مقتطفات من صحافة العدو : 15/02/2012



أكاديمية للاحتلال
بقلم: أسرة التحرير
	في ذروة المواجهة العنيفة في المناطق في بداية العقد الماض
حجم الخط
أكاديمية للاحتلال بقلم: أسرة التحرير في ذروة المواجهة العنيفة في المناطق في بداية العقد الماضي، شرح رئيس الاركان في حينه، موشيه يعلون بان هدف اسرائيل هو الكي في الوعي الفلسطيني الفهم بان العنف ليس مجديا. في هذه الايام، الحكومة التي يشارك فيها يعلون تفوت الفرصة للكي في وعي الفلسطينيين، والاسرائيليين ايضا، فكرة أن التسوية السياسية القائمة على اساس حل الدولتين قضت نحبها. فتوسيع المستوطنات وتسويغ البؤر الاستيطانية يساهم في المحو المادي للخطر الاخضر. اقامة "قصر الثقافة" في ارئيل، جولات التلاميذ في الضفة والان - النية لتحويل "المركز الجامعي" في ارئيل الى جامعة – تمحو خطوط 67 من الوعي الجماعي للفلسطينيين والاسرائيليين. المعنى في الميزانية لقول لجنة المتابعة لشؤون المناطق في مجلس التعليم العالي ان "المركز الجامعي" في ارئيل يستوفي الشروط اللازمة لتحوله الى جامعة، يتقزم مقابل الرسالة السياسية والتربوية للقرار. هذه الرسالة تفهم بوضوح من تصريح وزير التعليم، الذي وعد مؤخرا في زيارة الى ارئيل بدفع المركز الى الامام، والذي يرى فيه "مرسى هام" في السامرة. كما يشير نحو 300 اكاديمي وقعوا على عريضة ضد رفع مستوى "المركز"، فان اقامة كلية ارئيل نبعت من اعتبارات سياسية، دون صلة باحتياجات التنمية الاكاديمية في اسرائيل. وردا على ذلك ادعى رئيس المركز في ارئيل، البروفيسور دان مئيرشتاين، بان الاعتراف بالجامعات يجب ان يفحص حسب معايير اكاديمية وليس حسب مكانها. ولكن ارئيل ليست "مكانا" آخر. فهي توجد في أرض محتلة موضع خلال في اسرائيل وفي الاسرة الدولية. دولة اسرائيل أبعدت الفلسطينيين عن معظم مناطق الضفة. فهم مسموح لهم أن يبنوا منازل ارئيل، ولكن الا يسكنوا فيها. ارئيل، مثل كل المستوطنات، هي منطقة عسكرية مغلقة. اذا كانت الحكومة تسعى الى ابقاء حل الدولتين في الوعي والدفاع أيضا عن مكانة الجامعات الاسرائيلية في الاسرة الاكاديمية الدولية – فيجدر بها أن توقف الخطوة الخطيرة التي يقودها وزير التعليم. ---- هآرتس - مقال - 15/2/2012 في اسرائيل السوفييتية في هذه الاثناء بقلم: دمتري شومسكي حدث شيء في اسرائيل الروسية. فقد نشر موقع اخباري روسي اسرائيلي ذو شعبية "بولوسا" في 27/1 قصة قصيرة بقلم ميخائيل يودنين – وهو أديب روسي اسرائيلي يسكن في الولايات المتحدة – عن موت ولد فلسطيني بقصف سلاح الجو الاسرائيلي. واستصوبت أسرة تحرير الموقع على الانترنت ان تقدم بين يدي النشر ملاحظة توضيح بقولها لم نشأ منذ البدء ان ننشر النص لكن استقر رأينا بنصيحة من زملائنا الصحفيين الاسرائيليين على فعل ذلك، ولهذا أظهروا أيها السادة من فضلكم "التسامح" "التسامح" "التسامح". ظهرت كلمة "التسامح" باللغة العبرية مع غمزة ساخرة شيئا ما ولاهية في محاولة كما يبدو لارضاء القراء سلفا عن فرض ان أكثرهم لا ينوون التسامح مع النص. وكان فرض أسرة التحرير صادقا كليا لكن غمزتها رُفضت في امتعاض لأن القراء الغاضبين لم يكتفوا بالتنديد بالمؤلف الذي أُعلن أنه تعوزه صورة الانسان بل انقضوا ايضا على أسرة التحرير لمجرد نشر النص وطلبوا بتهديد بالقطيعة إزالته من الموقع على الانترنت. خافت أسرة التحرير. ونزل سيرجي هيرشفيلد، المحرر الرئيس للموقع بجلاله وعظمته الى الشعب ليهديء جأشه وقال: لم أنشر النص أيها الاصدقاء إلا مع أمل "ان يعبر الشعب علنا عن اشمئزازه... موقفي يشابه موقفكم. حاولوا ان تتفهموا منطقي". نحن نشهد هنا واحدا من الفروق المركزية بين اسرائيل الكبرى واسرائيل ما بعد السوفييتية في كل ما يتعلق بالخطاب الاعلامي. ان