التقرير اليومي لمقتطفات من صحافة العدو 26/1/2012

هآرتس – افتتاحية -  26/1/2012
فقط للاصوليين
بقلم: أسرة التحرير

	وزير الاسكان، ارئيل اتياس، عرض
حجم الخط
هآرتس – افتتاحية - 26/1/2012 فقط للاصوليين بقلم: أسرة التحرير وزير الاسكان، ارئيل اتياس، عرض أمس المعايير الجديدة لتلقي السكن المخفض الثمن من الدولة. المعيار المركزي سيبقى عدد الاطفال في العائلة؛ عائلات فيها ثلاثة أطفال فما فوق سيحصلون على الاولوية الاعلى. المعيار الثاني سيكون سنوات الاقدمية في الزواج، والثالث الخدمة في الجيش أو في الخدمة المدنية وفي الاحتياط. صحيح أنه عقب الضغط الجماهيري سيعرض اتياس تحسينا ما في المعايير في صالح الطبقة الوسطى، العاملة والخادمة في الجيش، ولكن هذه المرة ايضا وجد معايير تكون في اساسها في صالح الاصوليين. وذلك لان المعطيات تفيد بان الاصوليين يتزوجون في سكن مبكرة، ويوجد لهم ثلاثة أطفال صغار فيما يكونوا في العمر الذي لا يحلم فيه العلمانيون من أبناء الطبقة الوسطى حتى في ان يتزوجوا. منذ تسلم اتياس مهام منصبه حرص اساسا على مصلحة الاصوليين. وبالفعل، في السنوات الثلاثة الاخيرة تلقوا النصيب الاساس من الشقق المدعومة حكوميا، من خلال طريقة "ثمن للساكن". لجنة تريختنبرغ حاولت تغيير هذا الواقع المشوه بادخال معيار جديد آخر، "استنفاد قدرة الايجار"، ولكنها فشلت. إذ واضح لاتياس بانه عندما تكون حاجة الى الاثبات بان الزوجين يعملان، أو واحد منهما، او على الاقل يبحثان عن العمل، فان الاصوليين يخرجون من الصورة والطبقة الوسطى تدخلها. الاحتجاج الاجتماعي جاء من قلب الطبقة الوسطى، التي تعمل بكد، تدفع الضرائب، تخدم في الجيش وفي الاحتياط، ولكن اتياس لا يمثلهم؛ ولهذا فلن يأتي الخلاص منه. هذا هو المكان لتدخل رئيس الوزراء الذي حتى الان تذبذب في الموضوع. بنيامين نتنياهو وان كان يرى في شاس "شريكه الطبيعي" في الحكومة، الا انه ملزم بتمثيل كل الجمهور، وليس فقط الاصوليون. فقد تعهد نتنياهو بتنفيذ توصيات لجنة تريختنبرع التي قررت بانه "يجب اعطاء اولوية للفئات السكانية التي تستنفد قدرة الايجار، ولكن أجرها ليس عاليا"، ومعايير اتياس تفعل بالضبط العكس. على نتنياهو أن يمنع رفع المعايير الى مجلس مديرية اراضي اسرائيل ونقلها الى الحكومة لتقرر معايير اخرى، أصح، حسب توصيات لجنة تريختنبرغ. ------------------------------------------------------ يديعوت – مقال افتتاحي – 26/1/2012 حماس في ورطة بقلم: غي بخور لم يشوش شيء على اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة، أن يعلن باسلوب احمدي نجاد ان ايام اسرائيل معدودة، وأن يدعو الى انشاء جيش جهاد عربي لتحرير فلسطين. لكنه يقوم من وراء شعارات التبجح واقع قاتم صار من الصعب اخفاؤه. أولا بلغ حلفها مع ايران نهايته، فلم يكن هذا الحلف طبيعيا منذ بدايته – منظمة سنية تؤيد دولة شيعية غير عربية – لكن حينما رفضت حماس أمر ايران بتأييد بشار الاسد المتهاوي، أغلقت طهران بابها في وجه المنظمة. وأشد من ذلك أنه توقف تحويل الاموال التي تعول حماس بواسطتها نحوا من 50 ألف موظف وجندي في غزة. واذا لم يمكن الانفاق عليهم فمن أين ستأتي بالمال؟ لهذا دخلت في جدل مر مع السلطة الفلسطينية أو مع الجامعة العربية في اموال هما مدينتان بها لها في ظاهر الامر. واضطرت حماس ايضا الى اخلاء دمشق باعتبارها عاصمة الذراع الجالية من المنظمة. فالى أين ستمضي الآن؟ كانت هناك آمال ان يستوعب الاردن مقر القيادة الى ان دهشت قيادة المنظمة في الاسبوع الماضي لسماع ان الاردن يفرض قيودا على استيعابها. وقد بين رئيس حكومة الاردن ان الاردن سيستضيف كبار مسؤولي المنظمة وعائلاتهم باعتبارهم "أفرادا" لا قيادات ولن يُسمح لهم هناك بنشاط سياسي، فأُلغي خيار الاردن اذا من جهة حماس الغاضبة. بقيت مصر، لكن في الوقت الذي يحاول فيه "الاخوان المسلمون" خاصة ان يعرضوا أنفسهم على أنهم عمليون وواقعيون على نظر العالم، سيكون نقل مقر قيادة منظمة ارهابية الى القاهرة أمرا محرجا. كان هنية نفسه عند "الاخوان المسلمين" في مصر، وأكثر إسماع تصريحات عن نهاية اسرائيل، لكن ممثلي الاخوان خاصة سكتوا، وكان يجب ان يقلقه هذا السكوت. فـ "الاخوان المسلمون" يجب عليهم الآن لا أن ينفقوا على 50 ألف انسان بل على 88 مليونا وهذه مهمة أثقل كثيرا. ان عبء الدولة وقع عليهم واذا لم يُظهروا تحسينا لاقتصاد مصر فان الغضب في الشوارع سيبدأ في الانصباب عليهم سريعا جدا. لا يؤخذ في الحسبان الانتقال الى غزة لأن اسرائيل قد تمس بهم، كما يُقدر كبار مسؤولي حماس. كان هناك شعور الى الفترة الاخيرة ان الربيع العربي مع احزابه الاسلامية سيحتضن حماس. ومن المؤكد أنه سيدفع اليها بضريبة كلام لكن اينشأ جيش جهاد ضد اسرائيل؟ ان كل دولة عربية غارقة اليوم في ازماتها غرقا عميقا وتوجد مشكلات وجودية اذا قيست بها مشكلات حماس كانت قزما. يتغير ايضا نظام القوى الداخلي في حماس. فـ "الداخل"، أي حكومة حماس، يقوى على حساب "الخارج"، أي خالد مشعل. كان مشعل في الماضي وجه حماس المعروف، وهنية الآن يدخل ويخرج من العواصم العربية ويُرى أكثر أصالة. ينبغي ان نفهم على هذه الخلفية خيبة أمل مشعل ونيته المعلنة ان يستقيل من قيادة المنظمة وربما ان ينشيء منظمة منافسة تكون شعبة من "الاخوان المسلمين". ومعنى هذا العودة الى المسار الاسلامي على حساب الهوية الوطنية الفلسطينية. بقيت المصالحة اليتيمة مع فتح وهي شيء يعارضه هنية وأشباهه في "الداخل". لا امكانية لاجراء انتخابات، ولا امكانية للتقارب، وأصبحت السياسة الفلسطينية ذات الرأسين الآن ذات ثلاثة رؤوس: حماس الداخل وحماس الخارج وأبو مازن. وكل قيادة وبرنامج عملها السياسي وكل واحدة ومسؤوليها الكبار. وفي النهاية حظيت حماس بمجد عالمي للحظة بسبب الحصار لغزة في ظاهر الامر. والآن ولم يعد هناك حصار وأصبح الممر الى مصر مفتوحا للناس والسلع، ما الذي ستعتاش عليه هذه الحركة في مستوى الوعي؟ قد تكون هذه أكبر مشكلة للمنظمة التي تعيش على شعارات القضاء على اسرائيل وتجد نفسها الآن تصادم صخور الواقع. ------ هآرتس- مقال - 26/1/2012 الحصان الابيض للقبيلة المستنيرة بقلم: آري شبيط (المضمون: يجب على جميع الاحزاب العلمانية المستنيرة: العمل وكديما وميرتس وحزب لبيد اذا نشأ ان يعملوا معا على مواجهة اليمين والمتدينين ). كان لنا في 1977 يغئال يدين. وهو رئيس هيئة اركان – وعالم آثار من رحافيا كان يفترض ان ينقذنا من عفن المعراخ واخفاق حرب يوم الغفران. وكان لنا في 1984 عيزر وايزمن. وهو طيار ذو حضور قوي من قيسارية كان يفترض ان ينقذنا من حماقة حرب لبنان الاولى والتضخم ذي الخانات الثلاث. وكان لنا في 1999 أمنون شاحك، وهو رئيس هيئة اركان نبيل من مكابيم – رعوت، كان يفترض ان ينقذنا من سلطة غوغاء بيبي ورعاياه. وكان لنا في 2003 تومي لبيد، وهو صحفي لاذع من شمال تل ابيب، كان يفترض ان ينقذنا من الحريديين والفقراء. وكان لنا في 2006 كديما، وهو حزب مركز متشكل، كان يفترض ان ينقذنا من اليمين والمستوطنات. وكانت لنا في 2009 تسيبي لفني، وهي عميلة موساد من رمات هحيال، كان يفترض ان تنقذنا من بنيامين نتنياهو. وكان لنا في اثناء ذلك اهود باراك وعمرام متسناع وعامي أيلون. كان لنا خلال 35 سنة من لا يحصون من الفرسان البيض الذين ركبوا خيولا بيضاء الى الأمل الابيض. وسقطوا جميعا في الهاوية السياسية وأصبحوا عظاما رميما. لم يخصلوا اسرائيل المستنيرة بل دفنوها. ولم يقيموا بازاء اليمين والمتدينين بديلا فكريا أو زعامة حقيقية. ان الفشل فشل مدوٍ. تحب النخبة الاسرائيلية العلمانية الاستخفاف بالحريديين لكن الحقيقة ان اليهود الحريديين أذكى كثيرا من جهة سياسية من الاسرائيليين العلمانيين. وبرغم ان جماعتهم منقسمة الى ساحات مختلفة فانهم في الأكثر يتوحدون قُبيل الانتخابات. وبرغم أنهم يتحفظون من الكنيست فانهم يرسلون اليها ممثلين يُعد فريق منهم ذوي وزن نوعي كبير. وهم جديون ومطيعون ومحنكون ويدفعون الى الأمام بقيمهم بصورة مدهشة. وبخلافهم تسلك القبيلة المستنيرة خاصة في الساحة السياسية مثل قبيلة جاهلة. فهي مرة بعد اخرى تسير أسيرة وراء البابا سالي العلماني المتبدل. ومرة بعد اخرى يوزع على مؤيديه تمائم ويجعلهم يؤدون أيمانا ويهمس اليهم. وعلى نحو منهجي يرسل الناس الأكثر ثقافة في اسرائيل الى الكنيست ممثلين خفيفي الوزن وخفيفي العقول وقليلي التجربة. ان الناس الذين يصنعون هنا اقتصادا مدهشا وثقافة مذهلة وحياة جميلة يصنعون هنا سياسة بدائية لعبدة أوثان. ان تسيبي لفني على حق، فقد أخذ الوقت ينفد. والقلة غير الصهيونية أخذت تقوى، والكثرة المنتجة الصهيونية أخذت تتضاءل، وعلى هذا فان الانتخابات القادمة ستكون مهمة بصورة خاصة. فبعد ان أطلق التنور الاسرائيلي قدرا كبيرا من الرصاص الفارغ لم يبق في فوهته سوى رصاصة واحدة. فاذا أضاع الفرصة الحالية ايضا فسيؤول الى الفناء. وسيغطي على الوسم الذي خلفه – وباراك وشينوي وكديما وسم انكسار 2012. وقد يكون الوسم الجديد قاتلا. فهو سيقضي على أنسجة التفاؤل التي ما تزال حية هنا وهناك. وسيغيب الايمان الضعيف بأن التغيير ما يزال ممكنا. واذا تبين ان الفارس القادم فارس كاذب ايضا فسيُخمد الأمل نهائيا. ان مسؤولية ثقيلة ملقاة هذا العام على كواهل شيلي يحيموفيتش وشاؤول موفاز وتسيبي لفني ويئير لبيد. ولكل واحد من الاربعة أنا ضخمة. وكل واحد من الاربعة يحمل في جهاز الآيبود الذي يخصه آلاف المصالح الشخصية والحسابات الصغيرة، لكن لا أحد من الاربعة فاسد ولا أحمق. وعلى هذا يجب عليهم ان يعرفوا حدودهم، وعلى هذا يجب عليهم الاعتراف بأن لا أحد منهم هو المسيح المخلص. فاذا كان الاربعة ذوي شعور وطني حقا فعليهم ان يعملوا معا. واذا كانوا نزيهين حقا فعليهم ان يضمنوا ان يشغل الأفضلون الحكومة القادمة. وعلى الفرسان الاربعة الذين يركبون الآن نحو الأفق ان يعدوا بأنهم لن يكونوا فرسان كارثة اسرائيلية بائسة. ان مسؤولية لا تقل عن ذلك ملقاة على الناخبين المحتملين لحزب العمل وكديما