مقتطفات من صحافة العدو : 4/03/2012


معاريف - مقال - 4/3/2012
الخطر أكبر من الامل
بقلم: اسرائيل زيف

	اللقاء المرتقب غدا بين نتنياه
حجم الخط
معاريف - مقال - 4/3/2012 الخطر أكبر من الامل بقلم: اسرائيل زيف اللقاء المرتقب غدا بين نتنياهو واوباما سيعكس تناقضات غير قابلة للتسوية من جانب الزعيمين. ففي الايام العادية، مثل هذا اللقاء في فترة الانتخابات هو مثالي ويشكل خشبة قفز ممتازة لانتاج تصريح سياسي يرضي الرأي العام في الطرفين، غير أن هذه المرة المشكلة الايرانية لا تسمح بمثل هذا التصريح. من جهة يجلس نتنياهو، الذي سيتطلع الى استغلال الزخم القائم ويعرض تشديدا للخناق على طهران. وهو سيحاول، بالطبع، انتزاع وعد بخيار عسكري أمريكي في الزمن القريب، أو على الاقل اسناد من واشنطن لامكانية عملية عسكرية اسرائيلية. اوباما، من جهته، ملزم بمعانقة اسرائيل في فترة الانتخابات من جهة، ولكن من الجهة الاخرى يريد أن يمنع بكل ثمن تورط عسكري امريكي في هذه الفترة. عن حرج اللقاء يمكن أن نطلع من القول غير العادي الذي اطلقه الرئيس الامريكي في نهاية الاسبوع وبموجبه فانه "مصمم على منع النووي عن الايرانيين واسرائيل تعرف بانه لا يخدع في هذا الشأن". في قوله هذا يحاول اوباما أن يعرض صدقا لنواياه في هذا الوقت، ولكن في نفس الوقت يلمح بالسقف الاقصى الذي يبدي الاستعداد للوصول اليه. سنة الانتخابات في الولايات المتحدة هي الزمن الافضل من ناحية نتنياهو، ظاهرا، لتحقيق الانجازات – ولكن هذه ستكون محدودة كونه يوجد لاوباما حدود لن يخاطر بها. واضافة الى ذلك لاقى الرئيس الامريكي هذا الاسبوع ريح اسناد لرواية مركزية في التفضيل الامريكي للعقوبات – اعلان كوريا الشمالية في أنها تعلق برنامجها النووي مقابل الغذاء، مع ان هذه الحالة تعرض عمليا النموذج المعاكس. فالعقوبات لم تنجح في منع النووي عن بيونغ يانغ، ولكنها دفعتها الى حافة الجوع والى الاستعداد للتجرد منه، فما بالك أنه في الحالة الايرانية يدور الحديث عن نظام متزمت وليس ايديولوجيا، لا يهمه فقط تحقيق القوة النووية بل وأيضا استغلالها لاغراض ثورية في العالم العربي وحيال العالم الغربي. احدى المشاكل الكبرى التي سيضطر نتنياهو للتصدي لها في واشنطن هي الفارق في رؤية الولايات المتحدة لايران مقابل الرؤية الاسرائيلية لها. فارق يجد تعبيره في ثلاث نقاط اساسية: الاولى هي خطورة التهديد، القدس ترى في النووي الايراني تهديدا وجوديا، بينما واشنطن لا ترى فيه تهديدا مباشرا عليها بل على مصالحها في المنطقة. اضافة الى ذلك، فان التفتت الاقليمي وسقوط العراق في الايادي الايرانية يدفعها الى ان تأخذ وجود التأثير الايراني بشكل اكثر جدية مما في الماضي. النقطة الثانية هي مفهوم الزمن. بينما ترى اسرائيل الوضع الذي تتحول فيه عملية التطوير النووي الى محمية اكثر، او تنتقل الى وضع تسليحي في المستقبل القريب، تفترض واشنطن أن محور الزمن أطول – وعليه فمن ناحيتها قدرة المعالجة تسمح باستخدام أدوات سياسية وعسكرية في المدى البعيد. النقطة الثالثة هي الاعتقاد الامريكي بنجاعة الضغط السياسي والاقتصادي بينما في اسرائيل يشكون فيه. بتعابير الربح والخسارة، يمكن لنتنياهو أن يحاول انتزاع وعد من اوباما بان تفكر الولايات المتحدة بخطوة أكثر دراماتيكية بعد الانتخابات. على مستوى التصريحات والافعال في المدى القريب، يمكن لنتنياهو أن ينتزع استعدادا امريكيا لتصعيد الضغط السياسي بل وتهديد ايران بشكل مباشر. اضافة الى ذلك، يمكنه أن ينتزع قولا غامضا يمكن أن يفهم منه انه اذا ما توجهت اسرائيل الى خطوة مستقلة، فسيكون لها اسناد معين من واشنطن. حتى هنا الربح، ولكن من لقاء كهذا يمكن لنتنياهو أن يخرج خاسرا. أولا، يمكنه أن يفقد حرية العمل اذا ما حصل على لا غير ملتبسة في الغرف المغلقة، ثانيا، اوباما يمكنه ان يقنع رئيس الوزراء بتأجيل الاعمال الحرجة حيال الايرانيين الى ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني – الامر الذي من شأنه، برأي اسرائيل، وقف الزخم الذي تراكم حتى الان. الاستنتاج هو أن الخطر أكبر من الامل في مثل هذا اللقاء وفي هذا التوقيت، ولكن الزمن بمعالجة المشكلة الايرانية ينفد، وهذا ما يجعل اللقاء حرجا. استنتاجاته، ولا يهم ما ستكون، هي التي ستقود الطريق من الان فصاعدا – وعليه، فان على نتنياهو أن يخرج بشيء عملي في اليد، والحد الادنى اللازم هو اسناد أمريكي لامكانية عملية اسرائيلية مستقلة. ---------------------------------- هآرتس - مقال - 4/3/2012 الصرصور الصغير الذي صاح "ايران" بقلم: جدعون ليفي سيجتمع فيل ونملة غدا في واشنطن في قمة مصيرية. لكن تمهلوا، من الفيل ومن النملة؟ وأيهما هنا القوة العظمى وأيهما الدولة المرعية؟ يُسجل في تاريخ الشعوب الآن فصل لم يحدث له مثيل قط. فلم تُملِ قط دولة صغيرة على قوة من القوى العظمى سلوكها؛ ولم يُسمع قط صرصور يصدر عنه صراخ عال كهذا؛ ولم يُشبه قط فيل نملة ونملة فيلا. ولم تجرؤ أية ولاية على ان تُملي على يوليوس قيصر سلوكه، ولم يخطر في بال أية قبيلة ان تضطر جنكيز خان الى ان يسلك بحسب مصالحها القبلية، سوى اسرائيل. غدا حينما يجتمع براك اوباما وبنيامين نتنياهو في البيت الابيض سيكون من الصعب ان نعلم من مِن بين الاثنين هو زعيم العالم الحقيقي. ان الصرصور الاسرائيلي يُصرصر في السنين الاخيرة قائلا "ايران"، فيجيب العالم على صرصرته مثل صدى غامض. لا يعني هذا ان ايران هي مشكلة اسرائيلية فقط، لكن كوريا الشمالية كان يمكن ان تُعرض اليابان للخطر بقدر لا يقل عن تعريض ايران اسرائيل للخطر، ومع كل ذلك لم ينهض العالم لحماية اليابان. ونجحت اسرائيل نتنياهو في ان تُملي على العالم برنامج عمله بصورة لم تنجح بها أي دولة صغيرة قط، ويحدث هذا ايضا في فترة تُرى مكانة اسرائيل الدولية فيها مضعضعة بصورة خاصة وتعلقها بامريكا كبيرا بصورة خاصة. يضاف الى احياء اللغة العبرية بعد ألفي سنة، والى معجزة انشاء دولة مهاجرين زاهرة في ارض اسرائيل في فترة قصيرة جدا والى ايجاد الكيبوتس، أعجوبة كونية اخرى من المناسب ان تُعد في عجائب الدنيا السبع الجديدة أكثر من تمثال يسوع المُخلِّص والسور الصيني وهي قوة اسرائيل العجيبة في مواجهة الولايات المتحدة، ولا يستطيع أي تفسير عقلاني ان يفسر هذه الأعجوبة. تؤدي اسرائيل دورا في المعركة الانتخابية على رئاسة الولايات المتحدة كما لا تؤدي أية دولة اجنبية، ويتنافس المرشحون في سؤال من أكبر – من يحب اسرائيل أكثر – الى درجة أنه يُخيل إلينا احيانا ان الانتخابات تدور حول هذا فقط. ويتبرع يهود أثرياء مثل شلدون ادلسون بمبالغ ضخمة لمرشحي رئاسة الولايات المتحدة ليكسبوا فقط تأييدهم لاسرائيل، ويضطر رئيس الولايات المتحدة المبشر بالتغيير الى ان يتكمش في سرعة مخيفة عن خطة احلال سلام في الشرق الاوسط لأن اسرائيل قالت لا فقط. واذا كانت قد اضطرت عضو برلمان في بريطانيا في نهاية الاسبوع الى الاستقالة بعد ان تجرأت على انتقاد اسرائيل، فما كان يخطر ببالها لو كانت في امريكا حتى ان تفعل ذلك. تعطي اسرائيل العالم درسا جديدا في العلاقات الدولية يقول: الكِبر لا يهم. وحينما يبلغ الامر الى السياسة الخارجية فان اوروبا الكبيرة تلائم نفسها لنهج الولايات المتحدة أكثر من اسرائيل الصغيرة. وعلم نتنياهو العالم ايضا أنه يمكن ان يُقال لا بصراحة ووضوح للرئيس الامريكي وألا تبقى حياً فقط بل ان تقوى ايضا. توسل اوباما ذات يوم للاستمرار على تجميد المستوطنات – فماذا كان؟ سيرتب نتنياهو الامر ويُسويه فقد طرح هذا الموضوع عن جدول العمل. وسيأتي الى البيت الابيض غدا وفي فمه طلب جديد: إما ان تهاجموا ايران وإما ان نهاجمها نحن ويجعل رئيس القوة العظمى في العالم في وضع صعب. فاوباما لا يريد ان يورط بلاده في حرب اخرى أو في ازمة طاقة، لكن حينما يطلب نتنياهو، من الذي لا يخاف؟. هذا في ظاهر الامر سبب للابتهاج، وذريعة للتأثر جدا برئيس الحكومة وهو انه كيف يتجرأ نجم واحد وينجح مرة بعد اخرى. لكن هذا الحفل ايضا قد ينتهي نهاية سيئة. فربما تبدأ ذات يوم تُثار في امريكا ايضا المغسولة الدماغ اسئلة: أحرب اخرى؟ أمن الصحيح تعريض حياة جنود امريكيين آخرين للخطر من اجل مصلحة هي اسرائيلية أكثر من ان تكون امريكية؟ ألا يجب ان توجه مطالب ايضا الى المرعية الصغيرة؟ ربما لا يستطيع اوباما في هذه الاثناء ان يمنع اسرائيل من الخروج لمغامرتها الايرانية دون ان يمنحها مقابلا ذا شأن. فالحديث عن رئيس حكومة اسرائيل. لكن هذا الحبل قد ينقطع في يوم من الايام وقد ينفجر كل هذا في وجه اسرائيل المنتشية بالقوة: فهي لم تعرف متى تقف وقد تدفع ثمنا عن هذا. ----------------------------------------------------- معاريف – مقال – 4/3/2012 السكوت كالخيانة بقلم: نداف ايال أمس صدر فيلم آخر على اليو تيوب، الذي هو على ما يبدو وسيلة الاعلام الاهم التي تغطي المذبحة في سوريا. لا تُرى فيه جثث رضع أو بقع دماء، ولا حتى قذيفة موجهة جيدا لمظاهرة لمواطنين او لاهال فزعين يبحثون عن اطفالهم. الفيلم يظهر مجموعة من الاطفال والفتيان، بدون سترات، يجلسون في منتصف الطريق في مدينة حمص المعذبة. كل واحد فيهم يعانق وعاء أو جرة بلاستيك كبيرة. فتات الثلج تتساقط. وهم يشعرون بالبرد. شابان يشرحان بالعربية ما يريان: سكان حمص ينتظرون الثلج كي يكون لهم بعض الماء. وهما يتخذان اللغة الحماسية للثوار، ولكن خلفهما يظهر أطفال، يجثمون على الطريق، يعانقون الاوعية. الثلج يذوب على ملابسهم. الفيلم التقط قبل يومين. من يدري كم من هؤلاء الاطفال لا يزالون على قيد الحياة. في 1967 ألقى مارتين لوثر كينغ خطابا هاما في كنيسة نيويورك وتحدث عن حرب فيتنام وفظائعها. وقد طالب هناك، في خطابه، "بتحطيم صمت الليل" بالنسبة للحرب. ومثل قسيس جيد بدأ كينغ في تعداد خطاياه. روى لماذا قرر "تحطيم خيانة سكوتي". يؤتى بهذه الاقوال هنا ليس لان سوريا هي فيتنام. فباستثناء وحشية الحرب الاهلية، فليس بينهما علاقة. أقوال كينغ هامة وصحيحة أكثر من أي وقت مضى بسبب خطيئة الصمت حيال الشر الذي يشهد على نفسه. وذلك لانه على رأس الولايات المتحدة الامريكية يقف شخص هناك من يدعي بانه من مواصلي الطريق الاخلاقي لمارتين لوثر كينغ. براك اوباما بالتأكيد يعرف كيف يقتبس كينغ عندما يريد. لعله حان الوقت لان يعود الى خطاب كينغ اياه. المذبحة في سوريا وصلت منذ زمن بعيد الى حجوم الجرائم ضد الانسانية. مطلوب للغرب الان زعامة ممن وصفت نفسها في الماضي "امبراطورية الحرية" او "الامة بلا بديل". مطلوب زعيم يحطم صمت الليل ويحطم خيانة سكوته. فاصدار تنديد آخر دون عمل – هو السكوت. السماح للصين وروسيا بتأخير عمل دولي في الوقت الذي تزودان فيه الاسد بالسلاح – هو السكوت. الامتناع عن المساعدة الحقيقية للثوار – هو السكوت. السكوت حيال حكم يقتل مواطنيه بشكل ممنهج. خيانة الغرب ستنتقم منه. توقع المواطنين السوريين للمساعدة الامريكية والاوروبية سيحل محله خيبة الامل التي ستصبح كراهية متجددة ومعللة. المرة تلو الاخرى سيسأل ما ينبغي أن يُسأل منذ الان: لماذا حظيت ليبيا بحملة عسكرية فاخرة حطمت القذافي – فارس حقوق المواطن مقارنة بالاسد – بينما السوريون يلقى بهم لمصيرهم الغامض؟ كلمة واحدة ستصدح في الرد بعد كل التفسيرات المعللة عن حق الفيتو الروسي – النفط. ومرة اخرى: النفط. القيم الليبرالية التي يحاول الغرب دفعها الى الامام ستعرض كغطاء بائس ورقيق لمصالح تجارية. وسواء وقعت سوريا في يد الثوار أم قمعت تحت القبضة العلوية – الشيعية، فان هذا الحساب لن ينسى. من يسكت الان سيأسف بعد ذلك، حين تتحول سوريا الى دفيئة جهادية عالمية أو كبديل دولة ارهاب مطلقة ورسمية برعاية عائلة الاسد. نحن لا يمكننا أن نطلب من الغرب ما لا نطلبه من أنفسنا. في اوروبا وفي الولايات المتحدة على الاقل يدعون الاسد الى ترك منصبه، ولكن اسرائيل الرسمية لا تقول شيئا. فهي لا تندد بوضوح بالمذبحة المتواصلة على حدودنا وتدعو الى تنحية الدكتاتور. الاسد الذي يدعم حزب الله وجعل بلاده دولة مرعية لايران، يتمتع بحماية من مؤسستنا الامنية بتحليلاتها وحساباتها الدقيقة. فمن جهة وزير الدفاع باراك، وكأن به محلل جغرافي سياسي "يقدر" بان الاسد سيسقط. من جهة اخرى مثل هذه "التقديرات"، حسابات