مقتطفات من صحافة العدو 11-3-2012

هآرتس – افتتاحية -  11/3/2012
وهم النزاع المنتهي
بقلم: أسرة التحرير

	فجأة اشتعلت في نهاية الاسب
حجم الخط
هآرتس – افتتاحية - 11/3/2012 وهم النزاع المنتهي بقلم: أسرة التحرير فجأة اشتعلت في نهاية الاسبوع الساحة الجنوبية. تخطيط في غزة لعملية متداخلة على الحدود المصرية؛ هجوم على المبادرين للعملية؛ اطلاق صواريخ كرد فعل نحو مدن النقب ولخيش؛ هجمات اخرى في غزة – والهدوء القصير والهش يخترق. بطاريات "قبة حديدية" عملت بنجاح بشكل عام، ولكن ليس لمعظم السكان تحصين وأثناء الحرب ستؤخذ البطاريات لاعتراض صواريخ تهدد قواعد سلاح الجو. لا حاجة الى تجسيد افضل لصحة أقوال الجنرال جيمز ماتس، قائد ساحة الشرق الاوسط في الجيش الامريكي، الاسبوع الماضي. بينما يحتفل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركاؤه الطبيعيون في اليمين الاسرائيلي في اثناء زيارته الى واشنطن بانجازه الموهوم – نسيان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وابراز خطر النووي الايراني – جاء ماتس وأعاد الحاجة الى تحقيق تسوية للنزاع الى مكانها المناسب. ماتس ليس سياسيا يتنافس في الانتخابات. ليست له مصلحة في أصوات اليهود الامريكيين او أموالهم. عطفه على الجيش الاسرائيلي وصداقته مع الاسرائيليين هما علنيين وبعيدي السنين. كل جهد لعرضه كمعاد لاسرائيل او كمتزلف للعرب، الذين يسكنون في دول هامة في المنطقة التي يتحمل المسؤولية فيها، سيكون كاذبا. ومثل أسلافه في المنصب، يرفض ماتس تجاهل الصلة التي بين النزاع الاسرائيلي – العربي بما في ذلك انعدام الحل للتوترات الاسرائيلية – الفلسطينية، وبين مشاكل اخرى في الشرق الاوسط. ليس كل شيء ينبع من النزاع. توجد عناصر اخرى لمواجهات فتاكة، بين الشيعة وبين السُنة وبين ايران ودول في الخليج الفارسي، مثل الاضطراب في سوريا ايضا و "اليقظة العربية"، على حد تعبير ماتس. ولكن في ظل غياب حل للنزاع "يبقى غليان الوعاء الاقليمي على نار كبيرة"، الحكومات العربية تضعف وتصبح أكثر انصاتا من الماضي لسكانها، الذين يكنون العداء لاسرائيل، وتتضرر قدرة الامريكيين على قيادة حلف اقليمي ضد مخاطر مشتركة للدول المعتدلة ولاسرائيل – وعلى رأسها ايران المتحولة نوويا. التلبث في تسوية النزاع سيء لاسرائيل. والاعتقاد بان زعماء العالم والمنطقة يئسوا من التسوية وتراجعوا عنها هو وهم، يرتفع ثمن الصحوة منه مع الزمن. ------------------------------------------------------ يديعوت – مقال افتتاحي – 11/3/2012 بارد بارد بقلم: سمدار بيري دعتني صديقتي ش. من عمان الاسبوع الماضي الى مناسبة سعيدة بصورة خاصة بالنسبة اليها فيها كثير من المشاركين الأجلاء. فقلت لها سآتي فقط اذا شعرت بأنني مرغوب فيّ عندكم ولا يبدو لي ان الوضع كذلك. ولا يبدو لي ايضا ان حضوري الحفل سيزيدك سعادة، بالعكس، أوضحت لها أنني قد أُعكر جو الحفل لكوني اسرائيلية. وفي الغد تلقيت أنا وهي برهانا من الميدان: فقد دُعي خبيران نفسيان اسرائيليان هما الدكتور جدعون انهولت من جامعة بن غوريون والدكتور حجاي بيرغمان من الجامعة العبرية الى مؤتمر متخصص في جامعة عمان. وحينما تم الكشف عن هويتهما في برنامج المحاضرين، هاجت مظاهرة طلاب جامعيين ومعارضين للعلاقات مع اسرائيل. وقبل ان يخرج الاضطراب عن السيطرة بقليل جاءت خلية أمنية أمسك رجالها الاسرائيليين بأيديهما وأركبوهما في سيارات وهربوهما بسرعة من باب خلفي وأُلغيت المحاضرات. وطلب المتظاهرون ايضا طرد سفير اسرائيل (الذي لم يحضر الحفل)، وخرج المدير العام للجامعة ليُهديء الطلاب الغاضبين بقوله: "لم نعلم قط أنه يوجد اسرائيليون في القاعة". نقول بالمناسبة ان عنوان المؤتمر يفتح بابا للتفسيرات من جميع الاتجاهات: ففي المؤسسة الاكاديمية في عمان خاصة اجتمع أفضل خبراء النفس لاقتراح تعاون في مجال "الخوف والاكتئاب في حالات الضغط والحروب". يوصينا تحذير سفر شامل جميعا ان نمحو الاردن من برامج الزيارات في الأمد القريب على الأقل، فالرياح التي تهب من شوارع المملكة ومن حول بلاط الملك عبد الله تدل على غضب في الأساس. فالملك غاضب على نتنياهو، ووزراء الحكومة يتهربون من مبادرات للقاء نظراء اسرائيليين، والاردن الذي أخرج سفيره من تل ابيب قبل سنتين، يصد بشدة الضغوط التي تستعملها واشنطن والقدس لتعيين بديل عنه. واختفى التعاون الاقتصادي والمشاريع المشتركة. ما الذي بقي مع كل ذلك؟ بقيت خطوط طيران "الملكية الاردنية" التي تنقل سياحا اسرائيليين الى الشرق الاقصى، والتعاون الامني الاستراتيجي بعيدا عن العيون المنقبة. ينقل عبد الله انتقاده بمقابلات صحفية مع الاعلام الاجنبي وأحاديث مع ناس مهمين جدا. وفي كل مرة يعلن فيها شخص ما عندنا أن "الاردن هو فلسطين"، وحينما يوسعون المستوطنات أو يجددون اعمال الحفر الأثرية، وحينما تتم اغتيالات وتبدأ الصواريخ في الانطلاق يتأهب القصر. ويرى المستشارون ان الاعلانات عن الدولة البديلة تأتي على عمد وأنها نوع من الاعداد لـ "المؤامرة الكبيرة"، برغم الانكارات التي تصدر عن القدس. ويمكن الآن ان نكشف عن أنه لولا أشاع وزير الخارجية ليبرمان تصريحات مفاجئة عن أهمية الاردن وسيادته لطردوا سفيرنا من عمان. الاسرائيليون غير مرغوب فيهم حقا اليوم في المملكة. ما نزال نستطيع الدخول لكن يفضل ألا نزورها. والقصر مشغول باطفاء حرائق داخلية وإبعاد "الربيع العربي" عن الشوارع، وتهدئة الاسلاميين، والبحث عن حلول اقتصادية. ويعملون ايضا على خطة للقضاء على الفساد، وعلى اصلاحات وعلى اجتذاب مستثمرين ليسوا مستثمرين اسرائيليين بأي حال من الاحوال. ليس لذيذا ان تُطرد من قاعة محاضرات ومن مؤتمر دولي. ولا يوجد من يساعد ولا يوجد ايضا من يعتذر. فماذا نفعل؟ اذا بينوا لك أنك لست مرغوبا فيه فابقَ في البيت. ولا تخرج للبحث عن مغامرات ولا تتنكر بهوية اخرى وجواز سفر اجنبي. وتذكر أنه لا توجد أسرار في عصر الانترنت. فبلحظة تصفح واحدة تُخرَج تفاصيلك الشخصية وفي اللحظة التي تليها قد يطاردونك. -------------- يديعوت - مقال - 11/3/2012 التصفيات لم تعد ناجعة بقلم: روني شكيد أحد لم يفاجأ من الهجوم الصاروخي الذي جاء ردا على تصفية زهير القيسي. في العقد الاخير لم يكن أي احباط مركز واحد في غزة لم يرد عليه بنار مكثفة نحو اسرائيل. هذه هي طبيعة الارهاب الدائم الذي تحدثه التصفية المركزية: تصفية، نار صواريخ كانتقام، رد اسرائيلي، انتقام على الانتقام وهلمجرا. في سنوات انتفاضة الاقصى كانت التصفية المركزة سلاحا ناجعا. فقد عملت منظمات المخربين في اطر صغيرة على اساس محلي، مع قدرات قليلة، وتصفية قائد او "مهندس" صواريخ أدت الى تأخير في تنفيذ أعمال الارهاب. اما اليوم فأطر المنظمات في قطاع غزة، بما في ذلك لجان المقاومة الشعبية، هي شبه عسكرية – مع مبنى مراتبي وتوزيع للقيادات. وعليه فان المس برأس المنظمة او بقائد كبير لا يشكل مسا بالقدرة التنفيذية. القيسي هو القائد الرابع للجان المقاومة الذي يصفى في السنوات الستة الاخيرة، وخليفته – حتى لو لم نعرف بعد هويته – من غير المتوقع ان يحتاج الى مهلة زمنية كي يعيد تنظيم نفسه. التصفيات لم تمس منذ رصاص مصبوب بالقدرة التنفيذية للمنظمات في غزة، لا بكفاءاتها ولا بدوافعها. بل العكس. فهم يردون على التصفيات بنار مكثفة من الصواريخ ولديهم قدر أكبر من الصواريخ بالمواصفات الرسمية والتي يهربونها عبر الانفاق مداها يقترب من ضواحي تل أبيب. لا توجد من الضفة عمليات ارهابية تقوم بها المنظمات الفلسطينية ليس بسبب المخابرات والجيش الاسرائيلي ولا بسبب الاسوار والحواجز بل أساسا بسبب قرار مبدئي من الفلسطينيين لوقفها لعدم نجاعتها – هذه الايام – للكفاح الوطني ضد الاحتلال. وعليه فان سلطة ابو مازن تقاتل بتصميم ضد حماس. في غزة ايضا يتغلغل هذا الوعي، ولا سيما منذ اندلاع الربيع العربي. وقد أعلنت حماس على الملأ بانها في هذه المرحلة ستفضل الكفاح الشعبي. صحيح أن حماس فرضت اجماعا على كل المنظمات في غزة لتنفيذ وقف النار، ولكنها تسمح لهم برد عسكري في حالة ضربة اسرائيلية للمواطنين أو في حالة تصفيات مركزة وتسمح لهم في ظل غض النظر "بتنقيط" الصواريخ في ايام التهدئة. وهكذا فانها لا تتهم بترك المقاومة المسلحة ضد اسرائيل. اسرائيل ملزمة بان تجد السبيل، حتى وان كان غير المباشر، لتكون على اتصال مع المسؤولين في غزة – وفي هذه اللحظة فانهم حماس. وعليه فيجب الوصول معها الى حوار بهدف تحقيق تهدئة طويلة المدى. مثل هذه الخطوة ستلقى الترحاب من المصريين. لا يحتمل أن تشل المنظمات العاملة تحت رعاية حماس الحياة الطبيعية لنحو مليون من سكان اسرائيل، وفي غزة، تستمر الحياة كالمعتاد. وعليه يتعين على المسؤول ان يأخذ المسؤولية. الحوار يمكن أن يكون أيضا من خلال تهديد مباشر ضد حماس لاجبارها على العمل ضد منظمات الاسلام المتطرف، والا فان اسرائيل ستضطر الى مواصلة تنفيذ التصفيات المركزية – التي تمس في نهاية المطاف بمواطني اسرائيل. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 11/3/2012 تصفية بلا فائدة بقلم: جدعون ليفي ها هو ذا قد جاء (مرة اخرى): الاغتيال فالرد فالرد على الرد. وها هو ذا قد جاء (مرة اخرى): الرد المشروط والتحمس والعمى. فالجيش الاسرائيلي يُصفي والمنظمات الفلسطينية تنتقم – والفلسطينيون يُعدون لحرب وارهاب. دعا داني دنون بالطبع الى اصابة "جميع حملة السلاح في القطاع" لأن "مليون انسان يعيشون تحت النيران" – والمليون هؤلاء اذا لم تفهموا هم سكان جنوب اسرائيل، فهم وحدهم يعيشون تحت النيران. أمس بعد الظهر وضعت 15 جثة لفلسطينيين في ذلك الجانب و8 جرحى في هذا الجانب واحتفلت "القبة الحديدية" بـ 30 قذيفة صاروخية أُحبطت بنجاح. يصاحب طقوس الدم المتكررة هذه دائما سؤالان: "من بدأ؟" و"من عنده أكثر؟" – وكلاهما كأنما أُخذ مباشرة من لعبة صغير. وجواب السؤال الاول غامض دائما، وجواب الثاني حاد كالنصل دائما. من بدأ؟ الجيش الاسرائيلي و"الشباك" بدءا. فالانطباع الحادث هو أنهما يغتالان متى أمكن ذلك لا متى وجب ذلك. ومتى يجب؟ هل تتذكرون التباحث في اعمال الاغتيال في وقت ما في الماضي البعيد؟ كان يبدو آنذاك انه يجوز اغتيال "قنابل متكتكة" فقط، في طريقها الى مناطق القتل. وقد تلاشى فعل هذا التعريف الغامض منذ سنة ايضا. وفي آخر قضاء لاهارون براك إذ كان رئيس المحكمة العليا، منع اغتيالات ترمي الى "ردع أو عقاب". قيل عن المغتال الأخير حتى هذا الوقت، زهير القيسي، الامين العام للجان الشعبية في غزة، انه كان مسؤولا عن العملية على حدود مصر – الردع والعقاب – لكن ولمزيد الأمن ايضا قيل انه "قاد ووجه تنظيما الى تنفيذ عملية داخل اسرائيل كانت في مراحل تنظيمها الاخيرة". وكان هذا التصريح الأعوج من متحدث الجيش الاسرائيلي كافيا كي يقبل الجمهور في اسرائيل حصته الثابتة من الاغتيال بتفهم وعطف آليين. من ذا يعلم ما الذي خطط له المرحوم القيسي؟ "الشباك" وحده. لهذا سنتقبل حكمه بالموت من غير اسئلة زائدة. أحق "قاد ووجه"؟ وماذا تعني "مراحل تنظيمها الاخيرة"؟ قال المراسلون العسكريون، والمراسلون العسكريون يعرفون. بل لم يُثر سؤال جدوى الاغتيال ليُناقش. أي فائدة سيجلب لاسرائيل سوى مصابين آخرين وايام خوف اخرى في الجنوب؟ أحق منع هذا الاغتيال عملية؟ لن نعلم هذا. فحسبُنا ان مقدمي نشرات الأخبار يعلمون، وهم لا يعلمون بل يقرأون باستسلام النصوص التي تلقوها من جهاز الامن. والسؤال الثاني وهو من عنده أكثر، لا داعي له وهو أكثر سخافة بالطبع. فالجيش الأكثر تسلحا في العالم يواجه جيش حُفاة القذائف الصاروخية. ومع كل ذلك يجب ان نعاود البرهان على هذا للجميع، لنا ولهم، مرة بعد اخرى والنتيجة مسطورة أمامكم: فأمس بعد الظهر كانت النتيجة 15: صفر لصالح اسرائيل. واذا استعملنا مقياس "الرصاص المصبوب" وكان قتيلا اسرائيليا واحدا بازاء 100 فلسطيني فان الحديث عن تراجع احصائي. تخيلوا فقط انه قُتل، لا سمح الله، في نهاية الاسبوع 15 اسرائيليا. كانت ستكون "الرصاص المصبوب الثانية"، وهي حرب اقليمية مع مصر الجديدة في الخلف. لكن قتل 15 فلسطينيا مُباح يسبب التثاؤب. يجب ان نأمل ان يعود الهدوء بعد يوم أو يومين، فالمحللون يقولون ان الطرفين "غير معنيين بمواجهة عسكرية". سيُفاوض وسيط مجهول ويقف اطلاق النار الى الجولة التالية التي ستعود فيها الاسئلة الصبيانية؛ ولن تكف اسرائيل نفسها مرة اخرى عن الاغتيال ولن يكف الفلسطينيون أنفسهم مرة اخرى عن الانتقام وسيبقيان مستمرين في غيّهما. لأن الامر على هذا النحو في رتابة حياة دار المجانين هذه. وكل من فيها يبدو له الامر طبيعيا ورتيبا وسليما كما يبدو دائما للمعالَجين: تشبيه ايران باوشفيتس أو الاغتيال في غزة برد فعل أعمى في منتصف تهدئة اخرى كانت جيدة للجميع. ان قائد المعارضة الصاعد شاؤول موفاز، وهو البديل الغالب من السلطة الحالية قد بارك عملية الاغتيال ومثله ايضا وزير التربية؛ واتصل رئيس الحكومة برؤساء البلديات في الجنوب كي "يعاضدهم"، وهذا ايضا جزء من المراسم الدائمة؛ وسكان الجنوب في الملاجيء وسائر المواطنين يفرقعون بألسنتهم ويقولون لأنفسهم ان "الامر هكذا"، و"لا يوجد ما نفعل" و"كل الاحترام للجيش الاسرائيلي"، قبل ان يتجهوا الى قيلولتهم في هذا السبت الربيعي. ----------------------------------------------------- معاريف - مقال - 11/3/2012 لنغير المعادلة بقلم: عوفر شيلح ذات مرة كانت هذه تشبه قصة من الماضي السحيق، دار هنا جدال صغير حول نجاعة عمليات الاحباط المركز او التصفيات، كيفما أردتم تسمية ذلك. لا ريب أنه كطريقة قتال ضد الارهاب هذه طريقة مناسبة – وفي نظري ايضا اخلاقية اكثر بكثير من العقاب الجماعي او اعمال الرد في ظل استخدام القوة المبالغ فيها. السؤال الحقيقي حول كل عملية هو بالطبع ما الذي احبط هنا حقا وهل كانت مبررة في السياق العام للتصعيد والتهدئة. غير أننا بذلك متعلقون تماما بما يقوله جهاز الامن، الذي لديه جملة تعليلات ثابتة ومعروفة. وفي احيان بعيدة فقط، وعلى مسافة آمنة من الحدث نفسه، يمكن ان نسمع اناسا من داخله يعترفون بانه قد لا تكون جدوى التصفيات تساوي ضررها. ولكن في الجمهور الجدال انتهى منذ زمن بعيد، هذا اذا كان اصلا: هم يقتلون احدا ما، فيبدو ان هذا كان عن حق. تصفية زهير القيسي، امين عام لجان المقاومة الشعبية، عللت بمحاولة منع عملية كبيرة من سيناء انشغل في الاعداد لها. ولكن حتى في اقوال وزير الدفاع أمس كان يمكن لنا أن نسمع بان الحديث لا يدور عن احباط مباشر: باراك قال صراحة انه ليس واضحا تماما ما الذي خطط له ومن أين، وهل احبطت العملية. يمكن التخمين من الاقوال بان الحديث يدور بقدر أكبر عن الردع بحيث ان من يخطط لمثل هذه العمليات سيعاقب على الفور ونقدا. لقد أثبت التاريخ بان مثل هذا الردع يتحقق فقط في احيان بعيدة. بالمقابل، واضح أن سياسة ثابتة لضرب منظمي الارهاب تدفعهم لان يشعروا بالمطاردة وتجعل عملهم صعبا. كل شيء، التصفية كرد فعل، يجب النظر اليها بتعابير المعركة المتواصلة، التي لا يتحقق فيها الحسم ولا حتى الردع الحقيقي الى أن يقرر احد ما تغيير المعادلة من