وميرتس ولبيد. فلا يجوز للقبيلة المستنيرة ان تعاود تحقير نفسها. ولا يجوز لها ان ترسل مرة اخرى الى الكنيست مندوبين مُسفين وأشباه بابا سالي من العلمانيين. بعد 35 سنة من الحماقة حان وقت توحيد القوى وتجنيد قوى والقاء جميع القوى في المعركة. انه الامر رقم 8 أيها الرفاق والرفيقات. فالحرب هذه المرة هي حرب عن البيت في الحقيقة. ----------------------------------------------------- يديعوت - مقال – 26/1/2012 سلم الاولويات الجبنة يمكنها أن تنتظر بقلم: سيفر بلوتسكر (المضمون: الاحتجاج الاجتماعي في اسرائيل يضلل نفسه في اعادة ترتيب سلم الاولويات بحيث يكون غلاء المعيشة على رأسه، بينما السلم الحقيقي يجب أن يتصدره التسوية السياسية التي ستفصل بيننا وبين أن نكن دولة ابرتهايد يشجبها العالم او تتعرض لانتفاضة ثالثة تحصد الكثير من الضحايا ). إمرأة شابة، ابنة 30 ونيف، قالت لي: لماذا تشوشون لنا العقول وتشتكون من أنه لا توجد تسوية مع الفلسطينيين وانه انتهى حل الدولتين. فهذا على الاطلاق لا يهم جيلي. ما يهمنا نحن هو مستقبلنا: لماذا الطعام هنا باهظ بهذا القدر؟ لماذا لا يوجد تعليم مجاني للاطفال من عمر سنة؟ لماذا لا توجد شقق زهيدة الثمن؟ هذا ما يهم مستقبلنا في البلاد، وليس أبو مازن. الشابة ليست وحيدة. البرنامج الانتخابي الموجز ليئير لبيد يتضمن كل الامور الهامة في حياة دولة اسرائيل اليوم: تعزيز الطبقة الوسطى، تجنيد الاصوليين وشتم ارباب المال. لبيد هو الاخر ليس وحيدا. الخطاب الجماهيري في الدولة ينقسم على النحو التالي: 65 في المائة مكرسون للطبقة الوسطى، 20 في المائة للاصوليين، 10 في المائة للتهديد الايراني والباقي لكل المشاكل الاجتماعية الصعبة لاسرائيل. الفقر، مثلا. المطلب الصاخب والمطلق لتحسين الوضع الاقتصادي للطبقة الوسطى (المعرفة بكل الاسرائيليين، عدا الاصوليين، العرب، المستوطنين المتطرفين وارباب المال) يعلل بالرغبة في "ضمان مستقبل أفضل لاطفالنا". ومستقبلهم، كما يبدو، سيكون آمنا الى الابد عندما يحصل اباؤهم من الحكومة على تعليم مجاني من عمر سنة، اعفاءات ضريبية عن تربية الاطفال والرقابة على ايجار الشقة. هذه الافكار مرت على فكري عندما لم أكن استطيع ضبط نفسي وقلت للمرأة الشابة: لعلكِ نسيت، ولكن قبل عشر سنوات ارتفعت الشقق هنا نصف ما هي الان واسرائيل كانت احدى الدول زهيدة الكلفة في الغرب. المطاعم الفاخرة في القدس عرضت لائحة طعام بخمسين شيكل، ولكن القلائل تجرأوا على الدخول. والمجمعات التجارية لمعت في فراغها. شركات التكنولوجيا العليا عقدت الجلسات في قبرص. قلائل تجرأوا على شراء شقق وأقل منهم فكروا بانه يوجد هنا مستقبل آمن للابناء والاحفاد. رغم كل ذلك أكان زهيدا؟ سألت بدهشة وعدم ثقة المرأة الشابة؟ نعم، قلت، رغم السكن القابل للتحقق وعلبة جبنة الكوتج بنصف الثمن، لم يفرح أحد. كل يوم أو يومين تفجر هنا مخربون انتحاريون. وكل بضع ساعات ادخلت الدولة في نظام "عبوة مشبوهة". تحت عنوان "انتفاضة الاقصى" ادار الفلسطينيون هناك حرب استقلال وارهاب جبت منها أكثر من الف ضحية. الاسرة الدولية تعاطت معنا كدولة منبوذة: اتهمنا بمذبحة في جنين. بنوك أجنبية فتحت فروعا فقط كي تسهل على الاسرائيليين اخراج مليارات الدولارات من البلاد. لم يكن أب أو أم قلق لم يسأل نفسه في حينه، في 2002: أي مستقبل ينتظر هنا ابناءنا، احفادنا، على أرض النزاع المضرجة بالدماء هذه؟ أوليس من الافضل الهجرة؟ لماذا تذكر لي كل هذا؟ سألتني بعصبية المرأة الشابة. كي اعيدك الى الواقع، أجبتها. من يفكر مثلك في أن التسوية مع الفلسطينيين ليست مهمة، يعيش في خيال خطير. في ظل عدم وجود تسوية أو تقدم ملموس نحو التسوية ستندلع انتفاضة اخرى، ثالثة، تكون اسوأ من سابقتها. وهي ستعرض للخطر مستقبلك ومستقبل ابنائك بألف – الفي ضعف اكثر من التنافس المخلول في شبكات التسويق وفقاعة العقارات. عودوا رجاءا الى الواقع، انتِ ورفاقك، قلت. انظروا الى سلم الاولويات الحقيقي الذي يقف أمامه الشعب اليهودي في اسرائيل. هذ ليس سلم أولويات المال للاصوليين أو للعلمانيين، هذا ليس سلم أولويات لاستيراد الجبنة أو انتاج الجبنة. هذا سلم اولويات الحياة في دولة تحتل او الحياة في دولة عادية. سلم أولويات تقسيم البلاد أو الدولة ثنائية القومية. هذا سلم أولويات الديمقراطية أو الابرتهايد، تفهم العالم أو شجب العالم. الحل الوسط أو الحرب غير المنقطعة. هذا هو سلم أولويات مستقبل الابناء أو انعدام المستقبل. أُف، قالت المرأة الشابة، ماذا تريد مني؟ أنا بالاجمال أردت الاحتجاج. -------------------------------------- معاريف - مقال - 26/1/2012 ميدان التحرير منقسم ومتنازع بقلم: عميت كوهين (المضمون: في الذكرى السنوية الاولى للثورة في مصر، وحتى بعد انتصار المسلمين في مجلس الشعب، لا يزال ميدان التحرير منقسم، والمستقبل محوط بالغموض). في ساعات الظهيرة عندما حل هدوء طفيف في الامطار، سمع فجأة تصفيق عاصف في ميدان التحرير. فقد أخلى ألاف الاشخاص الطريق لعريس وعروس-من مؤيدي الاخوان المسلمين قررا بدء حياتهما الزوجية في المكان الذي اصبح رمزا للثورة. ولكن سرعان ما تحول العرس الى مظاهرة سياسية. "الشعب يريد اسقاط الحكم العسكري"، هتف "ضيوف العرس"، الذين تحولوا في لحظة الى نشطاء سياسيين. سنة بالضبط مرت منذ ذاك اليوم الغاضب التاريخي في 25 كانون الثاني 2011 والذي أدى الى اسقاط حسني مبارك. على مدى 18 يوما استمرت الثورة حتى اعتزال مبارك. المظاهرات والعنف انتشرت في كل الدولة، ولكن ميدان التحرير بقي الرمز الذي لا يهتز. أمس، رغم الامطار والتخوف من العنف عاد عشرات الالاف الى الميدان وهم يحملون الاعلام واليافطات. ولكن التحرير اليوم مختلف. قبل سنة كان العدو واحدا، معروفا، متفق عليه من الجميع. اما ا لان فالتحرير منقسم بين العديد من القوى السياسية، كل واحدة منها تشد باتجاه آخر. امس وصل هذا الشقاق الى تبادل الضربات بين مؤيدي الاخوان المسلمين ورجال الحركات الليبرالية الذين خشوا من أن تكون الثورة سرقت من ايديهم. بعض من حركات الشباب، ممن حركوا الثورة، طلبوا من رجالهم عدم الانشاد في الشوارع وقالوا: "نحن لا نحتفل اليوم، بل نحاول استكمال مطالب الثورة". الاخوان المسلمون الذين فازوا بانتصار جارف في الانتخابات للبرلمان احتفلوا هم بـ "العيد الاول للثورة". وأوضح زعماء الاخوان المسلمين بانهم لن يؤيدوا انقلابا آخر ضد قيادة الجيش، أغلب الظن خوفا من أن يفقدوا كل ما حققوه حتى الان. ولكن مؤيديهم طالبوا بنقل الحكم الى المدنيين وعدم ابقائه في يد الجيش. هذا التخوف، من ألا يترك طنطاوي وعصبة الجنرالات مكانهم، هو القاسم المشترك الوحيد الذي يوحد اليوم القوى السياسية مصر. وهكذا في يوم الذكرى السنوية الاولى للثورة، بقيت مصر في احساس من انعدام اليقين. الوضع الاقتصادي يعرج وعلى شفا الانهيار. الوضع السياسي لا يزال محوطا بالغموض. مصر نجحت في استكمال حملة انتخابات قوية، مضنية ومعقدة في نهايتها فاز الاسلاميون باغلبية جارفة لاكثر من 70 في المائة في مجلس الشعب. ولكن بعد نصف سنة فقط ستنتهي عملية الانتخابات بكاملها بعد أن ينتخب المجلس الاعلى، وفقط بعد ذلك الرئيس الجديد. ولكن هنا أيضا ليس واضحا ماذا ستكون عليه صلاحيات الرئيس. الجيش، كما أسلفنا، لا يسارع التخلي عن صلاحياته والاخوان المسلمون ايضا يسرهم طريقة نظام تمنح قوة للبرلمان حيث يسيطرون دون منازع. موضوع آخر يشغل بال المسلمين ومن شأنه أن يسرق الاوراق من جديد هو مستقبل حسني مبارك الذي يقدم هذه الايام الى المحاكمة على قتل متظاهرين. عندما اعتزل مبارك، أغلب الظن بضغط من الجيش، قدر بانه هكذا أنهى دوره. ولكن الجمهور المصري يثبت، الان ايضا، بانه لا يغفر للرجل الذي حكمه على مدى ثلاثة عقود. اذا ما ادين مبارك من الصعب التصديق بان الجمهور سيكتفي باقل من عقوبة الموت. اما اذا برئت ساحته، فيوجد احتمال عال لعنف بمستوى لم يشهد له مثيل منذ الثورة. فضلا عن مبارك، اثبتت السنة الاخيرة كم هو العداء لاسرائيل متجذر داخل الجمهور المصري. فقد تعرضت السفارة الاسرائيلية الى الهجوم السنة الماضية من عشرات الالاف احتجاجا على جولة التصعيد في غزة، ومرحلة جديدة، باردة وبشعة، بدأت في علاقات اسرائيل – مصر. القوى السياسية، بمن فيهم الاخوان المسلمون، حرصوا على الابقاء على برغماتية حذرة. أي من الاحزاب في مصر لا يتحدث عن الغاء اتفاقات السلام بل فقط عن تغيير أو اعادة نظر. ولكن في المناخ غير المستقر لمصر يمكن للامور ان تتغير بسرعة. السنة القريبة ستبين اذا كان الحكم الجديد سيتطلع الى الاستقرار الداخلي فقط ام ربما يحرص على الاستقرار في العلاقات الخارجية ايضا. ------------------------------------------- هآرتس - مقال - 26/1/2012 يوجد بديل عن المحكمة العليا بقلم: يسرائيل هرئيل (المضمون: يزداد الهجوم في الفترة الاخيرة على المحكمة العليا من اليسار واليمين معا وخروجها من هذا الحرج بأن تبادر هي نفسها الى انشاء محكمة دستورية). يثار بين الفينة والاخرى طلب ان تُنشأ في اسرائيل محكمة دستورية كما هي الحال في الدول السليمة. وأساس التعليل قولهم انه منذ ان أخرب اهارون براك حق المثول للمحاكمة استُغلت المحكمة العليا على الدوام على أيدي منظمات متطرفة تمولها حكومات ومنظمات اجنبية. وتعمل هذه المنظمات كما يزعمون على تغيير صورة الدولة بل انها تنجح في ان تؤثر بواسطة المحكمة العليا في اسرائيل، في السياسة الامنية (مثل مسار جدار الفصل)، وفي قيم المجتمع في شؤون الفن والآراء والقيم التي لا تقبل المحاكمة. يجب على المنتخبين لا على المُعينين بسبب قدرات قضائية ان يحددوا صورة الدولة القيمية. من المعلوم ان قضاة العليا مثل المنظمات "التي تشعر بأنها في البيت" في المحكمة العليا – ومؤيدوهم في وسائل الاعلام والاكاديميا – يعارضون محكمة دستورية. فلا أحد مستعد للتخلي عن قوة صوغ الدولة بحسب قيمه. قبل أكثر من عشر سنين حينما أُثير هذا الاقتراح بجدية واجهه براك بحملة صليبية وسبب طيه. يتبين