المصالح، المخاوف الامنية من نقل السلاح الى حزب الله – كل هذه يترافق معها أمر درجنا على أن نطالب به بصوت عال من الاخرين: قول آخلاقي واضح. السوريون هم جيراننا. نظام اجرامي، يعذبهم ويقتلهم دون رحمة. صمت هذا الليل يجب أن يتحطم. محظور على اسرائيل أن تسكت. ------------------------------------ هآرتس - مقال - 4/3/2012 نتنياهو في خدمة اوباما بقلم: شلومو شمير الاقتصاد ينتعش، ونسبة البطالة في انخفاض، والمرشحون الجمهوريون في سخافة ويُبغضون أنفسهم الى الجمهور. لكن الرئيس براك اوباما حصل على حقنة التشجيع الأفضل باحتمالات ان يُنتخب لولاية جديدة من اتجاه غير متوقع – من اسرائيل. في حين يجهد مبعوثو الرئيس وكبار مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية لمنع هجوم اسرائيلي على المنشآت الذرية في ايران – وهو سيناريو يُرى كابوسا في البيت الابيض – يأتي زعيما اسرائيل المركزيان، رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يأتيان الى واشنطن في وقت ما كان يمكن ان يكون أفضل وأجدى بالنسبة لاوباما. ليس الامر أمر ايران فقط بل الانتخابات أيها الأحمق. وقيمة صور مشتركة من ورائها البيت الابيض، مع بيرس، ومع نتنياهو بخاصة، لا تعادلها قيمة الذهب بالنسبة لاوباما في هذا الوقت. ان صورة رئيس حكومة اشكالي بالنسبة للادارة، لا يُعد في أنصار اوباما ومُحبيه، وهو يقف مبتسما الى جانب الرئيس، هي الوصفة التي ستفتح لاوباما قلوب اليهود (ومحافظهم) وبخاصة اولئك الذين يسكنون في الولايات الأكثر سكانا في الولايات المتحدة والذين يكون لتصويتهم تأثير لا يستهان به في نتيجة الانتخابات النهائية. ان لقاءا مغطى اعلاميا بين اوباما ونتنياهو وتعطفا مصورا يُظهر اوباما يُصغي اصغاءا شديدا للرئيس بيرس، سيُسقطان سور العداوة لاوباما الذي ما يزال يدعمه يهود في ميامي بيتش وإخوتهم في بنسلفانيا ونيوجيرسي. ان اعلان نتنياهو بـ "الجو الودي" الذي ساد اللقاء مع اوباما وبـ "التفاهم وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين" سيُزيل دفعة واحدة الغضب الذي يشعر به اليهود على الرئيس بسبب "علاقته الودية مع العرب" – وهو غضب يسود يهودا متدينين هم أكثر المصوتين في عدد من مناطق الانتخاب في نيويورك – وسيتحولون الى مناصرة اوباما. ان اظهار ود ايضا بمشاركة الرئيسين اوباما وبيرس هو بالنسبة للبيت الابيض ذو قيمة اضافية ليهود ليبراليين يؤيدون الحزب الديمقراطي. ويتوقع إطراء من قبل رئيس الدولة بيرس لـ "تفهم اوباما التحديات التي تواجهها اسرائيل" قد يعمل على تليين غضب اليهود الليبراليين ولا سيما الأثرياء، على سياسة اوباما الاقتصادية. ان كبت نتنياهو لمشاعره الحقيقية نحو اوباما وظهوره الى جانبه مناصرا ومساعدا في موسم انتخابات سيثمران ربحا سياسيا حسنا له. فسيعود الى اسرائيل وقد قوي من جهة سياسية، وفي جعبته شحنة تشجيع تلقاها من رئيس القوة العظمى الوحيدة في العالم. وضبط اوباما لاظهار نفوره من استكبار نتنياهو سيأتي للرئيس الامريكي بأرباح سياسية في الساحة الداخلية وبخاصة بين المصوتين اليهود يصعب المبالغة في قيمتها في سنة انتخابات. سيُفسر لقاء اوباما ونتنياهو بين المراسلين والمحللين الذين يصاحبون المنافسة في رئاسة 2012 بأنه برهان ودلالة واضحة على ان رئيس حكومة اسرائيل يُقدر أن فوز اوباما في الانتخابات في تشرين الثاني مؤكد. ويُعد نتنياهو مختصا بفهم المزاج العام في امريكا وملاحظا للاهتزازات في الساحة السياسية الداخلية. وان لقاءه للرئيس في سنة انتخابات سيعرضه المحللون في واشنطن على انه برهان على ان نتنياهو قد أشرب نفسه ان اوباما تنتظره فترة ولاية ثانية في البيت الابيض. من شبه المؤكد ان مستشاري اوباما سيستعملون هذه التحليلات ولا سيما بين اليهود. وحينما يحين الوقت واذا تحقق ما يحس به نتنياهو من احتمالات ان يُنتخب اوباما مرة اخرى، فان الرئيس الامريكي سيتذكر المساعدة على انتخابه التي تلقاها من رئيس حكومة اسرائيل تذكرا طيبا. سيتبين ان زيارة نتنياهو الحالية للبيت الابيض ناجحة جدا بالنسبة للطرفين وستكون