مقتطفات من صحافة العدو 14-03-2012



هآرتس – افتتاحية -  14/3/2012
"كوني 2012" ونحن
بقلم: أسرة التحرير
	"كوني 2012" هو فيلم من نصف
حجم الخط
هآرتس – افتتاحية - 14/3/2012 "كوني 2012" ونحن بقلم: أسرة التحرير "كوني 2012" هو فيلم من نصف ساعة، أنتجته منظمة "أطفال غير ظاهرين". ويصف الفيلم قتال العصابات الوحشي للمقاتل الاوغندي جوزيف كوني، زعيم "جيش مقاومة الرب"، المطلوب رقم واحد من المحكمة الجنائية الدولية. بعد أربعة أيام من نشره في المواقع المختلفة على الانترنت شاهد الفيلم نحو 80 مليون شخص في أرجاء العالم. وهو يعتبر الحملة الاعلامية الافتراضية الاكثر نجاحا في التاريخ. وقد وصف المنتج جيشون راسل "كوني 2012" بانه "تجربة في الاعلام الاجتماعي". هدف التجربة تجسيد القوة الافتراضية في الواقع نفسه. الهدف الذي حددته منظمة "اطفال غير ظاهرين" هو التسبب في القبض على كوني حتى نهاية العام 2012. ومع أن الفيلم يتوجه الى الجماهير في أرجاء العالم، الا أن هدفه هو ممارسة الضغط على شخصيات اساسية في السياسة الامريكية. وتعرضت الحملة الى انتقادات عديدة، ولا سيما بسبب عدم الدقة في الحقائق وعلى خلفية التراجع في قوة كوني والمشاكل الدولية الاكثر اشتعالا، مثل المذبحة في سوريا. غير أن المعنى الحقيقي لـ "كوني 2012" يتجاوز قصة اوغندا. جودته الفنية، المشاركة الوجدانية التي يثيرها، طبيعة نشره والاثر الهائل الذي أحدثه، هي البشرى الهامة. يدور الحديث عن نداء أول في العالم ينشر في أوساط عشرت الملايين من خلال عشرات ملايين الناس، للقيام بعمل حقيقي ضد المظالم التي ارتكبت في مناطق مختلفة في العالم. الخطاب السياسي – الجماهيري، الذي يجري في الغالب داخل الدول وبالنسبة لما يجري في نطاقها، تجاوز نفسه. كما أن المصادر التي يستمد منها معلوماته تغيرت: فليست السياسة المحلية ووسائل الاعلام التقليدية وحدها بل الدور العالمي الذي يجري بمساعدة وسائل الاعلام الرقمية غير المحدودة من حيث وسائط النشر. على اسرائيل أن تأخذ بالحسبان "كوني 2012". وليس مرفوضا الافتراض بان فيلما مشابها سيصنع ايضا بالنسبة للنزاع مع الفلسطينيين. عندما ستكوي الصور التي تمزق القلوب لاطفال ينزفون وعي عشرات الملايين، مشكوك أن تتمكن 46 وقفة لاغراض التصفيق في أثناء خطاب بنيامين نتنياهو في مؤتمر ايباك من ان تلغي الضرر. ------------------------------------------------------ يديعوت – مقال افتتاحي – 14/3/2012 القضاء على كل أمل بقلم: يغئال سرينا الوضع سيء. رئيس الحكومة شخص كئيب وبلا أمل وضعيف وأسير الآخرين. وهو يحمل ذكرى طفولة في بيت مشلول، كان البحث في محاكم التفتيش فيه تصورا عاما. وهو يشعر أبدا بأنه مضطهد وهو مُرتاب أبدا وبلا اصدقاء، ويحسب ظل الجبل جبلا ويُسقط كآبته على شعب كامل. وكله نتاج صراع شخصي يُلقى على الجمهور. وهكذا تأتي معه تصاحبه في ولايته الاولى والثانية ايام بلا أمل وبلا مستقبل. يسير كثيرون مكشوفي الرؤوس ويهربون الى شاشات البرامج التافهة لأنه اذا لم يوجد الأب فان الأخ الكبير يكفي. أُزيح عن ولايته الاولى سريعا جدا حينما ضاق كثيرون به ذرعا. لكنه كان آنذاك سياسة وكان حزبان كبيران وكان جدل، وكان ما يزال يوجد شيء من الديمقراطية. فمن خطيء وأخطأ وحرض طُرد بخزي. وقد عاد فقط حينما فرغ كل شيء وحينما أصبحت السياسة علاقة المال بالسلطة، والمال بالشره. وأصبح الجزء الأكبر من ذلك ثمرة عمله باعتباره المخصخص القومي وهو جيد لقلة من الأقوياء ولهذا يبقى. نتنياهو جيد للقائلين "لا": لاولئك الذين لا يخدمون هنا ولا يسكنون هنا ولا يلتزمون هنا: ليبرمان وناسه، والحريديين والمستوطنين، وتلك النسبة القليلة من الجمهور التي تصنع بيتها فقط على حساب جميع البيوت الاخرى من أرباب المال وأصحاب اتحادات الشركات، ونواب المديرين والمديرين العامين وكل من يحصل على 100 ألف شيكل كل شهر كي يسيطر على ألف يعملون بالحد الأدنى من الأجور. لكن نتنياهو سيء جدا للقائلين "نعم". وهم لا يُقارعونه بلا ذنب جناه. وكذلك هناك مقربون وعالمون ورئيس موساد ومستشارون امنيون ومستشارون آخرون يهمسون جميعا ويُحذرون منه وكأنه وباء. وهو الشخص الذي يعظنا من فوق كل منبر ان علينا ان نمسك مصيرنا بأيدينا، بأيدينا فقط، هو الذي مصيره يخضع دائما لآخرين، وهو الذي يُجر عاجزا وراء آخرين في الداخل والخارج حتى إنك لتهم ان تصرخ: قُم وإمض، يا رجل الخوف والرعب وخلّصنا من نبوءات أنه لا مستقبل التي تُعلق فوق رؤوسنا مثل غيمة سوداء وأعد الينا المستقبل الذي سلبته منا. أنت الذي لم تلغ فقط كل أمل وسعي الى السلام والمصالحة بل رهنت في واقع الامر المستقبل المالي لجمهور الأجراء كلهم في ذلك الاصلاح، في أكبر فصل عام وقع هنا منذ قامت الدولة. نقلت أموالنا التي تم ادخارها بجهد شديد من خزانة المصرف المجاور لبيتنا الى حقول الصيد الخفية للمال الكبير. والآن وباعتبارك توأم احمدي نجاد تلوح أمامنا بالقنبلة الذرية. يجب ان يوجد عدو خارجي شيطاني كي يُنسي الداخل المسلوب، وضعف اليد وعدم وجود القيادة. وأنت ترد على ضعفك في الداخل برفع ورقة الهجوم في الخارج. وتقول انه ينبغي قصف ايران حتى لو قُصفت تل ابيب، وأنت تعلم أنك لا تملك أية حماية كافية للمدينة التي هي قلب الحياة الاسرائيلية. هذا كابوس. ان ارادة قصف ايران تنبع من الرغبة الخفية في تحطيم تل ابيب التي هي آخر موقع مقاومة لخطتك لمنعنا الحياة الطبيعية التي أُنشئت الدولة من اجلها. إمض، إمض الى بيتك أيها الرجل