بعد تمديد اعتقاله، الأسير ابو صلاح يعلن الاضراب عن الطعام

علي سمودي
للمرة العاشرة على التوالي مددت  محكمة سالم العسكرية توقيف الاسير جعفر فوزي عبد الله ابو ص
حجم الخط
علي سمودي للمرة العاشرة على التوالي مددت محكمة سالم العسكرية توقيف الاسير جعفر فوزي عبد الله ابو صلاح (45 عاما ) من بلدة عرابة قضاء جنين ، رافضة الافراج عنه رغم انكاره للتهم المنسوبة اليه بعدما تعرض لتحقيق قاسي لاكثر من شهر ونصف . ومع استمرار معاناته بسبب ظروف الاعتقال القاسية ومعاناته عدة امراض ولقناعته بان اعتقاله تعسفي اعلن ابو صلاح يوم الاحد الما ضي الاضراب المفتوح عن الطعام في سجن مجدو احتجاجا على اعتقاله التعسفي كما قال وتضامنا مع معركة الامعاء الخاوية التي تخوضها الاسيرة هناء شلبي لاسقاط سياسة الاعتقال الاداري ، مناشدا كافة القوى والفعاليات والجماهير الفلسطينية دعم هذه المعركة بفعاليات مستمرة وتفعيل قضية الاسرى الاداريين الذين تعتقلهم اسرائيل بشكل منافي للقانون . فلق وخوف وبقلق وخوف تتابع ام منتصر زوجة الاسير ابو صلاح الاخبار التي تؤكد ان جعفر قرر المضي في اضرابه االمفتوح عن الطعام مع اخوانه الاسرى ، وتقول " نعيش حالة من الخوف الشديد على حياة زوجي لانه يعاني من عدة مشاكل صحية ، ضعف في عضلة القلب وتضخم في القلب و القولون والمعدة و المريء وفي ظل عدم توفر الرعاية الصحية ورفض ادارة السجون ادخال الدواء له او علاجه ، فان الاضراب يشكل خطرا بالغا على حياته ، لذلك نحمل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية لانه معتقل بشكل تعسفي "، واضافت " ان جعفر الذي عاش تجربة الاعتقال لمرات عديدة ، ورغم وضعه الصحي بادر لاعلان الاضراب لان الاحتلال يرفض الافراج عنه رغم عدم ادانته باي تهمة وانكاره لكل التهم التي وجهت له ، وكذلك لشعوره مع الاسيرة هناء الشلبي التي تواصل معركتها النضالية فابى الا ان يؤدي واجبه وينتصر لصرخاتها ومؤازرتها في مطالبها العادلة والمشروعة ". سننضم للاضراب ام المنتصر التي ترفض سلطات الاحتلال منحها تصريح لزيارة زوجها منذ اعتقاله بذريعة المنع الامني ، تابعت تقول " لم يكتفي الاحتلال باعتقال زوجي وحرماني وابنائي الستة منه بل فرض علينا عقوبة منعي من الزيارة بدعوى المنع الامني لتتضاعف معاناتنا ، ولكن اذا استمر اعتقاله ، وواصل اضرابه عن الطعام فانني وابنائي سنعلن الاضراب عن الطعام ايضا ، لان مصيرنا وحياتنا واحدة ، وسنكون الى جانبه ومع كل الاسرى وهناء في معركتهم حتى كسر القيود وافشال سياسة الاحتلال التعسفية ، فلا يوجد أي مبرر لاعتقال زوجي ". جعفر في سطور في منزل العائلة في بلدة عرابة جنوب جنين ، تحتضن ام المنتصر ابنائها محاولة التخفيف من حزنهم والمهم لغياب والدهم ، وتقول " خلال السنوات الماضية ارتبط جعفر بعلاقة وطيدة مع ابناءه لذلك شكل اعتقاله الاخير صدمة كبيرة لهم وهم لا يتوقفون عن السؤال عنه والتعبير عن الشوق لحضن والدهم ، ورغم تاثري البالغ فانني احاول التخفيف عنهم من خلال الحديث الدائم عنه ليبقى حاضرا ولرفع معنوياتهم ليبقوا يفخروا بوالدهم الذي حرصا دوما على تادية واجبه الوطني والنضالي في كافة محطات حياته "، وتضيف " في مرحلة مبكرة من عمره بدات قوات الاحتلال باستهداف جعفر لدوره الوطني في البلدة ، فهو كان يتمتع بروح وطنية عالية وينتمي لشعبه وقضيته فكان اعتقاله الاول عام 1982 لمدة عام بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ". اعتقالات متتالية وبين زواجه ومحاولة تاسيس حياته من خلال العمل في الاعمال الحرة ، اندلعت الانتقاضة الاولى فلم يتاخر جعفر عن نداء الوطن والواجب ، وتقول " اصبحت بلدة عرابة معقل للانتفاضة ، وبرز دور جعفر في القيادة الميدانية لفعالياته فبدات قوات الاحتلال بملاحقته حتى اعتقل عام 1989 لمدة عام بتهمة الانتماء والنشاط في قيادة الجبهة الشعبيه ، وبعد عام من