يخسر العدو الصهيوني في كل مرة يختبر فيها إرادة وصلابة الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. في معركة الإرادة لا مجال للتفوق العسكري أو المادي، صلابة المبادئ والإيمان بعدالة القضية والروح الجيفارية التضحوية هي التي تنتصر.
المقاومة عند رفاقنا في منظمات السجون من الرفيق أحمد سعدات وبلال كايد حتى أصغر رفيق في السلسة الحزبية، قيمة مقابلة للوجود تجسد طبيعة الصراع الذي لا تراجع فيه ولا مهادنة أو استسلام.
أذكر عندما أطلق العدو الصهيوني في العام 1985 حملة القضاء على الجبهة الشعبية كرد على تصاعد العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها الجبهة في تلك المرحلة.
وأعلن "بيريس" عبر وسائل الإعلام أن عام 85 سيكون عام تصفية للجبهة. بدأت الاعتقالات للكادر الحزبي الوسط ونشطاء الميدان من عناصر طلابية وعمالية، بلغ عدد المعتقلين بالمئات، وخلال تلك الهجمة التي امتدت لسنوات أقدم العدو وبهدف كسر ارادة الجبهة وتقويض هيكلها التنظيمي على اغتيال عدد من كادرها العسكري والتنظيمي، ابراهيم الراعي وبلال نجار ومصطفى عكاوي وغيرهم...
اتبع العدو اسلوب الخطف والتعذيب بهدف جمع المعلومات ثم الاغتيال، لم يحقق العدو شيئاَ من أهدافه، أنتجت الجبهة في تلك المرحلة مبدأ " الاعتراف خيانة" رداً على الهجمة الصهيونية، ووضعت الجبهة خطة جماهيرية بهدف التحول للقوة الأولى في فلسطين وكانت النتيجة المباشرة لنشاط الجبهة التعبوي والتحريضي الذي تم تحت ضربات الاحتلال، اندلاع انتفاضة الحرية والاستقلال عام 1987.
أدرك العدو أن الضربات التي يوجهها للجبهة تجعلها أقوى وأكثر تماسكاً، وأن الرفاق قادرون على استحداث وسائل جديدة للمواجهة تناسب كل مرحلة، وأن الخطف والاعتقال والاغتيالات أظهرت مدى ضعفه أمام جبال الصمود والتضحية التي راكمها الرفاق في زنازين الأسر. استكمل العدو ضرباته المركزة، فكانت الضربة الأخرى في عام 88 وتبعتها ضربة أخرى في 92 و98. في كل ضربة كان للعدو هدف مختلف يتعلق بطبيعة مشاريعه السياسية التصفوية في تلك المرحلة.
ما الذي حققه العدو من هجماته لمكثفة هذه؟ لم تنصاع الجبهة لتيار المرحلة، وقفت نداً في وجه مشاريع التصفية، القت بإغراءات أوسلوا تحت أقدام مقاتليها الذين شكلوا علامة فارقة في انتفاضة الأقصى عام 2000.
قاموا باغتيال أبو علي مصطفى فتقدم سعدات. اغتالوا الراعي والنجار والرزة فتقدم يامن وشادي وجبريل وأمجد. اغتالوا محمد الأسود والرفاق أبو جامع فتقدم أبو لبدة ومعين المصري ... قوافل التضحية في هذا الحزب لا توقفها الضربات وكسر الإرادات معركة سيخسرها العدو أمام صمود رفاقنا الأسرى.