لقاء الفضائية الفلسطينية في ذكرى رحيل القائد التاريخي د.جورج حبش

حجم الخط
صلاح : الوحدة وعدم التبعية للأنظمة العربية والترابط بين الوطني والقومي من أهم سماته ملوح : كان مسكونا بفلسطين والوحدة والديمقراطية وهو أول زعيم يغادر موقعه التنظيمي طواعية العالول : كرس حياته لشعبه وكان يعطي وطنيته أولوية عندما تتعارض فلسطينيته مع التزاماته الخارجية الخواجا : تمسك بالثوابت والقيم الإنسانية وكان يحترم أبو عمار ووصيته إنهاء الانقسام فارس : شخصية مجددة وبارزة وبقي متمسكا بثابت الدولة الفلسطينية فوق كل فلسطين رام الله / مركز الهدف للإعلام : أجمعت خمس شخصيات خلال لقاء بثته الفضائية الفلسطينية ، بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل القائد التاريخي د. جورج حبش " الحكيم " ، على ان هذه الشخصية الاستثنائية تحلت بسمات أساسية مكنته لان يكون قائدا وطنيا وقوميا بارزا ، وانه كرس حياته وفكره لخدمة شعبه ، وللرد على المشروع الصهيوني ، وحرص على الوحدة القائمة – على الصراع بين البرامج ، شريطة عدم استخدام العنف والسلاح في الساحة الفلسطينية . سمات خمس وقال القيادي التاريخي في الجبهة السيد صلاح صلاح : تميز د. حبش بسمات كثيرة ومختلفة ، ونظرا لمحدودية الوقت المتاح لي في هذه المناسبة ، أرى أن أضع خمسة عناوين أساسية ، شكلت هاجسا وعامل ضغط على مواقفه ورؤيته للمستقبل وتحليلاته السياسية والاجتماعية وهي : الوحدة الوطنية: وعند مراجعتي لتاريخ تجربة حركة القوميين العرب ولتجربة الجبهة الشعبية وللحكيم فان دوره مميز وبارز فيها، استطيع أن أقول إن الوحدة الوطنية شكلت عند د. حبش قضية مركزية ، وكان يعمل ويصر بشكل استثنائي لتحقيقها في صفوف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، كشرط أساسي لتحقيق الانتصار على المشروع الصهيوني. وحدة اليسار: عمل د. حبش طيلة فترة نضاله على توحيد اليسار الفلسطيني ، ولكن في إطار الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وليس خارجها. الربط ما بين الوطني والقومي : تولدت لدى الحكيم قناعة،ورثها من حركة القوميين العرب وتكرست في الجبهة الشعبية وهي ، الجدلية والترابط ما بين الوطني والقومي،وان القضية الفلسطينية هي قضية عربية مركزية ،وان علينا أن نجد الترابط ما بين البعدين الوطني والقومي لتحرير فلسطين. العدو وكيفية تحديده : شعر د.حبش في أعماقه وعبر عن ذلك في مناسبات كثيرة ، ان العدو ليس محددا في الساحة الفلسطينية، وهذا الموضوع يشكل لبسا في إطار الفكر الفلسطيني والساحة الوطنية ، وعمل بدون كلل لتحديد معسكر الأعداء ، مستفيدا من تجربة حركة القوميين العرب. البنية الطبقية لقيادة الثورة : هذا العنوان كان يعتبره الحكيم، في غاية الأهمية ، ولمست من خلال تجربتي معه انه كان يشعر بالقلق ويقول " انه إذا لم تقم قيادة تقف إلى جانب شعبنا، وتحس بالقوى الفاعلة والمظلومة ، ولا تقدم تنازلات ولا تساوم، وعندها الاستعداد لتناضل إلى المدى النهائي لتحقيق الهدف الوطني، المتمثل بتحرير فلسطين،فانه لن يتحقق الانتصار" وأضاف صلاح صلاح هذا القلق الذي عانى منه الحكيم نعيشه الآن وهو ابرز إشكالية، حول تركيبة قيادتنا، الطبقية التي للأسف الشديد لم تحافظ على المشروع الوطني، الذي بدأته حركة فتح في عام 1965،وهذا المشروع كان مجسد نظرياً، في إطار ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى أن اجتماعات المجالس الوطنية المتعاقبة،أجمعت على جوهر عناصر هذا المشروع. وحول كيف استطاع الحكيم التعاطي مع التعارضات والتوافقات الداخلية، قال صلاح صلاح: هذه قدرة كان يتمتع بها د.