مقتطفات من صحافة العدو - 22/3/2012

هآرتس – افتتاحية -  22/3/2012
آلية للابادة الذاتية
بقلم: أسرة التحرير

	بنيامين نتنياهو يخصص جهو
حجم الخط
هآرتس – افتتاحية - 22/3/2012 آلية للابادة الذاتية بقلم: أسرة التحرير بنيامين نتنياهو يخصص جهودا كبيرة لرفع البرنامج النووي الايراني الى رأس جدول الاعمال الدولي. ابراز التهديد لابادة "الكيان الصهيوني" ساهم في تشديد الضغط الامريكي والاوروبي على ايران وفي توثيق العقوبات الاقتصادية عليها. وفي نفس الوقت تستفز نتنياهو الاسرة الدولية. وبدلا من دفع المفاوضات على حل الدولتين الى الامام، فانها تتجاهل الاجماع والقانون الدولي والالتزام تجاه الادارة الامريكية. بدلا من عزل ايران وشركائها بتعزيز العناصر البرغماتية في المنطقة، فانها تخدم رافضي السلام. طلب وزارة المالية تخصيص 61 مليون شيكل للمستوطنات خلف الخط الاخضر، والذي اقر أول أمس في لجنة المالية، ليس فقط قرارا اقتصاديا. فميزانية الدولة، مثل ميزانية التخطيط والبناء والدعم للبؤر الاستيطانية، هي أداة مركزية لتحقيق سياسة الاستيطان وتخليد الاحتلال. الدفع بالميزانيات الخاصة بالمستوطنات، التي تتمتع على أي حال بامتيازات سخية – بينما المحيط في نطاق الخط الاخضر يتوق للمساعدة، يدل على سلم الاولويات الايديولوجي، السياسي والاجتماعي للحكومة. لتجاوز أجهزة الرقابة تدفع الحكومة بالمال المخصص لتطوير المستوطنات لدائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية. في تقرير البؤر الاستيطانية، الذي قررت حكومة ارئيل شارون تبنيه في 2005 جاء ان مسؤولي الدائرة سمحوا باقامة البؤر الاستيطانية دون إقرار القيادة السياسية المخولة. ومع أن التقرير أوصى بتقليص نشاط الدائرة خلف الخط الاخضر والغاء فرز الاراضي التي تستخدم لاقامة البؤر الاستيطانية – فان دائرة الاستيطان تواصل كونها اليد الطولى للحكومة في المناطق. حكومة تحذر من "كارثة ثانية" ملزمة بان تقف أمام مواطني اسرائيل وامم العالم بيدين نظيفتين. فتطوير المستوطنات، في ظل جر الارجل في المفاوضات السياسية، هو صفعة في وجه أصدقاء اسرائيل. تعميق الاحتلال هو آلية للابادة الذاتية لاسرائيل اليهودية والديمقراطية. ------------------------------------------------------ يديعوت – مقال افتتاحي – 22/3/2012 في الطريق الى اوروباستان بقلم: غي بخور انه ما كان يُتحدث عن ارهابيين اسلاميين يأتون الى غرب اوروبا من الشرق الاوسط وليسوا جزءا من المجتمع المحلي، كان يمكن تتبعهم واحباط نوايا تنفيذهم عمليات، فقد كانوا اجانب. لكن ماذا يحدث حينما يكون المخربون فرنسيين أو اوروبيين محليين من أصل مسلم، ولدوا في اوروبا ايضا؟ كم يمكن تتبعهم ومنع نشاطهم التخريبي؟ هذا أصعب كثيرا وهذا هو الكابوس الاوروبي الذي أخذ يتسع كما رأينا مثالا عن ذلك في القتل الوحشي في تولوز. هؤلاء الشباب الاوروبيون المسلمون الذين يرى فريق منهم الجهاد مصدرا يحتذى عليه، يعرفون المجتمع الاوروبي جيدا ويعرفون نقاط ضعفه ايضا – الدستورية والامنية والاخلاقية. وتبرهن الابحاث على ان الشباب المسلمين الذين ولدوا في اوروبا أكثر تطرفا من جيل آبائهم المهاجرين الذين كان يقلقهم المعاش والبقاء. وقد بيّن بحث يثير الاهتمام مهم نشر في بريطانيا من قبل معهد "بوليسي اكس تشينج" ان الشباب المسلمين في بريطانيا يخطون سريعا نحو التطرف والأسلمة والرغبة في تغيير هوية بريطانيا نحو الاسلام. وليست هذه أجراس تحذير فقط بل هي أجراس هادرة لكنه لا أحد يستطيع فعل أي شيء في هذا الشأن في اوروبا خشية ان يتم اتهامه بعدم التنور. اعتمد البحث في جملة ما اعتمد عليه على استطلاع للرأي أُجري بين السكان المسلمين في بريطانيا. يريد 37 في المائة من الشباب في أعمار 16 – 24 اجراء قوانين الشريعة الاسلامية على بريطانيا (ومفهوم ان لا أحد منهم سيتخلى عن هويته البريطانية)، في مقابل 17 في المائة فقط من المستطلعة آراؤهم المسلمين الذين تزيد أعمارهم على 55 سنة. ويريد 37 في المائة من الشباب المستطلعة آراؤهم ان يدرس أبناؤهم في مدارس اسلامية في بريطانيا قياسا بـ 19 في المائة فقط من كبار السن، واعترف 7 في المائة بأنهم يُجلون منظمات ارهابية كالقاعدة، منهم 13 في المائة من الشباب و3 في المائة فقط من كبار السن (ونقول بالمناسبة ان المخرب الذي انتحر في سنة 2003 في مقهى ميكس لايس في تل ابيب كان مسلما مع جواز بريطاني). ويفضل 74 في المائة في الأعمار 16 – 24 ان تتحجب نساؤهم قياسا بـ 28 في المائة من ذوي عمر 55 سنة فما فوق. تحول الاتحاد الاوروبي في الاثناء الى جسم غير مرتب ولا منظم غارق الى عنقه في البيروقراطية، مع تكنوقراط غرباء في أحسن الحالات يتولون وظائف رفيعة؛ مثل كاترين آشتون المسؤولة عن العلاقات الخارجية. وقد جعل هذا الاتحاد دول اوروبا مُعرضة لهجرة مسلمة سريعة بأن ألزمها ان تتبنى قوانين ليبرالية ومُسهلة مقدما تتعلق بالأقليات وبالمهاجرين. وكاد يُلغى الشعور بالسيادة وحماية الحدود الذي يفترض ان يكون طبيعيا بالنسبة لكل دولة، ومن بروكسل يقررون لجميع دول الاتحاد. وهي بروكسل التي أصبح يوجد فيها أكثرية مسلمة في المجلس البلدي نفسه. وهكذا أصبح الاتحاد الاوروبي فريسة سهلة لمن هو معني بأن يطور فيه خلايا ارهابية من الخارج أو من الداخل ويستعمله استعمالا سيئا. وترى منظمات الجهاد هذه الاتحاد الاوروبي جسما مرفها غارقا في الفساد وضحية سهلة لمؤامراتهم. وهؤلاء أحفاد القاعدة الذين لا يعملون باسم القادة القدماء ولا يعرفونهم ايضا على نحو عام