به لسانه، فكان خطيباً مفوهاً ومحرضاً جاذباً، أو مفكراً عميقاً ومنتجاً، وسياسياً ثابتاً وواضحاً، لا مكان للمراوغة والمداهنة في سلوكه السياسي، ولم يتردد للحظة عن انتقاد خصومه السياسيين في الساحة الفلسطينية والعربية. يُكّن الاحترام والتقدير العالي لهذا الرمز المجبول بطيبة المسيح وحكمه وطبقية علي بن أبي طالب. جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم.. يا من أنجبتم نخبة من القادة النادرين الذين نفتقد أمثالهم في مثل هذه الأيام الحالكة التي نمر بها، فالصهاينة ومستوطنيهم يعربدون دون رادعٍ سوى الوقوف على أطلال جرائمهم والتشدق عبر وسائل الإعلام، فيما الانقسام داخل المجتمع الفلسطيني قطع شوطاً بعيداً في ظل غياب الإرادة الحقيقية لدى أصحاب القرار في إنهاء هذه الظاهرة المقيتة والتي لم تترك منحى من مناحي حياتنا الفلسطينية إلا وأصابته. ونحن إذ نحتفل بذكرى رحيل هذا القائد القومي والوطني نأمل أن يتحقق حلمه ولو ومتأخراً في أن تعود الوحدة إلى النظام السياسي الفلسطيني، ويتم إنجاز المصالحة على الأرض وألا تبقى مطوية في كومة الأوراق التي تكدست عبر حوارات طويلة ومضنية كان عنوانها الأبرز اختزال القضية الوطنية الفلسطينية كمشروع تحرري ديمقراطي من الدرجة الأولى إلى مجرد صراع بين أطراف يتنازعون على اقتسام مغانم سلطة تحت سقف الاحتلال، وكلنا رغبة وأمل أن تثمر الحوارات الوطنية الأخيرة عن نتائج حقيقية على الأرض لنحتفل العام القادم بذكرى رحيل الحكيم وقد توحد الشعب الفلسطيني تحت راية م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكافة ألوان طيفه السياسي وأماكن تواجده. المجد لروح الشهيد الرمز جورج حبش، ولكافة شهداء شعبنا وثورتنا الفلسطينية، هذه الأرواح الطاهرة التي تحلق في فضاء الوطن الممتد من رفح حتى رأس الناقورة وتطل على المحيط العربي زراعة الأمل في غدٍ مشرق لابد آت مهما طال ليل الاحتلال والأمريكان. وإننا حتماً لمنتصرون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة فرع السجون 26/1/2012