بيان سياسي في الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد

بيان سياسي

في الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد

 تحل علينا ذكرى يوم الأرض هذا العام وشعبنا يواصل ملحمته الكفاحية على مساحة الوطن التاريخي فلسطين، في الضفة والقدس وغزة ومناطق الـ 1948. جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا في الشتات والمنافي المتمسكين بحقهم في مواصلة مسيرة النضال التحرري الكفاحي والديمقراطي التي لن تتوقف إلا بنيل الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.

الثلاثون من آذار، ذكرى لها دلالتها في تاريخ الحركة الوطنية لشعبنا الفلسطيني، في ذلك اليوم من عام 1976، هبت الجماهير الفلسطينية في الجليل والنقب ومناطق الاحتلال1948 وشاركتها الجماهير الفلسطينية في باقي الأراضي المحتلة عام 1967 والشتات ضد عملية وسياسة المصادرة للأراضي التي يقوم بها الكيان الصهيوني, ووقف شعبنا الفلسطيني يدافع عن الأرض التي أنجبته واحتضنته عبر آلاف السنين , أعطاها دمه وعرقه وعقله وأودعها أحلامه, وأعطته مأواه وخبزه ووطنه وهويته الإنسانية، وصراعنا نحن الفلسطينيون ضد الكيان الصهيوني الذي هو صراع وجودي، يفرض التعامل مع قضية الأرض وعودة أصحابها من اللاجئين الفلسطينيين إليها باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية، وعقدة أعصاب الصراع الفلسطيني في إطار الصراع العربي الصهيوني بكل ما يتطلبه ذلك من ترابط بين البعدين الوطني والقومي للصراع.

وقد أكدت انتفاضة يوم الأرض الخالد عام 1976 كما يؤكد شباب فلسطين المنتفضين منذ أكثر من نصف عام بطلان وزيف الأسطورة الصهيونية التي روجوا لها لاغتصاب فلسطين (أرض بلا شعب, لشعب بلا أرض)، حيث يؤكد شعبنا في مناطق الـ 1948 وعلى مساحة الوطن عمق الانتماء وقوة الروابط وبأنهم جزء أصيل من الكل الوطني، يجمعهم ناظم وطني عام وتتباين المهام والخصوصيات في كل تجمع من تجمعات شعبنا داخل الوطن وخارجه.

لقد حاول نظام الابرتايد العنصري الصهيوني تزوير التاريخ والجغرافيا عبر محاولات طمس الهوية الوطنية والقومية لأهلنا في الـ48. ورغم السياسات والقرارات والإجراءات العنصرية ومحاولات التهويد لكل شيء، إلا أن شعبنا هناك كان يفاجئ المحتل بأنهم أصحاب الأرض الأصليين متشبثين بأرضهم وقراهم ومعالمهم ومقدساتهم، وسجلوا في يوم الأرض الخالد مفخرة وطنية تعمدت بالدماء والتضحيات على أرض الجليل، في المثلث والنقب وأم الفحم وسخنين. حيث امتزج الدم الفلسطيني ليروي الأرض العطشى مؤكدين بهبتهم وانتفاضتهم بأن الأرض لنا وفلسطين لنا. يتوارثها الأبناء والأحفاد عن الأجداد حقوقاً ومصيراً جيلاً بعد جيل، مؤكدين في الميدان وعبر مشاركة شعبهم في انتفاضاته ومواجهاته المستمرة مع الاحتلال، بأن الحقوق لا تنسى والممتلكات لا تموت ولا تسقط بالتقادم، وبأن سياسة التهجير الجماعي والمصادرة وتغيير المعالم وتزوير أسماء الأمكنة لا تغير من حقائق التاريخ والجغرافيا الممتدة إلى آلاف السنين. ولا تُضعف من إنتمائهم الوطني والقومي محاولات الفصل العنصري ومحاولات فرض الهوية الإسرائيلية والضغط لأداء الخدمة الإلزامية، ويتنامي الشعور والدور الوطني والقومي لأهلنا في مناطق 1948 بمشاركتهم بانتفاضة شعبهم المستمرة بأشكال مختلفة، وما اعتبار اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في "إسرائيل" بفرض الثلاثين من كانون الثاني من كل عام إلاّ تأكيد جديد ومتواصل برفض شعبنا الموحد لكل أشكال التهجير والاستيطان والمصادرة والاحتلال وسياسات التهويد بما فيها تهويد القدس والتقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى.