بل هم انتاج اوروبي أصيل. ويسافر فريق منهم الى الشرق الاوسط أو الى افغانستان ويتصلون بالجهات الارهابية ويجلبون هذه الأفكار مع وسائل القتال الى اوروبا، ولا يُحتاج الى هذا احيانا. فالشبكة العنكبوتية هي أداة توجيه فاخرة ويتعرض شباب كثيرون للمضامين الاسلامية العنيفة من غير ان يعرفوا حتى كلمة واحدة بالعربية. كان عند كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي طوال السنين شعور بأنهم في جزيرة بعيدة باردة تطل من أعلى على العالم الثالث وعلى العالم الاسلامي، أو هكذا على الأقل أملوا ان يروا أنفسهم، لكن هذا لم يعد موجودا، وهذه الحقيقة التي تغلغلت الآن الى قلوب ملايين في فرنسا على أثر مذبحة تولوز تخيفهم، فلم يعد الفرنسيون يفكرون في اليهود وحدهم بل في أنفسهم قبل الجميع. ----------------------------------------------------- معاريف - مقال - 22/3/2012 الانتفاضة التالية بقلم: أرال سيغال قبل نحو سنة كتبت هنا: "يمكنكم أن تمسكوني بكلمتي. دولة اسرائيل، مع ابتسامة غبية على الوجه، تحفر لنفسها قبرا ديمغرافيا. المرض يتسلل، العلائم واضحة ولكن الجمهور لا مبالٍ. أساسا لان المتسللين لم يتجاوزا بعد خط بارليف برجوازية غوش دان... الاعلام، كناطق بلسان التخب، مكبل فكريا بالسلامة السياسية ويرفض اعطاء منصة نزيهة ووزن حقيقي للتهديد...". ولم يتغير الكثير. الحكومة وإن كانت بدأت ببناء جدار، ولكن وتيرة التسلل تصاعدت. فاذا كان قبل نحو أربع سنوات يدخل 400 متسلل في الشهر، فالمعطيات اليوم تتحدث عن قرابة 4 الاف في الشهر. واليد لا تزال ممدودة. كل مبادرة من الحكومة باعادة لاجئين الى افريقيا تعتبر في نظر منظمات حقوق الانسان كمس فاشي بحقوق الانسان. ومؤخرا فقط نشرت عريضة لمفكرين من اليسار تدعو الى عدم اعادة 700 متسلل الى جنوب السودان. ذات الشخصيات الذين يدعون صبح مساء لاقامة دولتين للشعبين، يسحبون البساط من تحت أقادم وجود دولة يهودية. فضلا عن ذلك، اذا كان اليوم يدعو عاموس عوز وأ. ب يهوشع الى منح ملجأ للاجئين من افريقيا، فغدا سيطالب لاجئون فلسطينيون من سوريا بقطعة من البلاد. آخلاقيا حجتهم أقوى. القاسم المشترك بين المنظمات العاملة من أجل مهاجري العمل من افريقيا، باستثناء حقيقة أنهم مدعوون بالطبع من الصندوق الجديد لاسرائيل، هو ايديولوجيا تقدس جدول الاعمال المدني لدولة اسرائيل. اليوم يوجد منهم من يتحدثون على رأس الاشهاد عن منح حقوق مقيم لمتسللي افريقيا، وغدا سيرفعون الالتماسات الى محكمة العدل العليا مطالبين بمنح الغزاة المواطنة. دولة اسرائيل لم تقم من أجل توفير عمل لمهاجرين أفارقة. ورغم وجه الشبه الشاعري والرومانسي الذي تحاول جمعيات مختلفة اضفاءه على المهاجرين الافارقة، فان معطيات الجريمة التي نشرت أمس تثبت بأن أرجلنا غارقة في برميل من البارود. ولكن الواقع يعني تحالف المنظمات المناهضة للصهيونية كما تعنيها قشرة الثوم، وكذا المفكرون. بالنسبة لهم، في الخطر الديمغرافي تكمن ورقة مظفرة على الاغلبية في المجتمع الاسرائيلي التي تعرف نفسها باليهودية. بالنسبة لهم، كلما كثر مهاجرو افريقيا، والقسم الاكبر منهم مسلمون، فان الطابع اليهودي للمجتمع الاسرائيلي سيهتز. في واقعنا تعمل مغسلة الكلمات لساعات اضافية. في المقابلات الصحفية، يعزف رجال هذه المنظمات على نغمات إثارة العواطف، يلوحون بالاخلاق، باليهودية وبالديمقراطية، ولكن مراجعة سطحية لمذاهبهم التي تبسط في الشبكة تؤكد الاحساس بانه من جهة يهاجمون شرعية الدولة (انظر تقرير غولدستون) ومن جهة اخرى يعملون من الداخل لضعضعة الهوية القومية لدولة اليهود. بتمويل من المال الاجنبي بالطبع. ولنذكركم، فان وثائق ويكيليكس كشفت النقاب عن مضمون حديث بين نائبة مدير عام الصندوق الجديد لاسرائيل ومديرة دائرة المنح للصندوق، حدفا ردوفنتس، وبين المستشار السياسي للسفارة الامريكية. فقد قالت ردوفنتس له: "في غضون مائة سنة اسرائيل ستكون ذات أغلبية عربية. ولكن اختفاء الدولة اليهودية لن يكون المأساة التي يخشاها الاسرائيليون، وذلك لانها ستصبح أكثر ديمقراطية". لشدة الأسف، الاجندة في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالنسبة للمتسللين تشكل خليطا من المواقف العاطفية السطحية، الجهل، تآمر المقاهي والسلامة السياسية المخصية. ولكن انتظروا، عندما تندلع انتفاضة المتسللين، وهي ستندلع، ستنطلق وسائل الاعلام برقصة الجلد الذاتي. ففي هذا نحن متفوقون. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 22/3/2012 سنعلم جميعا حتى نهاية السنة بقلم: أري شبيط قبل اسبوع استقبل مسؤول اسرائيلي رفيع في بيته ضيفا امريكيا لمحادثة ليلية. ولما كان الضيف ذكيا وذا تأثير، اتجه المسؤول الكبير الى الموضوع فورا. فعرض الويسكي وقدم القهوة وقال انه لا يوجد وقت. ففي سنة 2013 ستكون ايران قد أصبحت في مكان عميق داخل مجال الحصانة. وسيؤدي اجراء التحصن واجراء تفريق المنشآت الاستراتيجية الى بقاء البرنامج الذري حتى لو ضربتها اسرائيل. وحينما يكون هذا هو الوضع فسينتقل كل من يعارض الهجوم في اسرائيل وفي العالم من دعوى لا حتى الآن الى دعوى لا جازمة. لا يوجد ما يُفعل فالامر متأخر كثيرا. ولهذا من الواضح تماما برؤية صافية ان 2012 هي السنة الحاسمة بالنسبة لاسرائيل، فاما الآن وإما لا الى الأبد. وصف الاسرائيلي العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها ممتازة. وليس بين الدولتين، بخلاف الماضي، اختلافات في الرأي استخبارية أو فروق في الخطابة. فادارة