الآن ان الثورة الدستورية ("كل شيء قابل للمحاكمة") لبراك قد انقلبت على مُحدثيها. والبراهين في استطلاعات الرأي العام قاطعة وذاك انه طرأ انخفاض حاد على ثقة الجمهور بالمحكمة العليا. واحدى السبل لاعادة الثقة هي ان تبعد المحكمة نفسها عن الطرق المعوجة التي سيقت فيها في العقدين الاخيرين وان تصرف معارضتها انشاء محكمة دستورية. وبهذا تشغل نفسها بما أُفرد لها منذ البداية وتتحلل من القوة المسببة للادمان التي أخذتها لنفسها بلا صلاحية وبلا قانون. ان الحاجة في المحكمة الى دستور زادت أهمية بعد الردود المتطرفة، من اليسار هذه المرة على قرار الحكم بشأن قانون المواطنة. ان تركيبة المحكمة العليا بعد اعتزال دوريت بينيش واييلا بروكاتشي قد تنوعت. ومن المنطقي ان نفترض أنها لن تكون بعد الآن "المحكمة البيت" لـ "بتسيلم" و"عدالة" و"رابطة حقوق المواطن". واذا أُتيت بحالة تشبه ميغرون فسترسل "سلام الآن" أولا الى محكمة الصلح حيث ينظرون في نزاعات الاراضي. حينما تسلك المحكمة العليا هذا السلوك، لا كما سلكت في ايام بينيش، فسيصرخ اليسار صراخا عاليا. وكل قرار حكم مبدئي سيوزن بحسب الردود أكثر من ان يوزن بحسب حقيقة الامور. فما الذي يحوجهم الى هذا؟. كان يكفي قرار واحد لم يلائم موقف اليسار المتطرف كي يؤدي الى ردود منفلتة الزمام. ان المحكمة العليا كما رد عضو الكنيست دوف حنين على قرار الحكم بشأن قانون المواطنة تعتمد على "موقف قلة متطرفة من الولايات المتحدة المكارثية". وقالت زهافا غلئون : "خمدت قوة المحكمة العليا فأعطت التمييز الثعباني الشرعية". وقال اسحق ليئور في مقالة في صحيفة "هآرتس" "هذه نهاية فصل في حياة الديمقراطية الاسرائيلية". وقالت رابطة حقوق المواطن بركلة كبيرة لدلو الحليب الذي حلبته من المحكمة العليا طوال السنين: "أجازت الاكثرية في المحكمة العليا قانونا عنصريا... هذا يوم اسود لحماية حقوق المواطن وللمحكمة العليا". ولم يكن الانتقاد من اليمين متورعا ايضا. فقد أعلن عضو الكنيست ياريف لفين اخيرا ان "المحكمة العليا تحركها أجندة يسارية هي خطر على قدرتنا على ضمان وجودنا... وقد سيطر على المحكمة العليا جماعة قلة يسارية متطرفة تحاول ان تملي قيمها على المجتمع كله". ومن المناسب ان نضيف ان كثيرين في المركز لا في اليمين الواضح فقط يشاركون لفين الرأي. لا شك في ان تركيبة العليا الجديدة ستسبب زيادة الهجمات من اليسار. وستكون بسبب وجود اليسار القوي في وسائل الاعلام ذات ضجيج وصوت بعيد. وفي مقابلة هذا لن يتورع اليمين ايضا. يجب على المحكمة العليا اذا ان تفكر خارج الصندوق وان تبادر هي نفسها الى انشاء محكمة دستورية. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 26/1/2012 عشرات الالاف في شوارع مصر في ذكرى الثورة بقلم: آفي يسسخروف (المضمون: في الذكرى السنوية الاولى للثورة في مصر يشعر العديد من النشطاء العلمانيين بان الثورة سرقها الاسلاميون – ومستوى الكراهية لاسرائيل واللاسامية يرتفع). عشرات الاف المصريين احتشدوا امس في ميدان التحرير في القاهرة احتفالا بمرور عام على بدء المظاهرات التي أدت الى الثورة في الدولة واسقاط حكم الرئيس السابق حسني مبارك. في الميدان، الذي اصبح رمز الثورة، سارت مجموعات من نشطاء الليبراليين واليساريين الى جانب نشطاء الاسلام المتطرف. وحتى ساعات الظهيرة المبكرة احتشد في الميدان عشرات الاف الاشخاص الذين هتفوا ورفعوا أعلام مصر. ولكن واضح أن الروح التي وحدت النشطاء في اثناء الثورة حلت محلها توترات بين التيارات المختلفة في السياسة في الدولة والموقف من المجلس العسكري الحاكم في مصر. الاخوان المسلمون، الذين فاز حزبهم، حزب الحرية والعدالة، بقرابة نصف المقاعد في البرلمان الجديد، بعثوا بالعديد من النشطاء الى الميدان، ووفرة من أعلام ورموز الحركة بدت في أوساط المتظاهرين. وكان الجمهور في الميدان يتشكل في معظمه من الرجال، مع تواجد نسوي قليل فقط. في مهرجان مشابه لذاك الذي في القاهرة، عقد في مدينة الاسكندرية، نشبت مواجهة عنيفة بين مؤيدي الحركات الاسلامية والشباب العلماني، تحولت الى مشادة جماعية. بعض من الحاضرين في الميدان في القاهرة اعربوا عن تأييدهم للثورة ونتائجها. وعلى حد قولهم هذا انجاز هام ونجاح استثنائي. ومع ذلك، فان الكثيرين في الجمهور، الذي تشكل في معظمه من الشباب رفعوا يافطات وأطلقوا هتافات ضد المجلس العسكري الحاكم في الدولة، مثل "النهاية لحكم الجيش"، "ثورة حتى النصر" و "ثورة في كل شوارع مصر". اصوات انتقادية عديدة انطلقت في الميدان، ادعت بانه حتى الان لم تستكمل الثورة، وان عمليا حكم دكتاتور واحد استبدل بدكتاتورية اخرى – المجلس العسكري الاعلى. المرة تلو الاخرى اطلقت هتافات تدعو الى رحيل المجلس العسكري. اضافة الى ذلك، اطلقت ايضا هتافات لاسامية في اوساط المتظاهرين في الميدان واقوال مدح لهتلر. رغم حقيقة أن لم يظهر في الميدان تواجد لقوات الجيش والشرطة، فقد لاحظ الكثيرون في مصر نمطا في سلوك قوات الامن: المواجهات لا