الشعبية : يوم الارض رمزًا لوحدة شعبنا وتمسكه بأرضه وهويته الوطنية

بيان سياسي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

يوم الارض الفلسطيني رمزًا لوحدة شعبنا وتمسكه بأرضه وهويته الوطنية

يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل ..

                 يصادف اليوم 30 آذار/ مارس، ذكرى يوم الأرض، الذي تكرّس في الوعي والذاكرة العربية والفلسطينية، باعتباره رمزًا لوحدة الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه ووطنه وهويته الجماعية الواحدة، وتعبيرًا عن رفضه لكل المشاريع التي تنتقص من حقه في أرض وطنه من بحرها إلى نهرها، وحق لاجئيه المشتتين داخل الوطن وخارجه في العودة إلى ديارهم التي هُجّرُوا منها، وإصراره على التصدي للمشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي يستهدف ابتلاع وتهويد الأرض الفلسطينية، والسير قدمًا في مخطط إقامة ما يسمى "بالدولة اليهودية". وعلى هذا الطريق، طريق التصدي والتحدي والكفاح الوطني قدم شعبنا في المحتل من فلسطين عام 1948 التضحيات العزيزة والغزيرة.

ففي مثل هذا اليوم، قبل 41 عامًا، خرجت جماهير شعبنا في عرابة وسخنين وكفر كنا وأم الفحم وقرى ومدن الجليل الفلسطيني منتفضة ضد قرار سلطات الاحتلال الصهيوني القاضي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي قريتي عرابة وسخنين، واشتبكت معها، اشتباكاً بطوليًا، أجبر تلك السلطات على التراجع عن قرارها أمام تصاعد المواجهات والاشتباكات، التي سقط خلالها الشهداء الأبطال: خير أحمد ياسين، خديجة قاسم شواهنة، رجا حسين أبو ريا، خضر عيد محمود خلايلة، محسن حسن سيد طه، رأفت علي زهدي، بالإضافة إلى جرح واعتقال المئات.

جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن ومواقع اللجوء.

                 إن قيمة إحياء هذه الذكرى تكمن أولاً في ما تعبر عنه من مضامين ثورية، وكمناسبة لتجديد المجد والفخر والوفاء للشهداء والجرحى والأسرى الذين عمّدوا هذ اليوم بالدم وقيد السجن، وتوجيه تحية الاعتزاز والتقدير والإجلال لأهلنا في المحتل من فلسطين عام 1948، الذين توحدوا تحت راية النضال المشترك، بعد أن عانوا صدمة الهزيمة والنكبة، وعاشوا وطأة الخوف والعزلة، وخضعوا لسياسات الترهيب والقمع والابتلاع والتهجير ومحاولات شطب الوجود في ظل قبضة الحكم العسكري، حيث فُرضت عليهم المواطنة الإسرائيلية بالقوة، ومورس بحقهم أبشع أنواع التمييز العنصري، وُحرموا الحق في ممارسة العمل السياسي والتعبير عن هويتهم الوطنية.

وتكمن ثانيًا، قيمة هذه الذكرى فيما جسدته من وحدة الشعب الفلسطيني في كافة تجمعاته، ووحدت نضاله من أجل التخلص من الاحتلال والصهيونية والعنصرية، حيث قوبلت بحالة عارمة من التضامن من قبل جماهير شعبنا في مواقع اللجوء وفي الضفة الغربية وقطاع غزة المُحتلّين، وأصبح  يوم الأرض رمزًا معبرًا عن هذه الوحدة، التي يحتفي بها شعبنا كل عام في الثلاثين من آذار/ مارس تخليدًا لذكرى الشهداء وتأكيدًا على المضامين الوطنية العظيمة لهذا اليوم الخالد.

  يا جماهير شعبنا المناضل..

تأتي ذكرى يوم الأرض في ظل اشتداد وتصاعد وتائر المخطط الاستيطاني – الإجلائي - الإحلالي الصهيوني لحكومة اليمين الصهيوني بزعامة نتنياهو، وازدياد حجم المخاطر التي تستهدف الوجود الوطني الفلسطيني في المحتل من فلسطين عام 1948، من خلال الحديث والترويج لما تسميه بعض الأوساط الصهيونية "بالقنبلة الديمغرافية"، والحفاظ على نقاء ما يسمى "بالدولة اليهودية"، وعليه تسعى هذه الحكومة إلى تجاوز حق الفلسطينيين في تقرير المصير وامتلاك إرادتهم والتعبير عن انتمائهم وهويتهم الوطنية، ولهذا تعمل حثيثًا على تأبيد انفصال غزة عن الضفة الغربية، والدفع باتجاه حلول إقليمية مع النظام الرسمي العربي المستسلم، بغطاء ودعم سياسي توفره الإدارة الامريكية اليمينية القديمة - الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

                 إزاء كل ما سبق، ليس أمامنا إلا الارتقاء إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية، من خلال استعادة الوحدة الفلسطينية على أسس وطنية وتنظيمية سليمة، كخيار كفيل بإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الذي يطابق بين شعب فلسطين وأرضه ومشروعه السياسي، وهذا يشمل تجاوز حالة الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس ديمقراطية - توافقية بصيغة قيادة حركة تحرر وطني وإطار تمثيلي جامع للفلسطينيين. وبإعادة الاعتبار للمقاومة، بكافة أشكالها، بديلًا لخيار المفاوضات العبثية بمرجعية اتفاق أوسلو الذي ندعو للقطع التام معه، والعمل على توفير مقومات تدعيم الصمود الشعبي الفلسطيني، والتشبث بالأرض والحقوق، وتطوير أشكال الانتفاضة الحالية، لتغدو انتفاضة شاملة في وجه الاحتلال الصهيوني، دفاعًا عن فلسطين أرضًا وشعبًا وهوية.  

سيبقى يوم الأرض خالدًا في وجدان وذاكرة شعبنا

ومعا على درب الحرية والعودة والاستقلال والتقدم والديمقراطية

المجد للشهداء.. النصر للمقاومة

دائرة الاعلام المركزي

30/3/2017