اوباما فعلت في مواجهة ايران أكثر مما فعلت ادارة بوش بالمفهوم السياسي وبالمفهوم العسكري ايضا. والرئيس نفسه شخص يثير الاهتمام وهو بارد الأعصاب وصارم وعالم بالامور. لكن من الواضح برؤية واعية للوضع انه توجد بين واشنطن والقدس فروق قوية. ففي حين ان القنبلة الذرية الشيعية هي مشكلة استراتيجية بالنسبة للامريكيين فانها مشكلة وجودية بالنسبة لاسرائيل. وفي حين يستطيع الامريكيون العمل في السنة القادمة ايضا، لا تستطيع اسرائيل العمل سوى هذه السنة. ويفترض ان يفهم من ليست نظرته للحياة رومانسية ان ليس واقعيا ان نتوقع ان يلتزم رئيس امريكي لرئيس وزراء اسرائيلي ان يصد ايران في المستقبل بهجوم عسكري. وهكذا وبسبب التقارب العميق خاصة بين الحليفتين يجب على اسرائيل ان تستعد لأن تعمل وحدها وبرأي منها هي نفسها في هذا الامر المصيري. ستحترم اسرائيل الولايات المتحدة وتأخذ في الحسبان مصالح الولايات المتحدة، لكنها لن تنتظر موافقة امريكية على العملية. ولن تُعلم اسرائيل الولايات المتحدة سلفا ايضا. يرى المسؤول الاسرائيلي الرفيع ايران نمرا من ورق. فقدرتها على اصابة الجبهة الاسرائيلية الداخلية اصابة مباشرة محدودة. وسيطرتها على حزب الله وعلى حماس غير مطلقة. واذا سمح لبنان للمليشيا الشيعية ان تهاجم اسرائيل من اراضيه فسيبقى لبنان بلا محطات كهرباء وبلا مطارات. أهي حرب يأجوج ومأجوج؟ هذه المخاوف مبالغ فيها جدا. ومن المؤكد أنه ليس هناك ما يدعو الولايات المتحدة الى القلق. ولما كانت مصلحة ايران العليا عدم إشراك الولايات المتحدة في الحرب فلن تهتم بمهاجمة أهداف امريكية. واحتمال ان تعمل ايران على مواجهة امريكا ضعيف وقدرة ايران على المس بامريكا هامشية. صحيح ان اسعار النفط قد ترتفع ارتفاعا حادا، لكن ارتفاع الاسعار الأهوج لن يطول زمنا طويلا. ولما كانت السعودية ستزيد انتاجها سريعا فستطمئن الاسواق في غضون بضعة اسابيع وتعود الاعمال الى مسارها. وبعد ذلك سيشكر الجميع اسرائيل ويعترفون بأنها حلت بطريقتها مشكلة لم ينجح العالم في حلها. وبهدوء موضوعي عاد المسؤول الاسرائيلي الرفيع الى قول انه توجد ثلاثة معايير لعملية اسرائيلية: القدرة والشرعية والسيف على العنق. وكاد السيف الآن يكون على العنق، كما قال. وترى اسرائيل 2012 سنة الحسم. واسرائيل لا تخدع. فاسرائيل تقول للولايات المتحدة الحقيقة. لا يجب ان نتحدث عن اوشفيتس خاصة، لكن يجب ان نفهم ان دولة اليهود لا تستطيع ان تدع مصيرها لآخرين، فلم نجيء الى هنا من اجل هذا ولا أقمنا هذه الدولة من اجل هذا. والمسألة هي مسألة عميقة تخص السيادة. فاذا كنا مستقلين وأقوياء فقط فاننا نستطيع ان ندافع عن حياتنا ونستطيع ان نكون شركاء أهلا لحلفائنا. كان الضيف الامريكي عند خروجه الى الخارج في ليل عاصف في تل ابيب مهتاجا ومتأثرا. هل سمع حقا بأذنيه ما سمعه الآن؟ وهل كذب عليه المسؤول الاسرائيلي الرفيع بوقاحة أم أشركه في حقيقة ضاجة؟ سيعلم الضيف الامريكي هذا حتى نهاية السنة، وحتى نهاية السنة سنعلم نحن جميعا. ------------------------------------------------------ هآرتس – مقال – 22/3/2012 ظل الابرتهايد بقلم: الون ليئال السفير الاول لاسرائيل في جنوب افريقيا الديمقراطية في الجمعية العمومية للامم المتحدة، في 1975، اتخذ قرار بموجبه الصهيونية = العنصرية = الابرتهايد. اسرائيل كانت تقف في حينه، صدفة أو بغير صدفة، في بداية قصة غرام عاصفة مع جنوب افريقيا الابرتهايد. فقط في 1991 الغي القرار والسحابة زالت. نلسون مانديلا كان في حينه أصبح رجلا حرا، والعلاقة بين اسرائيل وجنوب افريقيا، التي سارت في حينه خطوتها الاولى نحو الديمقراطية، تحولت الى هامشية واقل اثارة للاهتمام بكثير. مرت 37 سنة منذ القرار الاصلي للامم المتحدة، و 21 سنة منذ ازالته، والابرتهاد، وللعجب، لا يزال يطاردنا. في الاسبوع الماضي زار اسرائيل والمناطق زعيم المعارضة الالمانية سيغمر غبريئيل، الذي قال بعد زيارة له الى الخليل انه في المدينة تجري سياسة ابرتهايد. برأيي سياسة الابرتهايد لا يمكنها أن تكون سياسة بلدية. الابرتهايد الجنوب افريقي نال سمعته السيئة بالذات لانه كان سياسة حكومية، رسمية، عمومية وجارفة. كان أبرتهايد في السويتو، في كاليتشا، في الكسندرا وكذا في ديربن، بورت اليزابيت وبروتوريا. قوته نبعت من تطبيقه المتشدد في كل زاوية وزاوية في جنوب افريقيا. في كل العالم توجد مظاهر عنصرية. نجدها في المدارس، في النوادي، في ملاعب كرة القدم. ينبغي أن ندعوها باسمها وان نشجبها. ولكن سياسة الابرتهايد ليست سياسة مقهى معين او محطة سيارات عمومية. تعبير "أبرتهايد" أصبح مرفوضا جدا لانه تبنته دولة كانت عضوا شرعيا في اسرة الشعوب، وهو يعتمد على تشريع وطني اثر، ايجابا او سلبا على كل من سكن في نطاقها. لا أقبل بالتالي القول ان الخليل هي المشكلة. مظاهر العنصرية القاسية التي وجدها غبريئيل في المدينة ما كانت لتثير هذا الاهتمام الكبير لو كانت مثابة ظاهرة خليلية فقط. الاهتمام الدولي ينبع من أن السلوك الاسرائيلي في المناطق يذكر الكثيرين بالرائحة الكريهة للابرتهايد، والتخوف من أن تكون الطبخة مقدسية والوجبة فقط في الخليل. الابرتهايد يطاردنا مع أنه يوجد في اسرائيل حرية تعبير وحرية صحافة وحق تصويت لكل مواطني الدولة، وذلك لسببين. الاحساس لدى اجزاء واسعة من العالم بانه أكثر من أن تكون اسرائيل تكره الفلسطينيين فانها تستخف بهم، تتجاهلهم وتتنكر لهم؛ في نظرها هم اعداء عديمو حق الاحترام، المكانة بل وحتى الرواية الخاصة