الخائف، وأصلح هناك ما ينبغي اصلاحه ودع القائلين "نعم" الذين ما يزالون يسكنون هنا يخدمون ويلتزمون، يعيشون مثل ناس أحرار. -------------------------------- هآرتس – من عاموس هرئيل وآفي يسسخروف: بوساطة مصرية، الهدوء يعود الى جنوب البلاد التفاهمات: الهدوء مقابل الهدوء، بدون ضمانات اضافية بعد اربعة ايام من القتال نجح أمس الوسطاء المصريون في احلال وقف للنار في قطاع غزة. ودخل وقف النار حيز التنفيذ في الواحدة صباحا، فجر يوم الثلاثاء. حتى ساعات الليل من يوم أمس وإن كانت أُطلقت خمسة صواريخ وثماني قذائف هاون من القطاع الى الاراضي الاسرائيلية، إلا ان الجيش الاسرائيلي امتنع عن شن غارات جوية، وبشكل عام حوفظ على هدوء نسبي. ومقارنة مع جولات القتال السابقة، يُخيل ان مسافة التوقف هذه المرة كانت قصيرة نسبيا حتى الوقف التام للنار – اشارة اخرى على انه لم يكن لاسرائيل وحماس مصلحة حقيقية في تمديد المناوشات الحالية. وعُلم من غزة أمس باصابة ثلاثة فلسطينيين بنار جنود الجيش الاسرائيلي، حين رشقوا الحجارة نحو أبراج مراقبة على حدود القطاع، بعد جنازة نشطاء الجهاد الاسلامي التي جرت في منطقة خان يونس. وفي الايام الاخيرة أُطلق نحو 300 صاروخ باتجاه الاراضي الاسرائيلية. 56 منها اعترضتها بطاريات قبة حديدية (أكثر من 70 في المائة نجاح). وصرح رئيس الاركان بني غانتس أمس بأنه قُتل في الاحداث 26 فلسطينيا، منهم 22 مخربا و4 مدنيين. التفاهمات على التهدئة تحققت بعد يومين من الاتصالات غير المباشرة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. رجال المخابرات المصريون تحدثوا على حدة مع قادة كل واحدة من المنظمات في غزة – حكم حماس، الجهاد ولجان المقاومة الشعبية. ونسق المحادثات مع المصريين من الطرف الاسرائيلي رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس جلعاد ورئيس شعبة التخطيط في هيئة الاركان اللواء أمير ايشل. وبقدر ما هو معروف، دارت المحادثات هاتفيا وسافر الرجلان الى القاهرة. وقال جلعاد لـ "هآرتس" أمس ان "التفاهمات جد بسيطة: الهدوء مقابل الهدوء. هذا ما قاله رئيس الوزراء ووزير الدفاع علنا وهذا ايضا ما يحصل بالفعل". وعلى حد قوله، لا توجد أي وثيقة وقع عليها الطرفان والتعهد الاسرائيلي الوحيد هو انه اذا امتنعت الفصائل عن الهجمات على اسرائيل، فان الجيش الاسرائيلي سيوقف النار ايضا. مع أن المصريين حاولوا بداية، بناء على طلب الفلسطينيين، الحصول ايضا على تعهد اسرائيلي للامتناع عن اغتيال مسؤولي الفصائل المختلفة الا ان الفكرة سقطت في ضوء معارضة اسرائيل. "لم تكن هناك أي ضمانات وأي وعود اخرى"، شدد جلعاد الذي نفى ادعاء الجهاد وكأن اسرائيل تعهدت بالفعل الا تصفي نشطاء المنظمة. واضاف جلعاد بان "يستحق الحظوة الكبرى المصريون على المساعي الناجحة التي بذلوها لتحقيق وقف النار". بالمقابل، شهد أناس آخرون في اسرائيل بانه مر وقت ما الى ان تدخلت القاهرة عمليا في ما يجري في غزة. وقد عزو ذلك الى الوضع الحساس الذي يعيشه المصريون على خلفية سقوط نظام مبارك والانتخابات المقتربة. نهاية القتال في غزة، حتى الاغتيال التالي يوفر للطرفين فرصة لاجراء ميزان الربح والخسارة. السطر الاخير، كالمعتاد، يختلف قليلا عما يرويه الزعماء لانفسهم ولمواطنيهم. هكذا، لا ريب ان الاستعدادات العسكرية في اسرائيل، سواء في الهجوم أم في الجبهة الداخلية، كانت محسنة بالقياس الى جولات القتال السابقة. صحيح أيضا أن الجهاد الاسلامي لم تنجح في الحاق قتل بالاسرائيليين بنار الصواريخ الكثيفة التي اطلقتها، ولا سيما بفضل قبة حديدية. ولكن عند فحص مفهوم متملص مثل وضع الردع الاسرائيلي، يبدو أن الجواب أقل قطعا مما كان يخيل في البداية. صحيح أنه يمكن الافتراض بان الفصائل الاصغر في القطاع، والتي دفعت ثمنا لا بأس به بالاصابات في الايام الاخيرة، ستفكر جيدا قبل أن تبادر الى خطوة هجومية اخرى. ولكن الجولة الاخيرة بدأت بعملية اغتيال قام بها الجيش الاسرائيلي بهدف احباط عملية فلسطينية عبر سيناء. فهل ستقر القيادة السياسية في اسرائيل بمثل هذه السهولة عملية مشابهة، في المرة التالية التي يستقبل فيها اخطار استخباري، في ظل المعرفة بان الثمن سيكون مئات الصواريخ نحو الجبهة الداخلية وشل حياة قرابة مليون مواطن في الجنوب، ممن سيضطرون الى المكوث لزمن طويل في الملاجيء؟ من ناحية اسرائيل، كما أسلفنا، الصورة مركبة. التعاون بين الاستخبارات وسلاح الجو، ومثله منظومات اعتراض الصواريخ، برز ايجابا في نتائج طيبة اكثر من المتوقع. بالمقابل من الصعب أن نعرف كم من الوقت ابعدت بذلك جولة العنف التالية في القطاع. يوجد هنا أيضا موضوع أعمق: فقد جرى الحديث كثيرا، هذا الاسبوع، وعن حق، عن طول النفس الذي توفره قبة حديدية للقيادة السياسية في ظل غياب القتلى، لا ينشأ ضغط جماهيري على الحكومة لعملية برية يقوم بها الجيش الاسرائيلي ومن شأنها أن تكلف تورطا طويلا وكثير الاصابات. ولكن الجواب الذي تعطيه القبة يكفي حيال تحد محدود نسبيا في حجمه (وان كان ازداد جدا في السنوات الاخيرة) من غزة. عندما ندخل الى المعادلة المستقبلية حزب الله ايضا، بخمسين الف صاروخ لديه نفهم بان أربع بطاريات اعتراض – الرابعة سيستوعبها الجيش في نهاية الشهر – هي جواب جزئي للغاية مقارنة مع خطورة التهديد. عمليا، قدرة حزب الله على اطلاق الصواريخ قفزت منذ حرب لبنان الثانية عدة درجات والجواب الذي يتعين على الجيش الاسرائيلي أن يعطيه في المستقبل لهذا