تبدأ في الايام التي تملأ فيها الجماهير الميدان، بل فقط بعد ذلك، حين تسعى السلطات الى اخلاء النشطاء المتبقين. المجلس العسكري استجاب الى الدعوات لعقد الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية الاولى للثورة وجعل هذا اليوم عيدا وطنيا. ولكن هناك نشطاء ينتقدون الخطوة ويقولون ان المجلس يحاول عزو الثورة لنفسه. هذا الاسبوع فقط عقد اجتماع أول لمجلس الشعب، المجلس الادنى في البرلمان المصري، بعد أن انتهت الانتخابات الحرة والديمقراطية لهذه المؤسسة، الاولى من نوعها في مصر. ولا يزال، بالنسبة لكل اولئك الشباب هذه خطوات غير كافية، ضمن أمور اخرى لان العلمانيين منهم يتخوفون من ان يكون الاسلاميون نجحوا في السيطرة على الثورة. في الايام القريبة القادمة ستبدأ في مصر الانتخابات للمجلس الاعلى "مجلس الشورى"، وبعدها ستتشكل هيئة من نحو 100 منتخب من المجلسين معا، تكلف بمهمة وضع الدستور الجديد لمصر. في اثناء شهر حزيران من المتوقع ان تجرى الانتخابات للرئاسة. حتى الان، يعتبر عمرو موسى، الامين العام السابق للجامعة العربية، المرشح الرائد في هذه الانتخابات. ولكن في الاسابيع الاخيرة يذكر في هذا السياق ايضا اسم حسن منصور، وزير الاعلام السابق الذي وان كان تبوأ منصبه تحت حكم مبارك، الا انه استقال واعتزل الحياة السياسية. منصور يعتبر مقربا جدا من الرئيس أنور السادات. والى ذلك، أفادت "الجزيرة" بان المجلس العسكري اصدر عفوا أمس عن نحو 3 الاف سجين من سجن طرة، في ضواحي القاهرة، كبادرة طيبة لجماهير المتظاهرين. وبدأ السجناء المحررون بمسيرة نحو ميدان التحرير. تحرير العديد من السجناء منذ الاطاحة بمبارك، ممن ادينوا في الماضي في محاكم عسكرية يفسر كمحاولة من الحكم لمصالحة الاصلاحيين. ------------------------------------------------------ اسرائيل اليوم - مقال - 26/1/2012 الشباب تمردوا والاسلاميون ربحوا بقلم: بوعز بسموت (المضمون: سيضطر دستور مصر الجديد ورئيس مصر الجديد الذي سينتخب في الصيف الى ملاءمة أنفسهما للواقع الاسلامي الجديد في مصر ). احتفلت مصر أمس بمرور سنة على ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني في ميدان التحرير، بالطبع. أراد الميدان ان يلبس ملابس عيد بيد ان الوجهين اللذين لبسهما أمس منعاه من ذلك، فقد كان من جهة وجه شاب مبتسم ينظر الى الأمام – الى المستقبل، ومن جهة ثانية وجه ذو لحية، ووجه منقب ينظران أماما الى الماضي. وما يزال يطل فوق الجميع من أعلى (في هذه الاثناء) الجيش الذي يعلم جيدا انه يتمتع بأيام فضل ما يزال يحكم فيها لأن الاخوان المسلمين لم يقرروا خلاف ذلك حتى الآن. ينظر حسني مبارك الرئيس المخلوع من سريره في المستشفى أو من القفص الذي يشاهد فيه محاكمته الى مصر الجديدة التي ولدت بعد ثورة التحرير – الثورة التي أنتجت رابحين وخاسرين ورأت ايضا كيف ينتقل أبطالها الى معسكر الخاسرين. لم يتخيل شباب التحرير، أبطال الأمة الذين بذلوا مئات من حياتهم من اجل سقوط النظام انهم سيمنحون الدولة سريعا جدا، من غير ان يريدوا، على طبق من فضة حقا لطرف ثالث لم يفعل الكثير في تلك الايام الـ 18. القوة الاسلامية. بقينا نرى في الميدان أمس في واقع الامر الشباب الليبراليين أنفسهم الذين يريدون استمرار النضال واستمرار الثورة. فهم يرون أنها لم تنته في الحقيقة. لم يريدوا مبارك لكنهم لم يريدوا ايضا الجيش في الحكم. لكن الفريق الطنطاوي ما يزال ممسكا بزمام السلطة، وتلقوا ايضا الاخوان المسلمين الذين يحكمون مجلس الشعب الآن. الحديث عن سيناريو كابوسي بالنسبة لشباب التحرير. فقد طمحوا الى خلع مبارك لكنهم لم يتخيلوا ان ثورتهم ستلد تحالفا غير ممكن تقريبا بين الجيش والاخوان المسلمين. ان أعداء الأمس أصبحوا حلفاء اليوم. لا يوجد حب هناك لكن توجد مصالح كثيرة جدا. أصبحت كلمة الديمقراطية بفضل الثورة وبفضل اولئك الشباب موضة، وإن كان الجميع يعلمون في الواقع انه لا توجد ديمقراطية ألبتة سوى شيء قليل من الحرية. صحيح ان مصر جربت الانتخابات الديمقراطية الاولى لها منذ 1952 وولد عنها مجلس شعب ذو أكثرية اسلامية ساحقة تبلغ 72 في المائة ربعها من السلفيين. من كان يصدق؟ ان هذه الانتخابات منحت ممثلي القوى الديمقراطية الشابة أقل من 1.5 في المائة (سبعة مقاعد). لكن الانتخابات حطمت في الأساس التعادل الذي كان يمكن ان يكون بين الجيش والاخوان المسلمين. فقد صار للاخوان الآن الصلاحية الاخلاقية ليحكموا، فقد حصلوا على ثقة الشعب. وسيظل الجيش من جهته يطمح الى الحصول على منصب وزير الحربية في الحكومة القادمة وعلى الميزانيات السرية التي يتمتع بها وعلى الامتيازات الاقتصادية في الأساس. تنتظر مصر الآن دستورا جديدا ورئيسا جديدا سينتخب في الصيف. وسيلائم الدستور والرئيس أنفسهما للواقع الاسلامي الجديد. فلا يوجد بعد ثورة التحرير امكانات اخرى كثيرة. ---------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 26/1/2012 اختلاف تقني أم علامة سؤال جوهرية؟ بقلم: دان مرغليت (المضمون: يرى الاوروبيون والامريكيون ان على الفلسطينيين ان يمنحوا الحكومة الاسرائيلية ورئيسها فرصة حتى أواخر آذار على أمل ان يعرض نتنياهو خريطة حدود بين الدولتين). في الوقت الذي عرض فيه السفير الامريكي دانيال شبيرو في لجنة الخارجية والامن موقف الادارة الامريكية من الاحداث في الشرق الاوسط ومن ضمنها أمل ان يستمر الفلسطينيون في التفاوض غير المباشر مع اسرائيل حتى أواخر آذار، دُفعت بالصدفة الى جمع يكاد يكون مجهولا في قاعة اخرى في الكنيست هو اجتماع جماعة الضغط من اجل حل يقوم على "دولتين للشعبين". وقد جندت حركة "صوت واحد" طائفة قليلة من النشطاء وأسهم حزب كديما والعمل وميرتس بعدد من اعضائها في الكنيست. وتحدث الجميع بصوت واحد. عبر عمير بيرتس الذي هو رئيس مشارك مع يوئيل حسون عن ثقته بأن أكثر الجمهور استوعب تصور انه ينبغي تقسيم البلاد، لكنه عبر عن خوف ان هذا الاعتراف بطل تأثيره على أثر الشعور بأنه لا داعي للسعي الى حل المشكلة بل الى ادارة الازمة مع الفلسطينيين فقط. وينال هذا الشعور موطيء قدم له في الرأي العام في البلاد. وأصبح يوجد ضمن الكثرة التي تؤيد تقسيم البلاد كثرة تعتقد انه لا يمكن تنفيذه ولهذا يفضل اجراء تفاوض وهمي. ان تساؤل بيرتس امر مختلف فيه. فكل اسرائيلي يعلم ان الفلسطينيين امتنعوا مرتين عن التفاوض حينما قدم اليهم اهود باراك واهود اولمرت مقترحات سخية. وأقنعت هذه التهربات الاسرائيليين بأن الفلسطينيين لا ينوون المصالحة بجد. بيد انه يحسن بحسب هذا المنطق ان يعرض بنيامين نتنياهو عليهم اغراءات وان يرفضوا مرة اخرى وعندها سيقتنع العالم بأن الفلسطينيين يتحملون المسؤولية عن عدم وجود التسوية. تم الاجتماعان في الكنيست على خلفية اللقاء الاخير أمس في عمان بين المحامي اسحق مولخو والدكتور صائب عريقات الذي انتهى الى عدم يقين. ويهدد أبو مازن بالكف عن المحادثة منذ هذا الصباح ولا يستجيب الآن لتوجه الاتحاد الاوروبي من اجل الاستمرار في المباحثات حتى أواخر آذار. ويقدر الامريكيون انه لم يقرر بعد ماذا سيفعل لكونه يخضع لضغوط متضاربة في الداخل. لكن الاسرائيليين يزعمون – من اجل الدعاية أو عن نظر لخصمهم – انه سيعوج مرة بعد اخرى ويتفضل بالاستمرار. ان الاختلاف تقني لكن يوجد في أقصى النفق علامة سؤال كبيرة: فالاوروبيون والامريكيون يطلبون الى الفلسطينيين ان يمنحوا المحادثة فرصة اخرى لامتحان بنيامين نتنياهو الذي (كاد) يلتزم بعرض خريطة مع حدود بعد شهرين. وليس الامريكيون والاوروبيون على ثقة بأن نتنياهو يستطيع ان يفي بوعده لكنهم يدركون انه لن يخطر بالبال ان يطلب منه هذا الآن قبل خمسة ايام من الانتخابات التمهيدية في الليكود. تعرض اسرائيل اعمالها كالعادة والباقي سيأتي. -------------------------- هآرتس - مقال - 26/1/2012 عباس: المحادثات انتهت بلا نتائج بقلم: باراك رابيد (المضمون: الفلسطينيون يبدو أنهم مصرون على وقف المحادثات في 26 كانون الثاني لان اسرائيل لم تعترف بحدود دولتهم – أما الاسرائيليون فمعنيون بالمحادثات ان تستمر). تنتهي اليوم المهلة الزمنية التي أعلن عنها الفلسطينيون بانهم يخصصونها للمحادثات مع اسرائيل التي اجريت في الشهر الاخير برعاية أردنية في عمان. وحسب مصادر دبلوماسية، فان أعضاء الرباعية تجري جهد اللحظة الاخيرة لمنع انهيار المحادثات، ولكن يبدو ان الاحتمال لذلك ضعيف. مبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو التقى أمس للمرة الخامسة في عمان رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، ولكن في هذه المرحلة لم تتحقق صيغة تسمح باستمرار المحادثات. في اللقاء مع مولخو شدد عريقات على أنه لان اسرائيل لم تعرض موقفها في موضوع الحدود، فمن ناحية الفلسطينيين فان الـ 26 من كانون الثاني هو موعد انتهاء المحادثات. بعد اللقاء نشر وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، الذي تحت رعايته جرت خمس جولات من المحادثات، بيان حاول فيه بكل قدرته الامتناع عن الاعلان عن الفشل. فقد قال جودة: "رغم المواقف المتعارضة، فقد تميزت اللقاءات بالصدق والجدية الشديدة. نحن الان في مرحلة فحص نتائج المحادثات. سنتشاور مع الطرفين ومع الرباعية لفحص السبل لتواصلها". قبل لقاء مولخو مع عريقات التقى في عمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) مع الملك الاردني عبدالله الثاني وشدد على أن المحادثات مع اسرائيل استنفدت ذاتها ولم تحقق أي نتيجة. "الاسرائيليون لا يزالون يرفضون الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية"، قال عباس. "اذا تغير هذا الوضع فلا مانع من العودة الى المحادثات". وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على أنه في 4 شباط سيلتقي في القاهرة مع وزراء خارجية لجنة المتابعة في الجامعة العربية وسيعرض عليهم وضع المحادثات مع اسرائيل لاتخاذ قرار مشترك بشأن ما سيتم لاحقا. وقال عباس: "سنجري تقويما للوضع ونقرر الخطوات التي سنتخذها". اسرائيل