فتح وحماس.. مــــدّ وجـــزر والمصالحة مجمّدة

شددت حركتا فتح وحماس على ضرورة التقدم في تنفيذ بنود المصالحة، في وقت لا تزال فيه مقررات لجان المصالح
حجم الخط
شددت حركتا فتح وحماس على ضرورة التقدم في تنفيذ بنود المصالحة، في وقت لا تزال فيه مقررات لجان المصالحة حبرا على ورق، واعتبرت حركة حماس أن "الضغوط التي تمارسها اللجنة الرباعية على الرئيس محمود عباس تتسبب في تعطيل البدء بتنفيذ المصالحة"، فيما أرجعت فتح أسباب تأجيل اجتماع الرئيس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل التي كانت مقررة غدا إلى الانشغال في الحراك السياسي الراهن واللقاءات التي تجريها شخصيات دولية في اعقاب الإعلان عن فشل الجولات الاستكشافية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في عمان. وقال د. جمال المحيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في حديث لغرفة التحرير بوكالة "معا" إن ما تسبب بتأجيل اجتماع "أبو مازن" ومشعل هو الانشغال بالتحضير لاجتماع لجنة المتابعة العربية والاجتماعات الفلسطينية الداخلية والحراك الدولي الذي أعقب فشل الجولات الاستكشافية والتوجه القادم للقيادة الفلسطينية. وبشأن تأخر الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق، أوضح المحيسن أن الاتفاق نص على أن تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة بعد 26 كانون الثاني وفي أسرع وقت سيتم الإعلان عن تشكيل الحكومة لتتولى الإشراف على اجراءات المصالحة. ووصف المحيسن موقف حماس القائل بأن ضغوطا من الرباعية تعطل بدء تنفيذ المصالحة سعيا للعودة إلى المفاوضات، بأنه "كلام لا قيمة له" معتبرا أن "المصالحة مهمة جدا" كما الموضوع السياسي يستحوذ على اهتمام القيادة الفلسطينية. وبشأن امكانية إجراء الانتخابات في موعدها، دعا المحيسن حركة حماس إلى "السماح للجنة الانتخابات بفتح السجل الانتخابي، وعدم الاكتفاء بفتح المكاتب رغم أن ذلك يمثل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح". وبشأن التوجه القادم للقيادة الفلسطينية في ظل الإعلان عن فشل الجولات الاستكشافية أوضح القيادي الفتحاوي أن الخيار الفلسطيني القادم سيكون العودة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، وهذا ما سيعرض على "الاشقاء" العرب، وقال: "لا فائدة من المفاوضات والملك عبد الله الثاني (عاهل الأردن) مقتنع بأن الجانب الإسرائيلي لا يريد السلام". من جانبه ارجع القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أسباب تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة إلى "الضغوط التي تمارسها الرباعية وانتظار اللقاءات الاستكشافية هو الذي أدى إلى تأخر هذا الإعلان". وقال رضوان في حديث لغرفة التحرير في وكالة معا: "كان من المفترض أن يكون بالأمس الموعد النهائي لتشكيل حكومة الوفاق الوطني حسب اتفاق القاهرة ولم يحدث ذلك، وكان من المفترض أن ينعقد الإطار لمؤقت لمنظمة التحرير وتم تأجيله". وبشأن اللقاء بين الرئيس ومشعل، قال "بحكم الواقع أصبح الموعد غير قائم لأن من المفترض اللقاء في 2 شباط حسب اتفاق القاهرة، ليس من ترتيب أو اجراء لانعقاد هذا الاطار (الإطار المؤقت لمنظمة التحرير) الذي أجِّل من طرف الأخوة في حركة فتح وليس هناك موعد جديد(..) نأمل أن يتم الإسراع بهذا اللقاء وتشكيل الحكومة والمحافظة على الحوار". ودعا القيادي في حماس الرئيس "أبو مازن"، إلى "ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة الوفاق الوطني حسب اتفاق القاهرة والمحافظة على اجتماع الإطار المؤقت لمنظمة التحرير ودورية اللقاءات المتعلقة بالمصالحة". وأعرب رضوان عن التزام حركته بتنفيذ ما يتوجب عليها إزاء تطبيق البنود التي اتفق عليها بشأن المصالحة، وقال: "مستعدون للإلتزام الكامل والتدقيق والأمين لكل ما يتم التوصل اليه، جاهزون لتشكيل الحكومة التوافقية لانه لا يمكن الحديث عن الانتخابات بدون تهيّئة الأجواء من خلال خطوات على الأرض كالإفراج عن المعتقلين وإصدار جوازات السفر وتسهيل حرية التنقل وحرية التعبير وفتح المؤسسات المغلقة". وألقى رضوان باللوم على حركة فتح قائلا "نحن لم نلمس اي خطوة من فتح، بينما حماس قدمت خطوات لتشجيع التقدم في المصالحة فسلمت مقر الانتخابات ووافقت على عودة 80 من أفراد فتح الذين غادروا القطاع من بين 106 طالبت بعودتهم فتح فيما بقي اشكاليات للنظر في احوال المتبقين، كذلك حماس سلمت بيت الرئيس (أبو مازن)". وفي سياق آخر، قال اسماعيل رضوان إن زيارة مشعل الى الاردن "فتحت صفحة جديدة في العلاقات مع الأردن ولمسنا رغبة في تطوير العلاقة مع حركة حماس". ولم يشأ رضوان تأكيد ما إذا كانت الأردن قد وافقت على فتح مكاتب لحركة حماس في عمّان، مكتفيا بالقول إن "الزيارة كانت ايجابية ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة لمصلحة القضية". وبشأن وجود قيادة حماس في سوريا وما يعلن بين الحين والآخر عن مغادرة الحركة لدمشق، قال رضوان "بهذا الخصوص لم يتغير شيئ على تواجد حركة حماس في الشام".