حبش، في التعاطي مع الإشكاليات الوطنية الفلسطينية، مما جعل القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات يطلق عليه حكيم الثورة. وتجربتي تدلل على ان هناك ثوابت لدى د. حبش،تشير إلى كيفية تعاطيه مع التعارضات، وتحدد له مساراته وكيفية اتخاذه للقرارات، ولعل من أبرزها عدم التبعية للأنظمة العربية، والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وهذا جعل أبو عمار يقول في إحدى الجلسات الوطنية : "إذا توحدت فتح والشعبية توحد الشعب الفلسطيني، وإذا اختلفتا انقسمت الساحة الفلسطينية". وأشير في هذا السياق، إلى مرحلتين، تدلل على ذلك وهما: تشكيل جبهة الرفض الفلسطيني وتزعمها د. جورج حبش في 1976والثانية عند تشكيل جبهة الإنقاذ الفلسطينية، وكانت الجبهة الشعبية عنصرا مهما فيها وكانت على علاقة وطيدة مع النظام في سوريه.في المرحلة الأولى أراد النظام العراقي أن يستفيد من جبهة الرفض ويجيرها لمواقفه، فكان موقف الحكيم واضحا لا لبس فيه وهو، انه والجبهة يرفضا التبعية، وان على الفصائل الوطنية ،أن تلتقي مع بعضها البعض رغم وجود الخلافات بينها، وعلى هذا الأساس بدأ الحوار الوطني الفلسطيني في عدن والجزائر، وتوج في ما عرف باتفاق "عدن-الجزائر". أما المرحلة الثانية فهي تشكيل جبهة الإنقاذ وكانت الجبهة من ضمنها. ورفض الحكيم تصفية الشهيد ياسر عرفات في طرابلس، وقال " انه لا يمكن أن ندخل في صراع داخلي مسلح وان سلاحنا يجب أن يوجه إلى العدو الصهيوني"، وعندما تبين للجبهة أن سوريا تريد استخدام جبهة الإنقاذ لخدمة مواقفها السياسية غادر الحكيم هذا الإطار، مرة ثانية، وأجرت الجبهة حوارات مع قيادة فتح في موسكو وتونس، وتوجت بعودة الجبهة إلى اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، وتحققت الوحدة مرة أخرى. وقال صلاح صلاح: استطيع أن أؤكد أن الثوابت التي أشرت إليها،هي التي كانت تحكم مواقف الحكيم، وتحدد له مساراته ، وكانت تمكنه من اتخاذ الموقف السياسي الصحيح. إعادة قراءة وعن كيفية إحداث تراكمات على ما أنجزه القادة الأوائل، قال صلاح :اعتقد أن على الإخوة في فتح ، ومن خلال أطرهم الداخلية ، أن يعيدوا قراءة مواقفهم السياسية الحالية ويعيدوا النظر في برنامجهم السياسي الحالي. ونقطة البداية في هذه المراجعة أن يضعوا منطلقات فتح وثوابتها المعروفة والتي انطلقت منها ثم يحددوا لماذا تخلت فتح عنها؟ وأضاف: أرى أن هناك تناقضا رهيبا وكبيرا، ما بين ثوابت ومنطلقات فتح- وبين الجهات الحالية التي تقود فتح الآن، وأتمنى على الإخوة في فتح، أن يعودوا إلى ثوابت ومنطلقات فتح وان يتراجعوا عن الاتجاه الحالي الذي تسير فيه جهات تقود فتح. وتابع: جربت فتح موضوع التسوية السياسية، وجربت المفاوضات مع إسرائيل لعقدين من الزمن ، ولم تصل الجهات التي تقود فتح إلى نتيجة، والآن هناك قيادات فتحاوية كثيرة ، تقول،" إن إسرائيل لا تريد السلام مع الفلسطينيين ، وأنها تزداد تصلباً وتشدداً، وتتجه نحو اليمين الأكثر تطرفاً، وان المفاوضات معها عبثية وبدون جدوى". وأضاف: إذا ما أردنا أن نبني على ما تركه القادة