الجبهة الشعبية التونسية تحيي ذكرى استشهاد الرفيق أبوعلي مصطفى ودعوات لبناء جبهة شعبية عربية شاملة

حجم الخط

أحيت الجبهة الشعبية التونسية ذكرى استشهاد القائد القومي والأممي أبوعلي مصطفى من خلال مهرجان باريانة حضره سعادة سفير فنزويلا في تونس،  وقيادات من الجبهة وفي مقدمتهم الناطق الرسمي للجبهة الرفيق حمة الهمامي، والرفيقة مباركة البراهمي عضو مجلس نواب الشعب، وزوجة الشهيد محمد براهمي، وأعضاء مجلس أمناء الجبهة الشعبية بتونس، بالإضافة إلى ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبو أمل. وعدد غفير من مناضلي الجبهة بتونس.

وقد أجمعت الكلمات الملقاة في المهرجان على ضرورة بناء جبهة شعبية عربية شاملة مؤسسة على قيم المقاومة والتحرر، وتكون رافعة سياسية لمشروع حركة التحر العربية، وتعيد الأمل للجماهير العبية في مواجهة المشروع الصهيوني وأدواته من تكفيريين وقوى عميلة دولاً وجماعات.

كما أكدت الكلمات على التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لتحرير كل فلسطين.

وألقى الرفيق أبو أمل ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كلمة رحب فيها بالحضور، موجهاً الشكر للرفاق في الجبهة الشعبية التونسية على تنظيمهم هذا الفعالية.

واستعرض أبوأمل في كلمته حياة الشهيد ابو علي مصطفى وأهم محطات نضاله الطويل في مواجهة الصهيونية والامبريالية، متحدثاً عن الوضع في فلسطين، مؤكداً أن المقاومة والوحدة هما شرطان مهمان لانتصار القضية الفلسطينية.

كما تطرق للأوضاع الكارثية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، في ظل مأزق اتفاقية أوسلو وتداعياتها الكارثية على الأرض في ظل عدوان صهيوني متواصل من قتل وتشريد واعتقالات.

 وقد دعت الرفيقة مباركة البراهمي في كلمة لها الجبهة الشعبية في تونس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لأخذ زمام المبادرة واعلان أنهما جبهة شعبية واحدة في قطرين ويشكلان نواة لمشروع تحرري شعبي يجمع كل المؤمنين بقيم المقاومة والتحرر والعدل الاجتماعي، وأن كتائب أبو علي مصطفى هي كتائب الجبهة الشعبية العربية ومعها كل الكتائب المقاومة ضد العدو وفق قيم التحرر والعدل والتصدي للامبريالية والرأسمالية المتوحشة ومصاصي دماء الشعوب وعدم الاحتكام للعنف في حل المشاكل الوطنية الداخلية.

وقالت البراهمي: " نحيي ذكرى استشهاد القائد القومي والعربي أبوعلي مصطفى الذي ارتفع إلى عليين بنبل وفروسية في مواجهة العدو الصهيوني، والامبريالية العالمية، وقد تمكن الشهيد من وضع قيمه العليا موضع التنفيذ.... استشهد أبوعلي مصطفى وباستشهاده تحّول من قائد وزعيم إلى كتائب من القادة الشهداء الذين سطروا أروع الملاحم في مواجهة العدو الصهيوني، وسيظلون كذلك ما دام جندي واحد على ارض فلسطين، وهم أوفياء لرسالة معلمهم، فالتحية لكتائب الشهيد أبوعلي مصطفى، ولكل رجال المقاومة الرابضين بالخنادق لا الفنادق. دفاعاً عن امتهم في مواجهة الاستعمار والصهيونية وادواتهم من تكفيريين ورجعيين وعملاء".

وأضافت: " تأتي ذكرى استشهاد أبوعلي مصطفى في ظل أوضاع بالغة الخطوة تمر بها امتنا العربية من المحيط إلى الخليج وكل أحرار الإنسانية، حيث صعدت الإمبريالية دولاً وجماعات من وتيرة مشروعها الهادف لتمزيق الأمة العربية طائفياً واثنياً بغية انهاء وجودها الموضوعي ليتمكن العدو الصهيوني من السيطرة على مقدراتها لصالح مصاصي البشر، هذه الوظيفة الأساسية للمنظمة الصهيونية".

وأوضحت البراهمي بأن قوى العدوان ووكلائها في الداخل والخارج باتت موحدة في أساليبها ووسائلها واهدافها وتشن حرب بلا هوادة على شعوبنا وتاريخنا، الأمر يدعونا إلى توحيد جهودنا في جبهة شعبية عربية شاملة موحدة، تؤطر نضال شعبنا من المحيط الى الخليج وتخرجنا من دائرة المقاومة بطريقة الجزر المعزولة التي لن تمكننا من النصر النهائي إلى دائرة المقاومة الموحدة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والعسكرية.

وقالت البراهمي: " هذه الجبهة، يجب أن تكون شاملة تبدأ من المقاومة المسلحة ضد العدوان الصهيوني والتكفيري الإرهابي إلى أنشطة اجتماعية وثقافية وفاء لكل الشهداء ولتعزيز صمود الشعوب.. لتكن جبهة شعبية عربية على قاعدة المقاومة الشاملة حتى تستعيد حركة التحرر العربي حيويتها وانقاذ للأجيال القادمة... لنبني الجبهة التي تضم كتائب الشهيد ابوعلي مصطفى وكل الذين اختاروا الخنادق والمقاومة والذين يقدمون ضريبة الدم من المحيط إلى الخليج... تضم كل القوى السياسية والوطنية والشخصيات والمنظمات على قاعدة انجازهم مهام جادة لننقذ بها ما يمكن إنقاذه".