بهم. استغرق الذين سووا النزاع الايرلندي عشرات إن لم يكن مئات السنين للوصول الى الفهم بان جذر المشكلة هو عدم الاحترام المتبادل بين الطرفين الخصمين. البريطانيون تجاه الايرلنديين والبروتستانت تجاه الكاثوليك، وبدون احترام متبادل ما كان يمكن تسوية النزاع. الابرتهايد كان في اساسه آلية حرمت بشكل مؤسساتي حق الكرامة والمكانة عن الجمهور الاسود، بما في ذلك بالطبع حقه في رواية خاصة به. جمهور محروم من الكرامة والمكانة هو جمهور محطم، معذب ومهان. ومع مثل هذا الجمهور لا يمكن الوصول الى أي تفاهم. السبب الثاني على أن الابرتهايد يواصل مطاردتنا هو انهيار خيار الدولتين؛ فالكثيرون من المؤيدين لفكرة الدولة الفلسطينية يعتقدون أن الاوان قد فات. لا يبدو في الافق زعيم اسرائيلي، او فلسطيني، يمكنه أن يجند أغلبية لتأييد تسوية تسمح بواقع دولتين قابلتين للعيش تعيشان بسلام الواحدة الى جانب الاخرى. في ظل انعدام هذا الخيار، حيث لا يزال ينسكب على شرفه في المعمورة هذر لا نهاية له ولكن دون أفعال تسنده – يعود لتحوم فوق رؤوسنا سحابة الابرتهايد. لا يدور الحديث عن رياضيات عالية، بل عن رياضيات دون رياضيين: اذا لم يكن هناك دولتان، فهناك 12 مليون من السكان بين نهر الاردن والبحر المتوسط ليس لهم دولتان. واحدة بالتأكيد توجد – دولة اسرائيل – ولكن الثانية معدومة. ومن هنا هذا يستمر بالطبع: أي حقوق يوجد للساكنين في دولة معدومة؟ أين صناديق الاقتراع، وأين باقي الحقوق، على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة؟ الجواب قائم، ولكن في اسرائيل لا يسألون حتى الاسئلة. في العالم بالمقابل يكثر السائلون الذين لا يجدون أجوبة. وعندما لا تكون أجوبة يكون مزيد من الاسئلة، مزيد من الشكوك ومزيد من الاتهامات. كلما تملصنا من التصدي للاسئلة ستكثر الشكاوى، وبعضها يبدأ بالايلام. ------------------------------------------------------ نظرة عليا* – مقال – 22/3/2012 الجولة الاخيرة في غزة - والتالية لها بقلم: مارل هيلر جولة القتال الاخيرة دون حسم على طول الحدود بين غزة واسرائيل تطرح بضعة انطباعات بالنسبة للنتيجة وبالنسبة للاثار المحتملة في المستقبل. قبة حديدية منظومة قبة حديدية لاعتراض الصواريخ من انتاج اسرائيل اجتازت المرحلة التنفيذية الاولى لها وقطفت عدة نجاحات مثيرة للانطباع. فقد نجحت المنظومة في ان تميز بين الصواريخ المتوقع سقوطها في المناطق المفتوحة وبين الصواريخ الموجهة للمناطق المأهولة، والامتناع عن اضاعة المقدرات على اعتراض صواريخ من النوع الاول، في ظل اعتراض نحو ثمانين في المائة من الصواريخ من النوع الثاني. وكنتيجة لذلك، منع بلا ريب وقوع قتلى وجرحى اسرائيليين كثيرين كما منع ضرر كبير بالاملاك. هذه النتيجة تعطي مفعولا للمنطق الاقتصادي الذي يقف خلف المشروع، رغم الفارق الكبير بين الكلفة المتدنية للصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي تطلق من قطاع غزة وبين كلفة الصواريخ التي تعترضها من اسرائيل لابادتها. ولكن رغم هذه النجاحات فان قبة حديدية "لا تغير قواعد اللعب" وذلك لان معدل الاخفاق في الاعتراض بقي قرابة 20 في المائة، والاخطارات باطلاق الصواريخ التي وجهت نحو اسرائيل بعثت مع ذلك بالسكان المدنيين الى الملاجيء، وألزمت السلطات بالغاء الاحتفالات العامة واغلاق المدارس وكذا شل الاهالي القلقين في بيوتهم. اذا لم يكن الدفاع الفاعل ناجعا بمائة في المائة، فانه لن يلغي الحاجة الى الدفاع السلبي، ولن يمنع التشويش الكبير في نمط الحياة في المناطق التي تقع في مدى الصواريخ. كما أنه لن يعفي الحكومة من الحاجة الى اتخاذ قرارات استراتيجية بالغة الوزن كانت تفضل الامتناع عنها. لقد كانت هذه هي النتيجة هذه المرة، ليس لان قبة حديدة دمرت 80 في المائة من الصواريخ التي اطلقت نحو دولة اسرائيل، بل بسبب حقيقة ان 20 في المائة من الصواريخ المطلقة التي نجحت في التسلل لم تسقط في مناطق مأهولة. بتعبير آخر، الحظ وحده وقف بين عدم استعداد الحكومة للشروع في تصعيد بحجم واسع وبين الضغط الداخلي الذي لا يمكن الصمود أمامه لعمل ذلك. معدل نجاح 80 في المائة لا يكفي لاقناع مطلقي الصواريخ من قطاع غزة بانه لا معنى لمواصلة هذه الاعمال (أو تجربة ذلك مرة اخرى في مناسبة اخرى). مثلما لا تلغي قبة حديدية الحاجة الى الدفاع السلبي، فانها ايضا لا توفر ردعا وقائيا. الهجمات الصاروخية الفلسطينية توقفت هذه المرة (وربما تمنع في المرة التالية) فقط من خلال نشاط هجومي يقتل – أو يهدد بالقتل – المشاركين مباشرة في تنفيذ اطلاق الصواريخ هذه، التي تهدد بمس، لا يمكن التسليم به، بحياة جمهور الناخبين ذي الصلة – الجمهور الفلسطيني. بتعبير آخر، فان الفرض/الردع من خلال العقاب يبقى الدافع السائد في هذا الخطاب. في الجولة الاخيرة، ابقت اسرائيل على تهديد مصداق بالتصعيد، كونه لم يلحق ضرر كثيف أو مس بحياة الانسان في أوساط السكان المدنيين الفلسطينيين، ولان الانتباه الدولي كان موجها للساحة السورية والساحة الايرانية. هذه الملابسات من شأنها أن تتغير في الجولة القادمة. مصر في دور الوسيط حتى لو كانت نشاطات اسرائيل تدفع اولئك النشطاء في أوساط الفلسطينيين، المشاركين في اطلاق الصواريخ للوصول الى الاستنتاج بانه حان الوقت لوقف الاعمال العدائية، مطلوب نوع معين من الاتصال لتحقيق فهم بالنسبة لموعد وشروط وقف النار. في الجولة الاخيرة، مثلما في الماضي، الوسيط الوحيد الذي كان يمكن الاستعانة به في هذا الموضوع، كان المؤسسة الامنية