من جهتها دعت الفلسطينيين الى عدم تفجير المحادثات. "نحن ندعوهم الى عدم ترك هذه المحادثات"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب له في الكنيست أمس. "المحادثات تجري رغم المصاعب التي يضعونها في وجهها، وليس نحن. أنا جد آمل أن يفهم الفلسطينيون بان مصلحتهم هي المواصلة في مسار المحادثات إذ في نهاية المطاف فقط عبر المحادثات والمفاوضات يمكن تحقيق التقدم في تسوية النزاع وحله". واضاف نتنياهو بان "الحل يجب أن يأخذ بالحسبان ما يجري حولنا، السرعة التي يتغير فيها الوضع عندما تشتد التهديدات، وهي تشتد. اسرائيل يجب أن تتمسك جدا وبقوة بالترتيبات الامنية على الارض في كل تسوية مستقبلية، ولكن من اجل الوصول الى تسوية مستقبلية يجب ان نتحدث". رئيسة المعارضة تسيبي لفني، انتقدت أمس بشدة المساعي السياسية لنتنياهو وقال: "يتبين أن ليس لرئيس الوزراء أي فكرة عن كيفية ادارة المفاوضات او أنه لا يريد ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين. هاتان الامكانيتان سيئتان لشعب اسرائيل". واضافت لفني تقول: "اليوم دولة اسرائيل هي دولة منعزلة، يجب القيام بأمرين: إما تجميد البناء أو تحويل سجناء فلسطينيين من قبل اوسلو". هذا والتقى رئيس الوزراء على مدى ساعتين مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون وبحث معها الوسائل لمنع انهيار المحادثات. واطلعت أشتون نتنياهو على أنه في 3 شباط سيلتقي مسؤولو الرباعية في ميونخ في محاولة لبلورة مخرج اللحظة الاخيرة. واشارت اشتون امام نتنياهو بان خطوات اسرائيلية مثل تحرير سجناء فلسطينيين كفيلة بان تساعد على اقناع عباس البقاء في المحادثات مع اسرائيل. --------------------- يديعوت - مقال - 26/1/2012 يُخطيء شخص ما بقلم: يونتان يفين (المضمون: المجتمع الاسرائيلي يبتعد عن المركز الى الأطراف المفرطة في التطرف بحيث سنرى بعد سنتين أو ثلاث مجتمعا ممزقا قد لا يصح ان يسمى مجتمعا). اذا كان شخص ما يعتقد ان من الشرعي ضرب امرأة لأنها تعلق اعلانات فقط في بيت شيمش، ويعتقد شخص آخر ان هذا إفلاس للمجتمع الاسرائيلي، فان واحدا منهما مخطيء. واذا كان شخص ما يعتقد انه ينبغي ترك من لا يجدون مأوى يتجمدون حتى الموت في مرج أعشاب في تل ابيب ويشتهي رفيقه ان يموت لسماع ذلك فقط، فان واحدا منهما مخطيء. واذا كان فلان يعتقد ان من الحسن الجميل سجن بنت في الثالثة بطل ترخيص بقاء والديها المهاجرين ويعتقد آخر ان هذه شهادة الفقر المطلق لكل مجتمع غربي مستنير – فان واحدا منهما مخطيء. ان الفروق تزداد حدة. وقد أخذ عمق الهاوية الفاغرة في المجتمع الاسرائيلي يزداد وضوحا. أنكرنا ذات مرة ألبتة وجود هذه الهاوية ولم نُرد السماع عنها. كان الاسرائيليون جميعا اخوة ورفاقا متكافلين، وكنا على حق دائما ومحاطين بالأعداء وكان لنا من نكرهه معا وأنشدنا أناشيد تمجيد الرب معا. لكن الآن زادت النار واجتازت دائرة الحجارة وتوجب علينا ان يبتعد بعضنا عن بعض وان نختار معسكرا. المجتمع الاسرائيلي ينقسم، الى معسكرين رئيسين اثنين في احسن الحالات والى عشرات المعسكرات الصغيرة بايقاع أعلى كثيرا. ولن يبقى قريبا شيء مما يسمى "المركز"، وليس انهيار كديما والعمل والأضحوكة التي اسمها "الاستقلال" نتاج سياسة سيئة فقط وانتهازية وعدم وجود قوة الحضور، بل هو ايضا عرض انهيار قطاع كامل من السكان. لا تنهار الطبقة الوسطى فقط لانها لا تملك مالا أو لأنه يجب عليها ان تطارد ذيلها كي تبلغ الثلث الاخير من الشهر وسحبها على المكشوف محتمل. انها تتلاشى لأنها فقدت ثقتها بالدولة بصورة قاطعة. ومن يستطيع الآن يهادن اخلاقيا وينفصل فرحا عن الطبقة الوسطى (أي انه يثري بطرق لا تجوز)، أو يرخي قبضته بالرغم عنه عن الحاجز ليسقط تحت خط الفقر. ان الطبقة الوسطى هي منتج سياسي ايضا وهي نصيب الاسد من السكان بالطبع. وهي تضطر بروح هذه الايام الى الاختيار بين طرفي المتراس المتطرفين. ان قيمة المصالحة قد غابت عن هذا العالم وتلاشى التقدير السليم فلا يوجد سوى تأييد "شارة ثمن" أو التنديد المطلق بها، و"الخونة" أو "المخلصين" و"الديمقراطية" أو "الخراب". لان التطرف هو الذي يبقى حينما يختفي المركز. ربما ما يزال يوجد القليل جدا من احتمالات الانقاذ وربما يكون ذلك مع قيادة لا تذري ايامها وايامنا في الريح في انتظار فارغ لانتخابات اخرى تتلوها انتخابات. أصبح المرشحون المختلفون يشحذون السيوف استعدادا للانتخابات التمهيدية أو يعملون عملا محموما في التعيين ودخول قوائم جديدة. لكن لا يبدو انهم منتبهون للتغييرات البنيوية هذه في الجمهور الذي سيضطرون الى قيادته بأمن نحو غد يبدو مشوها جدا الآن. تحدثوا هنا ذات مرة عن "مجتمع ممزق"، لكنه بعد سنتين أو ثلاث سنكون ذوي حظ جيد اذا استطعنا أصلا ان نسمي أنفسنا "مجتمعا" ممزقا أو غير ممزق. ان المؤامرات والدسائس والنمائم والاتهامات الموجهة الآن تثير الخوف من ان المرشحين المتشاجرين لا يفهمون تمام الفهم ما الذي يدخلون اليه بل يريدون الانتصار في الأساس.