صحيفة "مكور ريشون" (مصدر أول) غير المعروفة بتأييدها للنضال المدني للأقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل في مواجهة صبغة اسرائيل المتركزة حول ذاتها، لم تُجر لقاءا في المدة الاخيرة مع المحامي حسن جبارين المدير العام لمنظمة عدالة كي يعبر قراؤها عن اشمئزازهم منه، كما أن صحيفة "هآرتس" غير المعروفة بتأييدها لمشروع الاستيطان، لا تمنح متحدثي المستوطنين منبرا دائما على أمل ان يؤجج هذا الامر الكراهية لهم بين القراء. ان الهدف في الحالتين هو إسماع صوت معارضين فكريين وفوق كل شيء – تصديق مجرد حقيقة شرعية وجود هذا الصوت مهما يكن عدم الاتفاق معه عميقا. وليس الامر كذلك في الاعلام الاسرائيلي الروسي الذي يحمل في أكثره صبغة تراث التفكير الشمولي السوفييتي ويقول انه ينبغي ألا يُعطى المعارض السياسي الحق في الكلام إلا تمهيدا لمحاكمة ميدانية علنية بقصد ان يتم التسويغ بذلك سلب صوته شرعيته. مثل كل مرض اجتماعي اخلاقي فان تراث التفكير الشمولي السوفييتي ليس مرضا موروثا. ينبغي ان نفترض ان هذا المرض كان سيختفي في غضون جيل أو اثنين في مجتمع مدني سليم لكن هناك شك في ان يستطيع المجتمع الاسرائيلي الحالي الذي يتحول من يوم الى يوم الى أكثر تمزقا وقومية، ان يقدم علاجا مدنيا للمصابين بمرض الوعي هذا. والمرض أخذ يتفشى خارج "فقاعة" المجتمع الروسي. والدليل على ذلك ان "اسرائيل بيتنا"، وهو حزب مهاجرين في الأصل أساسه أسس التفكير الشمولي بهدي من ارض المنشأ، يستوعب في صفوفه بنجاح الاسرائيليين القدماء ويتمتع بدعم لا يستهان به من الجمهور الاسرائيلي القديم. حينما يتحول مجتمع مستوعب للمهاجرين في جزء منه الى مجتمع يستوعبونه هم فانه يجدر مضاءلة التوقعات. اذا لم يكن المجتمع الاسرائيلي قادرا على مساعدة أجزاء لا يستهان بها من بين مهاجري الاتحاد السوفييتي السابق على التغلب على مرض شمولية الوعي فينبغي ان نأمل على الأقل ان يعرف هو نفسه كيف يطور مضادات للمرض لئلا يصبح وباءا اسرائيليا شاملا. ولهذا يحسن بالجمهور الاسرائيلي ان يصغي بين الفينة والاخرى الى الاصوات ما بعد السوفييتية في داخله. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 15/2/2012 هزة في الشرق الاوسط – بين طهران وحمص بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف مثل طفل يعاني من مشكلة سمع وتركيز، فان انتباه الاسرة الدولية يتردد في الاسابيع الاخيرة بين مركزي اهتمام قطبيين في الشرق الاوسط: المذبحة التي يرتكبها نظام الاسد ضد معارضيه في سوريا والتوتر المتعاظم في الخليج الفارسي حول البرنامج النووي الايراني. وحول هذين القطبين سنبقى نراوح في الاشهر القريبة القادمة. في ظل صور الفظاعة من سوريا وفي ضوء سيناريوهات الرعب المستقبلية في ايران، يخيل ان القصص الاخيرة، مهما كانت مشوقة، تتقزم. فحمام الدماء في مباراة كرة القدم في مدينة بورسعيد المصرية نسي وكأنه لم يكن. الاعلان عن اقامة حكومة وحدة فلسطينية بصعوبة سجل نقطة على الرادار. وحتى حكومة نتنياهو فقد تفرغت للحظة فقط لتشجب خضوع السلطة لحماس، قبل أن تعود الى التهديد بخطوات عسكرية ضد ايران. رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء آفي كوخافي، اجرى الاسبوع الماضي ظهورا عاما أول في خطاب له امام مؤتمر هرتسيليا. نحو نصف الاربعين دقيقة من محاضرته كرست لاستعراض الهزة في العالم العربي. باقي الخطاب ركز فيه كوخافي على دولتين اثنتين، ايران وسوريا. واعتذر بالنسبة للساحات الاخرى لانه لن يتمكن من التطرق لها لضيق الوقت. وكان الفلسطينيون مجرد ملاحظة هامشية. شيء كهذا ما كان يمكن له أن يحصل في العقد الماضي، عندما كانت اسرائيل تنزف تحت هجمة ارهاب الانتحاريين. في الساحتين الاساستين تواجه