مؤامرة يوم الجمعة

حجم الخط
اليوم الجمعة الموافق 23/3/2012، كان حافل بالأخبار الخاصة بالشأن الفلسطيني، منها المتوتر الذي اتسم بالتهديد والوعيد وحديث الازمة وتعميق الانقسام، ومنها الناعم، ومنها ما يتعلق بالابتزاز وفرض الشروط والاملاءات، ولم يلتفت لها إلا عدد قليل من الناس. كما شهدنا تنافس في من هو صاحب الفضل في إدخال الوقود لغزة، حركة حماس قالت ان ادخال الوقود جاء ثمرة جهود الحركة والحكومة، والسلطة في رام الله قالت ان الحل الذي تم التوصل اليه اليوم تم بالتشاور مع الجانب المصري، ووزير الاوقاف محمود الهباش قال ان ابو مازن لم ينام بالأمس حتى تم توفير البنزين والسولار لغزة. اليوم تم ادخال 437 الف لتر من الوقود الصناعي لتشغيل محطة الطاقة، وفياض اكد انه حل مؤقت، وإمكان تحويله الى حل دائم مرهون بقيام شركة توزيع كهرباء غزة بتغطية كامل تكلفة الوقود. ومن مؤامرات ومفارقات يوم الجمعة أيضاً الخبر الذي نشر على وكالة معاً، وجاء فيه أن عضو الكونغرس الامريكي النائبة عن الحزب الجمهوري كاي جرانجر قررت الافراج عن 147 مليون دولار امريكي من مساعدات التنمية الامريكية للسلطة بعد ان كانت ممنوعة من شهر اغسطس اب الماضي. جرانجر قالت ان الافراج عن الاموال لأسباب انسانية والمساعدة على الاستقرار في الاراضي الفلسطينية، ولمساعدة السلطة لارسال رسالة مفادها ان الذين يريدون اقامة دولة عبر التوجه للأمم المتحدة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس والابتعاد عن طاولة المفاوضات مع اسرائيل لا يسيرون على طريق السلام. وأضافت ان مصلحتنا في الوقت الراهن ومصلحة حلفاؤنا هي السماح للمساعدات بالتدفق حتى يتم معالجة المخاوف الامنية والإنسانية. واليوم جرت مسيرات كشف المؤامرة في مدن قطاع غزة التي دعت اليها حركة حماس بعنوان جمعة كشف المؤامرة وإنارة غزة، وكان اهمها تلك التي جرت في مدينة غزة، وقال فيها عضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحية، بين ايدينا معلومات وليس تحليلات بان قيادات امريكية وقيادات صهيونية وقيادات سياسية وأمنية في سلطة رام الله، وقيادات عربية مرتبطة بالاحتلال اجتمعوا مرارا والعنوان واقع غزة وسبل تجديد الحصار المشدد عليها. وأضاف خنق غزة متمثلا في خنقها بالدواء بلا رحمة ولا اخلاق ولا وطنية وخنق غزة من خلال ازمة الوقود والكهرباء والدواء، هذه العناوين جاءت في الاجتماعات الاثمة، وسيأتي يوم نعلنها بالأسماء والدول ونقول لهؤلاء بان زيفكم وكذبكم قد كشف. سنسقط المؤامرة كما اسقطنا غيرها ونقول بكل وضوح سنلاحق مثيري الشائعات وليتحمل قيادتهم الذين دفعوهم لأتون المواجهة، سيتحمل هؤلاء خستهم وحصارهم ومؤامراتهم على شعبنا. ولن تنحرف بوصلتنا إلا باتجاه القدس حتى النصر، وتسائل بالقول لماذا يدخل اليوم السولار ليوم واحد، ما قطعنا السولار من الاحتلال إلا للدوافع الامنية والسياسية. كما جرت اليوم مسيرة تأييد للأسيرة البطلة هناء الشلبي في مدينة غزة دعت اليها حركة الجهاد الإسلامي، الشلبي التي تخوض اضراباً عن الطعام منذ 37 يوماً، الشلبي رفعت شعار الحرية او الشهادة، المسيرة مرت من دون ان تلفت اليها وسائل الاعلام كذلك الناس الذين تركوا هناء وباقي الاسرى المضربين عن الطعام وحدهم من دون تضامن ومناصرة. هذه حالنا، عقلية المؤامرة ما تزال تسيطر علينا، يأتي ذلك في شهر الأرض، والأرض تهود والقدس تهود، وغول الاستيطان يلتهم الأرض، والاحتلال يضرب في كل مكان من دون ان يشعر انه مهدد ويدفع ثمن احتلاله، وقضيتنا اصبحت انسانية أمنية. والحركتان في غزة ورام الله تمارسان لعبة عض أصابع المواطنين من دون القيام بمراجعة حالنا وحال قضيتنا، ومن منهما التي تستطيع لي ذراع الأخرى، ومن تنتصر مستعينة بمعاناة الناس المستمرة، وبدا اليوم التعمد في إذلال الناس والمتاجرة بمعاناتهم، فيما لم يتصدى أي منهما للمؤامرة المستمرة بحق القضية والناس.