مختلفة جدا عن الزيارات السابقة التي زادت كل واحدة منها التوتر بين الزعيمين. فمن ذا يقول انه يجب على الساسة ان يحب بعضهم بعضا؟. ----------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 4/3/2012 لقاء نتنياهو – اوباما بالامريكية "لا" هي "لا" بقلم: ايتان هابر هاكم نبوءة أو خرافة عما سيحصل غدا في البيت الابيض: في الغرفة البيضاوية سيحتشد عشرات المصورين والمراسلين، وعلى الكرسيين في الجهة الاخرى سيجلس شخصان لا يثقان الواحد بالاخر، لا يحتملان الواحد الاخر وكانا يودان لو اختفى هذا او ذاك عن الساحة. براك اوباما وبنيامين نتنياهو. كلاهما لاعبان ذوا نفس، سيقدمان العرض الاكثر نجاحا لمصوري التلفزيون. كلاهما على ما يبدو لن يبتسما اكثر مما ينبغي، في ضوء جدية الوضع والمكانة. اوباما سيلقي الى الهواء بشيء ما عن "الالتزام الكامل لبلادي بأمن دولة اسرائيل"، ونتنياهو سيقول بضع كلمات عن "استقرار عديد السنين". بعد ذلك سيحاول أحد ما ان يطرح سؤالا جد استفزازي، مثل "سيدي رئيس الوزراء، هل تعتزمون مهاجمة ايران رغم المعارضة الامريكية؟" اوباما سينبس ببضع كلمات، نتنياهو سيطلق سطرين عن السيادة والاستقلال، ونائب الناطق بلسان البيت الابيض سيطلب من المصورين والمراسلين الخروج، فيما يكرر 20 مرة عبارة الكياسة "شكرا جزيلا". وعندها سيبقيان وحدهما في الغرفة البيضاوية، ربما مع هيلاري كلينتون وأحد ما من الجانب الاسرائيلي (لماذا لا اذكر اسماء؟ لان المعارك على مسألة "من سيدخل مع رئيس الوزراء؟" ستدور حتى اللحظة الاخيرة). اوباما، بكلمات جميلة ومصوغة جيدا، سيوضح عندها لنتنياهو: أنتم لا تهاجمون في ايران دون علمنا ودون اقرارنا. لو أن اوباما خدم في الجيش لكان أنهى بالتأكيد أقواله القصيرة، الفظة والحادة بسؤال عسكري اسرائيلي جدا: "واضح؟". هذا ما ينقص اوباما الان. فبعد عار العراق ومذلة افغانستان، وقبل الانتخابات، فانه لا يحتاج الى حرب في الشرق الاوسط. قد يكون هذا حلم نتنياهو الرطب أن يرى ميت روماني أو غريب أطوار آخر على هذا الكرسي الاصفر، ولكن اوباما يريد أن يواصل الرئاسة – ونتنياهو ودولة اسرائيل لن تكونا له عائق. نتنياهو سيشرح لاوباما ما قاله في الماضي في أنه لو كان وينستون تشرتشل في منصبه في منتصف الثلاثينيات، لكان عشرات الملايين يواصلون العيش لان ادولف هتلر كان سيموت. ولكن اوباما لا تهمه الان المسائل التاريخية. بعد أن يبذل نتنياهو كل جهد، وهو يعرف كيف يفعل ذلك جيدا، سيعود اوباما وسيقول الـ "لا". بعد ذلك يتلقى نتنياهو تفسيرات مفصلة وتلميحات بما يحصل حين يغالط أحد ما يقوله رئيس الولايات المتحدة. الماضي لا يشير الى حسن ورأفة ورحمة من جانب امريكا. الـ "لا" خاصتها هي "لا". نتنياهو سيفكر، بالطبع، بالخطاب الذي سيلقيه بعد بضع ساعات في مؤتمر ايباك، كيف سيوقف القاعة بالتصفيق والهتاف وكيف سيلمح للجماهير التي تسجد له (ولاسرائيل) بان ميت روماني أو ريك سنتوروم أو احد ما آخر أفضل من اوباما. من ناحية نتنياهو على اوباما ان يخشى من مثل هذا القول. وهو مخطيء. إذا ما وعندما يقول غدا اوباما "لا" صادحة لنتنياهو، فان مهمة حكومة اسرائيل الحالية، مهمة رئيس الاركان الحالي، هي أن ترسم ابتداء من يوم غد الخطوط لخطة جديدة: كيف العيش في ظل ارهاب نووي ايراني؟ اذا لم يحصل شيء آخر في السنوات القريبة القادمة، فاننا هكذا سيتعين علينا أن نعيش. سنتعلم الكثير في هذا الموضوع من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حين عاشت الدولتان لسنوات جيل في ظل المظلة النووية. لا مفر. هذه حياتنا، مثلما هي كلمات قصيدة يهودا بوليكر. ملاحظة – يحتمل بالطبع ان يغمز غدا اوباما لنتنياهو ويسمح له بان يفهم بان الولايات المتحدة لن تفصل بين اسرائيل وبين ايران، "والاذن ممنوح". أو عندها سيبدأ عصر جديد في تاريخ دولة اسرائيل – وأنا، الصغير، سيتعين عليّ أيضا أن اشرح أين ولماذا اخطأت. