في ذكرى أبو علي مصطفى.. منظمة الجبهة بالسجون تدعو لاستثمار الأدوات النضالية لإعادة الاعتبار للمُقاومة

بيان جماهيري صادر عن منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال

في الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الرفيق القائد أبوعلي مصطفى 

ندعو لاستثمار جميع الأدوات النضالية في إعادة الاعتبار للمقاومة وتطوير الانتفاضة

جماهير شعبنا الفلسطيني،،،

قبل ستة عشر عاماً ارتكبت العصابات الصهيونية جريمة بشعة باستهداف أحد خيرة رجالات فلسطين وقادتها الأفذاذ، والذي جسد في حياته النضالية الحافلة قيم شعبنا النبيلة والأصيلة، متسلحاً بالمواقف الوحدوية المبدئية الثابتة والصلبة التي شكّلت فيها شخصيته الثورية الهاماً لرفاقه وأبناء شعبه، وبوصلة نحو الوطن والتحرير، وكان دوماً نقياً نظيف اليد والصوت المعبر عن هموم الفقراء والكادحين.

لقد زرع الشهيد القائد باستشهاده بذرة طيبة أنبتت مبادئ وقيم وثوابت شعبنا، وأنجبت آلاف الثوار الذين واصلوا مسيرته العطرة بمقاومة هذا الكيان الغاصب الذي توهم أنه باغتيال هذا القائد الكبير سيقتل فكرة وإرادة المقاومة لدى شعبنا، فكانت المفاجأة في الرد الجبهاوي المزلزل على هذه الجريمة بتصفية أحد أبرز رموز الإجرام والعنصرية الصهيونية وصاحب فكرة الترانسفير المجرم رحبعام زئيفي، ولتكون هذه العملية أول رد بمستوى هذه الجريمة وصلت لرأس سياسي صهيوني من الصف الأول امتثالاً لتعليمات القائد أحمد سعدات، والتي تزامنت معها سلسلة عمليات بطولية في الضفة والقدس وغزة أكدت فيها الجبهة وفائها لدماء الشهيد أبو علي مصطفى وأن طريق المقاومة الذي رسمه باستشهاده ودمائه لم ولن تحيد عنه.

جماهير شعبنا،،،

تأتي الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الرفيق أبوعلي مصطفى والقضية الفلسطينية تعيش لحظات عصيبة، حيث يواصل الكيان الصهيوني فاشيته وجرائمه ومخططاته العدوانية واستهدافه لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل، والضفة والقدس والقطاع، وأيضاً يواصل اعتداءاته على الحركة الأسيرة في داخل السجون التي تشهد معارك واشتباكات يومية مع مصلحة السجون، وتأتي الذكرى والوحدة ما زالت معطّلة، في ظل حالة تآمر رسمي وعربي يقابلها تساوق القيادة الفلسطينية مع المشروع الأمريكي الذي يحاول عبر موفد الإدارة الأمريكية حمل المزيد من الأوهام، مستهدفاً انتشال الاحتلال من كبواته وأزماته، وتمرير مشروع التطبيع والعلاقات الكاملة مع هذا الكيان الإجرامي. ولكن رغم قتامة هذا المشهد يخرج من ركام الهزيمة وحالة الخضوع للقيادة الرسمية العربية والفلسطينية لهذه المخططات بارقة أمل من خلال جملة من التحوّلات الاستراتيجية على الصعيد العربي في سوريا والعراق وتنامي قوة ونفوذ المقاومة العربية والفلسطينية، وأخيراً ما تحقق في القدس من انتصار الإرادة الشعبية على كيان معبئ كامله بالإرهاب والفاشية والعنصرية.

جماهير شعبنا،،،

في ذكرى استشهاد الرفيق أبو علي مصطفى الذي خبر الاعتقال والأسر والسجون، وإزاء جملة التحديات الكبيرة التي تتصدرها الهجمة الصهيونية الشاملة على مكونات شعبنا علينا التقاط المهام التالية:

1) ضرورة استخدام جميع الأدوات النضالية واستثمارها في إعادة الاعتبار للمقاومة وتطوير الانتفاضة، وإطلاق العنان للبعد الشعبي الذي يوفر ممكنات مشاركة كافة قطاعات شعبنا في فعاليات وبرامج الانتفاضة، وبما يفعّل المؤسسات والفصائل على امتداد الوطن المحتل.

2) في ضوء استمرار تعثر المصالحة، تدعو منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال ومن خلفها الحركة الأسيرة بجميع مكوناتها إلى تفعيل الحوار الوطني الشامل بين كافة قوى شعبنا للتوافق على رؤية سياسية نضالية وفقاً لما تم الاتفاق عليه وطنياَ، يمكن أن تشكّل وثيقة الأسرى أساس لذلك، وبما يساهم في إنجاز المصالحة، وترتيب البيت الفلسطيني واشتقاق برنامج وطني مقاوم لمواجهة الاحتلال وتوحيد طاقات شعبنا خلف هذا البرنامج.

3) إن المجلس الوطني التوحيدي وبمشاركة الكل الوطني هو اللبنة الأساسية لإصلاح البيت الفلسطيني وتوحيد المؤسسات، وبما يضع حداً للهيمنة والتفرد في القرار، ويؤسس لإعادة بناء كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والنقابية والتي يجب أن تتشكّل على أساس وطني وديمقراطي بعيداً عن نهج والتزامات اتفاقية أوسلو. 

4) ضرورة تعزيز العلاقات مع كافة القوى الشعبية العربية والتقدمية في العالم ولجان المقاطعة والتضامن الدولية، والتي يمكن أن توفر البعد القومي العربي والأممي الداعم والمساند لنضالنا الوطني التحرري، وبما يتصدى لكل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا، خصوصاً التطبيع ومشاريع تصفية قضيتنا الفلسطينية.

5) على ضوء حالة الانتظار التي تعيشها الحركة الأسيرة في مختلف السجون والتي تعيش حالة اشتباك متواصلة مع مصلحة السجون في ظل إمكانية قيام المقاومة بإبرام صفقة تبادل جديدة، تدعو منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال إلى استخلاص العبر من ثغرات الصفقات السابقة، وإلى ضرورة التشاور المعمق مع الحركة الأسيرة لتحقيق جميع المطالب القادرة على تحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى في سجون الاحتلال خصوصاً ذوي المحكوميات العالية وأسرى الداخل المحتل والقدس، بالإضافة إلى تحسين شروط واقع الأسرى.

جماهير شعبنا،،، 

في الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الرفيق القائد أبوعلي مصطفى، نعاهد جماهير شعبنا وكل الشهداء بأن نسير على ذات الطريق والنهج الذي سارت على دربه تلك النماذج النضالية المقاومة المضيئة، كما نعاهدهم أن تواصل الحركة الأسيرة تصديها للاستهداف الاحتلالي المتواصل الممنهج ضدها.

المجد للشهيد القائد أبوعلي مصطفى.. ولكل الشهداء
وإننا حتماً لمنتصرون
منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال
28/8/2017