التهديد، اذا ما تحقق، سيبقى في معظمه في المجال الهجومي. الجهاد الاسلامي التي تعلمت على ما يبدو شيئا او اثنين من مسيرات النصر لحزب الله في ختام الحرب في لبنان، عقدت أمس احتفالات جماهيريا في غزة احياء "لانتصارنا". وان كانت المنظمة فقدت 12 من رجالها في جولة القتال الاخيرة ضد اسرائيل، ولكن ما هم 12 شهيدا مقابل الشرف الذي نالته في أوساط الجمهور الغزي ولا سيما بين مؤيدي حماس سابقا. في الجهاد يعرفون بانهم لم ينجحوا في اسقاط ضحايا في الطرف الاسرائيلي، ولكنهم يتباهون بالقدرة على تشويش الحياة اليومية في جنوب البلاد وامطار مئات الصواريخ، دون مساعدة من جانب حماس. لاول مرة، نجحت المنظمة في أن تقود بنفسها معركة عسكرية بمثل هذا الحجم ضد اسرائيل. مسؤولوها، الذين لم يصب أحد منهم في الهجمات الاسرائيلية في الجولة الحالية، يخرجون من القتال بعطف أكبر في غزة والمهم بقدر لا يقل عن ذلك – نجحوا في أن يمسوا بذلك بصورة حماس. حماس، التي امتنعت عن المشاركة في النار ولكنها أيضا لم تبعث باجهزتها لوقف خلايا الجهاد واللجان، متهمة الان في غزة بالتعاون مع اسرائيل. الكثير من مؤيديها، ممن رأوا في منظمتهم حركة جهادية مقاتلة، خاب أملهم في أن يكتشفوا صيغة غزية لفتح. الادعاء السائد تجاه مسؤولي حماس الان هو انهم فضلوا الحكم على الكفاح ضد اسرائيل. كبح الجماح الذاتي الذي اتخذته المنظمة كفيل بان يكلفها فقدان التأييد الشعبي في القطاع. --------------------------------- معاريف – من ريمون مرجية: المعركة التالية: حماس ضد الجهاد مع ان الصواريخ تواصل السقوط في اسرائيل، ولكن باعداد أقل، ودون أن تتحمل أي منظمة المسؤولية عن اطلاقها، الامر الذي يشير الى أنه بعد أربعة أيام من القتال نجحت مصر في تحقيق تهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية. من الان فصاعدا حين يسود بين الطرفين هدوء نسبي متوتر، فان الحرب تنتقل الى غزة، الى الخصومة بين الفصائل الفلسطينية، ولا سيما بين المنظمتين الكبيرتين منها – حماس والجهاد. رغم عشرات القتلى في أوساط خلايا اطلاق الصواريخ، فان الجهاد ترى في النجاح في اطلاق مئات الصواريخ على اسرائيل في اثناء ايام القتال انجازا ليس أقل من تاريخي. فقد أطلقت الجهاد نحو اسرائيل 185 صاروخا، لجان المقاومة الشعبية، التي بدأ القتال بعد تصفية اسرائيل لامينها العام زهير القيسي، تباهت بمائة صاروخ اطلقها رجالها. أما منظمة الجبهة الشعبية فاكتفت بـ 45 صاروخا. عشرات الصواريخ الاخرى اطلقتها منظمات أصغر. في الجهاد يقولون ان التهدئة هذه المرة "تختلف عن سابقتها، مثلما وصف ذلك الناطق بلسان الحركة داهود شهاب، في بيان للصحافة. واشار الى انه حسب الاتفاق تلتزم اسرائيل بوقف الهجمات والامتناع عن التصفيات. هكذا قيل أيضا في البيان الرسمي المصري، ولكن مشكوك فيه ان يكون الجيش الاسرائيلي بالفعل سيمتنع عن تنفيذ تصفية في حالة وصلت اليه معلومات عن عملية على الطريق. في حماس، التي أخذت على نفسها، من خلال المصريين، دور الوسيط بين الفصائل واسرائيل، يحاولون التقليل من حجم انجاز الجهاد ويشددون بان على كل الفصائل ان تنظم نفسها معا. قوة حماس ضعفت في القطاع بسبب موقفها المعتدل نسبيا ضد اسرائيل. فالمنظمة غير معنية بتصعيد النار والدفع نحو قرار اسرائيلي بالخروج الى عملية برية من شأنها أن تدفع حكمها الى الانهيار. مسؤول المنظمة الكبير محمود الزهار قال: "التهدئة الحالية تشبه سابقاتها. وهي تقوم على أساس ان الاحتلال سيوقف هجماته ضد القطاع وبالمقابل سيتوقف الرد الفلسطيني. الشعب الفلسطيني لا يمكنه ان يثق بالعدو. وقد وافق على التهدئة بسبب الظروف المحيطة". الاحساس العام في القطاع هو أن الجهاد خرجت ويدها هي العليا، ولا سيما في صراع المكانة حيال حماس. من ناحيتها، في الوقت الذي قتل فيها نشطاء المنظمة، جلس أحمد الجعبري، قائد كتائب القسام من حماس مرتاحا. موقع الانترنت "سرايا القدس" الذراع العسكري للجهاد الاسلامي كتب يقول: "من لا يمكنهم أن يتخلوا عن السيارات الفاخرة، وحولهم رجال بربطات عنق ملونة، لا يمكنهم ان يشعروا بالتوق الى محبة فلسطين. وعليه فينبغي لهم أن يخلوا الطريق لمن يحبها حقا". الجهاد تسخر ايضا من المشروع الاساس لاسرائيل في حربها ضد الصواريخ وتسميه "قبة حديدية" بكلمات "القبة القديمة". في حماس يصدون الانتقاد على عدم انضمامهم الى القتال. موقع الانترنت "بال تايمز" المتماثل مع الحركة، استعان بمقطع فيديو نشره الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ليثبت بان حكومة حماس دعمت الفصائل. في هذا المقطع، الذي نشر في اليو تيوب من جانب اسرائيل نفسها اول أمس، جيء بقسم من مقابلة اجريت في تلفزيون المنظمة "الاقصى" مع الناطق بلسان لجان المقاومة، ابو مجاهد، يشدد فيه على ان حكومة حماس في غزة لم تمنع الفصائل من اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. ماذا يفكر فيه سكان غزة؟ عشرات الالاف شاركوا امس في مسيرات "النصر" للجهاد في شوارع غزة، وفي اثنائها اطلق خطاب من الامين العام للمنظمة رمضان شلح الذي يستقر في دمشق، والذي اثنى فيه على "سرايا القدس" وادعى بان "المقاومة أحدثت ميزان رعب مع العدو. وقال ان "هذه المعركة التي استمرت ايام انتهت، ولكن الحرب لن تنتهي قبل تحرير فلسطين وتفكيك المشروع الصهيوني". مهما يكن من أمر، واضح للجميع بان الهدوء النسبي هو هش ويكفي صاروخ واحد يلحق خسائر في الطرف الفلسطيني كي تشتعل الامور من جديد، وعندها ستكون الحرب بين الفصائل الفلسطينية مرة اخرى موضوعا هامشيا والحرب الحقيقية ستعود لتكون بين اسرائيل والفلسطينيين. ------------------ يديعوت - مقال - 14/3/2012 الخاسر الاكبر: حماس بقلم: روني شكيد انتصرنا – هكذا بفرح شديد، بشرت أمس منظمة الجهاد الاسلامي بعد البيان عن وقف النار واضافت ايضا بيان تحذير: اذا هاجمت اسرائيل، سنطلق الصواريخ حتى الى ما أبعد من تل أبيب. الجمهور الغزي ايضا يؤمن بان الجهاد انتصرت في الجولة الاخيرة، والانتقاد اللاذع على حماس التي لم تنضم الى الجهاد آخذ في التصاعد. في التصعيد الحالي نجحت الجهاد في دحر حماس الى الزاوية. في الاشهر الاخيرة جمعت الجهاد الكثير من القوة – ليس فقط العسكرية بل والجماهيرية ايضا. فايران تزودها بالمال وكذا بالوسائل القتالية. الوضع الصعب في غزة، مع المشاكل في توريد الكهرباء والماء، أدت الى انتقاد ضد حكومة حماس، والجهاد اصبحت قوة مركزية تهدد هيمنة حماس، على الاقل في كل ما يتعلق بالصراع والمقاومة ضد اسرائيل. "ليس لنا خيار آخر، وبالتأكيد ليس خيار سياسي"، شرح أحد التجار في مكالمة هاتفية من القطاع، "ولهذا فاننا نؤيد الجهاد الاسلامي". حماس في حالة ارتباك. الجلوس على الجدار في الايام الاخيرة في ظل وقف النار لم تفعل الخير للمنظمة. بعض من زعمائها حاولوا الاعلان عن التأييد للقتال، ولكن عمليا، منذ منتهى السبت عملوا من خلال المصريين لتحقيق وقف للنار. لم يكن بوسع حماس أن توقف قتال الجهاد، حتى لو كانت حماس تدير المحادثات على وقف النار مع مصر بعيدا عن عيون وسائل الاعلام. اسماعيل هنية، في بدلة غامقة وقميص مخطط ازرق جلس ظهر أمس وعلى جانبيه علمين فلسطينيين كبيرين وأعلن بتكشيرة ارتباك لابناء شعبه في غزة: "العدوان توقف، وضعنا حدا لسياسة التصفيات". في نفس الوقت حاول أحد قادة حماس التلميح بان الذراع العسكري لحماس ساعد القتال بوسائل غير مباشرة. ولكن في غزة لم يقتنعوا. حماس، ليس مثل الجهاد الاسلامي او لجان المقاومة الشعبية، هي منظمة تحب الحكم ولهذا فان زعماءها في غزة وفي الخارج قرروا الان العمل على الدفع باتجاه التهدئة. اما الجهاد واللجان فلهما ايديولوجيا بسيطة جدا: الحرب، الحرب والحرب ضد اسرائيل، من أجل ابادتها. حماس تريد حكما اسلاميا، تريد السيطرة على السلطة الفلسطينية. تريد شرعية عربية ودولية، ولهذا فهي تحاول التصرف بمسؤولية. وهكذا تحولت حماس الى وسيط بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. في غزة سخروا: "هي تتوسط بين الجهاد واسرائيل، تعرض نفسها كقوة حيادية في الساحة. ليست هذه هي حماس التي نعرفها". تأييد الشارع الغزي لحماس ضعف. بالنسبة للغزيين اصبحت الجهاد بديلا جديدا، منحهم في الايام الاخيرة بعض الامل والتشجيع. النتيجة هي ان غزة اصبحت اكثر تطرفا. متى تندلع جولة القتال التالية؟ هي مسألة وقت فقط. وقف النار، مثل كل التهدئات التي كانت في السنوات الاخيرة ولم تصمد، هو فقط مهلة وسطى بين جولتي عنف. وحتى بعد الجولة الحالية واضح أن اسرائيل لا يمكنها أن تسقط وان تتجلد حيال مؤامرات ارهابية جديدة يخطط لها في غزة. الجهاد ولجان المقاومة الشعبية هما ايضا لا يمكنهما ان يضبطا نفسيهما لزمن طويل. المهلة الزمنية سيستغلونها لتجديد احتياطات الصواريخ والاستعداد للجولة التالية. ---------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 13/3/2012 شاهد واستهتر بقلم: عكيفا الدار بنيامين نتنياهو ليس سياسيا محبوبا ولا حتى صاحب قرار متميز. ولكن الرجل الذي انتخب مرتين لمنصب رئيس وزراء اسرائيل، ومن المتوقع أن يفعل ذلك للمرة الثالثة – يعرف شيئا أو اثنين عن العلاقات مع الجمهور. من الصعب التصديق بانه عندما أعد الاسبوع الماضي كتب اوشفتس قبيل خطابه في ايباك لم يشاهد انتقاد رجال اليسار وكتاب الرأي عن التخفيض في قيمة الكارثة وزرع الفزع حول قنبلة ايرانية لم تولد. شاهدها واستهتر بها. من ناحيته – وعن حق؛ حتى بعد 67 سنة، الكارثة تنجح في التأثير على اليهود. تداعٍ فكري مع الكارثة يساعد على هضم مظالم الاحتلال ويزيد التأييد لاسرائيل. أفكار عن اوشفتس تشوش صور جثث الاطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في قصف سلاح الجو اليهودي على غزة. هذا علمي. مقال نشر في 2010 في مجلة "Personality and Social Psychology"، فحص عينة من مائة يهودي في عمر 17 – 81 من ثلاث جاليات في كندا، يفيد بوجود صلة واضحة بين الاطلاع والوعي بالكارثة وبين شدة القلق لدى اليهود من مغبة الابادة. الباحثون، البروفيسور ميخائيل فاهل، نيلا برنسكومبيا وستيفان رايزن، وجدوا ان الذين خضعوا للبحث وطُلب اليهم ان يكتبوا انشاء عن الكارثة، ابدوا قلقا أعلى وتضامنا جماعيا أكبر من اولئك الذين لم يُطلب اليهم كتابة شيء. ويقدر الباحثون بان أحد آثار شدة القلق الجماعي من الابادة يمكن أن يكون تبرير اعمال عنف ضد مجموعة خصم. وهم يستندون ضمن امور اخرى الى بحث فاهل وبرنسكومبيا من العام 2008 والذي وجد بان اليهود الذين كانوا موضع البحث وذكرت الكارثة لهم وحقيقة كون الشعب اليهودي ضحية في ماضيه، مالوا لان يروا في الفلسطينيين جذر النزاع، اكثر من باقي الخاضعين للبحث. بتعبير آخر، كما يجمل الباحثون، باسم الحاجة للدفاع عنها ضد الابادة، الجماعة تعطي شرعية للمس بالغير. يمكن الافتراض بان الاستثمار في الكارثة يضمن لنتنياهو مردودا سياسيا في السوق السياسية في اسرائيل ايضا. بالمقابل، اصدقاء في ألمانيا يروون بان هتافات