الأوائل مثل أبو عمار، الحكيم، أبو جهاد، أبو علي مصطفى، أبو إياد، علينا جميعا أن نعود إلى الثوابت التي انطلقت منها الثورة الفلسطينية. وخلص إلى القول: عندما انطلقت فتح في عام 1965 ، كانت هناك صعوبات ، والأرض لم تكن مفروشة أمام من أطلق الرصاصة الأولى ، ولكن بالإرادة والتحدي تم التغلب على العقبات والصعوبات، واستمرت وتجذرت الثورة، وازدادت عمقاً واتساعاً ، بحيث أصبحت في وجدان وتفكير شعبنا. وأضاف: أرى أن يعيد الإخوة في فتح، حساباتهم في مسيرة المفاوضات الحالية وبالعملية السياسية الراهنة، واكرر مرة أخرى ليس أمامنا سوى أن نعود إلى الثوابت والمنطلقات التي بدأنا بها. حرصه على الوحدة وحول كيف استطاع د. حبش أن يرسم رؤيته في الوحدة الوطنية، في ساحة تعج بالتناقضات، والأوضاع العربية في غاية السوء، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية السيد عبد الرحيم ملوح ، إن هناك نقطتين أساسيتين، كان يحرص عليهما الحكيم وهما: القضية الفلسطينية، واعتبرها القضية المركزية للعرب، والثانية حرصه على الوحدة الوطنية. في الأولى كان د. حبش مسكونا في قضية فلسطين، وفي كيفية تحريرها،وكانت وجهته دائما نحو فلسطين، وعندما ترك الجامعة الأمريكية في بيروت، وغادر إلى مدينته اللد التي كانت تتعرض لهجوم من عصابات الأرغون وشيترن، ليعمل مساعد طبيب في مستشفى المدينة المنكوبة، كان يشير ويؤكد أن فلسطين هي قضيته ووجهته. وأكد على ذلك مرة أخرى،عندما انتقل مع الشهيد د. وديع حداد، في خمسينيات القرن الماضي ،إلى معسكر الكرامة في الأردن، إذ كانت الفكرة الرئيسية لديه هي كيف يحرر فلسطين. وعندما أسس حركة القوميين العرب، كان همه الأساس هو القضية الفلسطينية، وعمل قومياً لان تكون فلسطين هي القضية المركزية للعرب. وعندما أعلن عن حل هذه الحركة في عام ،1967 وأعلن عن قيام الجبهة الشعبية، كانت فكرته هي الانتقال والتركيز على فلسطين. أما النقطة الثانية فهي الوحدة الوطنية، وكان الحكيم يحرص دائما عليها،واذكر انه في عام 1976، جرى تنظيم احتفال حاشد في اليونسكو بمناسبة يوم الأرض، وكان ياسر عرفات والحكيم متواجدين ، تحدث أبو عمار باسم منظمة التحرير، وبعد انتهائه، طلب رئيس الحفل، من الحكيم وكان زعيما لجبهة الرفض الفلسطينية، وله ملاحظات ومواقف من قيادة المنظمة، ان يلقي كلمة المعارضة، فصعد حبش إلى المنصة ، وقال عندما تكون القضية الفلسطينية هي المطروحة، فان لفلسطين كلمة واحدة، ألقاها أبو عمار ثم نزل عن المنصة، وهذا مؤشر واضح على أهمية الوحدة الوطنية في وجدان الحكيم. وأتذكر حكاية كانت متداولة في الوسط القيادي للثورة الفلسطينية، وهي أن الحكيم عرف عنه انه كان مسكوناً في القضايا الإستراتيجية، فيما عرف عن أبو عمار ولعه في القضايا التكتيكية اليومية، وتتساءل الحكاية ماذا لو تم دمج الاثنين في واحد؟ وتجيب، ينتج عندنا قيادة خلاقة للشعب. وأريد أن أتحدث عن أمر مهم في حياة الحكيم النضالية، وهو انه أول زعيم عربي، ومسئول تنظيم سياسي، يتخلى عن مسؤوليته السياسية التنظيمية والحزبية الأولى، وبشكل طوعي، وذلك في عام 2000، رغم الضغوط التي مورست عليه، من رفاقه ليعدل عن ذلك. وعن موقف الحكيم من العمليات الخارجية، وتعامله مع الانشقاقات الداخلية في الجبهة، قال السيد ملوح: إن الجبهة تبنت وجهة نظر، تقول بالقيام بعمليات خارجية، والحكيم