تحرره اعادة سلطات الاحتلال ملاحقته واعتقاله في عام 1992 لانه وهب حياته لفلسطين واهداف شعبه في الحرية والاستقلال ، ولم يؤثر السجن والتحقيق في مبادءه ومعنوياته فواصل تادية دوره خلف القضبان ". انتفاضة الاقصى مع اندلاع انتفاضة الاقصى ، كان جعفر يعيش حياته ككل الفلسطينين ، يتفانى من اجل اسرته وحياة حرة ، وبين الواجب الوطني في المسيرات والمواجهات فاصبح مطاردا ، وتقول ام المنتصر " في بداية انتفاضة الاقصى ادرج اسمه ضمن قوائم المطلوبين ، ورغم ان لديه اطفال رفض الانزواء والاستسلام،وواصل مسيرته النضاليه حتى اعتقل مطلع عام 2005 تاركا وراءه اطفاله،وخاصة طفلينا التوام امجد ويامن وكانا في عمر 5 شهور لدى اعتقاله من المنزل بعد محاصرته من قبل جنود الاحتلال "، وتضيف " صمد في التحقيق وتحدى الاحتلال رغم التعذيب القاسي وتحمل فترة الاعتقال حتى افرج عنه ". الاعتقال الاخير في مطلع شهر كانون الاول الماضي ، اعادت سلطات الاحتلال اعتقال جعفر ضمن حملة نفذتها قوات الاحتلال ضد كوادر الجبهة الشعبية ، وتقول " حاصروا المنزل واعتقلوه رغم معاناته البالغة من الامراض التي اثرت على حياته وصحته كثيرا ، واقتادوه لاقبية التحقيق في سجني الجلمة وعسقلان لمدة 45 يوما حرمنا من زيارته واحتجز في الزنازين "، وتضيف " رغم انكار زوجي للتهم وصموده البطولي رفضوا الافراج عنه ويواصلون تمديد اعتقاله بتهمة النشاط في الجبهة الشعبية ، واسبوعيا يتم احضاره من سجن مجدو للمحكمة دون مراعاة وضعه الصحي الذي تدهور اكثر اثر تجربة التحقيق المريرة ". معاناة المحاكم ورغم المعاناة القاسية في الطريق للمحكمة ، لكن تصر ام المنتصر على حضور كل جلسة لانها الفرصة الوحيدة المتاحة لها لرؤية زوجها والاطمئنان على وضعه ، وتقول " في كل يوم نتجرع مرارة والم جديد منذ اعتقال جعفر ، فظروف المحاكم لا تختلف في قساوتها عن مرحلة التحقيق ، فنحن نواجة المصاعب والمشاق في كل اسبوع بين اجراءات التفتيش والاحتجاز والانتظار والقلق ، وعندما نلتقي في المحكمة يحاصرنا الجنود ويرصدون حتى انفاسنا لانهم يمنعوننا من الحديث معه او حتى مصافحته "، وتضيف "في كل جلسة يتكرر نفس السيناريو المحكمة ترفض الافراج عن زوجي الذي انكر التهم ، وممثل النيابة العامة يمارس الضغوط على القاضي للاستمرار في تمديد اعتقاله حتى تقديم بينات ثبوتيه ضده ، ولكن رغم مرور اربعة شهور يتاكد في كل جلسة ان اعتقاله غير مبرر ومنافي للقانون ،ورغم ذلك يرفضون الافراج عنه لنعيش دوامة القلق والانتظار والتساؤل الى متى سيبقى اسيرا ومحروما من اسرته وابناءه ومحروم من العلاج ؟". معاناة لا تنتهي وتشمل قائمة المنع الامني اضافة للزوجة ثلاثة من ابناء جعفر ، بينما تتحسر وتتالم والدته المسنة والمريضه لعجزها عن زيارته ، وتقول ام المنتصر " لم يتمكن جميع اولادي من زيارة والدهم والاطمئنان عليه ، فالمنع الامني سيف مسلط على رقابهم ولكن اكثر ما يؤلمني تاثر والدته حماتي من غيابه ، فهي ترتبط مع جعفر بعلاقة وطيدة لانه يهتم بها ويرعاه منذ مرضها واصابتها بالسكري والضغط وجلطة في يدها وقدمها ولاتستطيع زيارة جعفر لوضعها الصحي ، وهي تشاركنا الدعاء كل لحظة لحريته وعودته لاسرته وابناءه ولها سالما ولا تتوقف عن ذكره ". اهمال مؤسسات حقوق الانسان ام المنتصر التي لم تتوقف عن المشاركة في الفعاليات التضامنية مع الاسرى المضربين عن الطعام ، بدات تقرع ابواب الصليب الاحمر ومؤسسات حقوق الانسان لمتابعة زوجها بعدما اعلن اضرابه عن الطعام ، وقالت " لا يوجد اهتمام من قبل المؤسسات التي ترفع شعار حقوق الانسان لمعاناة والالام الاسرى ، لذلك سنبقى معهم نشاركهم في خطواتهم النضالية ، ونحن صامدون ونفخر ببطولات اسرانا الصامدين ومهما مارس الاحتلال من سياسات لن ينال من معنوياتنا وعزيمتنا ونضالنا مستمر وسنبقى نعتصم ونرفع عاليا صوتهم حتى كسر تلك القيود وتحرر اخر اسير ".