الحرب التي يطلقها بيبي من على كل منصة في واشنطن، تثير هتافات لاسامية ضد قارعي طبول الحرب اليهود في جيل لم يعرف الكارثة ورائحة النفط الذي ترتفع سعره أقوى من رائحة الغاز. سبع سنين عجاف الانجاز الكبير لمستوطني ميغرون لا يكمن في الاتفاق مع الحكومة، والذي سيجبرهم في يوم من الايام، ربما، على الانتقال الى شقة اخرى في تلة مجاورة. نجاحهم الاكبر هو في تحويل البؤر الاستيطانية من مسألة سياسية مركزية الى خلاف قانوني عادي على ملكية الاراضي في المناطق. فصل آخر باعث على التثاؤب في المعركة ضد محكمة العدل العليا والسلام الان. من يتذكر أن ميغرون هي البؤرة الاستيطانية الاولى في قائمة البؤر التي تعهدت حكومة شارون أمام كل العالم باخلائها، الى جانب 23 بؤرة اخرى نشأت منذ يوم اقامة تلك الحكومة في اذار 2001؟ واليوم تتم سبع سنوات على قرار قضى بان الحكومة "تصادق على مبادىء وسبل العمل التي في أساس التوصيات التي توجد في فتوى المحامية تاليا ساسون، عن البؤر الاستيطانية غير القانونية". في حديث أجراه في الغداة مع الامين العام للامم المتحدة في حينه، كوفي عنان، الذي زار اسرائيل، أعلن شارون بان "اخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية هو جزء من الالتزامات التي اخذتها اسرائيل على عاتقها في اطار خريطة الطريق". وشرح شارون بان الاعداد لخطة فك الارتباط عن غزة يجعل من الصعب اخلاء البؤر الاستيطانية، ولكنه وعد بان "اسرائيل ستخليها كما التزمت في الماضي". ولكنه لم يقل متى. لكسب الوقت استخدم شارون الابتكار المعروف بتعيين لجنة وزارية، برئاسة وزيرة العدل في حينه، تسيبي لفني. حاييم رامون، الذي احتل لاحقا مكانها، أصدر تقرير بديل لتقرير ساسون واللجنة ماتت ميتة القبلة. نتنياهو، الذي كان في حينه وزير المالية، صوت الى جانب الاغلبية الساحقة من اعضاء الحكومة الذين "صادقوا على التقرير". الوحيدة التي صوتت ضد القرار كانت داليا ايتسيك، في حينه من حزب العمل ولاحقا من كديما. وقالت ان "الف رجل اطفاء لا يمكنهم أن يطفئوا الضرر الذين سيلحقه هذا التقرير باسرائيل". واقترحت التوجه فورا لتفكيك البؤر الاستيطانية بدلا من تشكيل لجنة تسوف المعالجة للنتائج الخطيرة. تنبأت ولم تعرف ما الذي تنبأت به. حكومة كديما، برئاسة ايهود اولمرت، لم تخلي حتى ولا بؤرة استيطانية واحدة وتجاهلت أوامر المستشار القانوني للحكومة للكف عن نقل الميزانيات للبؤر الاستيطانية غير القانونية. بعد سبع سنوات من "تبني التقرير"، ليس فقط بقيت البؤر الاستيطانية على حالها بل انه حسب احصاء "السلام الان" ففي السبع سنوات الماضية منذ قرار الحكومة اضيف في البؤر الاستيطانية غير القانونية 155 منزلا دائما و 570 كرفانا. وهذه ليست النهاية. هذه الايام وثق درور أتكس، الملاحق المواظب للمستوطنات، بناء ثماني وحدات سكن جديدة في بؤرة نوفيه نحمايا الاستيطانية وتمهيد التربة لمركز تجاري في بؤرة جفعات اساف التي اقيمت على ارض خاصة وتعرف بانها "مرشحة للاخلاء". ولاحظ أتكس امس اكثر من عشرين منزلا جديدا مقام في مستوطنة عاليه. الامر تم بالتعارض مع التزام الدولة أمام محكمة العدل العليا بتجميد البناء في المكان (رد فعل وزارة العدل والادارة المدنية قبل اسبوع: "الموضوع قيد الاستيضاح"). "هذه بالتأكيد سبع سنوات عجاف"، أجملت امس الامر ساسون بأسى. "المستوطنون ورجالهم في الحكومة انتصروا عليها". وربما، بعد سبع سنوات اخرى من حكم المستوطنين، يتبين أن هذه كانت – نسبيا – السبع سنوات السِمان. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 14/3/2012 من يؤيد تحطيم البنية التحتية بقلم: تسفي برئيل بدأ يعمل مع القبة الحديدية المجهر السياسي والعسكري ايضا. ودُست الاسئلة السياسية المركزية في الأدراج وعُدِل بالتهديد الاستراتيجي – ايران – الى لهب منخفض حل محله احصاء دقيق للاحباط الناجح للقبة الحديدية، وكاد يُنسى سبب نشوب هذه الحرب. من ذا يذكر اسم ذلك الامين العام للجان الشعبية الذي كان في ظاهر الامر في طريقه الى تنفيذ عملية اغتيل بسببها (والذي عُين بدلا منه امين عام جديد)؟ هل يستطيع شخص ما ان يجزم بأن العملية أُحبطت حقا نتاج الاغتيال؟ ليس وزير الدفاع. "بدأت هذه الجولة بالتعرض لزهير القيسي من قادة اللجان الشعبية الذين عملوا على الاعداد كما يبدو لعملية كبيرة لا استطيع ان أقول حتى الآن انها أُحبطت"، أوضح الوزير. "كما يبدو" و"لا استطيع ان أقول" هما التعبيران اللذان سُجن بسببهما مئات آلاف المواطنين في الملاجيء. لم يُنس سبب الحرب فقط – كل يوم قدم ذريعة لهجمات اليوم التالي – بل لم يسارع أي طرف ايضا الى طلب هدنة لأن من يطلبها أولا يُرى خاسرا، وتعلمون ان المجد جزء لا ينفصل عن القوة القومية. ولم تكن لهذه الحرب ايضا أهداف محددة. وفي مواجهة من هي؟ وماذا يريدون ان يحرزوا نتاج هذا الحوار العنيف؟. بحسب "ارشادات الاستعمال" المعروفة للحروب مع غزة يظهر سريعا جدا بكامل فخامته شعار "القضاء على البنية التحتية للارهاب"، الذي يأتي فورا بعد شعار "حماس مسؤولة عما يجري في القطاع". ولهذين الشعارين قوة حقيقية. فقد هيّجا في الماضي العمليات البرية الطموحة في القطاع ومنها عملية "الرصاص المصبوب" التي يُنسب اليها الهدوء المستمر منذ ثلاث سنين. بيد ان تعبير "البنية التحتية للارهاب" بدأ يبلبلنا. فقد أعلن خالد مشعل على أثر اتفاق المصالحة مع فتح في شباط (وقبل ذلك ايضا في أيار 2011) ان حماس ستتمسك بـ "المقاومة غير العنيفة" طريقا للتحرر من الاحتلال. وأصبح انفصاله عن سوريا وعن ايران يُرى في اسرائيل تطورا ايجابيا ومهما، وقد زار السعودية هذا الاسبوع وأجرى محادثات لاستبدال التمويل السعودي بالتمويل الايراني. ووجه اسماعيل هنية ومحمود الزهار انتقادا شديدا لمشعل الى درجة أنه أعلن أنه لن يرشح نفسه لولاية اخرى ولم يحدث هذا حتى الآن، ويسارع القائدان في القطاع الآن الى بيان أنه "لا اختلاف في حماس". لكن هناك اختلاف في حماس وهو مهم لأنه يشهد على حيرة وبحث عن سبيل وفحص الكلفة والجدوى لصورة نشاط المنظمة حتى الآن. ليست هذه حيرة اللجان الشعبية التي هي منظمة ضعيفة تعتمد في جزء منها على روابط عائلية، وهي مبنية من شظايا منظمات ترى حماس عدوا، ولا الجهاد الاسلامي الذي ما يزال يحافظ على علاقاته مع ايران برغم انه انضم الى اتفاق المصالحة مع فتح. ان "البنية التحتية للارهاب" هذه ليست فرقة فلهرمونية تعزف متبعة حركات قائد اوركسترا واحد. بل توجد فيها عداوات شخصية وعقائدية جعلت حماس تمتنع عن الانضمام الى حفل اطلاق النار على اسرائيل، لكنها ستضطر كما يبدو الى ضغط الزناد اذا لم تصمد الهدنة واستمرت المعركة. ان هذه العداوات فضلا عن الفرص السياسية والامنية التي تستدعيها، التي تشمل احتمال اجراء تفاوض مع سلطة فلسطينية موحدة تمثل غزة ايضا، لا تعني حكومة اسرائيل. فهي تفضل ان تصور عدوا كبيرا موحدا تهب له صفة "بنية تحتية" وتُحدد بذلك هدفا مناسبا يمكن الانتصار عليه من غير دفع ثمن سياسي، وتحاول الآن ان تبيع مواطني الدولة هذا الوهم ولا سيما سكان الجنوب وكأن الحديث عن هدف سام يناسبه ثمن المكوث في الملاجيء. بيد انه من الضروري ان نذكر ان هذا الهدف تم استلاله من الخزانة بعد ان تبين فقط ان رد الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة لم يقع بحسب السيناريو المتوقع، ولم تكتف المنظمات بكمية موزونة معلومة من الصواريخ. ولا مناص في هذه الحال بالطبع من ان نُريهم لأنه لم يعد الحديث عن مخرب أراد ان ينفذ عملية ربما لم تُحبط، بل نحارب الآن بنية تحتية – فانصبوا قاماتكم من فضلكم. -------------------------------------- هآرتس - مقال - 14/3/2012 اليمين الامريكي يُجن بقلم: ابيرما غولان - واشنطن ليس هذا جديدا، لكن الانتخابات التي تقترب تزيده حدة وذاك ان الولايات المتحدة هي جزءان متناقضان من الكيان نفسه ومتضاربان ويُعادي بعضهما بعضا. يوجد في البيت الابيض أول زعيم افريقي امريكي في تاريخ الأمة يقود مع زوجته سياسة ثورية مقدمتها قانون التأمين الصحي الرسمي، لكن القوى التي تعمل في مواجهته ظلامية وعظيمة القوة. جرى في ولاية بنسلفانيا هذا الاسبوع تعديل لقانون الاجهاض الذي يوجب على اطباء النساء ان يُجروا لكل امرأة تريد اجهاضا صناعيا فحصا بالامواج فوق الصوتية وفحصا باطنيا. وستضطر المرأة من جهتها الى النظر الى صورة الجنين والاستماع الى نبض قلبه والاستماع الى بيان مفصل عن وضعه. حظي الاقتراح وهو بمبادرة خبيرة القانون كاتي راف المرشحة من الحزب الجمهوري لمنصب المدعي العام، حظي باسم "اغتصاب من قبل الدولة"، لكن اعضاء مجلس نواب جمهوريين يتنافسون في تبنيه. هذا فقط رأس جبل الجليد للجنون الديني – المحافظ الذي يتعالى في هذه الايام مثل انفجار بركاني سيء في اليمين الامريكي. والجمهوريون الذين لم يدخروا منذ البداية اتهام براك اوباما باتهامات باطلة – فهو مسلم وليس مواطنا امريكيا وهو يرفع الضرائب (وذلك بعد يوم من خفضه للضرائب عن الطبقة الوسطى) ويكره الكنيسة والدين – يزعمون انه يقود الدولة الى تدخل فظ في حياة الفرد (لكنهم لا يرون فحص الامواج الصوتية والفحص الباطني تدخلا). لماذا صار يجب على الدولة فجأة ان تهتم بالضعفاء؟ قذفه بهذا هذا الاسبوع المرشح الجمهوري ريك سانتورم. أليس هذا العمل متروكا لشيء واحد فقط هو الله! فلله بلا شك دور مركزي في هذه الانتخابات، وللشيطان ايضا. وقد قال سانتورم (الذي يرى ان الكاثوليكية بل البروتستانتية ليست مسيحية بقدر كاف) قال في 2008 ان الشيطان تغلغل الى الادارة في امريكا ويُخربها. ينشأ عند الجمهور الديمقراطي في الولايات المتحدة الآن خوف عميق من ان يضعف المبدأ المهم الذي يفصل الدين عن الدولة في امريكا بسرعة مخيفة. وليس عجيبا ألبتة انه يوجد في هذا الجمهور يهود كثيرون. أكثر كثيرا مما يُخيل الينا حينما يحصد رئيس حكومة اسرائيل تصفيقا عاليا في "ايباك". ويخاف هؤلاء اليهود الآن خوفا مضاعفا بسبب الجنون المسيحاني المتفشي في السياسة الامريكية وذاك المتفشي في اسرائيل، وأكثر من ذلك – بسبب العلاقة بين الاثنين. يرى جمهور ضخم من اليهود العلمانيين والمحافظين والاصلاحيين والاورثوذكسيين العصريين بازاء ناظريه جهازين سياسيين قلبا الطاولة ويعملان في اسلوب يبدو له هياجا مقلقا. فالصلة بين الانجليكان المتطرفين ومتطرفي المستوطنين التي تتم من فوق رأس الجمهور الامريكي (ومن وراء ظهر الجمهور في اسرائيل)، تعدت منذ زمن حدود الشرعية – بالميزانيات الضخمة المنفقة عليها وغسل الدماغ الذي تقوده. ويثير هنا خيبة الأمل ايضا صورة حديث بنيامين نتنياهو مباشرة الى اليمين الامريكي فيما يبدو مثل التفاف استخفافي على الحوار الهش بين القدس وواشنطن. ومنظمات حقوق الانسان والمجموعات الليبرالية والاكاديميون وناس الحياة العامة – كلهم يعبرون عن امتعاض ويأس من التطرف الحريدي – الديني – القومي في اسرائيل وقوة الصلة بينه وبين المسيحية البيضاء القومية واليهودية اليمينية – المتطرفة والحريدية