كان مع هذا الرأي، وذلك لتقديم القضية الفلسطينية للعالم بأسره. وعندما رأت الجبهة أن هذا العمل، الذي مارسته لسنوات معدودة استنفذ أغراضه، أعلن د. حبش في عام 1972 وقفها، بعد أن قدمت قضيتنا كقضية تحرر وطني وشعب يريد الحرية، وبالتالي توقفت العمليات، التي بدأت بقرار ، وانتهت بقرار من المؤتمر الوطني الثالث للجبهة. وعن الشق الثاني بين ملوح، أن علينا أن نعود إلى تركيبة الجبهة، التي انطلقت في عام 1967، وتكونت من عدد من الفصائل، كانت قائمة وهي: أبطال العودة، جبهة تحرير فلسطين، الضباط الأحرار، احمد زعرور، وذلك لفهم ظاهرة الانشقاقات الثلاثة التي حدثت فيها، وأقول للأمانة في بداية الانطلاقة، جرت حوارات مع الإخوة في فتح، بهدف توحيد صفوف المقاومة لمواجهة التحدي، ولكن هذه الحوارات لم تنجح وعندما اتخذت الجبهة، قرارا بالتوجه إلى الفكر الماركسي، واستقلالية القرار الفلسطيني، لمواجهة التحديات القائمة، اعتقل الحكيم في سوريا، وكان ذاهبا إليها بدعوة رسمية، وجرى تحريره فيما بعد . وحدث في تلك المرحلة خلاف مع احمد جبريل، حول بيان سياسي، طرحته الجبهة ورفض أن يوقع عليه. واذكر أن الحكيم، الذي كان مولعا بالديمقراطية، اجتمع مع قيادات وكوادر الجبهة، في تلك المرحلة،وقال للجميع أن خيار الانتماء التنظيمي هو خيار حر، وخيار ترك التنظيم هو أيضا خيار حر، وجرى على هذه القاعدة، التعامل مع جبريل ونايف حواتمة وغيرهما. وتابع ملوح: عندما غير جبريل اسم تنظيمه ليصبح الجبهة الشعبية "القيادة العامة" دخل منظمة التحرير، وحدث هذا أيضا مع الجبهة الديمقراطية لاحقا. وأضاف: إن الانشقاقات أضرت بموقع الجبهة، ولعل الأبرز منها، هو انشقاق نايف حواتمة، الذي كان قريبا إلى الجبهة ، وحدث بسبب خلافات فكرية، تخص التحول من تنظيم ديمقراطي ثوري، إلى تنظيم ماركسي، وأخرى سياسية حول الموقف السياسي، الواجب اتخاذه في تلك الحقبة. وخلص إلى القول: أن الحكيم تعامل مع الانشقاقات، بديمقراطية متناهية ، ولكنه كان حريصا، على أن يتوحد الجميع، لمواجهة العدو حتى لو اختار البعض خيار ترك الجبهة، وتشكيل تنظيمات أخرى. شخصية استثنائية وعن سياسة الجبهة وأفكار الحكيم المختلفة عن أفكار فتح، قال عضو مركزية فتح، السيد محمود العالول، إن هذا الموضوع يشكل ضغطا على المشاعر والأعصاب، لأننا نتحدث عن حالة استثنائية ،عندما نتناول أفكار د.حبش، الذي يمثل جيلا ومرحلة... ونحن نتحدث عن هذه الشخصية الاستثنائية، نتحدث عن جيل من القيادة، يجمعها على الأقل تشابه كبير في السمات الشخصية، ومن الضروري ان نسلط الضوء، على السمات الشخصية لقادة كبار مثل أبو عمار ، أبو جهاد، أبو إياد، أبو علي مصطفى، عسى أن نتمكن من أن نقلدهم ونتحلى بهم. وتابع: هذه الشخصيات الاستثنائية ، نضجت عندها الفكرة مبكرا، وساهموا في قيادة وتفجير الثورة ، وكرسوا حياتهم، من اجل فكرتهم وشعبهم، وهذه المجموعة من القيادة، ومنها المتميز د. حبش، أتت من مشارب مختلفة، على الأقل سياسيا وايدولوجيا، وجمعتها فكرة تحرير فلسطين، وهذه مسالة هامة وأساسية. وأضاف: أن ما ميز د. حبش، اليساري القومي، الذي له امتدادات والتزامات عربية وإقليمية، واتى من مشارب وايدولوجيا مختلفة، عن تلك التي أتت منها حركة فتح، انه كان يعطي أولوية لوطنيته، عندما كانت تتعارض فلسطينيته، مع التزاماته الخارجية، هذه ميزة جوهرية، لأنه كان