أساسها. القادة الاسرائيليون الذين سبق أن تعلموا على جلدتهم كم هي مهزوزة نتائج مثل هذه المحاولات يفضلون الامتناع عنها. فالنتيجة تبعث خيبة الامل لدى الكثيرين منا ممن يشعرون بان القوة الهائلة للجيش الاسرائيلي لا تجد تعبيرها ولا تحقق حسما لا لبس فيه، ولكن لا يوجد حقا شخص في القيادة السياسية – الامنية يؤمن بامكانية مثل هذا الحسم. ما لا شك فيه هو قدرة منظومة "قبة حديدية" والتي حسب المعطيات التي وفرها الجيش الاسرائيلي نجحت في اختبار اكثر كثافة من الماضي، واثبتت قدرة على اعتراض عدد كبير نسبيا من الرؤوس المتفجرة في زمن محدود. وحتى لو لم يكن الاغلاق الذي تحققه المنظومة ليس محكما، فلا ريب أنها توفر حرية عمل أكبر لاصحاب القرار. وانطلاقا من ذات المفهوم للقتال المتواصل يمنح التحصين المحسن الذي توفره قبة حديدية للقائد احساسا بانه يمكن بسهولة اكبر اقرار عملية، وذلك لان الثمن في طرفنا سيكون أقل. محظور الاستخفاف بدرجة هذه الحرية، مثلما محظور اساءة استخدامها. فحتى لتشويش حياة مئات الاف الاشخاص في المنطقة المتعرضة للتهديد بالنار توجد أهمية. معنى كل هذه الامور هو واحد: التزود بقبة حديدية يجب ان يكون في الاولوية على امور اخرى، ومحظور لجهاز الامن ان يلوح بالتهديد الا تكون بطاريات اخرى في حالة تقليص الميزانية. هذا هو وجه الحرب في المستقبل القريب، وهي ستحسم من خلال التحصين الفاعل والسلبي اكثر بكثير مما على أيدي القوات المهاجمة. التشديدات بالمال والتسلح يجب أن تكون بناء على ذلك. على رئيس الوزراء أن يقرر بشكل لا لبس فيه لجهاز الامن بان قبة حديدية مثل وسائل دفاع اخرى، هي خارج نطاق جدال الميزانية. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 11/3/2012 اسرائيل لن تهاجم بقلم: أوري افنيري اسرائيل لن تهاجم ايران. نقطة. والولايات المتحدة لن تهاجم ايران. نقطة. الولايات المتحدة لن تهاجم لا هذه السنة ولا في السنين التالية لسبب أهم كثيرا من تقديرات الانتخابات أو المشكلات العسكرية. ان الولايات المتحدة لن تهاجم لأن الهجوم سيُسبب كارثة قومية لها وللعالم كله. "اذا كنت تريد ان تفهم سياسة دولة فخُذ الخريطة"، قال نابليون. بعد دقائق من الهجوم ستغلق ايران مضيق هرمز الذي يمر منه كل نفط السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين والعراق وايران تقريبا – أي 40 في المائة من كل النفط العالمي الذي يمر من البحر. وبعد بضع دقائق من ذلك سترتفع اسعار النفط ضعفين أو ثلاثة أو اربعة، وسينهار الاقتصاد الامريكي والعالمي. هذه الامور الضئيلة لا تخطر ببال الجنرالات والمحللين العسكريين وسائر الحكماء الذين ينظرون الى العالم من خلال ثقب القفل الامني. ان اغلاق المضيق هو عملية عسكرية سهلة جدا. تكفي بضعة صواريخ برية أو بحرية. ولفتحه من جديد لن يكفي إبحار تظاهري لحاملات الطائرات الضخمة من سلاح البحرية الامريكية. ستضطر الولايات المتحدة الى احتلال أجزاء كبيرة من ايران بحيث يخرج المضيق من مدى الصواريخ الايرانية. وايران أكبر من المانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا معا. وسيُسبب هذا حربا كبيرة وطويلة بقدر حرب فيتنام. لا يوجد فرق عند ايران بين هجوم اسرائيلي وهجوم امريكي، فحكمهما واحد وفي الحالتين سيكون ما يلي ذلك اغلاق المضيق وحربا كبيرة. وهذا كافٍ لجعل الولايات المتحدة لا تهاجم ولتمنع اسرائيل من الهجوم. منذ 66 سنة لم تخرج اسرائيل لحرب من غير موافقة امريكية سابقة، وحينما فعلت ذلك في 1956، سلبها الرئيس آيزنهاور كل انجازات النصر حتى آخر ملليمتر. وقبل حرب الايام الستة وعشية حرب لبنان الاولى أرسلت حكومة اسرائيل مبعوثين خاصين الى واشنطن لتتأكد من وجود موافقة لا لبس فيها. لو أنها هاجمت هذه المرة مخالفة ارادة الامريكيين فمن سيملأ مخازن الجيش الاسرائيلي؟ ومن يدافع عن مدن اسرائيل التي ستكون مُعرضة لعشرات الآلاف من صواريخ ايران وبناتها؟ ولن نذكر موجة معاداة السامية المتوقعة حينما يتبين للجمهور الامريكي ان اسرائيل، اسرائيل وحدها، جلبت عليه كارثة قومية؟. ربما يكفي ضغط دبلوماسي واقتصادي امريكي لوقف انطلاق آيات الله نحو القنبلة الذرية. فقد حدث هذا في ليبيا القذافي ويحدث في كوريا الشمالية. والفُرس شعب تجار وربما يمكن إتمام صفقة تكون مجدية عليهم. وهذا مشكوك فيه لأن أحاديث المحافظين الجدد في واشنطن عن احتمال احتلال ايران بسهولة كبيرة أقنعت الايرانيين بأنه يجب عليهم ان يتسلحوا بسلاح الردع المخيف. وماذا كنا نفعل لو كنا مكانهم؟ واذا شئنا مزيد الدقة قلنا ماذا فعلنا إذ كنا مكانهم (بحسب نشرات اجنبية)؟. ماذا سيحدث اذا؟ اذا لم يتم احراز صفقة فستحرز ايران سلاحا ذريا وليس هذا نهاية العالم. وليس هذا خطرا وجوديا كما قال عدد من قادتنا الامنيين الأكثر شجاعة. سنضطر الى العيش في وضع توازن رعب مثل امريكا وروسيا في فترة الحرب الباردة ومثل الهند وباكستان. وليس هذا لذيذا لكنه ليس فظيعا. لم تهاجم ايران أية دولة اخرى منذ ألف سنة. ومحمود احمدي نجاد غوغائي أهوج لكن القيادة الايرانية خاصة تتصرف بحذر مفرط. وليست اسرائيل تهديدا لأية مصلحة ايرانية. ولا يؤخذ في الحسبان ألبتة انتحار قومي متبادل. افتخر جدعون ساعر وبحق بأن نتنياهو صرف انتباه العالم كله عن الشأن الفلسطيني الى المشكلة الايرانية. وهذا نجاح مذهل. ويقول له اوباما في واقع الامر: إلعب بالمستوطنات ما شئت لكن دعْ ايران من فضلك لكبار السن. ------------------------------------------------------ معاريف - مقال - 11/3/2012 مع الوجه نحو القاهرة بقلم: اسرائيل زيف التصعيد الحالي في الجنوب أعاد ما دحر مؤخرا عن جدول الاعمال: المشكلة الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص. هذا التذكير ينبع من تعزز حماس والمنظمات المنسقة معها، ولا سيما حول مكانتها المتصاعدة في مصر الاخذة في التطرف. القرار بتصفية زهير القيسي، الامين العام للجان المقاومة الشعبية، نبع، حسب التقارير، من معلومات استخبارية بموجبها خطط لتنفيذ عملية من الحدود المصرية، مثل تلك العملية في آب الماضي. أولا، من المهم الايضاح بان التصفية لم تكن الزامية، حتى بثمن ابقاء سكان الجنوب في الملاجيء في اثناء عيد البوريم (المساخر). لا يدور الحديث عن وضعية مريحة، ولكن في هذا النوع من الحروب لا مفر: عندما تكون فرصة استخبارية – فيجب استغلالها. ولكن القصة الحقيقية خلف تبادل الضربات في نهاية الاسبوع ليست تصفية هذا المسؤول او ذاك، بل القدرة الاسرائيلية على العمل في غزة بهدف الردع والضرب لمنظمات الارهاب منذ سقوط حسني مبارك. الحكم الجديد في مصر يميل بطبيعته الى معانقة حكم حماس، التي من جهتها كان بوسعها فقط ان تحلم بموقف كهذا من جانب الحكم السابق. في هذا الوضع فان حرية العمل الاسرائيلية في القطاع من المتوقع أن تتقلص، وذلك لان الحكم الجديد يمنح حصانة معينة لحماس والمنظمات المنسقة معها. يدور الحديث عن ميزان استراتيجي اقليمي جديد ومعقد اكثر بكثير بالنسبة لاسرائيل. في عهد مبارك حماس كانت محصورة داخل القطاع وصعود الاخوان المسلمين الى الحكم غير الصورة. سيناء باتت منذ زمن بعيد لبنان ثانية والفراغ الامني هناك، في ظل غياب سيطرة القوات المصرية، تستغله جيدا منظمات الارهاب من غزة. وهذه تحاول خلق ميزان استراتيجي جديد يستند الى التحول الايجابي بالنسبة لها في القاهرة. في هذا الميزان، على حد فهمهم، مطلوب أن تتحول سيناء الى مجال للنشاط العملية الاساس ضد اسرائيل، اما التطلع في القطاع فهو التحول الى مركز محصن للقيادات العسكرية وقيادة المنظمات تحت المظلة المصرية. ولما كان عمل اسرائيلي داخل سيناء غير وارد، فعلى اسرائيل أن تبلور طريقة عمل جديدة همها زيادة الضغط على قادة المنظمات داخل القطاع. والهدف هو خلق معادلة جديدة وأليمة لحماس وامثالها، وفي اطار ذلك رسالة لا لبس فيها للاخوان المسلمين. الوضع السائب في مصر، والذي يسمح اليوم بنقل السلاح الى القطاع ليس فقط عبر السودان بل وايضا من ليبيا بعد سقوط القذافي، معناه تهديد استراتيجي على اسرائيل، ولكن بقدر لا يقل عن ذلك تجاه الحكومة المصرية الجديدة. القيادة في مصر ستكون مطالبة بتبني خط برغماتي وايديولوجي اقل كي لا تفقد سيطرتها على حدودها وكي لا تتحول الى قاعدة ارهاب اقليمية. والا، فان من شأنها أن تعرض للخطر اتفاق السلاح مع اسرائيل واستقرارها الاقتصادي الذي ينطوي عليه ذلك. من المعقول الافتراض بان الجولة الحالية ستنتهي قريبا كونه لا توجد مصلحة لاحد في احتدامها. ومع ذلك، ففي ضوء التغييرات التي تقع في المنطقة بشكل عام وفي مصر بشكل خاص على اسرائيل أن تصمم سياسة عملية ذات خطوط حمراء واضحة للرئيس المصري، الذي سينتخب في شهر حزيران بالنسبة لمدى الاسناد الذي يمكن ان يمنح لمنظمات الارهاب في القطاع. الاهمية الاستراتيجية للسلام مع مصر ليست موضع خلاف، ولكن نمط حياة سكان الجنوب غير قابل للحل الوسط أيضا. ------------------------------------------------------ اسرائيل اليوم - مقال - 11/3/2012 كيف نُفسر وعد اوباما؟ بقلم: ايزي لبلار ان زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لواشنطن تمنحنا اسبابا للتفاؤل. منذ نشأت الدولة اليهودية لا يتم تذكر تأييد صلب كهذا لاسرائيل من قبل الشعب الامريكي ومجلس النواب بحزبيه. وقد جرى تأكيد هذا الاتجاه بالتصريحات الايجابية المتعلقة باسرائيل التي اشتملت عليها خطبة اوباما في مؤتمر "ايباك". صحيح انه خلال حمى الانتخابات تُبذل وعود يتنكرون لها في احيان كثيرة بعد ذلك، ونحن نتذكر ان اوباما صدرت عنه تصريحات حميمة تتعلق بالقدس قبل ان تم انتخابه رئيسا ثم غير موقفه بعد ذلك. وكنا نكون سعداء لو ان الرئيس كان أكثر تحديدا فيما يتعلق باستعداده للاتجاه الى عملية عسكرية. من الواضح انه يحث اسرائيل الآن على الامتناع عن عملية ويطلب مهلة لاستعمال العقوبات. لكنه عبر عن اعتراف بالتهديد الوجودي "غير المقبول" الذي تُعرض ايران اسرائيل والعالم الحر كله له. وسواء أكان هذا قصده أم لا فانه تخلى بوضوح عن سياسة الاحتواء وعبر عن