اسرائيل صيغا مختلفة من ذات المعضلة. في كلتيهما، اسرائيل والاسرة الدولية معنيتان بان تحققا، ظاهرا، ذات الشيء بالضبط: وقف النووي الايراني وسقوط النظام السوري. ولكن في كلتيهما تتعرض اسرائيل لما يمكن أن يتضح بانه خطر فوري. البرنامج الايراني قد ينضج قبل أن تؤثر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وسائل قتال استراتيجية، وعلى رأسها مخزونات السلاح الكيماوي والصواريخ بعيدة المدى، كفيلة بان تتسرب من النظام السوري المتفكك الى منظمات الارهاب وعلى رأسها حزب الله. الضرورة الاسرائيلية (ويوجد من يقول الاغراء) للعمل على احباط سريع لهذه التهديدات تصطدم مع جدول الاعمال العالمي. هجوم جوي في ايران في ذروة العقوبات الاكثر حدة التي فرضت في أي وقت مضى، لن يحظى بشرعية دولية. قصف قوافل السلاح، على جانبي الحدود بين سوريا ولبنان، كفيل بان يستخدمه حكم الاسد كذريعة لازاحة النار نحو مواجهة مع اسرائيل في محاولة منه لتأخير سقوط النظام. بالمقابل، يحتمل ان يكون التجلد هو خطر يصعب على اسرائيل أن تأخذه على عاتقها، ولا سيما في حالة سوريا، التي قد تظهر بانها عاجلة جدا. قناتان يلوح شباط كشهر تأخير الرضى من ناحية وزير الدفاع ايهود باراك. فمبادرة ضمان مقعد له في قائمة الليكود في الكنيست القادمة مآلها الفشل. وسيتعين على باراك أن يأمل بان ينجح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان يضمن مكانه كتعيين مهني كوزير للدفاع في الحكومة القادمة، دون أن ينتخب في الكنيست. كما أن مسودة المراقب في قضية هيرباز ستتأخر عدة أسابيع اخرى. في الموضوع الايراني، على الاقل، يبدو باراك في غاية الحزم. غير مرة سُخر من نتنياهو على النبرة التشرتشلية في خطاباته في المسألة الايرانية، ولكن باراك بالذات، الذي درج على أن يقول في الماضي بان طهران لا تشكل تهديدا وجوديا لاسرائيل، يتحدث الان بتعابير تاريخية محملة بالمصائر. ففي هرتسيليا شبه الفترة الحالية بثلاث فترات حاسمة في تاريخ اسرائيل – حرب الاستقلال، حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران. هذا زمن الاختبار للزعامة، قال باراك. "مطلوب فيه فهم عميق للصورة التاريخية والاستراتيجية الى جانب التحكم الكامل بالتفاصيل، الوعي، واحيانا الوحشي، برودة الاعصاب، التفكر، الشجاعة لاتخاذ القرارات والقوة لتنفيذها". فهل الوعي الوحشي يعبر عن حسم اسرائيلي، اتخذ عمليا منذ الان، بالهجوم، ام ربما يعكس فقط الرغبة في وضع كل حجارة الدومينو في صف واحد – بمعنى، مواصلة التلويح بالتهديد بالقصف امام ناظر الاسرة الدولية لضمان ان تشتد العقوبات على ايران أكثر فأكثر؟ الرئيس الامريكي براك اوباما، أجاب هذا الاسبوع ببساطة، في مقابلة تلفزيونية عشية السوبربول – لعبة بطولة الفوتبول في الولايات المتحدة – بان اسرائيل لا تزال لم تقرر اذا كانت ستهاجم. يخيل ان هذا هو التفسير الصحيح: القيادة الاسرائيلية تركز على القناتين جنبا الى جنب ولاحقا في هذه السنة سيتخذ القرار. اقوال اوباما جاءت لتشوش بعض الانطباع الذي خلفه وزير دفاعه، ليئون بانيتا، الذي نقل عنه قبل بضعة ايام من ذلك في "واشنطن بوست" كمن قدر بان اسرائيل حسمت منذ الان أمرها في صالح الهجوم. نتنياهو هو الاخر، من جانبه بذل هذا الاسبوع جهدا لتخفيض مستوى النار ووجه وزراءه وكبار رجالات الجيش الاسرائيلي لكبح جماح الثرثرة عن ايران. واستنادا الى تجربة الماضي، يمكن التقدير بان الامر الجديد سيصمد اسبوعين في اقصى الاحوال – وأول من سيخرقه سيكون نتنياهو وباراك نفسيهما. الهستيريا في الموضوع الايراني تترافق وتقارير صحفية من على جانبي المعمورة. كل تصريح اسرائيلي يعطي صداه في الولايات المتحدة وكل بث امريكي لتخمين بالهجوم يستقبل هنا ككلمة الرب. المثال البارز على ذلك منذ بداية الشهر كان، الى جانب الاحساس الداخلي لدى بانيتا، في التغطية المضخمة لتعيين قائد سلاح الجو. لا بد أن هناك دول متنورة اخرى تتناول فيها الصحافة تعيين جنرالات بهالة مقدسة كهذه. ايران وكوريا الشمالية على وجه الافتراض. نهج مشابه ميز أيضا الاقتباسات الانفعالية عن "خطة الهجوم الاسرائيلية" كما عرضت في شبكة "ان.