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 4/3/2012 أيها الجيش الاسرائيلي لا تتخلى عنا بقلم: غايا اوستروفسكي تابعت في المدة الاخيرة باهتمام الاستعراض الصحفي المكثف لالغاء قانون طال. ان النضال لاولئك الذين لا يريدون ان يكونوا جزءا من الجهاز العسكري ولا يريدون ان يؤدوا واجبهم للدولة موضوع مركزي في المجتمع الاسرائيلي في السنين الاخيرة، وأنا أشعر بصفتي شابة توشك ان تُجند قريبا، وبعد مظاهرة أبناء الثامنة عشرة أمام متحف تل ابيب، أشعر بأن هذا الامر متصل مباشرة بحياتي وبمن هم من نفس فئتي العمرية. يتحدثون في وسائل الاعلام كثيرا عن جيلي. يقولون إننا غير مكترثين وإننا مشغولون في الأساس بأنفسنا وإننا مقطوعون عن القيم التي بُنيت الدولة عليها. ويقولون إن الشباب عندنا، أعني العلمانيين، لا يشعرون بواجب ان يُجندوا. أنا في الثامنة عشرة من عمري. وقد تعلمت في مدرسة جليلة القدر في القدس، وأنا ابنة وحيدة لعائلة مثقفة. وقد خدم والداي في الجيش ولي أقرباء من الضباط الكبار. ولست أرى الخدمة العسكرية تعويقا في حياتي بل واجبا يجب الوفاء به وفرصة نادرة لن تتكرر – فرصة للتعلم والتطور واكتساب خبرة وانشغال بشؤون مهمة هي بالنسبة إلي تحدٍ شخصي وعقلي، مع اسهام كبير للدولة. بيد أنني قد جربت في الاشهر الاخيرة الفرق العكسي: بين اولئك الذين يريدون ان يُجندوا ويُسهموا وبين جهاز غير مُعد للرد على من لا يدخلون دوائره المعتادة. الفرق بين الكلمات الكبيرة والاعمال الصغيرة، والفرق بين الايديولوجية المعلنة والتطبيق. بعد فترة طويلة انتقلت فيها في أطوار التصنيف الى مسار فخم الشأن، يشتمل على خدمة لثلاث سنين للبنات مضافا اليها دورة تعليمية قبل عسكرية مدة خمسة اشهر، أُزيل ترشحي للسلاح. وقد خاب أملي في الحقيقة لكن هذه الامور تحدث. واعتقدت بسذاجتي أنه ستتاح لي خيارات اخرى لكنني لم أسمع شيئا مدة شهور. وتبين لي آخر الامر ان جميع الخيارات طوال تلك المدة كلها قد جُمدت بحيث لم أتلقَ أي دعوة الى أي تصنيف آخر. وحينما أدركت كبر المشكلة توجهت مرة بعد اخرى الى الجهات المسؤولة في الجيش الاسرائيلي – بالهاتف والفاكس بل برسائل شخصية أرسلتها ببريد مسجل. أردت ان أقول لهم إنني أريد أن أُسهم في مسار آخر وأن أطلب ألا يتخلوا عني. ولم أتلقَ ردا حتى واحدا. وقبل بضعة اسابيع تلقيت رسالة غامضة عن تعييني في عمل "مُشخصة علوم سلوك"، بعيد جدا عما كان يفترض أن أفعل. ليست هذه قصة شاذة. فأنا واحدة فقط من شباب كثيرين يريدون ان يخدموا في وحدات مختارة وان يستخرجوا أفضل ما لديهم من خدمتهم العسكرية ويلقون سور صمت بيروقراطي وبلادة النظام. سأُجند غدا وشعوري هو شعور باضاعة فرصة لي أنا بالطبع قبل الجميع، لكنها كذلك ايضا بالنسبة للجهاز. وعندي شعور أنني بقيت في نهاية الامر برغم الرغبة والباعث فارغة الوفاض من هنا ومن هناك. يسهل انتقاد جيلي بعامة وان تُقال كل الاشياء التي يحب الجميع قولها كثيرا. لكن ربما حان الوقت لنسأل أليس الجيش جزءا من المشكلة؟ ألم يصبح جسما غير منظم وبليد الحس شيئا ما يُصعب خصوصا على اولئك الذين يريدون الخدمة فيه؟. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 4/3/2012 لا يجوز أبدا إبقاء الاسد في الحكم بقلم: بوعز بسموت انتصر رئيس سوريا بشار الاسد في نهاية الاسبوع في المعركة على حي بابا عمر في مدينة حمص لكنه ما يزال بعيدا جدا عن النصر في حربه من اجل بقائه. وقد سلّم الجنرال ماهر الاسد أخاه مفاتيح المدينة لكنها ملطخة كثيرا بدم مواطنين حتى إن الصين قد انضمت الى المجتمع الدولي أمس، ودعت النظام السوري الى وقف العنف فورا وبدء حوار مع المتمردين. وطريقة انتصار النظام في حمص تُقرب فقط نهاية النظام – لكن بشرط ان يكف العالم عن التنديد ويبدأ العمل. فالاسد الذي لا يشمئز من الوسائل قد يبقى بعد، بغير تدخل خارجي (كما في ليبيا). ان العالم اليوم، بخلاف المجزرة في حماة قبل ثلاثين سنة، لا يستطيع ان يقول "لم نرَ". يقول اوباما في مقابلة صحفية مع الصحيفة الاسبوعية "اتلانتيك": "ليس السؤال هل سيسقط الاسد بل متى سيسقط". وايام الاسد في الحكم "معدودة" من وجهة نظر اوباما. لم يدفع الاسد الأب ثمنا عن المجزرة في حماة، والاسد الابن