استعداد أكبر مما كان في الماضي فيما يتعلق باستعمال القوة في حال فشل العقوبات الاقتصادية. وكانت موافقته غير الصريحة على ان تتخذ اسرائيل كل الخطوات التي تراها صحيحة للدفاع عن نفسها، كانت تغييرا ذا شأن قياسا بالتحذيرات التي وجهت إلينا من قبل جهات مختلفة في الادارة الامريكية خلال الاشهر الاخيرة. ان اوباما يشجع بامتناعه عن تفصيل اطار زمني أو أجل مسمى تُعد عنده العقوبات والدبلوماسية فشلا، يشجع اسرائيل على الثقة به وانتظار نتائج العقوبات – وقد لا تُستعمل أية عملية عسكرية قبل الانتخابات، وبعد ان يُنتخب اوباما من جديد لن يصمد أكثر للضغوط السياسية الحالية. يدرك نتنياهو هذا ويفهم انه مع عدم وجود خطوط حمراء متفق عليها فقد تبقى اسرائيل غير مختارة مع سياسة "احتواء". وعليه لذلك ان يُعد الشعب لما يُعد حيويا لبقائه. ففي حين نريد ان نؤمن بأن الولايات المتحدة والغرب سيدعماننا اذا وجدنا أنفسنا مشاركين في مجابهة عسكرية مع الايرانيين – في حين نشهد عدم اكتراث العالم المتحضر للمذبحة في سوريا، نعلم ان علينا ان نعتمد على أنفسنا فقط. في هذه الظروف أحرز نتنياهو النتيجة الممكنة الأفضل. وعليه الآن ان يستمر في استعمال الضغط على الادارة الامريكية كي تزيد في شدة العقوبات على الأقل. وعلينا ان نزيد الجهود لاحراز توضيحات تتعلق بنية اوباما في المستقبل. فعليه ان يأخذ في حسابه رأي الجمهور في الولايات المتحدة وفي مجلس النواب حتى لو تم انتخابه من جديد. لم يبالغ اوباما حينما افتخر أمام "ايباك" بأن خطبته الاخيرة في الامم المتحدة كانت أكثر الخطب تأييدا لاسرائيل من بين الخطب التي خطبها رئيس امريكي في النادي العالمي. وكذلك لا يمكن ان نجد أي عيب في العلاقات الامنية بالولايات المتحدة التي هي في أوجها بين جميع الأزمان. لكن التعبير عن الحب غير كاف. برغم سنين طويلة من التنكيل الدبلوماسي بنا، لم يندد اوباما بعد بالفلسطينيين بسبب التحريض وبسبب رفضهم المشاركة في التفاوض. ونحن نحتاج ايضا الى توضيحات تتعلق بدعم الكتل الاستيطانية الرئيسة والحدود القابلة للدفاع عنها، لأن من الواضح ان صيغة اوباما للحفاظ على خطوط 1967 مع تبادل الاراضي لن تتحقق أبدا تحت القيادة الفلسطينية. ويجب على اوباما فوق كل شيء ان يرفض بقوة "حق العودة" الذي سيفضي الى نهاية وجودنا. فاذا تقدم في هذا الاتجاه فاننا نستطيع ان نكون على ثقة بأن لكلامه معنى يتعدى الخطابة الانتخابية برغم إظهاره العداء ووسواسه لارضاء العالم الاسلامي. من المؤسف جدا ان جزءا كبيرا من طرق عمله في المستقبل يغطيه الضباب. لكن علينا ان نُذكر أنفسنا بأن قدراتنا العسكرية لم تكن أقوى مما هي الآن قط. وبرغم التحذيرات التي تقول ان هجوما استباقيا "سيفضي الى نتائج شديدة بالنسبة للولايات المتحدة وبالنسبة لاسرائيل ايضا"، أعطى الرئيس اوباما اسرائيل في واقع الامر ضوءا أخضر لتعمل بحسب وجهة نظرها كي تدافع عن مصالحها الامنية الحيوية. ------------------------------------------------------ اسرائيل اليوم - مقال - 11/3/2012 ينبغي ان يُجبى ثمن مؤلم من غزة بقلم: زئيف جابوتنسكي قبل دخول السبت بقليل استغل جهاز الامن معلومة استخبارية دقيقة واغتال مخطط العملية القادمة. وقد خُطط لهذه العملية بحيث تضغط على مصر لنقض اتفاق السلام مع اسرائيل زيادة على الضرر الذي ستسببه بصورة مباشرة. وبحسب جميع الآراء كان ذلك احباطا مبكرا ومركزا لارهاب اشتمل على استعمال موزون جدا وصحيح لحق دولة اسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولم يتأخر الرد عن الوصول من قطاع غزة، فالى خروج السبت أُحصي أكثر من 100 اطلاق قذيفة صاروخية على تجمعات سكنية في دولة اسرائيل، وبرغم جميع الوقاية جُرح مواطنان أحدهما جرح جرحا بليغا. عملت النظم الدفاعية بصورة ناجحة. وأحبطت القبة الحديدية نحوا من 90 في المائة من الصواريخ وأصاب ثلاثة فقط مناطق مأهولة. هذا الى ان سلاح الجو قضى على خلايا اطلاق صواريخ وهي تعمل. وبرغم ذلك يوجد شعور بأن القدرة العملياتية لا تُحدث الردع المطلوب. فالعدو ينجح مع كل ذلك في التشويش على الحياة السليمة لنحو من مليون مواطن مع جعلنا ننفق موارد مالية وغيرها للوصول الى هذه النتيجة. ينجح الردع فقط اذا جعل متخذي القرارات عند العدو يمتنعون عن استعمال الوسائل التي يملكونها. والاستعمال الناجح للنظم الدفاعية مهما يكن لا يردعهم كما يبدو. ولسؤال ماذا نفعل ميل غير سليم بين الجمهور الى ان يطلب الى الحكومة "ان تضربهم ضربا قويا" حينما لا يتم تحديد ما هو المعنى العملي لكلمة "ان نضربهم بشدة"، وليس واضحا ايضا من هم اولئك الذين يريدون ان نضربهم ضربا قويا. يجب على حكومة اسرائيل ان تجد حلا لتفكير خارج الصندوق يزيد الردع. ولهذا أريد ان أوجه القراء الى مشكلة ارهاب دولي كانت موجودة قبل مئات السنين وهددت اقتصاد القوى العظمى البحرية، هي مشكلة القراصنة. لم تساعد المحاولات المختلفة لهدم قواعدهم لأنه لم يكن لهم جيش نظامي أو اسطول منظم يمكن ان يُهزما وان تُنهى القضية