بيان سياسي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة مرور 28 عاما على " اعلان الاستقلال"

بيان سياسي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

بمناسبة مرور 28 عاما على " اعلان الاستقلال"

يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل...

   في الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 1988 أصدر المجلس الوطني الفلسطيني، في دورته التاسعة عشرة بالجزائر، " وثيقة إعلان الاستقلال"، معلنا " قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". وصدر الاعلان بعد مرور ما يقارب العام على اندلاع الانتفاضة المجيدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ديسمبر/ كانون الثاني 1987، والتي دل استمرارها وتصاعدها بعزم لا يلين على اصرار شعبنا الفلسطيني على الامساك بزمام قضيته الوطنية، ومواصلة نضاله الوطني الى أن تتحقق أهدافه بدحر الاحتلال وممارسة حقه في تقرير مصيره في إطار دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، مهما كلف الثمن من تضحيات. وبهذا المعنى جاء الاعلان تعبيرا عن الارادة النضالية لشعبنا الفلسطيني البطل، ورفضه لكافة الحلول والمشاريع التسووية التي تنتقص من حقوقه الوطنية.

    كما دللت الانتفاضة على أن خيار النضال والتضحية هو الكفيل بتوسيع دائرة الدعم الدولي لحق شعبنا في مقاومة الاحتلال، واحداث تغيير نوعي في ميزان القوى لصالح قضيتنا الوطنية، باعتبارها قضية شعب يناضل من أجل التخلص من الاحتلال. وتأكد ذلك باعتراف 140 دولة ب "إعلان قيام الدولة الفلسطينية" ، علاوة على اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة،  واعتمادها اسم فلسطين في الامم المتحدة، ودعوتها لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية على قدم المساواة.

   ولكن الجناح المهيمن على قيادة المنظمة، بدلا من العمل على دعم الانتفاضة وتوفير شروط استمرارها وتصاعدها، سعى للهيمنة على قيادتها وتوجهها السياسي، وتبنى مقاربة تقوم على توظيف نتائجها ومكتسباتها لخدمة برنامجه للتسوية السياسية، عبر تقديم التنازلات بهدف تذليل عقبة الرفض الأمريكي لمشاركة المنظمة في عملية التسوية السياسية..  هذه المقاربة البائسة هي التي أدت الى تراجع الانتفاضة، واوصلتنا الى نفق المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية ومرجعية مدريد- أوسلو، والاعتراف المجاني بحق إسرائيل بالوجود، بما ترتب على ذلك من انقسام عميق في الساحة الفلسطينية ، وفشلت بالتالي في تحقيق أهداف المشروع الوطني الفلسطيني.. مشروع العودة والدولة المستقلة وتقرير المصير.

يا جماهير شعبنا المناضل ... في ذكرى مرور 28 عاما على الإعلان عن قيام دولة فلسطين، نود التأكيد على التالي:

1.   نؤكد على أن خيار المقاومة، بكل أشكالها، هو الكفيل بإجبار دولة الاحتلال الصهيوني على وقف مخططاتها الاستيطانية والتهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتسليم بحق شعبنا في تقرير مصيره في إطار دولته الوطنية المستقلة.

2.   ندعو قيادة المنظمة والسلطة الى وقف رهانها على الإدارة الأمريكية ورعايتها للمفاوضات الثنائية، خصوصا بعد فوز اليميني العنصري " ترامب" بمنصب الرئاسة، وإعادة صياغة تحالفاتها وعلاقاتها الدولية بناءً على مدى دعمها (الدول) لحقوقنا ونضالنا الوطني.

3.   ندعو قيادة المنظمة الى سحب اعترافها بدولة إسرائيل، والاعلان عن تحللها من الالتزامات المترتبة عن اتفاق أوسلو وملحقاته، بما يمهد الطريق لإجراء مراجعة نقدية شاملة، واستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة التمسك بأهداف المشروع الوطني وبحق شعبنا في مقاومة الاحتلال، وإعادة الاعتبار للدور والمكانة التمثيلية للمنظمة باعتبارها الإطار الوطني الجامع المعبر عن وحدة شعبنا وهويته الجماعية.

4.  ندعو الى وقف كل أشكال التنسيق الأمني والتطبيع السياسي مع العدو الصهيوني، والتصدي الجاد لمسار التطبيع العربي معه، بالتعاون مع كل القوى الوطنية والقومية العربية الداعمة لقضيتنا الوطنية.

5.   ندعو الى رفض كل المبادرات العربية والدولية التي تنتقص من حقوق سعبنا، أو تستهدف العودة بنا الى مسار المفاوضات الثنائية، والتمسك بالدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة ومرجعية قراراتها بهدف تنفيذها لا التفاوض عليها.  

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل...

   في هذا اليوم ..  بعد مرور 28 عاما على الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، نجدد عهدنا لشعبنا الفلسطيني بالوفاء لتضحياته العظيمة، والسير على خطى الشهداء الذين قضوا في معركة النضال من أجل استعادة حقوقنا الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

المجد للشهداء .. الحرية لأسرى الحرية .. وإننا حتما لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الاعلام المركزي

14/11/2016