إننا ونحن نستقبل يوم الأرض نتذكر شهداءه وجرحاه لما له من معانٍ ودلالات نضالية متصلة ومتواصلة وما يسطره أبناء الانتفاضة الشبابية المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بتضحياتهم، مؤكدين على مساحة الوطن التاريخي في مواجهتهم للعدو الكولونيالي الغاصب وسياساته القمعية.

اليوم انتفاضة الشباب المعمدة بالتضحيات الجسام تبشر بانتفاضة شاملة مستمرة وتتطور بقدر توفير مرتكزات الدعم والمشاركة والحماية الوطنية لها رسمياً وشعبياً. لقد أكدت انتفاضة شعبنا المستمرة كما الانتفاضات السابقة إستحالة الرهان على سراب المفاوضات، وبأن الوحدة الميدانية يجب أن تتعزز بوحدة وطنية حقيقية تتجاوز مربع الانقسام والحسابات الفئوية الضيقة، وتعمل على اعتماد استراتيجية مواجهة شاملة مع دولة العدو تأخذ بعين الاعتبار أنّ طبيعة ومضامين التحولات والتغيرات والسمات النوعية والتناقضات التي تعبر عنها المرحلة الراهنة، تستدعي وتفرض خطة للمواجهة تنسجم مع عمق وشمولية ونوعية التحديات والمخاطر التي تحملها، بما في ذلك مجابهة التنازلات السياسية الناجمة عن المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني أو مهادنته.

إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبمناسبة يوم الأرض تؤكد مجدداً على :-

1- أهمية وأولوية توحيد وتعزيز النضال المشترك لجماهير شعبنا في مناطق الـ 1948 مع الكل الوطني وبالجمع بين الحقوق المدنية والحقوق الوطنية والقومية لعموم الشعب الفلسطيني.

2- مواجهة وتعرية الممارسات الصهيونية العنصرية وفضحها ومحاكمة الاحتلال على جرائمه. وتشديد حملة المقاطعة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأكاديمية مع الاحتلال العنصري والانخراط مع الحملة العالمية للمقاطعة (BDS).

3- إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بترتيب البيت الفلسطيني وتنفيذ الاتفاقيات الوطنية المتفق عليها بما يمكّن من انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية  وفق برنامج سياسي متفق عليه، وفي إطار عملية ديمقراطية شاملة تعيد بناء مكونات النظام السياسي الفلسطيني، وتتوفر فيه أسس الشراكة الوطنية الجادة، والتمسك بدور ومكانة م.ت.ف كمُعبّر جامع وممثل شرعي ووحيد لشعبنا.

4- الاهتمام بهموم ومصالح شعبنا أينما تواجد وخاصة هموم وقضايا اللاجئين والمخيمات، ورفض محاولات تركيع شعبنا ومحاولات إنهاء وتقليص خدمات (الأونروا) الشاهد على النكبة.

5- إنهاء الرهان على المفاوضات ومغادرة كل أشكال التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال رسمياً وفردياً، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بشأن العلاقات مع الكيان الصهيوني، والتخلّص من قيود الاتفاقيات الموقعة معه.

6- مواجهة وإحباط مشروع الدولة اليهودية على طريق تحقيق الهدف الاستراتيجي بفلسطين الدولة الواحدة الديمقراطية التي يتحقق فيها عودة اللاجئين.

الوفاء لشهداء يوم الأرض ولكل شهداء شعبنا

التحية لأسرى الحرية

التحية لجماهير شعبنا في مناطق الـ 1948 ولجماهير وتجمعات شعبنا داخل الوطن وخارجه.

بالوحدة والمقاومة ننتصر

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الاعلام المركزي

30/3/2016