بذلك. وفي آخر الامر نجحت بريطانيا في القضاء على الوباء بعمل مرهق هو اعتقال كل قادة السفن واعدامهم شنقا بعد محاكمتهم على الأكثر. ربما حان الوقت لاستعمال القانون الدولي وتنفيذ العمل الذي نفذته بريطانيا بالضبط لا ليكون بدلا عن العمل الذي يتم اليوم بل مضافا اليه. لأن استهداف سكان مدنيين عن قصد المس بأبرياء يُعرّف بأنه جريمة على الانسانية تحظره أحكام الحروب. ولهذا فان كل من يخطط لاطلاق نار كهذا أو يأمر بتنفيذه أو ينظم تمويلا له أو يساعد عليه يخالف القانون الدولي. وتمكن محاكمته على ذلك. فربما حان الوقت لأن تنفذ حكومة اسرائيل اعتقالات عنيفة لقادة المنظمات في القطاع وان تحاكمهم محاكمة علنية في دولة اسرائيل، وان تطلب اعدام المذنبين، وان تمنح المذنبين المُدانين الحق في الاستئناف وان تنفذ في نهاية المسار ايضا الاحكام القاطعة. ان ردعا شخصيا كهذا الى جانب عدم الانجرار الى حرب بسبب كل أمر صغير سيزيد الردع لأنه سيوجب على متخذي القرارات ومُقري السياسات لدى العدو ان يأخذوا في حسابهم مصيرهم الشخصي ايضا. ---------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 11/3/2012 تصعيد مخطط بقلم: اليكس فيشمان لم يكن هذا تصعيد آخر معروف مسبقا. كان هذا تصعيدا مخططا له. الجيش الاسرائيلي أعد في واقع الامر "كمينا"، واستعد قبل بضعة ايام للتصعيد. اذا استمرت نار الصواريخ الى ما بعد نقطة امتصاص حددتها اسرائيل لنفسها، فان القيادة السياسية ستعطي ضوء أخضر لتوسيع العمليات ضد القطاع – بما في ذلك العمل البري. قيادة المنطقة الجنوبية استعدت بشكل تفصيلي قبل بضعة ايام لهذا التصعيد. سلاح الجو نشر مسبقا ثلاث بطاريات قبة حديدية وغطى سماء القطاع بمنظومة كثيفة من الطائرات المختلفة. والنتيجة تتناسب مع ذلك: باستثناء بعض الجرحى ممن أمسك بهم القصف في ملعب كرة السلة – لا توجد حتى الان صابات بالارواح وبالاملاك. فضلا عن ذلك: كل الصواريخ التي كان يفترض أن تقع في مناطق مأهولة تم اعتراضها. الميزان العسكري المثير للانطباع هذا يسمح اليوم للقيادة السياسية بمرونة وبقدرة على اتخاذ القرارات بحرية معفية من الضغط الداخلي والدولي. وبالفعل، التعليمات للجيش تقول: اذا استمرت نار الصواريخ خلف نقطة الامتصاص التي حددتها اسرائيل لنفسها، فسيعطى ضوء اخضر للجيش الاسرائيلي لتوسيع نشاطه ضد القطاع، بما في ذلك النشاط البري. وستتأثر "نقطة الامتصاص" من كمية المصابين ومن قدرة صمود مليون ونصف مواطن اسرائيلي، من سكان جنوب البلاد، ممن شلت حياتهم اليومية. احداث نهاية الاسبوع هي نتيجة مباشرة لدروس استخلصها الجيش من الاخطاء التي ارتكبت في آب 2011 وأدت الى مقتل ثمانية مواطنين اسرائيليين على الحدود الاسرائيلية – المصرية. في حينه أوصت المخابرات باحباط مركز في غزة لمخططي العملية في محاولة لمنعها، رغم أن المعلومات الاستخبارية عن الخلية كانت جزئية. هذا لم يتم، كي لا تشعل المنطقة، واسرائيل دفعت ثمنا باهظا لقاء ذلك. هذه المرة قادت المخابرات الحملة للاحباط المركز لزهير القيسي، الذي وقف على رأس العملية التي خطط لان تنفذ هذه الايام على طريق 12 الى ايلات. في حينه، في 2011، بعد بضع ساعات من العملية صفت اسرائيل رئيس الجناح المركزي في اللجان الشعبية، كمال النيرب، وقيادة المنظمة وتصدت لاربعة ايام قتالية قادتها اللجان الشعبية والجهاد الاسلامي، وفي اثنائها اطلق 160 صاروخا على مدن الجنوب وعشرات قذائف الهاون. هذه المرة من اللحظة التي صدرت فيها التعليمات للعثور على القيسي ومنع العملية استعد الجيش مسبقا لامتصاص كتلة من الصواريخ ولعدة ايام من القتال في ظروف مريحة له، مثل السماء الصافية في النهار وفي الليل. درس آخر من الماضي طبق في احداث نهاية الاسبوع هو تغيير تكتيكات تشغيل بطاريات قبة حديدة، والذي أدى هذه المرة الى نتائج مثيرة للانطباع في اعتراض صليات من خمس – ست صواريخ في آن واحد. الان، تضع اسرائيل امام حكومة حماس معضلة قيادية: في عصر تسعى فيه حماس الى أن تتخذ صورة الجهة السياسية البرغماتية في نظر العالم، هل ستكون لها القوة والرغبة للجم نار الجهاد الاسلامي التي تهدد هيمنتها في القطاع غزة؟ من ناحية اسرائيل، مسؤولية حماس عما يجري ليست وزارية فقط. فالمخابرات عثرت منذ زمن بعيد على اللعبة المزدوجة التي تلعبها حماس. فالذراع العسكري لحماس لم يتوقف ابدا عن اعمال الارهاب. فهو يموه ويختبىء خلف عمليات واطلاق نار منظمات فرعية تحمل أسماء مختلفة. القرار في اسرائيل هو عدم التسهيل على حماس في ضوء هذه المعضلة بل مواصلة الضغط الى أن تتوقف النار. جولة القتال الحالية هي اشارة اسرائيلية واضحة: لا حصانة – داخل غزة ايضا – لاعمال ارهابية فلسطينية داخل سيناء. سيناء هي جبهة ارهاب مركزية، واسرائيل لن تحتمل أن تكون غزة قاعدة انطلاق لهذه الجبهة. وأخيرا، شيء ما بالنسبة لقبة حديدية: هذه المنظومة تحولت الى أداة سياسية خارجية وداخلية، مثل كل منظومة دفاع وطنية كالجدار على الحدود المصرية واللبنانية. القيادة السياسية يمكنها