بي.سي". فقد أوضح التقرير بان الهجوم سيتم من خلال دمج طائرات قتالية، قوات كوماندو وصواريخ أرض – أرض، وهذه معلومات شديدة القيمة لمن اعتقد حتى الان بانه سيستند أساسا الى شرطة بيتح تكفا. التوتر الاعلامي لا بد سيتصاعد في الشهر القادم. في غضون ثلاثة ايام في بداية اذار يتوقع التطورات التالية: انتخابات للبرلمان الايراني، مؤتمر في فيينا لمجلس امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث سيطرح على النقاش تقرير متابعة لتقدم البرنامج النووي، وخطاب نتنياهو في مؤتمر ايباك في واشنطن. الانتخابات في ايران ستكون اختبار قوة شديد المعنى بالنسبة للنظام الذي يلوب تحت عبء العقوبات ولا يزال يدفع ثمن تزوير النتائج وقمع الاحتجاج في الانتخابات الرئاسية في حزيران 2009. تقرير وكالة الطاقة الذرية سيقدم تفاصيل جديدة، اخطر من السابق حول تقدم "قناة السلاح" – مساعي ايران لانتاج رؤوس متفجرة نووية للصواريخ. اما نتنياهو فيستعد على ما يبدو، الى جانب تصفيق 11 الف نشيط يهودي متحمس، الى لقاء ثنائي آخر مع اوباما. اذا ترافق اللقاء بظهور مشترك علني، فستختفي عنه مؤشرات التوتر الصرفة التي بدت في ظهورهما السابق في ايار من العام الماضي. اوباما، في ذروة سنة الانتخابات، سيعانق نتنياهو. في مقابلة تلفزيونية هذا الاسبوع شدد الرئيس على أن العلاقات العسكرية والاستخبارية بين الدولتين "لم يسبق أن كانت افضل" ووصف الحرص على أمن اسرائيل كأولوية عالية على نحو خاص لدى الادارة. ويصف الطرفان اجماعا واسعا بينهما في موضوع تقدم النووي الايراني، الى جانب خلاف على طبيعة العلاج المرغوب فيه وعلى مدى الالحاح في الجدول الزمني. ولكن في اسرائيل ايضا يعترفون الان، بنصف فم، بتأثير العقوبات. فقد قال كوخافي في هرتسيليا انها ألحقت منذ الان ضررا بالاقتصاد الايراني، وانه "كلما اشتدت، فثمة احتمال كامن بان تدفع النظام، الذي يخشى على بقائه، الى اعادة النظر في مواقفه". رجل استخبارات قديم، يتابع منذ سنين النووي الايراني، بدا هذا الاسبوع اكثر تفاؤلا. "رأينا هذا يحصل في 2003، تحت تهديد الهجوم الامريكي في العراق. بعد تمثيل "الضربة والرعب" في بغداد، تراجعت القيادة في طهران وأوقفت التقدم في القناة العسكرية. آيات الله اكثر برغماتية وذكاءا مما يخيل لنا. اذا ما شعروا بخطر حقيقي، فسيتوقفون لزمن محدود". هذه، إذن، هي الصورة في الخطوط العامة: اسرائيل مرة اخرى تشدد نبرة التصريحات، لاستئناف الضغط قبيل الانعقاد في فيينا على امل تحفيز فرض عقوبات اخرى. حظر النفط الذي أعلنت عنه اوروبا سيدخل حيز التنفيذ في تموز واوباما وقع هذا الاسبوع على مرسوم رئاسي يشدد العقوبات على التبادل مع البنك المركزي الايراني. روسيا والصين تواصلان وضع العراقيل في وجه الولايات المتحدة، التي تسعى الى بلورة اجماع عالمي أوسع حول العقوبات. والسعودية تعد بمنع غلاء اسعار النفط الى ما فوق 100 دولار للبرميل (السعر الحالي – نحو 97 دولار للبرميل)، اذا ما تضرر التصدير الايراني. ايران لا تزال تبقي لنفسها الخيار الخطير في اغلاق مضائق هرمز وتشويش توريد النفط من امارات الخليج اذا ما اشتد الضغط الدولي. التوتر المتصاعد هو مجال واسع للاخطاء وسوء الفهم المتبادل، فما بالك وأنه تحتشد في منطقة الخليج قوة بحرية هامة، تتضمن حاملات طائرات امريكية الى جانب سفن