بخلافه يجب ان يدفع ثمنا عن حمص لأنه اذا لم يفعل فما الذي تغير حقا في عالمنا؟. لا يستطيع العالم ان يسمح لنفسه في إبقاء الاسد في الحكم لأن الرسالة ستكون ان العنف يؤتي ثمارا. فها هو ذا نظام آيات الله قد اضطهد في حزيران 2009 الشارع بقسوة كبيرة وتخلص. ويبدو ان الاسد قد استوعب الدرس الايراني. ونُذكركم بأن ابن علي في تونس ومبارك في مصر قد تخلى عنهما الجيش وخُلعا سريعا. ان القدس في وضع حساس جدا في هذا الشأن: لأنه يجب عليها من جهة اخلاقية ان تندد بشدة بالمجزرة وان تعرض مساعدة، لكن سيكون من السذاجة بمكان ان نعتقد ان اولئك الذين يطمحون الى خلع الاسد اليوم سيفضلون غدا في خطوة اولى – أو ثانية – ان يعلنوا الجوار الطيب مع اسرائيل. لكن الصور والشهادات من مدينة حمص ما تزال توجب على اسرائيل ان تعرض مساعدة إما غير مباشرة وإما سرية. نشرت في نهاية الاسبوع في وسائل اعلام مختلفة معطيات حديثة عن ضحايا الحرب الأهلية في سوريا وهي: 9.874 قتيلا (منهم 701 ولد، و590 امرأة و422 رجلا)، وأكثر من 35 ألف جريح، و65 ألف مفقود و212 ألف معتقل. ولم يمنع هذا بوتين من الاستمرار في تأييد النظام السوري، بل ان المرشح لرئاسة روسيا دعا الغرب أمس خلال المعركة الانتخابية الى وقف دعم قوى المعارضة. ولم يبق سوى ان نأمل ان تبدأ موسكو ايضا تغيير النغمة كما كانت حال الصين بالضبط لأنه اذا لم يكن ذلك فما الذي تغير في عالمنا حقا؟. ----------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 4/3/2012 كذبة ميغرون قصة لاقط بقلم: ياعيل غبيرتس عجائب اقامة ميغرون وصفت في تقرير بث في 2002 في القناة 1، مثابة مثال وجودي على الخفة التي لا تطاق التي اقيمت بها رغم تصريحات حكومة شارون في ذاك الوقت 51 بؤرة استيطانية غير قانونية. المراسل، بيني ليس، المحبوب بشكل عام من المستوطنين، ببساطة وصف سياق الامور، تلك الامور التي يفضل معظم الاسرائيليين الا يروها، وبدأ حديثه بكلمات "هذه قصة عن لاقط خلوي". وهكذا كانت الامور: المستوطنون ضربوا عيونهم لزمن طويل نحو التلة 811، أرض فلسطينية عاشت فيها حيوانات برية نادرة. ولما كانت الحكومة عارضة بشدة اقامة بؤرة استيطانية في المكان، فكروا بفكرة عبقرية في التوجه الى احدى الشركات الخلوية والطلب منها أن تنصب لاقطا. وكي يقام اللاقط، شقوا طريقا. وما ان اقيم اللاقط، وكما هو معروف يدور الحديث عن منطقة مجاورة لخارقي القانون، وضعوا عليه حراسا. ولكن الحراس ليسوا كافين، وبالتالي سيجوا التلة. ولكن الحراس يحتاجون الى مأوى، وبالتالي جلبوا لهم كرفانات جديدة. ولكن الحراس بالتأكيد يشعرون بالعزلة في حراستهم وبالتالي جلبوا عائلاتهم لترافقهم عيشهم. ولما لم يكن في المكان خزان ماء، فقد ربطت مباشرة بالانبوب الرئيس للمجلس كما حرصوا على الا تنقصهم الكهرباء. وحتى نقطة الصلاة لم تفوتهم. وهكذا في غضون خمسة أشهر فقط تحول اللاقط الى بؤرة استيطانية تعج بالحياة، وكل ما تبقى لفعلة احتلال المنطقة بشكل لا مرد له ليس سوى منح البؤرة الاستيطانية للاقط اسم توراتي. لاحقا، ميغرون. قصة لاقط، هذه هي القصة الحقيقية لميغرون. هذه وليست الترهات التي يحاولون بيعها لنا اليوم عن الطلائع، الذين يزعم انهم ارسلوا بتكليف منا، للاستيطان هناك بهدف "اعطاء جواب مناسب للارهاب". وليست الديماغوجيا عن صلف رئيسة العليا المعتزلة التي قررت بوجوب ازالة البؤرة الاستيطانية غير القانونية. وليس دحرجة العيون وكأنهم يستحقون ميدالية وليس اخلاءا. وبالتأكيد من غير المناسب الوصول معهم الى الاتفاق الذي بلوره بيني بيغن، اتفاق كله تذاكيات ترمي الى تجاوز قرار العليا، الذي معناه هو أن الدولة ستعوضهم باقامة بؤرة بديلة بل وستبقي بيوتهم على حالها وتكون تحت استخدامهم المدني – والذي لم يتفضلوا بعد بقبوله. قصة ميغرون هي كقصة الساطي على البنك الذي رغم أن كل أفعاله وثقت بكاميرات الحراسة تمكن من الخروج دون عقاب، والابقاء على غنيمته بل وتلقي تعويضا كبيرا من الدولة على الضرر الذي لحق به حينما ازعج عبثا من جانب المحكمة العليا. وقصة الحل الوسط