المتطرفة في الولايات المتحدة، وتبين لكثيرين منهم في المدة الاخيرة فقط ان شلدون ادلسون ذاك الذي يصب مالا على الحملة الانتخابية لنيوت غينغريتش هو ناشر الصحيفة التي تؤيد نتنياهو، وتعجبوا أكثر من مرة. ولما كان الامر كذلك فربما حان الوقت كما يقولون ليتعاون الاسرائيليون في اليسار والمركز ممن قالوا طوال سنين لذلك الجمهور الصامت الموالي "لا تتدخل" مع ملايين اليهود الامريكيين الذين يخافون مثلهم على مستقبل اسرائيل ومصيرها. اجل حان وقت ان يوضح لحكومة اسرائيل مبلغ قوة جمهور لا يستطيع التبرع بسخاء فقط بل ان يطلب ايضا تغيير السياسة وكف جماح التطرف والتفكير من جديد بصورة دولة اليهود وهويتها. ----------------------------------------- هآرتس - مقال - 14/3/2012 بوتينياهو الاسرائيلي بقلم: عنار شيلو لا حاجة الى الانتخابات القادمة. فبنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء القادم. وسيُنتخب نتنياهو لولاية ثالثة بأكثرية كبيرة. فبوتينياهو الاسرائيلي هو مثل فلاديمير بوتين في روسيا الذي سيتولى قريبا الولاية الثالثة الرئاسية ولن يسلبه أحد ذلك. ان استطلاع الرأي باشراف كاميل فوكس الذي أُجري مؤخرا من اجل صحيفة "هآرتس" يعطي الليكود 35 – 37 نائبا. ويتحطم حزب المعارضة الرئيس "كديما". وليس حزب العمل ولا يئير لبيد تهديدا حقيقيا ايضا. فنتنياهو مثل بوتين سيحتل الدولة سائرا. سيكون نتنياهو رئيس الحكومة التالي برغم كونه شخصا مختلفا فيه، حتى ان رجاله الأقرب مثل عوزي أراد، يوجهون اليه انتقادا شديدا. وسيكون نتنياهو رئيس الوزراء للمرة الثالثة برغم قضية نتان ايشل وسائر الزعزعات في ديوانه. ان الذي لا يستطيع ان يُقر ديوانا مدة بضعة اشهر سيُدبر امور دولة ربما لأكثر من عشر سنين. سيكون نتنياهو رئيس الوزراء التالي برغم الاغتيال المركز لكل مسيرة أو أفق سياسي، وبرغم ان رئيس فرنسا أسماه كذابا وبرغم علاقاته المتوترة مع رئيس الولايات المتحدة، وسيُنتخب لولاية ثالثة برغم الاحتجاج الاجتماعي الواسع جدا الذي يخالف كل ما يمثله. يبدو هذا مثل مفارقة منطقية. فما الذي يجعل الجمهور في اسرائيل ينتخبه مرة بعد اخرى ويفضله على اشخاص أكثر أمانة وقيما منه؟ وما الذي يجعلنا نُرئس على واحدة من الدول الأكثر تحديا وتعقيدا في العالم رجلا ما كنا لنشتري منه سيارة مستعملة؟. ان سر نجاح نتنياهو هو مساوئه خاصة. وهو يُنتخب لا لمزاياه بل لمساوئه. ان حب الجمهور لنتنياهو حب نرجسي. فنحن الذين تنعكس صورتنا في المستنقع العكر ونرى أنفسنا وننتخب أنفسنا. نتنياهو حرباء يتلون بلون المحيط. وهو يجسد دور عدة اشخاص في الوقت نفسه. فهو فارس سلطة القانون في مراسم تبديل رئيس المحكمة العليا، وهو التهديد الأكبر لسلطة القانون بسلوكه وسلوك ائتلافه. وهناك نتنياهو خطبة بار ايلان وتجميد المستوطنات، وهناك نتنياهو المؤمن بأنه لا يوجد من يُتحدث معه والذي لا يؤمن بالتخلي عن شبر ارض. وسؤال من هو نتنياهو الحقيقي لا معنى له. فميزته الكبرى عن سائر ساستنا جميعا هي انه لا يوجد أصلا نتنياهو حقيقي. يتلوى نتنياهو بين الحديث السامي عن المباديء (الذي نستطيع قبوله أو رفضه)، وبين التخلي عن ذلك متروكا لتنهده من اجل ضرورة سياسية أو ضغط عام. ويوحي نتنياهو بالقوة والعظمة والتصميم في خطاباته كتلك التي كانت مؤخرا في "ايباك"، لكنه أكثر القادة تعرضا للضغط ممن كانوا لنا مدى تاريخنا. ويحب الجمهور الاسرائيلي ايضا هذه الازدواجية. ان نتنياهو يضرب وتر صلفنا من جهة ومخاوفنا من جهة اخرى كما لم يفعل أي سياسي في اسرائيل قط، وليس صدفة انه يكثر من استخدام المحرقة. فالمحرقة هي الخوف الأعظم واشارته الى محرقة ثانية تُعرفنا بأننا ضحايا وتعيد الينا الشعور بالحق الذي فقدناه، فلو لم توجد ايران لوجب ايجادها. يتميز توجه نتنياهو الى ايران الى جانب تعزيز الخوف بالصلف، أعني فكرة ان اسرائيل تستطيع ان تحل المشكلة بنفسها. وفكرة انه يمكن ان نهاجم في هذا الصيف بخلاف موقف الولايات المتحدة وخلاف موقف العالم، وبقوات ومعدات محدودة جدا. والحال في حياة الشعب كحال الحياة النفسية: فالى جانب مواجهة صدمة نفسية توجد ارادة غير معروفة لمعاودة الصدمة النفسية. ونتنياهو الذي يحذر من محرقة ثانية قد يقود اليها، ولهذا ننتخبه. ----------------------------------------------- معاريف - مقال - 14/3/2012 انتصار، ليس بالضربة القاضية بقلم: بن كاسبيت نبدأ بالامور الطيبة: جولة العنف الحالية في الجنوب انتهت بانتصار اسرائيل واضح. شبه ضربة قاضية. الثناء يعود للجيش الاسرائيلي، للمخابرات الاسرائيلية، لاذرع الامن المختلفة، لرفائيل التي طورت قبة حديدية، لعمير بيرتس الذي حركها (ضد كل الجنرالات والامنيين في زمنه)، وكذا للقيادة السياسية التي اتخذت قرارا غير سهل وسارت به. مهرجان النصر للجهاد الاسلامي في غزة مساء أمس هو الصيغة الهزلية للحدث، دليل آخر على أنه منذ عهد "صوت الرعد من القاهرة" لم يتغير الكثير هناك، مع الربيع العربي وبدونه. كما أن مسرحية المهرجين الدائمة لرجب اردوغان ("قتل شعب"، كما أسمى المناوشات لاربعة ايام بين الجيش الاسرائيلي والجهاد) ليس أكثر من مهزلة. السؤال الذي يثير الفضول هو ما الذي تغير منذ آب الماضي، عندما كان اخطار ساخن من المخابرات الاسرائيلية بعملية تفجير متدحرجة من القطاع عبر سيناء باتجاه ايلات، وتوصية واضحة من المخابرات لتنفيذ احباط مركز على قاطع القيادة للعملية، وكان قرار من القيادة السياسية، بالهام من وزير