يحسم الأمر لصالح وطنيته، عندما يحدث تباين وخلاف جوهري ما بين فتح والجبهة. وادلل على ذلك، انه في الوقت، الذي كان يحدث فيه تباينات واختلافات، في المواقف السياسية، ما بين حركة فتح والجبهة، فان الأمور، لم تصل إلى حد التناقض الحاد والتناحر واستخدام السلاح بينها، رغم أن الجبهة شكلت جبهة الرفض الفلسطينية في بغداد ، وكانت عضوا مهما في جبهة الإنقاذ التي ولدت في دمشق. وقال العالول: أريد أن أتناول، سمة مهمة من سمات القادة الكبار، وهي أن كل شخصية، من هؤلاء كانت تعرف ظروف ومعاناة من ينخرط ويمارس النضال، فالحكيم على سبيل المثال، كان يعرف معاناة أبو عمار في الخنادق، وكان يعرف الأخطار، التي يتعرض لها أبو جهاد، لذلك لا يمكن له، أن يخونها، حتى في اشد أوقات الخلاف. هؤلاء قادة كبار، وهم مدارس، يجب أن نتعلم منهم، حتى نتمكن من النجاح. وحول مطالبة فتح، بإعادة قراءة سياستها الحالية، قال السيد العالول: هناك فرق وهوة، ما بين الأفكار النظرية، وبين الواقع،وهناك فوارق قائمة، ما بين فتح والجبهة، كون أنهما من مشارب مختلفة، منوها إلى أن هامش المناورة والتكتيك لدى فتح أوسع مما هو لدى الجبهة، التي عادة ما تتمسك بالشيء الأساسي دون حياد. وأضاف: المناورة أو التكتيك، لا يعني في كثير من الحالات، التخلي عن القضايا الأساسية والمبدئية، ونحن في حركة فتح، لا يمكن أن نخجل، أن نقول أخطأنا هنا، ونصوب أخطائنا. وتابع: المعطيات الراهنة، تشير إلى أن القفزة الخطرة، التي قفزتها فتح، أو المناورة الكبرى، التي قامت بها في أوسلو، وما تبعها من مفاوضات استمرت لعقدين، لم تؤد إلى أي نتيجة ، وبسبب ذلك، أوقفت فتح هذه المناورة، وهي الآن تقوم بعملية تصويب شاملة لكل المرحلة. وأضاف: ان المرونة التي مارستها فتح، لا تجعلنا نتخلى عن ثوابتنا ومنطلقاتنا، والمؤتمر السادس الأخير، اصدر إعلانا سياسيا اعتبرناه جزء أساسيا من البرنامج السياسي، وأكدنا فيه، أننا ما زلنا حركة تحرر وطني، وان المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب التي تناضل لنيل حريتها . تحلى بالقيم الإنسانية وعن سمات أساسية تميز بها د. حبش، قال عضو المجلس الوطني السيد عزمي الخواجا: إن أهم ما تميز به الحكيم هو إنسانيته، وكل من كان له علاقة به، يؤكد على ذلك، كما تميز بسمة أخرى، وهي حرصه على تحقيق الوحدة الوطنية، داخل القوى الوطنية والإسلامية، وداخل النسيج الاجتماعي الفلسطيني، لتحقيق الانتصار، وكانت وصيته وهو يصارع الموت، ان ننهي الانقسام حتى يتم تجسيد الوحدة. وأضاف: أشير إلى أمر آخر، وهو أن الحكيم كان يحترم القيادات الفلسطينية، وبالذات الشهيد أبو عمار، وكان يقول في جلساته، "نحن قد نختلف على ما يطرحه عرفات، لكن لا نختلف عليه"، واذكر انه بكى، وكنت جالسا بجانبه، في دورة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988، عندما كان أبو عمار يلقي وثيقة الاستقلال ، وهذا مؤشر واضح ،على انه في القضايا الأساسية، فان الحكيم، مع الوحدة الوطنية، رغم التباينات والتجانسات الموجودة بينه وبين الآخرين الوطنيين . وتابع السيد عزمي: كان الحكيم يحترم الديمقراطية، ومارسها قولا وعملا، واذكر انه كان في حديث أولي، عن تكوين حزب الوحدة الشعبية في الأردن، وطرحت الفكرة عليه، وبعد نقاش طويل معه، وافق ولكنه قال لي لننتظر ونرى رأي الأطر التنظيمية الأخرى للجبهة