على بؤرة اللاقط هي لقاء قمة بين مصالح الحكومة وكوميديي المستوطنات. هؤلاء يرفعون لاقطا بغمزة، واولئك يغمزون لهم من جديد. حكومة "أ" تعطي لكل افعالهم ان تمر من تحت الرادار، وحكومة "ب" تعوضهم عن "الورطة". الجمهور الاسرائيلي يمكنه أن يواصل كعادته اغماض العيون حيال المظالم والسخافات والميزانيات الطائلة التي تسكب خلف الخط الاخضر، ولكن من المهم أن يفهم بان نكتة اتفاق ميغرون هي على حسابنا وعلى ظهره. ليرى ويفهم بانه بينما يؤمن نتنياهو بانه يمكنه أن يشتري قلب الجمهور المحافظ على القانون بـ 10 أغورات، فانه مستعد لان يدفع كل ثمن كي يشتري الهدوء من المستوطنين. هكذا تدحرجت الامور، وليس كما يروون لنا. إذ هكذا تدار الامور عندنا، بالاساس مع المستوطنين، ولكن ايضا في كل مجالات حياتنا. الثمن واضح. وواضح ايضا من هم الإمعات الذين سيكونون مطالبين بدفعه. هذا لن يتوقف الا عندما يقفون أخيرا على أقدامهم ليقولوا: كفى. ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 4/3/2012 صوت فرد من دمشق بقلم: يوسي بيلين جاء من دمشق، ويقول ان هذا أول لقاء له مع اسرائيلي. وهو طبيب؛ له عيادة في باريس وعيادة في دمشق، وهو ينتقل مع عائلته منذ سنين طويلة بين العاصمتين. وهو يعلم جيدا من الذي يحادثه وبرغم ذلك يتحدث اليه باعتباره شخصا من المؤسسة. وهو في نهاية الخمسينيات من عمره. وهو منضبط وذو علم، يقرأ كثيرا عن اسرائيل ويتحدث عنا حديثه عن "عدو مُقدّر". وهو يتحدث عن معهد وايزمن وعن التخنيون وعن التجديد وعن الأدب العبري وعن حنكة الجيش الاسرائيلي وقوة الشبكة اليهودية في العالم وعن صلتها المتميزة كثيرا باسرائيل وعن الزراعة في اسرائيل وعن خصبها الكبير قياسا باماكن اخرى في العالم، وأنت تسمع هذا ويكاد وجهك يحمر خجلا. اعتقدنا قبل خمسين سنة أو ستين أنكم ظاهرة مؤقتة، يقول، لكنه مر وقت كثير منذ ذلك الحين. وقد أدركنا قبل سني جيل وأكثر أنكم ستظلون جيراننا سواء أحببناكم أم لا، واقول للحقيقة إن أكثرنا لا يحبكم. وقد فعلنا حماقات كثيرة لكن وُجدت عدة لحظات في التسعينيات كان يمكن فيها صنع السلام، وكنا مستعدين لذلك على أثر تحلل الاتحاد السوفييتي ولم تنتهزوا أنتم الفرصة، ولم تنتهزوا ايضا فرصة المبادرة العربية، لماذا رفضها شارون؟. أغضبتنا جدا عملية "الرصاص المصبوب" في غزة. لا تستهينوا بالعلاقة بيننا وبين الفلسطينيين، فقد غضبوا في كل بيت في سوريا. لماذا كان يجب عليكم ان تقتلوا فلسطينيين كثيرين بهذا القدر؟ ألا توجد لديكم طرق أشد إحكاما لانهاء اطلاق الصواريخ عليكم؟ لكنه حدثت أمور في الاثناء. رئيسنا قتل منا أكثر كثيرا مما قتلتم من الفلسطينيين، ونحن نتوقع منكم ان تقولوا شيئا ما بصوت عال. ان تقولوا شيئا ما عن سلوك بشار الاسد ورجاله، غير الانساني. لا أعتقد أنكم تنسقون معه لكن الناس في شوارع دمشق على يقين من أنكم معنيون باستمرار حكمه لأنكم ترونه "الشيطان المعروف" فقط. حينما قال شخص ما عندكم انه يجب الاستعداد لمئات آلاف اللاجئين السوريين، أصبح ذلك يُرى فورا تأييدا للعلويين، وكان صمتكم هادرا. سألته: ماذا تريد، تريد ان تقول حكومة اسرائيل انها تؤيد معارضي النظام وتجعلكم جميعا "صهاينة" في تلك اللحظة وتجعل اسرائيل تقوم من وراء المظاهرات؟. قال: لا، لكن لا يجوز لكم ان تصمتوا. أنتم تتحدثون كثيرا عن الاخلاق اليهودية ويجوز لكم ان ترفعوا أصواتكم بأنهم يقتلون الاولاد بلا رحمة، ويجب ان نسمع هذا الصوت. ان معارضة بشار متحدة على ارادة اسقاطه فقط. وليس لها زعيم حقيقي ولا قاسم مشترك حقيقي. ولا يمكن ان نعلم، كما هي الحال في اماكن اخرى جربت الربيع العربي، ماذا سيحدث بعد ان يسقط بشار، لكنه سيسقط، وقد يكون لكم تأثير ما فيما سيحدث عندنا بعده. اذا لم تُسمعوا صوتكم فقد تصبح العداوة لاسرائيل هي القاسم المشترك برغم أن هذا آخر شيء يجب ان يكون في برنامج عملنا، واذا رفعتم صوتكم فقد يبني هذا ثقة أولية تمهيدا لسلام بينكم وبين النظام التالي في سوريا الذي قد يكون ديمقراطيا أو – على الأقل – أكثر ديمقراطية. هذا صوت من دمشق.