وخاطبت البراهمي الرفاق في الجبهتين الفلسطينية والتونسية قائلة: " فلنرتفع جميعاً إلى مستوى الدماء ونحن في الجبهة الشعبية التونسية والجبهة الشعبية في فلسطين يجب أن نأخذ زمام المبادرة ولنعلن أننا جبهة واحدة في قطرين، وأن كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى هي كتائبنا، وجميعنا كتائب هذه الأمة من أجل التحرر الوطني والانعتاق الشامل لشعبنا ولأمتنا وللإنسانية جمعاء..فلنبادر فالتاريخ يولد في لحظات التمرد فلتكن أيادينا ثابتة لأن الايادي المرتعشة  لا تقوى على البناء.. لنكن شجعاناً شجاعة القائد أبوعلي مصطفى وشكري بلعيد ومحمد براهمي، ولنعد الأمور إلى نصابها من خلال عمل استثنائي".

 

وأعربت البراهمي عن ثقتها بأن هذه الأمة قادرة متى وجدت مشروعاً سياسياً واضحاً وقيادة سياسية فذة، وعلى رأسهم الرفاق في الجبهة الشعبية التونسية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكل القوى المقاومة قادرة بأن تجعل القيم موضوع التنفيذ، وسيتقدمون الصفوف حتى الاحتراق كما كان شكري بلعيد وقبلهم ابوعلي مصطفى دفاعاً عن الحق والعدل والحرية وقيم الإنسانية".

وفي ختام كلمتها وجهت البراهمي التحية لشهداء الامة العربية، والتحية للمقاومة والحرية لجميع الأسرى في فلسطين وعلى رأسهم الرفيق أحمد سعدات.  

من جانبه، أكد الرفيق حمى الهمامي في كلمة له على أن المعركة ما زالت شاقة وطويلة ولكنها ستكون المعركة الأخيرة في معارك التحرر العربي، مؤكداً أن بناء الجبهة الشعبية العربية ضرورة تاريخية  وليست خياراً.

وقال الهمامي: " بصراحة نحن مقصرون بقضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية هذا ليس في تونس وإنما في كافة الأقطار والأمة العربية، فالشعوب العربية، ومعظم القوى التقدمية العربية والتقدمية منشغلة بهمومها الداخلية... صحيح أنها هموم كبيرة لكن لا ينبغي ألا يمنع ذلك بأي حال من الأحوال الاهتمام بقضايانا القومية الكبرى وعلى رأسها قضية شعب فلسطين".

 

كما أكد الهمامي على أن النضال في تونس مرتبط بنضال الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الوطن العربي يعيش مرحلة جديدة على كافة المقاييس وهي المرحلة الأخطر منذ سايكس بيكو.

وأوضح الهمامي بأن هذه المرحلة جاءت ردة فعل على ثورات وانتفاضات الشعوب وعلى الحركات الاجتماعية من أجل حرف مسار هذه الثورات الهادفة للحرية والاستقلال والديمقراطية والتقدم، فتحوّلت إلى صراعات دينية طائفية مذهبية عرقية قبلية مقيتة من أجل أن يظل هذا الوطن وهذه الأمة لقمة سهلة للقوى الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني وللرجعيات العربية.

وقال الهمامي: " هذا هو الهدف مما نراه اليوم في الوطن العربي من حروب أهلية مدمرة واعتداءات وحشية لكن رفيقاتي رفاقي.. لا ينبغي لنا بأي شكل من أشكال أن نيأس أو نحبط أو يذهب في اعتقادنا أن النصر ليس آتياً بل النصر آت. النصر آت.. ولكن له شروط .. إن الشعوب العربية قادرة من أن تجعل من محنتها الحالية آخر معركة تخوضها من أجل التحرر والاستقلال والديمقراطية والتقدم، بشرط أن تكون القوى التقدمية والوطنية مستعدة لخوض غمار المعركة".

وشدد الهمامي بأنه لا تقدم للشعوب إلا بالدولة المدنية العربية التقدمية والوحدة العربية، داعياً لأن تكون الجبهة الشعبية التونسية الترجمان المعبر والواعي عن مطامح غالبية المجتمع التونسي.

كما دعا كل القوى التقدمية في الوطن العربي لأن تتحول من جماعات قليلة إلى حركات شعبية كبيرة حتى تتحول إلى سيل جافر يكنس الاستعمار والصهيونية والقوى الرجعية.

وأعرب الهمامي عن إيمانه العميق بأن الشعب الفلسطيني سينتصر على الصهيونية وأن كامل أرض فلسطين ستتحرر وأن شعوبنا قادرة على مواصلة نضالها، وأن وحدة الشعوب العربية ستتحرر وستكون من آخر الشعوب التي تحقق وحدتها، لكن هذا لن يتحقق إلا بالنضال والعمل بجدية من أجل تحقيقه.  

وأكد الهمامي على أنه لا يمكن مواجهة عدو بوحشية الكيان الصهيوني إلا إذا كنا موحدين، وفي ظل وحدة القوى التقدمية في فلسطين، مشيراً أن أكبر مستفيد مما يحدث في الوطن العربي وفلسطين هو الكيان الصهيوني، لذلك إن لم تتحد القوى التقدمية فإن الشعب الفلسطيني سيفرض عليها الوحدة، لأنه لا يمكن أن يتحمل للأبد ظلم الكيان الصهيوني، ولا أن تبقى القوى مشتتة".

وقد تخلل المهرجان وصلات موسيقية ملتزمة تتغنى بالمقاومة.

 
تونس ذكرى أبوعلي مصطفى3
تونس ذكرى أبوعلي مصطفى2
11937888_1699740536914352_1777802433_n
11924728_1699740523581020_227259706_n