المصرية. وقد عمل المصريون مثلما عملوا في ضوء الفهم بان استمرار القتال وتصعيده المحتمل لا يخدم مصالحهم. ومع ذلك، في ضوء عدم الاستقرار السياسي في مصر توجد امكانية الا تتمكن المؤسسة الامنية المصرية من مواصلة أداء هذا الدور في المستقبل، حتى لو لم تطرأ تغييرات على مفهومها الفكري. الانتخابات للرئاسة في مصر يزمع عقدها في شهر ايار 2012، مع جولة اخرى (وبقدر الحاجة) في الشهر التالي لذلك. خلافا للماضي، لن يكون ممكنا التنبؤ مسبقا ماذا ستكون نتائج هذه الانتخابات. والاهم من ذلك، فان دستورا مصريا جديدا لم يعد بعد، حجم صلاحيات الرئيس لا تزال غير واضحة، وبالتالي ليس واضحا ماذا سيكون عليه ميزان القوى بين الرئيس، البرلمان والقوات المسلحة. معظم المراقبين يتوقعون بان تحافظ المؤسسة الامنية على مكانتها المركزية في نطاق سياسة الخارجية والامن. كما من غير المتوقع التحييد السياسي السريع للقوات المسلحة مثلما حصل في تركيا في السنوات الاخيرة. اضافة الى ذلك توجد امكانية في أن رئيسا اسلاميا أو ناصريا/قوميا، الى جانب برلمان يسيطر عليه اسلاميون، سيعززان المفهوم الذي بموجبه الدور الصحيح لمصر في جولة نزاع مستقبلية، مصدره في غزة، لن يكون التشجيع على وقف النار، بل بالذات الدعم، عمليا، للمحافل الاسلامية في غزة. من يقرر جدول الاعمال؟ رغم حقيقة ان حماس تسيطر عمليا على غزة منذ العام 2007، فليست حماس هي التي أملت الاحداث الاخيرة، بل بالذات الجهاد الاسلامي الفلسطيني ولجان المقاومة الشعبية، فحماس ليس فقط لا تبادر الى هجمات صاروخية بل وأيدت علنا العودة السريعة الى الهدوء. ولكن بينما لم يكن لحماس عذبات ضمير على قمع فتح بكل وسيلة ممكنة، لم تبدي استعدادا للتعاطي بذات الشكل مع الجهاد الاسلامي الفلسطيني او لجان المقاومة الشعبية، ولهذا ففي هذه الجولة نفذوا اختطافا لجدول الاعمال العام وفعلوا لحماس ما فعلته هي على مدى سنوات عديدة لفتح (وما فعله حزب الله للبنان في العام 2006). توجد دينامية سياسية واضحة في اوضاع النزاع غير القابل للحل، تمنح شرعية لخطاب وعمل يعظمان عنصر المواجهة. هذا الوضع يضع المتحملين لعبء الحكم في موقف غير مريح حتى متعذر في كل ما يتعلق باتخاذ وسائل حادة تجاه اولئك الاكثر حرية في العمل استنادا الى ميولهم الايديولوجية بالنسبة لاسرائيل ولا يكلفون نفسهم عناءا زائدا بالانشغال بالاثار الواسعة لموقفهم. حماس لم تساوم ابدا على مضمونها الايديولوجي المتطرف، ولكن الظروف التي تعمل فيها فرضت عليها احيانا اظهار قدر معين من البرغماتية في سلوكها (بسببها تلقت الانتقادات المهينة من جانب أيمن الظواهري، زعيم القاعدة). ولهذا فقد سقطت ضحية، وان كان حتى الان بقدر ضيق، لظاهرة معروفة عن المتطرفين الذين يؤدي لقائهم بالواقع الى تلطيف مواقفهم، ويمنحهم تفوقا على المتطرفين الاخرين من النوع الاكثر نقاءا. اذا ما وافقت الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية على وقف النار مع اسرائيل في أحيان قريبة أو على مدى زمني طويل، فبانتظارهم مصير مشابه. ---------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 22/3/2012 لماذا نشعر بالاهانة من آشتون؟ بقلم: جدعون ليفي كأنه لا تكفي العملية الفظيعة في تولوز؛ وكأنه لا تكفي شُبهة ان القاعدة مشتركة في العملية؛ وكأنه لا يكفي قيام فرنسا كلها ورئيسها في مقدمتها، المدهش جدا الى جانب الجماعة اليهودية هناك؛ وكأنه لا يكفي الانتقاد الموجه على اسرائيل أصلا – حتى أوجدنا لنا عدوة متخيلة اخرى. قالت كاترين آشتون، المسؤولة عن العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي، بعض كلام تافها عن المصير القاسي للاولاد القتلى وخلطت من غير ان تنتبه بين مصابين حوادث الطرق (في بلجيكا) والمصابين في الحرب (في سوريا وغزة وسدروت) والمصابين بجريمة الكراهية (في فرنسا) – ونشأت فورا فضيحة دولية أنتجتها اسرائيل. زلّت آشتون التي ليست هي سياسية مهمة جدا لكنها تبغي الخير كما يبدو، ومع كل ذلك يجوز لنا ان نقول ان نواياها لم تكن سيئة وهذا مؤكد بالنسبة لاسرائيل. فالاستماع لكلامها كاملا يبرهن على هذا. فقد رثت آشتون لمصير اولاد يقتلون عبثا كما يحب الساسة ان يفعلوا. لكن الهجوم الهادر الساحق من القدس (ومن تل ابيب) باشراف رئيس الحكومة ووزير الخارجية وبدعم من جوقة المراسلين والمحللين الحماسية الدائمة كان خاسرا ولا داعي له بقدر لا يقل عن كلام آشتون. قال وزير الاعلام يولي ادلشتاين انه لو لم يكن وزيرا لهاجم آشتون بشدة أكبر مما فعل؛ "فاسرائيل هي الدولة الأكثر اخلاقية في العالم" (لا أقل من هذا)، أعلن افيغدور ليبرمان بتواضعه الذي يميزه، وطلب الجميع معا الى آشتون ان تركع وتطلب المغفرة والعفو. وحينما فعلت هذا وحينما حاول سفير الاتحاد الاوروبي في اسرائيل، أندرو ستانلي، عبثا ان يُبين ويعلل لم يكن ذلك كافيا للقدس. فقد أُشير الى آشتون على أنها هدف وعدو آخر الى الأبد. كان يجب على اسرائيل من غد الجريمة في تولوز ان تثني على سلطات فرنسا وتتنعم بالعطف الذي أظهرته. فالشعب اليهودي ودولة اسرائيل لا يتوافر عندهما ما يشبه ذلك. ففي اسرائيل لم يقفوا قط صامتين من غد عملية كراهية ولم يحدث هنا قط اظهار كهذا لمشايعة جماعة أقلية مصابة. كان يجب تجاهل كلام آشتون وان تُسجل ربما ملاحظة متواضعة، لكن اسرائيل لا تسلك هذا السلوك. فيكفي ان يلاحظوا هنا شُبهة تعبير بائس ولا سيما حينما يأتي على لسان سياسية ضعيفة نسبيا ليست امريكية – فالهجوم الأهوج على آشتون ما كان ليحدث