اليوم أن تأمر باعمال ضد الارهاب في القطاع وامتصاص نار حتى اتخاذ القرار، بفضل قدرة اعتراض هذه المنظومة. وعليه فمحظور ان تتضرر بمعارك الميزانية. اليوم يوجد لدى اسرائيل ثلاث بطاريات منتشرة، صحيح حتى الان كي تحمي اسدود، عسقلان وبئر السبع. من أجل حماية بلدات غلاف غزة، مطلوب بطارية اخرى، ومثل هذه سيتم استيعابها في تموز فقط. بالاجمال تحتاج اسرائيل الى اقل من تسع بطاريات. في بداية 2013 سيتم استيعاب البطارية الخامسة، وفي منتصف 2013 ستستوعب السادسة، وبذلك تنتهي الميزانية. اولئك الذين اغلقوا الصنبور يجب أن يفهموا انه لولا قبة حديدية لكان الجيش الاسرائيلي اليوم داخل قطاع غزة، مع عشرات المصابين في الطرفين. ---------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 11/3/2012 ثمانية مُحقون وواحد مخطيء بقلم: ايتان هابر 1- بنيامين نتنياهو محق تماما حينما ينفق معظم وقته ونشاطه وخلايا عقله على القضية الذرية الايرانية. صحيح، اذا لم يحدث شيء فان رئيس الحكومة أضاع أفضل سني ولايته على شيء لم يقع لكنه يستطيع ان يزعم دائما – وسيزعم – ان هذا لم يحدث بفضل الوقت والجهود التي بذلها. واذا حدث فلن يجديه ولن يجدي علينا أي انجاز في مركز الليكود وفي اقتصاد مستقر وناجح بل ولا انخفاض اسعار المحروقات. يعلم نتنياهو باعتباره رئيس حكومة أفضل من كل شخص آخر في اسرائيل قدرات الدولة والجيش الاسرائيلي. وهو على يقين مستغرق قلبه ونفسه معا من انه لو عمل تشمبرلن في الثلاثينيات كما عمل تشرتشل في الاربعينيات لما ظهر هتلر. ولو ظهر لذهب من غير ان يُهلك عشرات الملايين. ونتنياهو مؤمن بأن ايران تريد حقا القضاء على اسرائيل. 2- براك اوباما محق تماما ويدرك جيدا ان عملية اسرائيلية أو امريكية على ايران ستُحدث حرب يأجوج ومأجوج وتقلب العالم رأسا على عقب. وجد اوباما نفسه في البيت الابيض يواجه حربين لم يبادر اليهما في العراق وافغانستان وهو مؤمن بأنه يمكن العيش ايضا في ظل مشروع ذري يخضع للرقابة والاشراف، وانظر مثلا: كوريا الشمالية وباكستان واسرائيل. وهو يعلم ان الحديث عن حكام غير عقلانيين في ايران، لكنه يخشى على مصيره الشخصي في انتخابات الرئاسة في أعقاب هجوم يفضي الى ارتفاع اسعار النفط. 3- رئيس الموساد السابق الذي خدم في ايران محق تماما. هذا الرئيس، لا مئير دغان، خدم سنين مبعوثا من طهران وهو يزعم ان الايرانيين على ثقة بأنهم عنصر أعلى لا يخطيء أبدا ولهذا لن يوقفهم شيء عن العمل. 4- مئير دغان محق تماما (وغابي اشكنازي ويوفال ديسكن) حينما يزعم ان قرار الهجوم على ايران لا يمكن رده وانه سيفضي الى ترتيبات عالمية مختلفة وجديدة لن تكون بالضرورة من مصلحة اسرائيل. ولهذا يرى انه يجب صنع كل شيء لاستنفاد كل الامكانات الاخرى قبل ان تقلع طائرات سلاح الجو. 5- ليون بانيتا محق تماما في اعتقاده ان هجوما امريكيا اذا حدث سيكون أنجع كثيرا من هجوم اسرائيلي، لكنه يريد جدا ألا يحدث هذا ولا ذاك. فها هي ذي الولايات المتحدة قد عاشت سنين طويلة في ظل الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي. ويعلم وزير الدفاع ان هجوما اسرائيليا على ايران قد يورط بلاده في حرب لا نهاية لها. 6- اهود باراك محق تماما حينما يؤيد موقف نتنياهو. 7- المتشائم محق تماما حينما يزعم ان العالم نسي منذ وقت دروس الحرب العالمية الثانية ومحرقة الشعب اليهودي بيقين. وهو نفس العالم الذي يرى ملايين يُذبحون في بلدان اخرى ويصمت ولا يحرك ساكنا. وهو عالم لن يحرك مؤخرته من اجل دولة تُحدث صداعا للعالم كله منذ جيلين. وهو ينظر في المعطيات الجافة ويصاب بالذعر. فايران فيها 78 مليونا من السكان ومساحتها تزيد على مليون ونصف كيلومتر مربع وفيها نصف مليون من الجنود النظاميين. وأعلن هؤلاء الايرانيون بنيتهم القضاء على اسرائيل. 8- المتفائل محق تماما حينما يزعم ان اسرائيل ليست وحدها ويقترح قراءة صحف مخصوصة نشرت على مر السنين أنباءا عن عدد كبير – 200 وأكثر – من الرؤوس الذرية التي تملكها اسرائيل. وهو على ثقة بأننا لن نترك حجرا على حجر في المنشآت الذرية الايرانية وأن كثيرين من أبناء الشعب الايراني المتبجح ستزهق أرواحهم. آنذاك، آنذاك فقط، سيدركون ان ليس من الجيد مناكفتنا. والعقل اليهودي سيوجد لنا كالعادة مخترعات وسيكون الهجوم نجاحا كبيرا كي يروا ويُروا. أقنبلة ذرية ايرانية؟ أنصف مليون من الجنود النظاميين؟ هؤلاء بالنسبة الينا مكسرات ونُقل للسبت. 9- المواطن الاسرائيلي مخطيء تماما حينما يظن ان الشأن الذري الايراني هو "ضجيج كبير بسبب لا شيء". فهذا بيقين هو شأن حياتنا الرئيس في هذه الفترة ويجب ان تنحصر مواردنا كلها في إبعاد الكارثة المحتملة عن بيوتنا. مع كل الاحترام لانخفاض اسعار جبن الكوتج وارتفاع سعر المحروقات، ومع كل القلق لرشقات صواريخ القسام التي تعود من جديد، يجب علينا جميعا وعلى قادة الدولة بيقين ان يُبكروا لنقاش واعداد لهذا الشأن الحاسم وان يناموا في وقت متأخر في الليل فقط أو ينبغي ألا يناموا لحظة واحدة في الحقيقة.