بريطانية وفرنسية. حرارة روسية من الصعب تحديد أي صورة من سوريا اثارت هذا الاسبوع مفاجأة أكبر في الرأي العام الدولي: مشهد جثث المواطنين التي تجمعت في ساحة واحدة في مدرسة في حي بابا عمرو في حمص أم قافلة سرجيه لافروف، وزير الخارجية الروسي الذي استقبل في دمشق بعشرات الاف السوريين المتحمسين الذين خرجوا الى الشوارع بأمر من النظام. يبدو أن التناقض بين أجواء الاعمال كالمعتاد والتي يحاول الرئيس بشار الاسد بثها من دمشق، للمساعدة السخية من موسكو، وبين الواقع المخيف في باقي أرجاء الدولة، لم يكن أكثر فظاظة. فبينما استقبل مؤيدو الاسد لافروف بالاناشيد، بالاعلام وبالتحيات، في حمص واصل الجيش السوري مساعيه لشطب احياء كاملة دون أن يتدخل العالم في ما يجري. موسكو، مثل طهران وحزب الله، تراهن على بشار. فروسيا توفر المظلة الدولية الرسمية لايران وسوريا، ولكن العالم العربي غاضب منها. دعاة سُنة يصدرون فتاوى تحظر التجارة مع موسكو، واعلام روسيا تحرق في شوارع قطر والقاهرة، وهذه بادرة محفوظة حتى اليوم لاعلام اسرائيل والولايات المتحدة. اختيار الاسد سيكلف روسيا العداء الشديد من جانب الدول السنية في السنوات القريبة القادمة. ما يجري في حمص هو مذبحة بكل معنى الكلمة. الجيش السوري لم يكتفِ هذا الاسبوع بقصف حي بابا عمرو، وكذا أحياء الخالدية، البياضة والانشاءات تلقت الضربات هي الاخرى. في القنوات التلفزيونية العربية ظهرت منازل مهدمة، أزقة مشتعلة وعشرات المصابين الذين لا يتلقون أي علاج طبي. السكان الذين لا يزالون يقفون على أرجلهم يستجدون المساعدة من الخارج. عدد القتلى في المدينة في الاسبوع الماضي قدر بمئات عديدة. وافادت شبكة "العربية" أول أمس بمصاعب في دفن الموتى تحت القصف المتواصل. ودخلت دبابات الجيش السوري في ذات اليوم الى نطاق المستشفى في حي الانشاءات واطلقت القذائف في كل صوب. وبدا الثوار كعصبة غير منظمة، تجد صعوبة في التصدي لقوة الجيش وتعتمد اساسا على رحمة الله. يبدو أن في هذه المرحلة الاعتماد الحصري على رحمة السماء لن ينقذ معارضي بشار. ويذكر وضعهم بوضع منظمات المعارضة في ليبيا في منتصف السنة الماضية، حين بدا بان قوات القذافي توشك على الحاق الهزيمة بهم. في هذه اللحظة، على المستوى العسكري، تبدو المعركة غير متوازنة. فرغم الفرار والمعنويات المتدنية، فان الجيش السوري منظم ومسلح بلا قياس أكثر من الثوار. يخيل أنه بدون مساعدة عسكرية من الخارج لمعارضي النظام، في صيغة تجند الناتو والدول الغربية في ليبيا، فان الاسد سيواصل ذبح ابناء شعبه بهدوء لزمن طويل آخر. الدعوة التي وجهها هذا الاسبوع السناتور الجمهوري جون مكين الى الادارة للتفكير بنقل معدات عسكرية الى المعارضة السورية، استجيبت برد فعل سلبي من جانب الناطق بلسان البيت الابيض، جي كرني، الذي اكتفى ببيان بان الولايات المتحدة ستفكر بارسال معونات انسانية. ومع أنهم في اسرائيل يواصلون التقدير بان النظام في دمشق يعيش خطرا فوريا، وانه في غضون اشهر كفيل بان ينهار، الا ان حمص ايضا – رغم الصدمة الحقيقية التي تثيرها المشاهد في شوارعها في العالم العربي – لم تسقط بشار بعد. بالمقابل، يبدو أن الاسد سار بعيدا جدا من أن يتمكن من البقاء في الحكم الى الابد. الحرب الاهلية قد تعربد في سوريا لزمن طويل آخر، قبل ان تؤدي الى رحيل الرئيس. ازمة داخلية الامين العام لحزب الله حسن نصرالله تطرق هذا الاسبوع الى الوضع في سوريا. في خطاب آخر من مخبئه ادعى نصرالله بحزم بان فحصا معمقا أجرته منظمته أظهر بان "لا شيء يحصل في حمص". ولا يزال، واضح ان نصرالله يتصبب عرقا في ضوء أزمة الاسد. الدليل على ذلك هو بالذات رد الفعل الاستثنائي على ما يجري في الخليج الفارسي. في خطاب القاه بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد، يوم الاحد، قال نصرالله ان منظمته ليست دمية لطهران وانه اذا هاجمت اسرائيل مواقع النووي، فان حزب الله وحده سيقرر اذا كان سيتدخل في المعركة. هذه حجة غير مقنعة. فالايرانيون لم يستثمروا ملايين الدولارات في تزويد عشرات الاف الصواريخ لحزب الله كي يتركوا مثل هذا الحسم لتفكير المنظمة اللبنانية. ولكن مجرد الاعلان يعكس الشرك الذي يوجد فيه حزب الله. عندما تكون ايران محاصرة وسوريا تغرق في حرب أهلية، فان نصرالله يضطر مرة اخرى الى التشديد على الهوية اللبنانية لمنظمته كي لا يثير عليه باقي الطوائف في الدولة. كما ان التطورات في القناة الفلسطينية ايضا ترتبط باحداث دمشق والخليج. فقد شهدت حماس هزة شديدة، حيث تحدت قيادة المنظمة في القطاع، علنا، قرار رئيس قيادة الخارج، خالد مشعل، للتوقيع على اتفاق الدوحة الذي غايته اقامة حكومة وحدة مؤقتة مع السلطة. لاول مرة تعرض أزمة داخلية في المنظمة على الخارج بهذا الشكل العلني. مشعل، الذي سبق أن غادر دمشق، يسعى الى المصالحة مع السلطة كي يمنع ثورة شعبية ضد حماس في غزة وينضم الى المحور المعتدل الذي تقوده السعودية، قطر ومصر. أما اسماعيل هنية بالمقابل، فيلتف عليه من اليمين ويغير الخط البرغماتي الذي تميز به في الماضي بالتقرب الى الايرانيين. هنية، رئيس وزراء حماس في غزة قام بزيارة الى طهران. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 15/2/2012 قبة سخرية بقلم: زئيف تسحور تعبر نية جهاز الامن ان يكف عن الانتاج المخطط له لـ "القبة الحديدية" عن استكباره عن المجتمع الاسرائيلي. فقد نشأ بازاء نواظرنا جهاز مستقل استقلالا ذاتيا فصل نفسه عن الجمهور الذي يفترض ان يعمل من اجله. وهو يستعمل الذاكرة اليهودية المديدة استعمالا ساخرا وفيها دور مركزي للعدو الذي ينهض مبكرا ليقضي علينا. على ظهر هذا الخوف بُني مبنى أعلى متعدد الأذرع يُنمي نفسه بواسطة تعظيم تهديد وجودنا. وهذا الخوف المعظم يُمكّن من اجتذاب ميزانية ضخمة تزيد جهاز الامن قوة وهو الذي يجب ان ينفق على قوته بواسطة تعظيم زائد للتهديد، وهكذا دواليك. حينما يستيقظ المجتمع الاسرائيلي المذعور للحظة ويثير اسئلة تُبين شكا في الاستعمال المناسب لميزانية الامن تُستل فورا معطيات جديدة تثير الرعب وتُسرب اشارات عن تطوير رد امني سري يقتضي نفقة مليارات. وهكذا يتم صد كل جهد عام لتحديد جهاز الامن في حدود سليمة أو فحص ما يحدث على الأقل وراء ستار السرية. اجل، يوجد عدو على الأبواب وهو يقتضي وجود جيش قوي وتسلح حكيم. ويجب علينا نحن المواطنين ان ننفق عليه من اجلنا. لكنه وبطريقة اللولبية لتعظيم التهديد واخراج الجهاز عن سيطرتنا بُني مارد ضخم انقلب على صانعه ويحكم نفسه بنفسه. ان قضية "القبة الحديدية" هي مثال على الحلقة المفرغة التي يحيط جهاز الامن بها المواطنين الخائفين ويحكم نفسه بنفسه برعاية الرعب. بعد ثماني سنين من اطلاق صواريخ القسام على بلدات غلاف غزة استجاب جهاز الامن وطور بطاريات مضادة للصواريخ. وأنفقت الولايات المتحدة في الأساس على هذا التطوير. وكلفة القبة الحديدية من جملة نفقات جهاز الامن طفيفة. منذ نصبت البطاريات قرب البلدات زاد الشعور بالأمن عند سكان غلاف غزة. وبرغم استمرار اطلاق صواريخ القسام عادت الحياة الى مسارها الطبيعي. وها هو ذا استُل السيف على هذا النظام الدفاعي خاصة. وقد تم التعبير عن السخرية بالسؤال الانكاري الذي يوجهه متحدثو جهاز الامن الى الجمهور وهو: من أين نقتطع؟ والجواب ايضا إنكاري وهو: من فوائض الشحم. وتوجد فوائض ضخمة ذُكرت مرارا كثيرة فهناك قيادات لا حاجة اليها ومخصصات تقاعد في أعمار مبكرة لناس الخدمة الدائمة ونشاطات غير عملياتية يمكن نقلها الى شركات مدنية تخفض التكاليف. واليكم اقتراحا عينيا آخر منسوبا الى دافيد بن غوريون أول وزير دفاع وهو نقل معسكر هيئة القيادة العامة الى النقب. فزيادة على المعنى الاستراتيجي لنقل تهديد الصواريخ من قلب السكان المدنيين، تكمن في هذا الاقتراح مليارات سيتم الحصول عليها مقابل الارض الباهظة الثمن جدا في اسرائيل، ومن الاقتصاد في تكاليف البناء ومن الزخم الذي سيمنح للنقب خاصة. في هذه الايام وجهاز الامن يعلن نقل البطاريات الثلاث للقبة الحديدية من مناطق نشرها قرب البلدات المدنية الى داخل معسكرات الجيش الاسرائيلي تُصب في معسكر هيئة القيادة العامة في تل ابيب أطنان من الاسمنت والفولاذ ترمي الى بناء تحصين متقدم في الجبهة الداخلية لكن في الجبهة الداخلية للجيش فقط. واليكم خلاصة السخرية: ان الذين استقر رأيهم على ازالة القبة الحديدية عن المواطنين في غلاف غزة يبنون قبة حديدية أبهظ كلفة بأضعاف مضاعفة فوق رؤوسهم هم. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 15/2/2012 أشرعية امريكية لحماس؟ بقلم: زلمان شوفال من غير ان ننتبه تقريبا ظهرت غيمة سوداء في الأفق الدبلوماسي مع الولايات المتحدة. ففي حين أوضح رئيس الحكومة بصورة لا لبس فيها ان حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس لا يمكن ان تكون شريكة في السلام، أعلن الامريكيون "ان الادارة لا تعارض "اعلان الدوحة""، أي الاتفاق الذي تم في الاسبوع الماضي بمبادرة من أمير قطر بين أبو مازن وخالد مشعل. تعلمون ان العاصفة الهوجاء تبدأ بغيمة صغيرة – ولهذا يجب ان تُطرد قبل ان تتوسع لتصبح عاصفة حقيقية. ان عدم معارضة واشنطن متحفظ في الحقيقة وتضاف اليه شروط "الرباعية الدولية"، أي وقف الارهاب وموافقة حماس على احترام الاتفاقات القائمة بين اسرائيل والفلسطينيين التي يُفهم منها ضمنا اعتراف بدولة اسرائيل. لكن وفوق ان هذا ليس اعترافا صريحا، فان حماس لا تنوي ألبتة ان تغير عقيدتها الأساسية التي تدعو بصورة واضحة الى ازالة اسرائيل عن المنطقة المسلمة في الشرق الاوسط. استُقبل اتفاق الدوحة بغضب لا في اسرائيل وحدها بل في الاردن ايضا الذي يخشى ان يقوى الاسلام المتطرف فيه، ويخشى بقدر لا يقل عن ذلك ايضا تضعضع الاتفاقات والتسويات مع اسرائيل التي هي لبنة مهمة من جهة أمنه. ولهذا فمن المحير بصورة أكبر اذا الموقف الامريكي الذي قد يُفسر بأنه شرعية ما للمنظمة الارهابية. ويبدو ان السياسة الامريكية في هذا الموضوع ايضا كما هي في غير قليل من المواضيع في الشرق الاوسط، يصعب عليها ان ترى الصورة على نحو صحيح. نشرت محاربة الحرية الصومالية إيان حرسي علي، التي تسكن في الولايات المتحدة اليوم مقالة في الاسبوع الماضي في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. وتُذكر علي في مقالتها الغرب عامة والامريكيين خاصة أنه كان على حق اولئك الذين حذروا قبل سنة من ان ما يسمى الربيع العربي لن يجلب معه التنور والديمقراطية بل سيطرة متزايدة للاسلام السياسي. وكما لا توجد "طالبان حسنة" (وتعلمون ايضا ان الامريكيين يجرون اتصالات مع طالبان)، فانه لا توجد "حماس حسنة" ايضا – وتقول ان الاسلاميين في الدول العربية المختلفة سيستمرون في حلاوة اللسان لتضليل الغرب الى ان يضمنوا سلطتهم المطلقة في كل مكان. هل التصريح الضعيف لمتحدثة الادارة الامريكية بشأن حماس هو الصورة المنعكسة للتوجه الموهم العام الذي يسود أجزاءا من واشنطن نحو الاخوان المسلمين والاسلاميين بعامة؟ يحتمل هذا جدا ويوجد هناك أصلا من يؤمنون حقا بأن الربيع العربي الذي يحدث حولنا يصادق متأخرا على النهج الذي اتخذه في حينه الرئيس براك اوباما حينما خطب "خطبة القاهرة"، ولهذا لن يدع الامريكيون الحقائق تبلبل عدالة نهجهم. ما يزال يوجد وقت لقشع الغمامة المتلبدة في الأفق ولمنع تغيير محتمل لواشنطن بشأن حماس بواسطة نشاط دبلوماسي وسياسي مع الادارة الامريكية ومجلس النواب، وينبغي ان نفترض ان يتطرق رئيس الحكومة نتنياهو الى هذا ايضا في لقاءاته القريبة في واشنطن. ربما تكون فترة الانتخابات في امريكا خاصة ساعة مناسبة لاقتراح مبادرات سياسية اسرائيلية بتنسيق مع الولايات المتحدة، واذا لم ينتج عن ذلك شيء بسبب الرفض الفلسطيني فسيكون واضحا على الأقل من هو المذنب حقا في افشال احتمال السلام. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 15/2/2012 حينما تعمل ايران بدافع الضغط بقلم: يوآف ليمور ان الاستنتاج الرئيس الشامل من موجة العمليات الارهابية في الايام الاخيرة هو ان ايران في ضغط. ولا سبيل اخرى لتفسير سلوكها الفظ والعنيف الذي يعارض تقريبا كل منطق عملياتي أو دبلوماسي سوى ان نقول ان متخذي القرارات في طهران يعملون في هذه الايام من البطن لا من الدماغ. يتبين من اعلان أولي نشرته أمس شرطة بانكوك عن العمليات التفجيرية التي تم احباطها – في متابعة للعمليتين في الهند وجورجيا – ان الحديث عن نفس المنتج. لا للشحنات الناسفة نفسها بل للمنطق، فهناك شحنات مغناطيسية تلصق بجسم السيارة أو سقفها وتستعمل من بعيد. وهكذا أصيبت أول أمس زوجة المبعوث في دلهي وهذا ما خُطط لحدوثه ايضا في بانكوك – تخريب لسيارات المبعوثين الاسرائيليين على أساس معلومات استخبارية جمعت من قبل كما يبدو. كان التنفيذ نفسه غير محكم بصورة لا تميز قوة "القدس" الايرانية، فقد كان ثمة مخربون غير ماهرين، وشحنات ناسفة غير محكمة واستعمال جوازات سفر ايرانية أصيلة لا هويات مختلقة. أي كل ما تحذر منظمة محترفة ألا تفعله. ربما كان سبب ذلك الضغط من اجل الانتقام السريع، لكن الخلاصة اشكالية جدا بالنسبة لطهران: فالمخربون معتقلون في اذربيجان وتايلاند، وتوجد مشكلة سياسية شديدة مع الهند ايضا وهي قوة عظمى كانت تتوقى ألا تنضم الى قطيعة النفط مع ايران وهي تزن الآن تبريد العلاقات الوثيقة التي كانت حتى الآن بين الدولتين. لا يجوز ان نخطيء برغم الاخفاقات الايرانية. فلم يكن لاسرائيل أي انذار بموجة الارهاب الحالية بخلاف محاولات حزب الله التي تم احباطها في السنين الاخيرة للانتقام لاغتيال عماد مغنية. واسوأ من ذلك ان التنفيذ قد فشل حقا لكن الاعداد كان محكما، فقد جمعت معلومات استخبارية كثيرة وعرف منفذو العمليات من الذي يبحثون عنه بالضبط وعن أية سيارة وأي شارع. وتُقدر الجهات الامنية ان معلومات مشابهة توجد في ملفات أُعدت عن مفوضيات ومبعوثين اسرائيليين في عشرات الدول الاخرى، ويمكن على خلفية التقدير الموجود ان الموجة الارهابية لم تمر بعد ان نتفهم القلق الذي أفضى الى قرار على منع السفر في مركبات خاصة ومضاءلة التنقلات غير الضرورية قدر المستطاع لممثلين رسميين خارج مقر السكن والسفارة. يأملون في اسرائيل استغلال عمليات الايام الاخيرة (ومنها الشهادات المتزايدة على مشاركة ايران في مساعدة الرئيس الاسد على القمع العنيف للمظاهرات في سوريا) من اجل ربح سياسي يوثق أكثر الحصار على ايران في الشأن الذري. ومن المنطقي ان هذا كان سيحدث أصلا خشية هجوم اسرائيلي (يتوقع ان يعلن احمدي نجاد بسببه اليوم ايضا ان ايران نقلت جزءا من مسار تخصيب اليورانيوم الى منشأة محصنة من الهجوم استكملت مؤخرا تحت الجبل في فوردو قرب قُم)، لكن الحماسة الايرانية للعمل برغم الثمن الباهظ الذي يصاحب انكشافها في جميع الجبهات يجب ان يثير بيقين قلقا في القدس وفي الغرب. اذا كنا متفائلين فهناك احتمال ان يؤدي هذا الضغط بايران في الأخير الى تعليق برنامجها الذري، لكن يوجد طرف آخر خطير متفجر تتسلى به ايران في الايام الاخيرة ولعبة قد تكلف أثمانا باهظة بعد.