لو كانت مندوبة الولايات المتحدة – كي يشيروا الى هدف. هذا الهجوم على آشتون وشبيهاتها مريب: فنحن نشك في أنه صادق وربما تم هنا مرة اخرى استعمال ساخر لزلة لسان سياسي لابتزاز قدر آخر من الشعور بالذنب نحو اسرائيل لالقاء الرهبة على ساسة العالم ولجمع ثروة باطلة سياسية اخرى. تتصيد اسرائيل هذه التعبيرات وكأنها الرابطة المعادية للتشهير. وآثار هذا في الأمد البعيد خطيرة: فآشتون التي لم يتم تصويرها قط على أنها عدوة اسرائيل بل سياسية اوروبية نمطية تعتقد ان الاحتلال الاسرائيلي يجب ان ينتهي، قد تحذر في كلامها، لكنها ستحتفظ منذ الآن بحقد كبير على اسرائيل بسبب اهانتها وليس هذا جيدا لاسرائيل. لا يجوز ان تتم مقارنة اسرائيل أبدا بأي شيء آخر – لا بالفصل العنصري ولا بمضطهدي حرية الآخرين في العالم ولا بنظم احتلال اخرى ولا باستعمار آخر، فنحن مختلفون دائما. ولا يجوز ان تتم مقارنة اولاد سدروت بأولاد غزة، ولا ينبغي ان تتم مقارنة اولاد تولوز بأولاد آخرين يُذبحون في العالم في جرائم كراهية قومية. فأولادنا مختلفون لا في نظرنا فحسب، فهذا طبيعي، بل يجب ان يكونوا مختلفين ايضا في نظر العالم كله. هذا هو مطلبنا الذي لا هوادة فيه. ولا يجوز ايضا ان يتم مقارنة النضال الفلسطيني بأي نضال تحرري آخر في العالم. والذي يتجرأ على مقارنة اسرائيل بشيء ما من كل ذلك – فحكمه واحد. ان عاصفة آشتون الصغيرة ستهدأ بعد يوم وستحتفل اسرائيل بنصر صغير آخر، لكن الرواسب ستتراكم. ليست آشتون هي التي خرجت عن طورها بل دولة اسرائيل التي تؤدي دور التي تشعر بالاهانة أبدا والتي تم تصويرها مرة اخرى في صورة مبتزة المشاعر في الوقت الذي أشفق فيه العالم خاصة على الضحايا وهش لها بصورة مؤثرة جدا. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 22/3/2012 نحن والأنجليكانيون بقلم: يسرائيل هرئيل يعقد "المسيحيون المتحدون من اجل اسرائيل" هذا الاسبوع مؤتمرا في الارض المقدسة. ويقول مديرهم العام، ديفيد بروغ (يهودي) ان هذا هو أكبر لوبي مؤيد لاسرائيل في العالم، ويشترك في عضويته كما قال لصحيفة "معاريف" أكثر من مليون عضو، وهو قادر على ان يجند وقت الحاجة أكثر من 50 مليون مؤيد لاسرائيل. وليس هذا سيئا لدولة تكافح آلات معادية لاسرائيل مزيتة بأموال دول معادية وتتغذى على وقود معاد للسامية فطري أو مكتسب. برغم ان المؤتمر بدأ قبل العملية في تولوز فان وسائل الاعلام الاسرائيلية لم تكد تهتم به. لأن "الغرباء شيئا ما" كما عرّفهم نشيط مركزي في المؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة، يستطيعون القيام بحماسة وبلا ضوابط من اجل تأييد اسرائيل. وينظر اليهم جزء كبير ايضا من المؤسسة الحكومية الدبلوماسية في اسرائيل بازدواجية. وقد خطب بنيامين نتنياهو أمامهم في الحقيقة لكنه لم تهتم بهم حتى صحيفة "اسرائيل اليوم". وتناولتهم صحيفة "هآرتس" في صفحة داخلية لكن بسخرية ظاهرة، فقد كتب نير حسون يقول: "كان نتنياهو هو المتحدث الأكثر اتزانا في المؤتمر". لو ان جي ستريت مثلا عقدت مؤتمرا مشابها في القدس لحظي التقرير في الصحف بعناوين رئيسة بيقين (فهذه المنظمة تشتغل بانتقاد سافر لاسرائيل). بحث اليهود "المتقدمون" دائما عن صحبة منتقديهم بل كارهيهم لا عن صحبة محبيهم. فقد زُعم ان حب الانجليكانيين مدخول، فهناك اسباب لاهوتية لحبهم. وهم لا يصدقونهم برغم انكارهم القوي. ولنفترض ان تأييد الانجليكانيين ينبع من الاعتقاد بأن اليهود سيتنصرون بعد مجيء المسيح. فلماذا أبرز المتخلين عنهم هم ممن لا يؤمنون بالمسيح أصلا يهوديا كان أو نصرانيا؟ ومن أين ينبع غضبهم على من يفعلون من اجل وجود اسرائيل أكثر مما يفعلون هم أنفسهم وأكثر اليهود؟. هناك من يعتقدون، في القضية الايرانية مثلا، ان تأثير اللوبي المسيحي في الولايات المتحدة أكبر من جماعة الضغط اليهودية. وفي ولايات كثيرة في امريكا، عدد اليهود صغير وتوجد فيها خاصة تجمعات كبيرة لمسيحيين من اجل اسرائيل. وهم يعملون مع منتخبيهم ويعمل هؤلاء مثل السناتور ترانت فرانكس، وهو انجليكاني من اريزونا، على زيادة الضغط في واشنطن ("حينما زرت اسرائيل"، قال فرانكس، "شعرت بأنكم في مركز روحي"). وليس عجبا ان جيرمي بن عامي، رئيس جي ستريت، أعلن أنه ينبغي عدم التعاون معهم. لأن الجماعة المسيحية الموالية بخلاف منظمته التي تظهر الازدواجية حتى في مسألة الذرة الايرانية، تعمل على مواجهة ايران من غير "لكن" ومن غير عُقد. أين يوجد في العالم شعب يسلك هذا السلوك مع من يخرجون عن أطوارهم من اجل مساعدته على الكفاح عن وجوده. ولماذا تعتبر تبرعات هؤلاء المسيحيين دنِسة في الحلقات "المتقدمة" في اسرائيل في حين ان المال الالماني الذي يرمي الى تبييض مخازي القتل النازي، هو طاهر؟ من الواجب ان نتذكر وألا ننسى أبدا ما صنعه بنا الالمان. فاذا كان الامر كذلك فما الذي حدث فينا حينما أسقطنا الستائر بيننا وبين المانيا بعد المحرقة فورا، ولم يعد الجري منذ ذلك الحين وراء مالهم يعرف الشبع؟ وما الذي يحدث في المقابل عند من يصدون عن الانجليكانيين في الوقت الذي ينظرون فيه في شك الى المساعدة المالية والاعلامية والسياسية خاصة التي يبذلها هؤلاء لاسرائيل؟. ----------------------------------------------------- نظرة عالي*ا - مقال - 22/3/2012 آراء سائدة في أوساط الجمهور العربي في الشبكات الاجتماعية بقلم: اودي ديكل واوريت برليف الاحداث في سوريا الرأي السائد في اوساط الجمهور العربي في عموم الدول العربية هو أنه في سوريا تجري حرب أهلية. وبدون مساعدة من الخارج من شأن الصراع ان يستمر لزمن طويل. فضلا عن المساعدة الاقتصادية والانسانية التي تعتبر ضريبة شفوية، فان الجمهور لا يعلق أملا بمساعدة اخرى من جانب زعماء الدول العربية والجامعة العربية لانهاء سفك الدماء في سوريا. التقدير السائد يعتقد بان القيادة المستقبلية لسوريا لن تقوم في اسطنبول أو في باريس بل ستتبلور داخل سوريا. بالتوازي، تظهر خيبة أمل من انعدام الموقف والدور الاسرائيلي (حتى بعد تصريحات وزير الخارجية ليبرمان) في ما يجري في سوريا. كلما استمر الصراع وبقي نظام الاسد يوجد شك في اوساط الجمهور العربي في أن لاسرائيل مصلحة في استمرار حكم الاسد. التوقع من اسرائيل ليس بتدخل عسكري بل لخطوات تأييد دبلوماسية انسانية وبادرات طيبة اخرى. الاردن ولبنان عيون مواطني الاردن ولبنان تتطلع الى سوريا وتقلق من الاثار المحتملة عقب تطور الاحداث. يوجد تخوف من تعاظم تيار اللاجئين ومن ضغط متعاظم على اقتصاد الدولة في اعقاب تعزز ميل اللجوء. أ. في اوساط الجمهور في لبنان يوجد انشغال متعاظم في مسألة نقل السلاح من سوريا الى لبنان (الى حزب الله). في نظرهم، سيجعل الامر صعبا في المستقبل نزع سلاح حزب الله ويوجد تخوف من أن يؤدي تسلح حزب الله الى جولة عنف جديدة مع اسرائيل. ومع ذلك، فالرأي السائد والذي يعبر أغلب الظن عن نوع من الامنية، هو ان يعمل حزب الله بشكل عقلاني والا يبادر الى استفزاز وتصعيد حيال اسرائيل. ب. في أوساط الجمهور في الاردن يستنتجون بانه اذا تعرض النظام الهاشمي في الاردن الى خطر ملموس، فان السعودية ستهرع الى حمايته، ستقف الى جانبه بل وستبعث بالقوات (عند الحاجة) مثلما حصل في البحرين. بالمقابل، لا يتوقعون مساعدة من جانب اسرائيل للعمل على بقاء النظام الهاشمي. الاحداث في غزة الاحداث في غزة حظيت باهتمام كبير في الشبكات الاجتماعية، ولكن باهتمام أقل من الاحداث في سوريا. ومن المواقف تتضح عدة ميول: 1. وهن سيطرة حماس في القطاع. واضح للجميع أن حماس ليست "رب البيت" الوحيد في قطاع غزة وان ليس بوسعها فرض إمرتها. 2. دور ايراني متعاظم في القطاع في ظل الموقف بان ايران لم تتخلى بعد عن رغبتها في التأثير عما يجري في غزة، وأنها شجعت، من خلف الكواليس، التصعيد، خلافا لمصالح حماس. 3. أهمية الوساطة المصرية (أساسا في الشبكات الاجتماعية في مصر وفي غزة) ودور مصر بصفتها الجهة المخولة الوحيدة القادرة على التوفيق بين الطرفين. 4. الاخوان المسلمون في مصر قادوا خطا حازما ضد اسرائيل ودعوا الى طرد السفير الاسرائيلي من مصر. في اوساط الجمهور المصري النشط في الشبكات الاجتماعية لم يثر مطلب مشابه. تستوعب بشكل ايجابي الرواية الاسرائيلية بان الاحباط المركز لامين عام لجان المقاومة الشعبية احمد القيسي جاء لمنع عملية ارهابية مشتركة في منطقة الحدود بين اسرائيل ومصر في سيناء. ومع ذلك طرح انتقاد شديد على قتل اسرائيل لنساء واطفال. في مصر تعود لتطرح المطالب لاعادة النظر في ملاحق اتفاق السلام بين مصر واسرائيل، ولا سيما بالنسبة للبنود في المسائل الامنية. والعالم الاساس الذي ايقظ في الفترة الاخيرة الانشغال المتكرر في هذه المسألة كان التهديد الامريكي لوقف المساعدات العسكرية. يبدو ان الاخوان المسلمين والسلفيين يفحصون اتفاق السلام على اساس المردودات الاقتصادية لمصر فقط وليس في نظرة للمصالح السياسية – الامنية. تركيا واضح في الشبكات الاجتماعية انتقاد وموقف تهكمي من هجمات رئيس وزراء تركيا اردوغان ضد النشاط الاسرائيلي في غزة بينما تركيا تهاجم الاكراد في شمالي العراق. في هذا السياق يذكرون بان اردوغان اتخاذ خطا حازما ضد الاسد في سوريا ولكن مع الوقت ضعفت النبرة الانتقادية. الجمهور العربي توقع ان يأتي الخلاص للشعب السوري من تركيا، ولكنه رأى بان لا صلة بين التصريحات والافعال ويسود إحساس من خيبة الامل وضياع الفرصة. خلاصة وتقدير الشبكات الاجتماعية تستخدم كمنصة حوار نشطة ويقظة في العالم العربي للاعراب عن المواقف التي لا تتطابق ورسائل الحكام والجهات الرسمية. اضافة الى ذلك كون قنوات الاتصال الرسمية في كل واحدة من الدول العربية لها مصالحها وجدول أعمالها فانها تعتبر كمضللة ومتلاعبة ولهذا يجد النشطاء في الشبكات الاجتماعية انفسهم ملزمين بان يوثقوا بأنفسهم ما يجري على الارض. كل مواطن لديه هاتف متنقل مع كاميرا يصبح عمليا جهة تغطي الانباء على الارض، يعطي عمقا، تنوعا ولونا للاحداث. في كل لحظة معينة ترفع عشرات الاف الصور ومقاطع الفيديو في الشبكات، والتي تبث بشكل مباشر تسلسل الاحداث في كل واحدة من الدول العربية. الفكر الاساس السائد في اوساط النشطاء في الشبكات الاجتماعية هو أن حكومة اسرائيل هي الجهة السلبية الاساس التي تؤثر تقريبا على كل الحلقات في الشرق الاوسط سواء بشكل مباشر او غير مباشر. ومع ذلك، فأساس احساس المقت يوجه هذه الايام نحو الرئيس الاسد، القيادة الايرانية وحزب الله. وبالتوازي، يبرز فقدان الثقة التام للقيادات العربية الحاكمة، بما في ذلك قيادة حماس في غزة، وهي تعتبر مذنبة، احيانا بقدر لا يقل عن اسرائيل، عن المشاكل، الاخفاقات وتطورات الاحداث السلبية. كنتيجة لذلك، فان طاقة العنف والاحباط توجه الى الداخل وليس ضد اسرائيل. النبرات الانتقادية تجاه الخارج، مع التشديد على اسرائيل، وخلق صلة بين المشاكل الداخلية والمشاكل الخارجية، تقودها الحركات الاسلامية؛ ونشيطة بقدر أقل في هذا السياق المجموعات الليبرالية. الانشغال المهووس باسرائيل، والنابع من الفهم بانها ضالعة في كل