عين الحلوة: هدوء حذر واستمرار الإغلاق

حجم الخط

قال المدير العام للأمن العام في لبنان، اللّواء عباس إبراهيم، إن الوضع الأمني في مخيّم عين الحلوة للّاجئين الفلسطينيين، هشٌّ، فلا يوجد أية ضوابط فيه بعد أي حدث أمني، والمخيّم يشهد توتراً وإشكالات أمنيّة، وقد يشهد عملية اغتيال في أي لحظة.

وأوضح في حديثٍ له مع صحيفة "ذي دايلي ستار" أنّ الجماعات المُتشددة المُوالية  لداعش، تسعى إلى توتير الأوضاع في عين الحلوة، وزجّ الفلسطينيين في أُتون الصراعات القائمة في المنطقة، إذ تتّخذ بعض هذه الجهات المخيّم ملجأً لها، تسعى من خلاله إلى تعزيز وضعها وقوتها". مُبيّناً أنّ العناصر التي تخل بأمن المخيم لا يتجاوز عددها 50 كحد أقصى.

ولفت إلى أنّ بعض المجموعات تُنفّذ هجمات وتصطنع اشتباكات كردّة فعل انتقامية لضرب استقرار بعض المناطق، ولحرف الأنظار عن خسائر وتراجع دور هذه التنظيمات المُتشددة ونفوذها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وأكد إبراهيم على "دعم الدولة اللبنانية للفلسطينيين داخل مخيم عين الحلوة من أجل ضبط الوضع فيه"، مُشدداً على "أهمية وجود موقف جدي وموحد تجاه ما يجري داخل المخيم".

واعتبر أنّ "تدخّل الجيش اللبناني، ودخوله عين الحلوة لحسم الوضع فيه يتطلب قراراً سياسياً".

وأسفرت الاشتباكات في المخيم، يوم أمس، عن استشهاد شاب، وإصابة 3 أشخاص آخرين، أحدهم طفلاً إصابته خطيرة.

وأفادت مصادر عدّة بأن عدداً من الأهالي نزحوا من المخيم، خاصة ممّن يقطنون في المناطق التي تتركّز فيها الاشتباكات، وهي الشارع الفوقاني. وأغلقت وكالة الغوث أمس الثلاثاء كافة مرافقها وعلّقت خدماتها، في حيت أغلقت المعاهد والمدارس ورياض الأطفال كذلك أبوابها، بسبب توتر الوضع الأمني.

وتجدّدت الاشتباكات منذ مطلع الأسبوع الجاري، واستُخدمت فيها، خلال اليومين الماضيين، قنابل وقذائف صاروخية، ورصاص قنص، بعدما كانت القوى الوطنية والإسلامية بالمخيم، توصّلت إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار.

وأفادت المصادر من مخيّم عين الحلوة بأنّ هدوءًا حذراً يسود المخيم منذ مساء يوم أمس الثلاثاء.

إلى ذلك أكّدت المصادر أنّ اللجنة الفلسطينية المشتركة، باشرت عملها فوراً في المخيم لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي جرى اختراقه عدة مرات.

وجرى تشكيل اللجنة في أعقاب الاجتماع الفلسطيني الموسع الذي عُقد في مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت، أمس، وضمّت: صلاح اليوسف من جبهة التحرير، وغسان أيوب من حزب الشعب، وعدنان أبو النايف من الجبهة الديمقراطية، وأحمد عبد الهادي أبو ياسر من حركة حماس، وشكيب العينا من حركة الجهاد الإسلامي، وأبو علي أحمد من الجبهة الشعبية- القيادة العامة، والشيخ جمال خطاب من الحركة الاسلامية المجاهدة، والشيخ أبو شريف عقل من عصبة الأنصار" وممثل عن حركة أنصار الله.

وتوزّعت اللجنة إلى مجموعات، ستلتقي قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، والعميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، والناشطين الإسلاميين، لبحث الوضع الأمني المتفجر في عين الحلوة، ووضعهم في أجواء ونتائج اجتماع السفارة ودعوتهم إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

ويتواصل إغلاق المدارس والمعاهد وكافة مرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لليوم الثالث على التوالي بسبب تذبذب الأوضاع الأمنية بالمخيم.

وأدانت وكالة الغوث "بشدّة استمرار أعمال العنف المسلّح التي يشهدها مخيّم عين الحلوة".

وقال الناطق الرسمي باسم "أونروا" سامي مشعشع، في تصريح صحفي سابق: إنّ أعمال العنف المسلّح المتكررة لا تزال تهدّد حياة المدنيين في المخيم بمن فيهم الأطفال، بالتزامن مع ورود تقارير تفيد بإصابة مدنيين وتضرر عدد من المساكن في المخيم بسبب الاشتباكات، إضافة لتضرر إحدى منشآت "أونروا"، وقيام عناصر مسلحة باقتحام 3 مدارس تابعة لها.

وأفاد مشعشع أنّ وكالة الغوث ستستمر بتقييم الأوضاع الأمنية حرصًا على استئناف خدماتها للّاجئين بأسرع وقت ممكن، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على سلامة وأمن موظّفيها والمستفيدين.

ودعا الأطراف المعنية إلى حماية لاجئي فلسطين من الأذى بما يتماشى وإطار القانون الدولي، وحثّ القوى المسلحة كافة، على احترام حُرمة مرافق الأمم المتحدة وحيادِها، واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المدنيين بمن فيهم موظفي الأونروا، والوصول الآمن لخدمات الوكالة.