الدفاع، بعدم العمل والانتظار. الانتظار كلف دما كثيرا، لم يوفر جولة عنف وجر توترا شديدا بين قيادة المخابرات (يورام كوهين) وقيادة وزارة الدفاع (ايهود باراك). مرت سبعة اشهر والوضع تبدل. التغيير استراتيجي ومدوٍ. توجد معلومات استخبارية (نوعية ودقيقة) عن عملية متدحرجة في الطريق، ورئيس المنظمة يصفى، بجلاء ووضوح مع علم واضح بان الامر سيؤدي الى اشتعال غير بسيط معها يعرف المرء كيف يدخل اليه، ولكنك أبدا لن تعرف كيف واذا ما ستخرج منه. قيادتنا السياسية والامنية، أي رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع باراك وربما أيضا وزراء الثمانية هي التي اتخذت هذا القرار ويجب الثناء عليها لذلك. بدون لكن، بدون ربما، بدون لنرى وبدون ننتظر ونقرر بعد ذلك. هكذا يجب أن تتصرف دولة ذات سيادة. بالفعل، تغيير منعش. ويوجد شيء آخر: "قبة حديدية"، تتجسد بالملموس من فوق رأس مواطني الجنوب، هي مضاعف قوة آخذ في التعاظم. كلما تطورت وحسنت نسبة الاصابة، سيكون أسهل اتخاذ مثل هذه القرارات. يدور الحديث عن ذخر استراتيجي يمكن أن يكون محطم للتعادل في معادلة الردع غير المتماثلة بين الجيش الاسرائيلي المتفوق ولكن المقيد وبين منظمات الارهاب منفلتة العقال. ولكن، وهنا تأتي لكن كبيرة جدا. اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المستعدة لان تعيش مع وضع في اطاره مرة كل بضعة اشهر تهاجم فيها عصابات ارهاب تعشعش على اسياجها مواطنيها بالصواريخ، بالراجمات وبمحاولات العمليات. أروني دولة واحدة اخرى على المعمورة تكون مستعدة لان تسلم بمثل هذا الوضع. لا توجد. اسرائيل سلمت منذ زمن بعيد. وفضلا عن ذلك: حتى في الايام العادية وفي ظل التهدئة المزعومة، وفيما نكون نحن في تل أبيب نغوص في مياه المستنقع بنشاط، فان المنطقة المسماة "غلاف غزة"، تتعرض لصواريخ القسام هنا، غراد هناك، قذيفة هاون او اثنتين تقطر عليها، والعالم يسير على عادته. هذا بالكاد يجب مكانا له في الاخبار. جيل كامل من الاطفال تربوا، تعلموا على حضن "صافرة اللون الاحمر". كل منظمة ارهابية عاقة جديدة توجد بين غزة ورفح، تنظم لنفسها انطلاقة احتفالية مع عدة صواريخ غراد أو قسام على رؤوسنا، ولا أحد ينبس ببنت شفة. "قبة حديدية"، مع كل الاحترام، لا تغير كثيرا حقيقة أن مليون نسمة يعيشون في ظل صافرات الانذار، لا يمكنهم أن يخططوا عرسا او اجازة شهرين مسبقا دون أن يأخذوا المخاطرة، ويعتبرون رهائن لمزاج عصابات الارهاب المسلحة. فهل تعرفون متى سيتغير هذا الوضع؟ سيتغير في اليوم الذي يصل فيه مدى الغراد الى غوش دان. بالمناسبة، هذا اليوم يقترب بخطوات واسعة. حتى ذلك الحين نحن نواصل التخندق، التحصن، الرواية لانفسنا للقصص وننتظر "الجولة" التالية. أتذكر بنيامين نتنياهو يتجول في عسقلان قبل وقت قصير من "رصاص مصبوب"، ينزل الى غرفة القيادة البلدية، يقف أمام الكاميرات ويعلن بصوت عال: "عندما نكون في السلطة، لن نسمح لهذا بان يحصل". بالمناسبة، يمكن أن نجد الفيلم القصير على اليو تيوب. "الرسالة اليومية لبنيامين نتنياهو في 3 شباط 2009". وقد كان على حافة الانتخابات وكان مستعدا لان يقول كل شيء كي ينتخب. فقد روى هناك عن طفلة أرته شظايا صاروخ سقط قرب بيتها، عن أم تبكي، وقد أثار الانفعال ووعد بهذه اللهجة: "لقد حذرت من حماستان في غزة... عملية واحدة فقط تدفع حكم حماس في غزة الى الانهيار ستضع حدا لهذه القصة... نحن، خلافا لكديما، لن نوقف الجيش الاسرائيلي. نحن سنكمل المهمة، سندفع حكم الارهاب لحماس الى الانهيار، سنعيد الامن الى سكان اسدود، عسقلان، يفنه واسرائيل بشكل عام، سنعيد الامن لكم جميعا. كديما لم يفعل هذا. نحن سنفعله، بل وسنفعله جدا". حسنا، يا نتنياهو. ماذا فعلت حتى الان؟ تحدثتَ أساسا. اولمرت على الاقل حاول، خرج الى حملة عسكرية كبيرة، هذا كثير، ولكنه أكثر مما فعلته أنت. باختصار، الاقوال مثل الرمل، ولا يوجد ما يؤكد. ارئيل شارون، في حينه، خطط بانه بعد أن نخرج من غزة، كل قسام سيستجاب بصلية مدفعية تلقائية. رجال القانون اوقفوه. يتبين أنه لا يوجد حل آخر. لا ينبغي لنا أن نخترع شيئا، بل ان نفعل ما يفعله الروس، الامريكان، البريطانيون، الفرنسيون، وكل أمة تحب الحياة كانت ستفعله في وضع مشابه. حتى ذلك الحين هذا لن ينتهي. ادخل للحظة الى اليو تيوب يا بيبي وشاهد ما أنت نفسك قتله ووعدت به قبل ثلاث سنوات. كنت محقا. الان نفذ ما وعدت به. ----------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 14/3/2012 الزعزعة في الشرق الاوسط: الأمل الذي تحطم بقلم: د. دافيد غوبرين مدير قسم الاردن في وزارة الخارجية ان الأحداث التي اكتسحت الشرق الاوسط منذ مطلع السنة الماضية أحدثت انطباع ان الشرق الاوسط العربي بدأ مسيرة ستنتهي الى التحول الديمقراطي وان انشاء نظم حكم تمثيلية وديمقراطية مسألة وقت فقط. وان المشكلة ستُحل في ظاهر الامر، مع تبني دستور واجراء انتخابات عامة وحرة. ونشأ هذا الانطباع المخطوء عن أمل كثيرين من المراقبين أرادوا ان يشهدوا تغير وجه منطقة الشرق الاوسط كما حدث في مناطق مختلفة في العالم وبخاصة دول شرق اوروبا في تسعينيات القرن الماضي. تحطم هذا الأمل ازاء استصعاب الثقافة السياسية العربية المحلية ان تستوعب وتتبنى نظاما كاملا من القيم الديمقراطية وفي مقدمتها التعدد وحرية التعبير وحقوق الانسان وحقوق النساء والتسامح مع الأقليات. وقد تغلبت الروابط العائلية والقبلية والطائفية في حالات كثيرة على تطوير تصور مواطنة