شأن يوجد له ايضا جوانب ايجابية، بسبب صورة النجاح التي تتخذها اسرائيل، والتي تندمج ضمن قوة عسكرية واقتصادية. الامر يؤدي الى المطالبة بالانفتاح من جانب اسرائيل على ما يجري في العالم العربي، خطوات بناءة ومساهمة من جانبها في تغيير وجه المنطقة. النشطاء في الشبكات يتوقعون ان يحدث في اسرائيل ايضا تغيير في الداخل في المستقبل ولهذا فهم يفضلون عقد اتصال من خلال قنوات الاتصال لـ People to People كبديل عن اسرائيل الرسمية التي تعتبر غير مصداقة. اساس التوقع موجه تجاه السكان في اسرائيل. يوجد استعداد للحوار من خلال الوسائط الجديدة ويعرض أمل في أن يحدث مواطنو اسرائيل تغيير في سلوكها في المنطقة. ------------------------------------------------------ اسرائيل اليوم - مقال - 22/3/2012 انجازات وصعاب في شأن ايران بقلم: افرايم كام أحرزت اسرائيل طوال السنين انجازا مهما في القضية الذرية الايرانية. فقد أسهمت في ادخال القضية الى الوعي العالمي ونجحت في اقناع حكومات كثيرة بخطر التهديد، أي ان ايران في طريقها الى سلاح ذري وأن هذا السلاح لدى النظام المتطرف هناك سينشيء خطرا حقيقيا على استقرار الشرق الاوسط وأمن دول كثيرة، وأمن اسرائيل نفسها. ولهذا ينبغي فعل كل شيء لوقف ايران في طريقها الى السلاح الذري. لم يكن هذا الانجاز مفهوما من تلقاء ذاته، فقد فعلت اسرائيل هذا بجهد استمر سنين كثيرة، واشتمل على نشر معلومات استخبارية عن تقدم ايران في برنامجها الذري، واتصالات بحكومات كثيرة وجهات دولية وتوضيحات مكررة من قادة الدولة تقول ان اسرائيل لن تُسلم لايران الذرية. ان النجاح من هذه الجهة مدهش. جرى الى ما قبل بضع سنين جدل بين حكومات وجماعات استخبارية وخبراء في شأن معنى البرنامج الذري الايراني، ولا سيما سؤال هل تنوي ايران وهل تستطيع تطوير سلاح ذري. وقد انتهى الجدل ولا توجد اليوم جهة جدية تقبل رواية ايران ان برنامجها الذري يرمي الى حاجات سلمية. وكان لاسرائيل شركاء مهمون في احداث هذا الوعي وهم: الادارة الامريكية والحكومات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبوها الذين بدأوا يكشفون عن العناصر المريبة في البرنامج الذري الايراني، والايرانيون أنفسهم الذين أوضح سلوكهم المريب في هذه القضية أن عندهم الكثير مما يخفونه. لكن تصريحات اسرائيل في الاشهر الاخيرة دفعتها الى موقف مقلق ومضر. فاسرائيل تُرى اليوم أنها تحاول ان تحث الادارة الامريكية على ان تعمل بخلاف مصالحها وبخلاف ارادتها. وتؤكد اسرائيل حقا أنها مسؤولة عن أمنها اذا خلصت الى استنتاج انه لا سبيل اخرى لوقف ايران في طريقها الى السلاح الذري، لكن يوجد في الولايات المتحدة من يشكون في أنه تكمن وراء التصريحات المتعلقة بضرورة الخيار العسكري نية حث الادارة الامريكية على مهاجمة ايران لأن للولايات المتحدة وسائل أفضل لتنفيذ هذا الاجراء. وتخشى الادارة الامريكية من أنه حتى لو هاجمت اسرائيل ايران فان الولايات المتحدة ستتورط في المواجهة لأن ايران ستهاجم ردا على ذلك أهدافا للولايات المتحدة وحليفاتها في الخليج. وبحسب وجهة النظر هذه، اذا هاجمت الولايات المتحدة ايران وتورطت أو اذا جُرت الى مواجهة عنيفة مع ايران على أثر هجوم اسرائيلي، فسيتم اتهام اسرائيل بافشالها. ومع هذا واليوم قبل ان تُطلق طلقة واحدة على ايران، تتهم الادارة اسرائيل بصراحة تقريبا على لسان الرئيس اوباما بأن تصريحاتها الفظة بشأن الاجراء العسكري في ايران هي التي سببت ارتفاع اسعار النفط. ولا حاجة الى ان نقول ان وضع اسعار النفط هو قضية مركزية في نظر أكثر الحكومات في العالم، ومن المؤكد أنه مهم على نحو خاص اليوم في نظر اوباما، فهو قد يؤثر تأثيرا سيئا في انتخابه لفترة رئاسة ثانية. وكلما قويت جذور زعم انه توجد صلة بين موقف اسرائيل من القضية الايرانية وارتفاع اسعار النفط، فينبغي ألا نعجب اذا واجهت اسرائيل موجة تصريحات واتهامات لها في الدول الغربية. وعلى ذلك فمن المهم ان يُقلل قادة اسرائيل من كلامهم علنا على الأقل في شأن الاجراء العسكري في ايران من غير تخلي عن المبدأ فالانجاز قد تم احرازه، وقد غدا واضحا لجميع الحكومات تقريبا خطر التهديد الذري الايراني، وهي تأخذ في حسبانها احتمال ان تهاجم اسرائيل ايران اذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات. وهذا هو السبب الرئيس الذي يجعلها مستعدة اليوم لأن تفرض على ايران عقوبات لم يسبق لها مثيل في مجالي المال والنفط. ومن المنطقي ايضا ان نفترض ان تكون الرسالة قد استوعبت جيدا في ايران ايضا وأن هذه مقتنعة بأن اسرائيل قد تهاجم. ولا حاجة في هذه المرحلة الى سكب زيت على الموقد والى تكرار حيوية العملية العسكرية اذا نفدت جميع الوسائل. يحسن ترك هذا للغرف المغلقة، فقد يكون الصمت من قبل اسرائيل مقنعا للايرانيين ان اسرائيل تجري عملية خداع وتستر من اجل تنويمهم ومباغتتهم، فليس عبثا ان قال حكماؤنا "الصمت سياج الحكمة". ----------------------------------------------------- اسرائيل اليوم - مقال - 22/3/2012 حِيَل صرف انتباه في واشنطن بقلم: زلمان شوفال في تزامن غريب مع زيارة رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي لواشنطن، يبدو ان الادارة عزمت على تشديد الضغط لا على ايران خاصة بل على اسرائيل، وذلك كي تُقيد حرية عملها على مواجهة التهديد الايراني. وطريقة ذلك: التسريب المتعمد لمعلومات سرية في ظاهر الامر الى صحيفة "نيويورك تايمز". كان هذا هذه المرة نشر عن "لعبة حرب"، أي لعبة أدوار تتعلق بت