يا عُشاق الحَياة .. اتحدوا

حجم الخط
أَيُّها القديس فالنتاين لو أنكَ ولدتَ في هذا المكان لو كُنتَ حاضرًا بَيننا الآن .. لَخَبرتَ مَعنى أن يَعشَق الإنسان في هذا الزمان وَحولَهُ ألفُ جِدار وقيودَ سجنٍ وسجان. *** لَشاهدتَ بأُمِ عَينَيكَ ما يُعَجّزُ اللّسان وكيفَ يذبلُ الوردُ في البستان صونًا للعهدِ للحُبِّ لِقُبّلَةٍ مُخبأةٍ في المنديلِ .. كيف تَطيرُ الفراشات وتُحلّقُ صوب المِصباح والقنديل لتذَوبَ في النارِ لأَجلِ فجرٍ آت ، ففي الجحورِ الحياةُ والموت ... سِيّان. *** عفوكَ أيُّها القديس الجَليل فنحنُ لا نَملكُ إلاّ العشق والزُنود السَمراء وأُمهاتٌ تزغرِدُ للشُهداء ، وما فَرِحنا بالموتِ وإنما قهرًا لهُ ... وللأعداء. فالموت عندنا عشق ، عشقٌ لِلحياةِ الحياة ، وكلّ أيام العُمر على هذا السبيلِ سَواءٌ بِسواء .. *** يا كل القديسين ماذا عَرفتُم أنتُم وماذا خَبرتُم عن حدائق الموتى على ضفاف الأَنهار وعلى شواطئ البحار ، عن الموت البطيء ... عِشقًا عن الاحتضارِ وعن أمراضٍ لا يَعرَفُها إلاّ سُجناءٌ عُشّاق كِبار .. *** وهل خَبرتُم أو عَرفتمُ مَعنى أَن يُقَبَّلوا من خَلفِ الزجاج ... والسلام وعلى شواهد القُبور وأسرَّة المَشافي وفي شتاتِ الأرض والخيام . *** أستميحُ قداستكمُ عُذرًا فالدرب إلى مَعبَدنا طويلٌ بطول التاريخ البَعيد بنخلةِ العذراء مَريم وسيف إبن الوليد والأيوبيُّ صلاح وآلأم شعب مَجيد .. الدرب إلى مَعبدنا مُعبَّدة بالجراحِ بنزيفِ الأرواحِ وأحلامٌ بالحُرِّيةِ أبدًا لا تَرتاح . *** أيّها القديس فالنتاين بلادنا تَمتلئ بالقدّيسين وأيامنا كلّها أعياد الجُمَعُ كالآحاد وعشقنا بكلِّ صُنوفِ الثَورةِ يَتَجَلّى بالزندِ ورائحةُ القيد وإصبَعٌ على الزنّاد ،، والعذارى بالابتسام تُوَدّعُ الجِياد بالدموع تَرشُ خُطى فارسٍ قديسٍ ... إلى حيفا بروحهِ قد عاد ... *** أيُها القديس فالنتاين إن دَربنا واحد ... ومَعبَدنا واحد ... إسمهُ بالستاين. *** فَلسطينُ إليها الحجُ من الميلادِ إلى الميلاد ، فيا كلَّ القديسين ،،، ويا عُشاق الحياة ... إتَّحدوأ . محمد كناعنة أبو أسعد كتبها بتاريخ 14 - شباط في سجن الشارون