وهذا مؤشر واضح على انه ديمقراطي. وأضاف: تميز الحكيم بسمة أخرى جوهرية، وهي حرصه دائما على تحديد معسكر العدو، واذكر عندما كنت في الشام، رفض أن تكون الجبهة طرفا في الهجوم على طرابلس ومخيماتها لتصفية أبو عمار، وفضل الخروج من دمشق، على أن ترفع الجبهة السلاح على فتح وقيادتها المحاصرة. واختتم بالقول: تمسك الحكيم بالثوابت، ومنها الترابط الفلسطيني بالعربي والعالمي والإنساني، وتحديد معسكر العدو، ومقاومته بكل الوسائل المتاحة. وأضاف: أحب الحكيم الناس، وأحب رفاقه، وتعاطف معهم، وكان يحترم وجهات النظر المختلفة معه، ويحترم من يطرحها. أسهم في تأسيس الثورة وقال القيادي في الحزب القومي السوري الاجتماعي عضو البرلمان اللبناني، السيد مروان فارس: إن تاريخ الثورة الفلسطينية، مليء بالرموز الكبيرة، التي أسست لمستقبل الشعب الفلسطيني، وفي المقدمة منها د. حبش. تعرفت على الحكيم في عام 1969، وكنت أذهب إليه إلى مخيم عين الحلوة، مع أصدقاء من مدينة صيدا الجنوبية، لنستفيد من أفكاره وتجربته، وكانت المنظمات الفلسطينية، في تلك المرحلة، في طور التأسيس والقيام، ورموز كبيرة مثل ياسر عرفات والحكيم، يجددون الثورة، التي أصبحت ثابتا من الثوابت. وأضاف: دخل الحكيم الصراع مع العدو الصهيوني، وكان حلمه، وحلم الحركة الفلسطينية، في ذاك الوقت ، هو إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية، فوق كل فلسطين، وليس على جزء منها، وحصلت تطورات كثيرة، أدت إلى قبول دولة فلسطينية، على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، ولكن الحكيم بقي من حيث المبدأ ،متمسكاً بثابت الدولة الفلسطينية فوق كل فلسطين. وأشار النائب اللبناني: إلى أن الحكيم، كان من البارزين، الذين أسهموا في تأسيس للثورة الفلسطينية، داخل الحركة القومية العربية، وذلك عند تأسيسه لحركة القوميين العرب. ونحن في لبنان، كنا نحلم بان نجد طريقا، يوصلنا لتحرير فلسطين، وعندما قامت الأحزاب القومية، انتمينا لها، ومن ضمنها الحزب القومي السوري الاجتماعي، وحركة القوميين. وأضاف: رفع الحكيم شعار القضية الفلسطينية، لا يمكن أن تنتصر، إلا بموقف عربي داعم، وعمل على إشاعة هذا الشعار قوميا، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية قومية، وهناك علاقة جدلية، ما بينها وبين القومية. وعن الظلم الذي لحق بالمخيمات الفلسطينية في لبنان، قال النائب اللبناني أن حزبه وهو شخصيا، تقدم باقتراحات قوانين للمجلس النيابي، وتسمح بان يعمل سكان المخيمات، في أعمال محظورة عليهم، وان يحق للفلسطيني، أن يتملك شقة في لبنان، وانه يتابع بصفته رئيسا للجنة حقوق الإنسان هذه المقترحات لتصبح نافذة. وأضاف: إن الفلسطينيين في مخيمات لبنان، يعيشون ظروفا صعبة ولا إنسانية ، وانه يجب منحهم الحقوق المدنية، ليعيشوا حياة كريمة، وهذا ما ناضل من اجله الحكيم، الذي أكد مرارا، إن هذه الحقوق، لا تعني أن الفلسطينيين في لبنان، تخلوا عن حق العودة، وأنهم يريدون التوطين في لبنان. وتابع: نحن الأحزاب القومية، وحزب الله، وحركة أمل نؤيد وندعم إقرار هذه المقترحات، ونعتقد بقوة، أن الفلسطينيين في لبنان، لا يريدون التوطين في لبنان، ولن يتخلوا عن حق العودة. وأضاف: هناك جهات رسمية سياسية، وأحزاب لبنانية، ترفض الموافقة على هذه المقترحات، وتعتقد أن إقرارها يؤدي إلى التوطين. - انتهى -